الجمعة، 12 مارس 2021

مخترع الويب يدعو إلى وضع حد لبدعة سيطرة عمالقة الإنترنت ********

 شركات الإنترنت العالمية تمارس سيطرة شبه كاملة، كما تتمتع بقوة اقتصادية مدعومة بسلطة سياسية.

قال تيم بيرنرز لي، مخترع شبكة الويب العالمية، إن هيمنة عمالقة الإنترنت هي “بدعة” لا يجب أن تدوم، مضيفا أن التغيير العاجل ضروري لتحسين الفجوة الرقمية في وصول الشباب إلى الإنترنت.

 اخترع شبكة الويب العالمية “WWW” في عام 1989، إنه يشعر بعدم الراحة، وهو شعور بأننا بحاجة إلى قلب الأمور لتغييرها، وقد أدت الحوادث البارزة مثل الخلاف بين فيسبوك وأستراليا الذي أدى إلى حجب الشبكة الاجتماعية لخلاصات الأخبار في البلاد إلى قيام العديد من المواطنين والحكومات بإعادة فحص علاقاتهم مع شركات الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي العملاقة.

تنتقد شخصيات كثيرة علانية حاليا تركيز الإنترنت في أيدي بعض الجهات العملاقة غوغل وأبل وفيسبوك وأمازون في الولايات المتحدة، وبايدو وعلي بابا وتنسنت وشاومي في الصين.

وباتت هذه الشركات تمارس سيطرة شبه كاملة كل في مجالها، كما تتمتع بقوة اقتصادية تترجم بسلطة سياسية قوية بعيدة عن المُثل التي كانت تحرك شبكة الإنترنت في بداياتها. وأقر بادي كوسغرايف مؤسس قمة الإنترنت أن القطاع يجتاز “مطبّات” حاليا، قائلا “هذه مرحلة للتفكير. كل التقنيات الجديدة تمر بمراحل متشابهة (…) مع اختراع الطباعة حل محلّ حماس البدايات مع الوقت الخوف من التبعات السلبية المحتملة. وفي نهاية المطاف سار كل شيء على ما يرام”

 الاعتراف بالإنترنت كحق أساسي، على غرار النظرة إلى الكهرباء في القرن الماضي، كان أمرا حيويا، لاسيما في عالم يتشكل بشكل متزايد من قبل أولئك الذين لديهم إمكانية الوصول إلى الويب، وأضاف “الشيء الوحيد العقلاني هو أن الأمور ستتسارع وستستمر في التسارع، نحن نمر بتغيير تدريجي آخر في السرعة التي يتغير بها العالم”.

في رسالة نشرتها صحيفة “الغارديان” البريطانية بمناسبة مرور 32 عاما على تأسيس الويب قال بيرنرز لي إن “عددا كبيرا جدا من الشباب حول العالم غير قادرين على الوصول إلى الإنترنت، ويجب أن يكون وصولهم للإنترنت أولوية في حقبة ما بعد كورونا”

وأوضح أن “ثلث الشباب الذين تتراوح عمارهم بين 15 و24 عاما لا يمكنهم الوصول إلى الإنترنت لمشاركة مواهبهم وأفكارهم”، وقال إن الكثير منهم يفتقرون إلى الأجهزة وإلى الاتصال بالشبكة.

أضاف أنه “في الواقع، فقط ثلث الأشخاص دون سن 25 عاما لديهم اتصال بالإنترنت في المنزل، وفقا لليونيسيف، مما يترك 2.2 مليار شاب دون الإنترنت الذي يحتاجونه للتعلم”.

الوصول إلى الويب يجب أن يكون حقا أساسيا للشباب، على غرار التعليم، وإذا كان نصف جيل من الشباب غير قادرين على استخدام الأدوات اللازمة للازدهار في عالم رقمي، لتعلم مهارات جديدة وإدارة الأعمال وبناء المجتمعات والمشاركة في النقاش الديمقراطي، فإن المجتمع ككل سيفقد مواهبهم وأفكارهم”.

وحذّر بيرنرز لي من أن الشبكة “لا تعمل بالشكل المطلوب” للنساء، لا بل تغذّي حقبة جديدة من الانتهاكات بحقّهن.

في تقييم قاتم نشرته “وورلد وايد ويب فاوندايشن”، وهي منظّمة أسّسها بيرنرز لي للدفاع عن مجانيّة الشبكة العنكبوتية وانفتاحها أمام الجميع، أشار إلى أن هناك “منحى خطيرا” من الانتهاكات يهدّد أي تقدّم في مجال المساواة بين الجنسين. وكتب “الشبكة لا تعمل بالشكل المطلوب للنساء والفتيات”

ومنذ بداية أزمة كوفيد ــ 19، قفز استخدام الإنترنت بنسبة 70 في المئة، وزاد استخدام تطبيقات الاتصالات بنسبة 300 في المئة، وأدوات التعاون الافتراضية بنسبة 600 في المئة. وزاد استخدام بعض خدمات بث الفيديو بـ20 ضعفا. في المقابل، يمتلك نصف العالم اتصالا بالإنترنت. ومن بين 25 دولة أقل اتصالا، توجد 21 في أفريقيا.

وكان الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش اعتبر أنه “ما لم نعالج انعدام الاستقرار وانعدام المساواة في المجال الرقمي فسيستمران في التفاقم في المجال المادي”، محذرا من أن الفجوة الرقمية تهدد بأن تصبح “الوجه الجديد لانعدام الأمن والصراع”.



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق