الثلاثاء، 6 أكتوبر 2020

رشيد بنزين مغربي الإسلام الليبرالي / مالك شبل.. جزائري دعا إلى "إسلام التنوير"

 يحاول الإسلام الليبرالي أخذ بعين الاعتبار القضايا التي تطرحها الحداثة. وفي الوقت عينه، يُخضِع الإسلام الليبرالي القرآن والتقاليد للتحليل النقدي، لا سيما عبر مجهر العلوم الإنسانية، كما يقترح قراءات أخرى. في النهاية، يُقدر الإسلام الليبرالي حقوق الإنسان والمساواة بين الرجال والنساء، والتعددية الدينية، وحرية المعتقد، وكل الأسئلة التي تُطرحُ على المؤمن الذي يريد أن يعيش دينه في مطلع القرن الحادي والعشرين.

كيف يجب قراءة الكتب المقدسة الإسلامية للوصول إلى تصور للدين من هذا النوع؟

أولا، يجب أن نحاول تخصيص الكثير من الجهد لفهم القرآن، لا سيما سياقه الأول. عندما تُنْجزُ دراسات تاريخية حول القرآن، حول الحقبة الأولى التي يطلق عليها الإسلامي البدائي، يُكتشف أنها فترة غير واضحة. القرآن هو أول كتاب عربي كبير، ولدراسة تلك الفترة لا نملك غير هذا المصدر (القرآن). إضافة إلى ذلك، فالتقاليد الإسلامية تشير إلى أن القرآن صيغ بعد قرنين من نزوله. وكان المجتمع العراقي، ببغداد، هو المكلف بصياغته منذ سنة 750 ميلادية، ومع ذلك، ووفقا للتقاليد الإسلامية، نزل القرآن ما بين 610 و632 ميلادية. ما يعني أنه ما بين 623 و750 ميلادية لم نحقق أي تقدم كبير فيما يخص التوثيق والآداب. ساد صمت كلي. عندما ندرك كل هذا، يمكننا البدء في العمل على النصوص. إنه عمل ضخم.

ردد الرئيس الفرنسي، إمانويل ماكرون، في مناسبات عدة أنه يريد التأسيس لإسلام فرنسي. غير أن الباحثة المتخصصة في الشؤون الإسلامية بفرنسا، رزيقة عدناني، اعتبرته مقترحا طوباويا، وأنه بعيد كل البعد عن أن يكون «حلا للسلفية والتطرف»، كما جاء على لسانها في العديد من وسائل الإعلام. ما رأيك أنت؟

فرنسا دولة علمانية، لديها قانون سُنّ سنة 1905 يفصل الكنيسة عن الدولية. الآن يعيش 6 ملايين مسلم بفرنسا. كيف يستطع هؤلاء الاندماج والتعايش في بلد فَرَضَ قيودًا على الدين؟ 

كبر مشكل يطرحه تنظيم الإسلام هو أن تياراته المختلفة تجد صعوبة في التحاور فيما بينها. عندما يرفض الأشخاص التحاور فيما بينهم، من الصعب أن يَنْتظِموا. ورغم الفصل الذي سنه قانون 1905، إلا أن الدولة في حاجة إلى محاوَرين في بعض القضايا، مثل الأخلاق وتنظيم العبادات. والإشكالية هي شرعية المحاوَرين. أعتقد أنه، بدل البدء بمؤسسة وطنية، يتعين علينا أن نبدأ من المؤسسات المحلية، ومن الإدارات، جهة بجهة، في أفق إنشاء مؤسسة تمثل كل المسلمين بدون استثناء.

+++++++++++

مفكر جزائري أقام في فرنسا، واختص في الأنثروبولوجيا ودراسة الأديان، عرف بأفكاره التي تدعو إلى "الحداثة الإسلامية"، وهو صاحب فكرة "إسلام التنوير".

 بأفكاره التحررية وبتكسيره لبعض المحاذير في المجتمع العربي والإسلامي، فقد تناول في كتبه وبحوثه مواضيع مثل الجسد والرغبة وغيرهما من الممنوعات الكثيرة، وهي مواضيع أثارت الكثير من الجدل.

"الإسلام العصري"، وهو من دعا إلى تبني "إسلام التنوير" في وجه ما يسميه الصيغة الظلامية التي يرى أن المتطرفين يقدمونها على أنها الصيغة الأصلية والصحيحة للإسلام.

غير أن شبل يرى نفسه -كما قال في حوار سابق لصحيفة "الجزائر نيوز"- باحثا أكاديميا مختصا في الحضارة الإسلامية وليس مختصا في الدين من منظور فقهي شريعي، وقال إنه لا يتطرق في مجال بحوثه لمفاهيم، مثل الألوهية والنبوة والإيمان والعبادات.

واعتبر في ذلك الحوار أن لدى الغرب رغبة خفية بأن تبقى صورة الإسلام على ما هي عليه اليوم من تخلف وتطرف، ودعا المسلمين إلى أرضية تفاهم وتقارب بينهم تجعلهم متحدين بدلا من التناحر بينهم.

وكان شبل معروفا في الجامعات الفرنسية والأوروبية وحتى في العالم العربي نظرا لمساهمته في التفكير حول الإسلام والحداثة، وهو ما مكنه من الانضمام إلى مجموعة الحكماء المكلفة بالتفكير حول العلاقة بين ضفتي البحر الأبيض المتوسط.

ا أشاد عميد مسجد باريس دليل أبو بكر بخصال المفكر الجزائري، وقال إنه يجسد "نظرة متفتحة وعصرية" للإسلام.

2016 توفي


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق