الاثنين، 22 مارس 2021

تراجع الديمقراطية في العالم . كلهم لها وكلهم عليها!

Mar 17, 2021

 أكد أيضا على الحاجة لأن تستخدم المملكة المتحدة نفوذها الاقتصادي والعسكري والدبلوماسي والثقافي حتى تكون "قوة خير في العالم".

 الديمقراطية تواجه أصعب تحدٍ لها منذ نهاية الحرب الباردة

وزير الخارجية البريطاني دومينيك راب

*

 برلمان منتخب يعني أن هناك سلطة حقيقية وصوتاً للشعب بأطيافه المختلفة، يعبر عنها من هؤلاء المنتخبين عبر دوائر وصناديق اقتراع هي الأخرى يتوهم بعضنا أنها شديدة الحياد.

مع السنين زادت حدة المتحدثين والمطالبين بالديمقراطية، وكثرت المقالات والدراسات والكتب، في حين بقي المواطن البسيط في أوطاننا ينكش صفائح القمامة بحثا عن رغيف أو بقايا طعام ليعود به لعائلته.

بعضهم قال بعدها "الديمقراطية ما تطعمش عيش" وكأنها قد تحققت فعلاً وفشلت، مشيرين إلى الحملات الانتخابية لتلك البرلمانات وللصور والشعارات التي تملأ الدنيا من شوارع ومدن وفضائيات ووسائل تواصل.

الديمقراطية التي يقرأون عنها في الكتب هي مجرد يوتوبيا أو مثالية لم تتحقق بعد، وهل يشرحون لهم أن صناديق الانتخابات لا تعني أن هناك ديمقراطية، وأن الأصوات "الرادحة" في البرلمانات لا تعني أن صوت الناس أو بعضهم قد وصل وأصبح له قيمة ما.

لا تكثروا من المثاليات حتى لا تصابوا بخيبة الأمل بعد كل تضحياتكم الكبيرة، فلا توجد ديمقراطية حقيقية في أي مكان.

 نخبتكم الجالسة خلف يافطات الأحزاب والمعارضات والثوريات وتلك الحاملة لقب مثقف أو خبير، حتى كل هذه الشخصيات كثيراً من الأحيان لا تؤمن بالديمقراطية، بل ترددها كشعار، وعند أول منعطف يخرج ذاك المختبئ داخلها، ذاك الدكتاتور الصغير الباقي فينا جميعا الذي يذكر صاحبه "أنت أو لا أحد"، أو على أقل تقدير "أنت الأكثر فهماً ومعرفة وخبرة والأجدر بالمنصب القادم".

هم أيضاً يطالبون بسقوط الأصنام ليجلسوا هم مكانها ولتكريس الأصنام وعبادة الفرد وطريق الرأي الواحد وأن تكون معي أو ضدي فلا ثالث لهم، هم أيضا مصابون بالداء نفسه، وفي كثير من الأحيان دون أن يدركوا، وأحيانا مع سبق الإصرار والترصد، فالحديث عن الديمقراطية ليس كممارستها أو أنها أصبحت أيضا جزءاً من "الكلمات الموضة" والشعارات الرنانة للوصول إلى الكرسي الوثير ثم تنتهي تلك المسرحية! لا ديمقراطية إلا بديمقراطيين حقيقيين فارحمونا.




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق