الأربعاء، 10 مارس 2021

إذا كان هناك إله؛ فسيطرح ذلك سؤالا عما إذا كان سيتقيد بالقوانين والقواعد العلمية، كقوانين الفيزياء أم لا

 إذا كان هناك إله، فهل ستكون قدراته مقيدة بقواعد الفيزياء وقوانينها؟

 بدون لقب  أينْشتاين

 إذا كان هناك إله خلق الكون بأسره، ووضع كل ما فيه من قوانين تختص بالفيزياء والطبيعة؛ هل يتقيد هذا الإله بالقوانين التي وضعها هو نفسه؟

أم أن بمقدوره إبطال مفعول قوانينه؛ كأن يتحرك بسرعة تفوق سرعة الضوء، ما يجعله قادرا على الوجود في مكانيْن في آن واحد؟ هل يمكن أن تساعدنا الإجابة على هذا السؤال، على إثبات ما إذا كان هناك إله أم لا؛ أم أننا هنا بصدد نقطة يتقاطع فيها الإيمان الديني بالمنطق التجريبي العلمي؛ دون أن تكون هناك أي إجابة حقيقية؟".

 أن الأحداث المأساوية كالأوبئة، غالبا ما تدفعنا للتساؤل عن مسألة وجود إله؛ فإذا كان هناك إله رحيم، فما السبب يا ترى في حدوث كارثة كهذه؟ ويبدو من المثير والممتع، في الوقت نفسه، أن يتمعن المرء في أبعاد فكرة أن الإله، ربما يكون "مقيدا" بقوانين الفيزياء، التي تحكم كذلك مجاليْ الكيمياء والأحياء، وبالتالي العلوم الطبية.

فإذا لم يكن الإله قادرا على كسر قوانين الفيزياء؛ ربما سيدفعنا ذلك للقول، إنه ليس بالقوة التي يُتوقع من كائن أسمى وأعلى أن يكون عليها. أما إذا كان بمقدوره تجاوز هذه القوانين؛ فلماذا لم نشهد في الكون من قبل أي دليل يثبت حدوث كسر لأيٍ من قوانين الفيزياء؟

 هل يمكن للإله التحرك بسرعة تفوق سرعة الضوء، التي تبلغ 186 مليون ميل في الثانية (299,500 كيلومتر في الثانية)؟ لعلنا نذكر أننا نتعلم في مدارسنا، أنه لا يوجد ما يمكنه الحركة بسرعة تفوق سرعة الضوء،

 وُجِدَ الكون الذي يمكننا إدراكه، قبل 13.8 مليار سنة. فوفقا للنظرية التقليدية التي تتحدث عن أن الكون نشأ نتيجة حدوث ما يُعرف بـ "الانفجار العظيم"، وبافتراض أن الضوء يتحرك بسرعة 186 مليون ميل في الثانية الواحدة، يمكننا القول إن الضوء قطع منذ ذلك الحين، مسافة قدرها 13 وأمامها 22 صفرا من الكيلومترات.

وفي ضوء أن الكون يتمدد بمعدل يصل إلى 70 كيلومترا في الثانية لكل مليون فرسخ فلكي، ما يعني أن المسافة إلى حافة الكون تبلغ بالتقديرات الحالية 46 مليون سنة ضوئية، وبناء على أن حجم الفضاء يزداد بمرور الوقت، يعني كل ذلك، أنه بات يتعين على الضوء الآن، الانتقال لمسافة أطول للوصول إلينا.

أكثر من ذلك، لا بد أن نقر بأن الكون أكبر بكثير، من تلك الأجزاء التي نستطيع أن نراها منه. فأبعد ما يمكن أن نرصده فيه، مجرة يُطلق عليها اسم "جي إن - زد11"، والتي تم رصدها باستخدام تلسكوب هابل الفضائي. وتقع هذه المجرة على بعد نحو 13.4 مليار سنة ضوئية من الأرض. بعبارة أخرى، يستغرق الضوء 13.4 مليون سنة، للوصول إلينا قادما من تلك المجرة. المفارقة أنه عندما "انبعث" الضوء للمرة الأولى، كان البعد بين هذه المجرة، ومجرتنا "درب التبانة"، لا يتجاوز قرابة ثلاثة مليارات سنة ضوئية.

 إذا كانت قوانين الفيزياء سارية بشكلها الذي نعرفه في مختلف أرجاء الكون، أم أنها "تُخرق" في بعض المناطق الكونية، أو أن لكل منطقة قوانينها الفيزيائية الخاصة. ويقودنا ذلك في كل الأحوال، للحديث عما هو أكبر من الكون نفسه.

الأكوان المتعددة

يعتقد الكثير من علماء الكونيات، أن كوننا قد يكون مجرد جزء من كون أكثر اتساعا، أو من "وجود متعدد الأكوان"، تتعايش فيه أكوان مختلفة دون أن تتفاعل مع بعضها بعضا. وتبدو هذه الفكرة، مدعومة بنظرية "التضخم الكوني"، التي تشير إلى أن الكون تضخم بشكل هائل، وفي غضون الثانية الأولى من عمره. وتكتسب هذه النظرية أهميتها من كونها، تقدم تفسيرا للسبب الذي يجعل الكون، يأخذ الشكل والبنية التي نراها الآن من حولنا.

 الأمور المزعجة لعلماء الكونيات، حقيقة

 كوننا يبدو وكأنه أُعدّ بدقة بالغة لكي توجد فيه الحياة بصورتها الحالية. فالجسيمات الأساسية التي نشأت بفعل حدوث "الانفجار العظيم" احتوت على الخصائص اللازمة لتكون الهيدروجين والديوتيريوم، وهما العنصران اللذان تشكلت منهما النجوم الأولى على الإطلاق.

هل يمكن لفيزياء الكم أن تساعد على تفسير فكرة وجود إله يستطيع أن يصبح في مكانيْن في آن واحد؟

في واقع الأمر، ما نتحدث فيه يشكل مسألة يختلف فيها العلم مع الدين. فالعلم يحتاج إثباتات وأدلة، بينما تحتاج المعتقدات الدينية للإيمان بها. وبينما لا يحاول العلماء إثبات وجود إله من عدمه، لأنهم يعلمون أنه لا يمكن تأكيد مثل هذا الوجود عبر أي تجربة علمية مهما كانت؛ لا يهمك - إذا كنت مؤمنا بوجود إله - طبيعة ما يكتشفه العلماء بشأن الكون. ويعود ذلك لأنك ترى أن أي شيء يوجد في كوننا سيتوافق مع وجود إله، ما يعني أن رؤانا حيال هذا الأمر، سواء كانت ذات طابع مادي فيزيائي أو غير ذلك، تعتمد في نهاية المطاف، على الزاوية التي ينظر منها كل منّا له.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق