بيان تجلي الحق في الوجود يفرق ابن عربي بين ذات الحق وصفاته، فالله عز وجل مفارق للكون بذاته
نظرية ابن عربي تكاد تتطابق مع نظرية الفيض الإلهي لأفلوطين
منزه ومشبه في الوقت نفسه
فمن يعبد الصنم لا يعبد الحجر، وإنما يعبد تجلي صفة الله البادية في الحجر
وحدة الاديان من يعتنق فكرة عدم وجود إله إنما يعبد تجلي الله في منطق تلك الفكرة، ومن يعتنق اللا أدرية إنما هو ساقط في الحيرة بين تجليات الله المتقابلة "زدني فيك تحيرا". ولذا يقول ابن عربي "ما عُبِدَ غيرُ الله في كل معبود". فكل الديانات إذن تعبد الله، ولكنها عبادات ناقصة، فأرباب تلك الديانات – وإن أدركوا تجلي الله في معبودهم – جهلوا تجلي الله في باقي الكائنات فضلا عن الذات المنزهة. فمن يعبد الشمس غاب عنه تجلي الله في القمر والنجوم، ومن يعبد الصنم غاب عنه تجلي الله في الشجر والجبال، بل وفي نفسه أيضا.
أثنى ابن عربي على قوم نوح إذا قال إن "نوحا مدحهم بلسان الذم"، وإن هلاكهم بالطوفان كان غرقا في "بحار العلم بالله" لما عاينوه من تجليات الله في جانب التشبيه. إذن فقوم نوح (وربما يخص منهم المؤمنين بالأصنام بصدق، المبصرين تجليات الله فيها) مصيبون في موقفهم ولو جزئيا، ولن ينالوا نظير تمسكهم بالتشبيه إقصاء عن الله (على العكس يغرقون في بحار العلم بالله)، لكن ذلك لن يبرر لهم البقاء بعد أن تجاوزهم الزمن، فلا بد أن يجرفهم طوفان التاريخ كأي يمين سياسي واجتماعي يتشبث بالماضي متحديا الزمن.
هذا عن الصراع بين القضية (التشبيه) ونقيضها (التنزيه)، أما المرحلة الثالثة والأخيرة في هذا المثلث الجدلي (أي المركب بينهما) فلن تتحقق إلا بعد أن تستنفد فكرة التنزيه المطلق إمكاناتها وتفصح عن تناقضاتها الداخلية، عندئذ يتم استنباط التركيب بين القضيتين
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق