الاثنين، 11 يوليو 2022

تهاوي أخلاقيات الرأسمالية

Apr 22, 2020

بعد انهيار الاتحاد السوفياتي، خرج مبشرون نظروا لنهاية التاريخ، وصدرت كتابات أدانت الفكرة الإشتراكية، بعد أن جعلت المصير السوفياتي، حصيلة حتمية، ومآلاً أخيراً ينتظر كل تجربة اشتراكية لاحقة. كانت حقبة التسعينيات من القرن الماضي،  لحظة انتصار سارعت إلى توظيفه "المنظومة" الأميركية أولاً، ثم أخذته إلى أمركة سياسية دولية أزاحت الستار عن عناصر عديدة من لا أخلاقية الرأسمالية.

وأن نصر المركز الرأسمالي كان نصراً مؤقتاً، لم تتأخر العدوانية "الربحية" عن المسارعة لاستثماره استثماراً متوحشاً، من خلال الآلة العسكرية، ومن خلال التلاعب بالاقتصاد الدولي وبالبيئة العالمية، وبالعلاقات التجارية والسياسات المالية. لقد أعاد الاستثمار هذا الاعتبار إلى مبدأ النظرات الإشتراكية بسبب من "عشوائية" نظراته، واكتشف من صفق للانتصار الرأسمالي الحر، أن الحرية المتاحة رأسمالياً، هي "حرية أن تموت جوعاً" حسب القول الماضي هذا، أو أن تخضع للإفقار الذي يلامس حد الموت، حسب محصلة السياسات الرأسمالية التي أسقطت مقولات "العقل الرأسمالي" ذاته، مع ما حملته نظرياته من وعود أخلاقية وإنسانية. لقد كان من شأن جلاء الصورة الواقعية العالمية، أن يعيد مسألة التناقض والصراع الاجتماعي إلى قلب النقاش، وأن يطرح على المشتغلين بالنظريات الاجتماعية وسياساتها مهمات قراءة مضامين الصراع وتناقضاته قراءة راهنة متحررة من وعود الاشتراكية المقولبة والمنمطة والمنمذجة، ومتحررة في ذات اللحظة من أوهام الحرية والفردية والإنسانية ...المعروضة كبضاعة رأسمالية مزورة ومغشوشة.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق