شخصية فكرية خلافية تؤخذ أفكاره بالكثير من الريبة في وطننا العربي، مثله مثل محمد أركون ونصر حامد أبو زيد ومحمد الشرفي، لما تعرفه طروحاته من جرأة في قراءة المقدس وما جاورها من بحوث متعلقة بالتفسير والتأويل.
فهو إما معادٍ للإسلام من قبل البعض أو أن أفكاره غير أصيلة ولا مجددة، كما يقول السيد ولد أباه، وقد سبقه إليها محمد أركون، وأن المؤدب ليس سوى واحد من الذين خرجوا من عباءته مثله مثل عبد المجيد الشرفي أو مالك شبل أو رشيد بنزين.
وتبقى الفكرة الأكثر شبهة عند المفكرين الإسلاميين ما ردده في بعض مؤلفاته من ضرورة مراجعة فكرة "خلق القرآن" عند المعتزلة إذا أريد للإسلام أن يتخلص من طابعه الأصولي ويدخل التفكير الإسلامي مرحلة التنوير.
ضمّن المؤدب أفكاره في مؤلفات أشهرها ما سماه "مرض الإسلام" الذي يرى ضرورة تخليصه من "الميتافيزيقيات" الكبرى لحمايته من السقوط في التأويلات المتطرفة التي أرجع إليها أصل التخلف والتعصب والجمود
يؤكد في أكثر من موضع على الأصول اليهودية للإسلام، حتى أنه صرح في أحد الحوارات قائلا "إنني أذكر كل مسلم بأن الإسلام هو وليد اليهودية، وبأن اليهود لا يمكن أن يكونوا أعداءنا لأنهم آباؤنا".
وتشكل هذه الأفكار الصادمة -وبعضها رائج- مأزقًا معرفيا وعقديا عندما تأتي من مفكر كبير ومعروف مثله، مما دفع باحثا مغربيا مثل أحمد القديدي إلى اعتباره قد مرّ في مشروعه من لحظة التنوير إلى لحظة التدمير واعتبره يغازل بتصريحاته حول الإسلام اليمين المتطرف في الغرب، وقد وصل به الأمر إلى التشكيك في علمية خطابه.
رحل عبد الوهاب المؤدب وترك أسئلته معلقة، كما رحل من قبله فرسان التنوير المعاصر مثل محمد أركون ونصر حامد أبو زيد ومحمد عابد الجابري، ليبقى السؤال الأكثر حرجا هو: هل ما زال المشهد الثقافي العربي اليوم قادرا -براهنه المأزوم- على إنتاج عقول جريئة بذلك المستوى؟
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق