الأربعاء، 17 مارس 2021

العنف واليسار الراديكالي . حزب العمال الكردستاني

 ارتكاب جرائم جماعية بغض النظر عن ديانة القائم بها، توصف هذه الجرائم بأنها جرائم بسيطة، أو أن أسبابا نفسية دفعت فاعلها إلى ارتكابها، لكن الأمر يختلف، عند ارتكاب مثل هذه الجرائم من قبل شخص مسلم، ليتم الربط بين الإرهاب الإسلامي والجريمة.

 بدلا من الربط بين الإسلام والعنف

الربط بين العنف والتيارات السياسية الأخرى،

العنف أفيون اليسار.

هناك مسوّغات حقوقية وعدلية لاستخدام العنف، غير أن القدسية التي يحظى بها، واعتباره منطقا سياسيا للاستعلاء ووسيلة للضغط على الآخرين لإجبارهم على قبول برامج معينة، ليست إلا شكلا من أشكال الاستخدام الظالم للعنف.

بالطبع هناك منافسة بين الأديان المختلفة والأيديولوجيات السياسية المختلفة في استخدام العنف وتشريعه أو تقديسه لإجبار الآخرين على الإيمان بهذه الأيديولوجيات وقبول هذه الادعاءات.

 لا داعي لتمثيل دور الملائكة، في ظل معرفتنا بأن العنف جزء لا يتجزأ من تاريخ الإنسان. غير أن عنف اليسار، سواء على المستوى النظري أو التطبيقي، يتعدى موقعه ويطمح إلى بلوغ ما وراء الحق.

بغض النظر عن الرغبة في الوصول إلى السلطة والأفكار الثورية والمطالب المتعلقة بالعدالة الاجتماعية التي يحتويها العنف، الذي يسوق له على أنه أساس الوقوف في وجه عنف الدولة والرأسمالية، ما هو إلا ملخص لعلاقة العنف مع اليسار، التي يمكن تشبيهها بمسلسل "العشق الممنوع".

إن هذا الكفاح والنضال الاشتراكي سينتهيان في أحسن الأحوال بإقامة دكتاتورية البروليتارية

ومن الواضح أن الفكر الثوري، إلى جانب كونه يوحي بتغيير النظام، يشير في طياته وبشكل مطلق إلى العنف. وإذا نظرنا إلى التاريخ، سوف نجد أنه قبل وأثناء وبعد كل ثورة، لا بد من حدوث مجازر قتل جماعية.

وعلى مدى التاريخ، بداية من الثورة الفرنسية، مرورا بالثورة البلشفية، وما بعد تأسيس الاتحاد السوفياتي، ترسّخت في الأذهان فكرة أنه لا يمكن حدوث ثورة دون إراقة دماء.

خيار محاولة إضفاء قدسية على إراقة هذه الدماء، والإدعاء بأنه من أجل حدوث تغيير كبير ينبغي تغيير اللاعبين وإحداث تغييرات في الوظائف والمهام المنوطة بهم، وإعلاء هذه الأفكار.

كما تتواصل إراقة الدماء حتى إبان الثورات للحفاظ على ما تم الوصول إليه. ويتجلى تصوير هذه الدماء على أنها ضرورة للوصول إلى هدف اللاهوت اليساري،

يؤثر الميل إلى العنف الذي نلاحظه عند بعض المنظمات اليسارية الراديكالية، بما في ذلك تلك التي تدمن العنف، بشكل يغلق جميع الأبواب أمام النقاشات السياسية التي قد تنتج عنها حلول، سلبا في المجتمع.

حزب العمال الكردستاني

فقد شن الحزب، الذي نشأ في بدايته بأيديولوجية ماركسية لينينية، صراعا مسلحا ضد الحكومة التركية منذ عام 1984 وذلك في إطار مساعيه للحصول على دولة مستقلة للأكراد في تركيا.

ولقي أكثر من 40 ألف شخص حتفهم منذ اندلاع الصراع بين الطرفين الذي وصل إلى ذروته أواسط تسعينيات القرن الماضي.

ودُمرت آلاف القرى الكردية في جنوب شرقي وشرقي تركيا، مما اضطر مئات الآلاف من الأكراد للنزوح إلى اجزاء اخرى من تركيا.

غير أن حزب العمال تراجع عن مطلبه الأولي باستقلال المناطق الكردية داخل تركيا، وصار يدعو إلى حصول الأكراد الأتراك على الحكم الذاتي.



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق