الأحد، 14 مارس 2021

حضور الإسلام في المنظومة الإقليمية

 حضور الإسلام في المجال العام والخطاب السياسي شهد تراجعًا حادًّا في عدد من الدول العربية في السنوات العشر الأخيرة التي أعقبت ثورات الربيع العربي والثورات المضادة لها وما تخلّلهما من تدافع بين تمثلات مختلفة من الحضور الإسلامي ووطنيات شرسة وليبرالية مرتبكة.

حضور الإسلام بوصفه مصدرا لهوية جامعة عابرة للحدود الوطنية ومؤسسة لإطار قانوني ومؤسسي وقيمي للعمل الجماعي بين الدول ذات الأغلبية المسلمة ولتفاعلها مع الدول الأخرى، وحضور الإسلام بوصفه مصدرا ومرشدا لتشكل المصلحة الوطنية للدول ذات الأغلبية المسلمة بشكل منفرد أو على الأقل كقيد على بعض الاختيارات المتاحة لتحقيق مصالح وطنية مشكلة ماديًا (الأمن والاقتصاد)، وحضور الإسلام بوصفه مصدرا لحشد الموارد المعنوية والمادية لتنظيمات سياسية واجتماعية تعبّر عن رغبة قطاعات من المجتمعات المسلمة في العمل التنظيمي لدفع، واستشكال وأحيانًا كثيرة منافسة الدولة في كل من المستويين الأول والثاني، وحضور الإسلام في مستوى التشريعات المحلية والقيم والمظاهر العامة والعلاقات الاجتماعية، وحضور الإسلام في مستوى التدين الفردي كمرشد للسلوك الشخصي والاطمئنان الروحي.

"قائد دولي ديمقراطي/ليبرالي يقود تحالفا من الديمقراطيات لمواجهة قوى الاستبداد وإنقاذ المنظومة الدولية الليبرالية" (Liberal International Order). وهذا يضع عبئًا إضافيًا على حلفاء الولايات المتحدة في المنطقة. ففضلا عن القيود المتوقعة على حركة هذه الدول على المستوى الإقليمي سيكون هناك أيضًا ضغط ما على علاقاتها بمجتمعاتها، وهو ما عبّرت عنه الإدارة الأميركية بشكل واضح عندما أشارت إلى ضبط العلاقة مع المملكة العربية السعودية ليس طبقًا لمصالح الولايات المتحدة فقط بل وفقًا لقيمها أيضًا.

مستوى الإدماج والقبول الداخلي بقيم المنظومة من أمن جماعي وانفتاح اقتصادي، وقيم الديمقراطية وحقوق الإنسان.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق