بعدما كان هذا النوع من التطبيع خجولا وبطيئا في سنوات سابقة، ويتم من قبل بعض الحكومات العربية تحت جنح الظلام باعتباره "جريمة أخلاقية وسياسية" يرفضها الشارع والقوى الوطنية والأحزاب والنقابات، باتت الحكومات ترتكب هذه الجريمة الآن في وضح النهار وتحت كاميرات الفضائيات وعدسات المصورين، دون أن تضع في حساباتها الرأي العام من الأصل
هذا التجاهل ليس بسبب حدوث تغير في مزاج الشعوب العربية تجاه التطبيع مع كيان مغتصب ودولة احتلال، لأن جسد الشارع لا يزال سليماً، لكن لأن قوى القهر والآلة الأمنية القمعية التي تمارسها بعض حكومات المنطقة ضد شعوبها باتت تحول دون خروج هؤلاء الرافضين إلى الشارع للتنديد بهذه الهرولة في التطبيع الاقتصادي والسياسي رغم استمرار إسرائيل في احتلال الأراضي العربية في فلسطين وسورية ولبنان، ومواصلة خنق الشعب الفلسطيني وتجويعه وحصاره في قطاع غزة والقدس المحتلة ورام الله وغيرها.
بل باتت تلك الحكومات القمعية تحول دون حتى مجرد الاعتراض على ابرام اتفاقات ضخمة يتم عبرها ضخ مليارات الدولارات التي تحتاجها الشعوب العربية بصورة ملحة في صورة أغذية وأدوية وفرص عمل، وذلك في شرايين الاقتصاد الإسرائيلي أكثر من حاجة الإسرائيليين إليها.
كما قامت حكومات أخرى باعتقال رافضي قطار التطبيع وإيداعهم غياهب السجون منذ سنوات طويلة.
وبعد أن شاهدنا قبل أيام الصفقة الأهم والأضخم في تاريخ التطبيع العربي الإسرائيلي بإعلان الإمارات تأسيس صندوق استثمار تُضخ من خلاله 10 مليارات دولار في شرايين اقتصاد دولة الاحتلال ودعم نتنياهو في الانتخابات، وإبرام أبوظبي مئات الصفقات والاتفاقات لضخ مليارات الدولارات في كل القطاعات الاقتصادية داخل إسرائيل، رأينا محطات أخرى في قطار التطبيع المجاني وفائق السرعة رغم المزاعم الأخيرة عن وجود فتور شديد في العلاقات بين الجانبين الإماراتي والإسرائيلي.
الإمارات ودولة الاحتلال تدرسان تدشين عدد من مشاريع البنى التحتية الكبيرة ذات الطابع الاستراتيجي، على رأسها خط سكة حديد يربط الإمارات بميناء حيفا مرورا بالأردن والسعودية، رغم مزاعم الفتور بين الجانبين
المغرب يعلن عن توقيع اتفاقية شراكة استراتيجية بين رجال الأعمال المغاربة والإسرائيليين العاملين في القطاع الخاص، لتعزيز العلاقات الاقتصادية والتجارية
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق