الخميس، 29 أكتوبر 2020

مخاطر مفهوم الجدارة بين النخب في الغرب والشرق

 يقبل الناس الاختلافات في الأجور ولكنهم يريدون إظهار الكرامة والاحترام للجميع. فالمجتمعات التي يُمنح فيها عمال النظافة الجيدون الاحترام بقدر الأطباء الجيدين تكون أكثر سعادة من تلك المجتمعات التي يظهر فيها الناس ازدراء للأقل موهبة والتي يقبلون فيها بسهولة أكبر التباينات في الأجور. لقد تراجع كثير من الأساليب التي جرى بها تعزيز هذا الاحترام، من خلال المشاركة في الألعاب الرياضية أو الخدمات الدينية.

من الواضح أن تحسين الفرص التعليمية، بحسب جدال توني بلير، أمر حيوي. ولكن إذا أصبحت المعركة هي التدافع على السلم الوحيد إلى القمة في السياسة أو الأعمال التجارية، فإن الجدارة ستؤدي حتماً إلى الغطرسة، كما توقع يونغ.

من المحتمل أن تكون الصين على النقيض من حجتي، وهي دولة تبنت مبدأ الجدارة منذ ألف عام أو أكثر. لا أحد يستطيع أن يشك في العيار الفكري للنخب في الصين، ولا في نجاحها في تأمين المزايا لأبنائها. فعندما زرت جامعة إقليمية في الصين قبل بضع سنوات، ودعني الرجل الثاني في التسلسل الهرمي الإداري، وهو عالم يحظى باحترام كبير، وقال إنه يأمل في رؤيتي في لندن. سألته: «ما الذي قد يأتي بك إلى لندن؟». أجاب: «ابني على وشك الانتهاء من دراسته في إيتون». هل ستنجح الصين في تجنب الانقسام الذي أصاب الغرب؟ إذا تمكنت من الجمع بين مزايا الجدارة دون غطرسة النخب، فقد يظل نموذجها السياسي قائماً. بالنسبة للغرب، الإجابة لا تكمن في الحد من عدم المساواة الاقتصادية فحسب، بل أيضاً في خلق شعور بأن كل شخص مهم بنفس القدر.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق