الجمعة، 8 يوليو 2022

الموت.. خوف غير مبرر **********

Jul 14, 2020

فالموت طبيّاً هو إما سريري أو بيولوجي، ودينياً هو خروج الروح أو تدويرها أو تناسخها أو عودتها، والخوف منه لا يزال غامضاً، ورغم محاولة علماء النفس تقديم الإجابة عن سبب الخوف، إلا أن أطروحاتهم غير مقنعة لي للأسباب أدناه:

 ـ الإنسان يخاف من الموت لخوفه من المجهول، لكني أقول: إن كان هذا الإنسان وجودياً فلا داعي لخوفه لعدمية ما بعد الموت، وإن كان ميتافيزيقياً فينتفي المجهول.

 الخوف من فراق الأحبة، وأقول: لو كان وجودياً فسيركن للعقل لا العاطفة، وإن كان روحانياً فيقيناً أرواحهم مرفرفة ولقاؤهم قريب.

3 ـ الخوف من ألم سكرات الموت، فالوجودي يعلم بأن الألم جزء من الحياة، والمؤمن يعلم بأن ما بعد الموت أجلّ وأعظم.

4 ـ الخوف من غياب المعيل والحامي، فالفيزيقي دائم التخطيط ويضع البدائل، والمصدق يضع حمله على المعبود.

5 ـ الخوف من طريقة الموت كالغرق أو الحرق أو غيرها، الوجودي يحاول تقليل فرص حدوثها بتطوير وسائل الوقاية والأمان، والقانت راضٍ بقضاء الله وقدره.

6 - الخوف حباً في الحياة، الوجودي يعرف أن الجسم له صلاحية لا يقدر على تخطيها، والعابد يوقن بأن الأعمار بيد قابضها.

7 ـ الخوف حالة نفسية مرضية (فوبيا)، الوجودي يعالجه باعتباره مرضاً، والمؤمن يكثر من التقرب والأذكار.

لما ذكرته أعلاه أرى أن خوف الإنسان سواء كان وجودياً أو متديناً غير مبرر، أضف لذلك يعدٌّ الموت أكثر حدث يتكرر مذ وعي البشرية وحتى الآن، فيفترض اعتياد الجميع عليه.

*

لحظة الموت

May 16, 2018

عبر دواوين شعرنا، ونثرنا، وفننا، خلال منابر الكتابة والطرب، نسمع ونقرأ عن حواء، أو
 ليلى، أو سلمى، أو فينوس.. معشوقة الحلم في معطيات العاشقين.. حضنها واحتضانها، جمالها الآسر، ودلالها.. تأوهاتها، وتنهداتها.. الإبحار في عينيها.. والغرق في بحر حبها. وفي المقابل.. هو نفس الشاعر، والناثر، والمطرب ما أن نخترق جدار أسراره الأسرية حتى يحترق الكثير والكثير من الوهج الوجداني ويتلاشى على نار الغزل المغرق في تفاصيله..
المرأة نفسها التي غنى وتغنى بها ولها ولَهَاً جفت ينابيعه أو كادت، لأنها رهن يديه.. لم تعد ذلك الطيف السريالي الحالم الذي يشده عن بُعد.. ويصده عن قرب.
الأمل في أن نعيش أبداً هو الدافع لأن نعمل.. من نعم الخالق على خلقه أن جعل لحظة الموت في علمه وحده..
ترى لو عرف الواحد منا ساعة وفاته بعد مئتي عام وأكثر، إذاً لضاقت فيه الأرض بما رحبت.. ولتكسرت مجاديف أشرعته.. رغم يقينه أنه لن يتجاوز المئة عام على الأكثر هذا إن قُدّر له.. إن مجرد معرفة الإنسان بيوم رحيله هو البداية الطويلة الثقيلة لنهاية أطول اسمها قلق لا ينتهي.. وحزن لا يجف ولا يخف مداده.. وكوابيس صاعقة ومتلاحقة..

رحم الله امرأ عرف قدر نفسه فأحلّها ما تستحق.
++++++++++++++
المرء يبعث على حاله من الإيمان والموت 


أستغرب وأستعجب من مفاهيم البعض المتعلمنين، ويمتطون المنابر سواء منابر المساجد أو منابر الإعلام بأنواعه المختلفة، وما استجد علينا من وسائل تواصل ونشر جديدة ألا وهي الإلكترونية بجميع أنواعها وأشكالها، ويتفلسفون في تفاسير أحاديث بما لم ينزل الله به من سلطان كحديث الحبيب صلى الله عليه وسلم القائل فيه (يبعث كل عبد على ما مات عليه)، ويفسرونه بأنها حالته عند موته، أي الصفة الأخيرة أو اللحظات الأخيرة قبل موته، فما أن يسمعوا بموت أحدهم مثلا وهو يغني أو يعزف آلة موسيقية إلا ويفسرون بعثه على هذا الحال، علمًا بأن المقصود حاله من درجة الإيمان والعلاقة برب العباد، ويستثنى ما ورد في بعثه على حاله في اللحظات الأخيرة كالشهيد والمحرم الملبي ومن ذكر فيهم الحبيب القول بذلك.

وما أن تسمع من خطأ في التفسير -كما أسلفت- إلا ويتبادر إلى ذهنك أالله يبعث من مات يجامع زوجته أو ماتت هي، وأيهما على هذا الحال المستور في الدنيا حتى يكشف ستره وحياءه يوم البعث الستار، أو حتى من مات على معصية الزنا وتابت شريكته في الذنب أيبعث زانيًا؟، وهي ما القول فيها وقد تابت وحسنت توبتها أو العكس؟.. والأمثلة كثيرة.

الله سبحانه وتعالى أحب الستر وأوصى به وقال بذلك سيدنا وحبيبنا -صلى الله عليه وسلم- فهل عز في علاه يكشف الستر عن عبده المؤمن وإن مات على معصية؟ ولكن نفسه كانت لوامة وتشتاق إلى التوبة لله وقد أقسم المولى جل جلاله بالنفس اللوامة.

هناك أحاديث عدة وعديدة نحتاج إلى إعادة فهمها بالشكل المقصود منها، وليس بأمزجتنا وتفسيرنا نحن، ونطلقها ونسقطها على هوانا ومبتغانا، وأحاديث أنفسنا وما تمليه علينا.

وهناك آيات قرآنية شريفة لا تفهم ولا تفسر إلا من سياقها كآية «ويل للمصلين» وأيضًا هناك أحاديث شريفة تفسر بعضها البعض كحديث «لو كنت آمر أحدا أن يسجد لأحد لأمرت الزوجة أن تسجد لزوجها» الذي يقابله ويفسره ويكمله ويشرحه حديث الحبيب صلى الله عليه وسلم «خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلي» ومعنى ذلك أن من تمتع وتمثل واتخذ الخيرية سلوكا مع أهله وتعامل بها استحق السجود الممنوع وحرام في شريعتنا، وليس كما اتخذه البعض ذريعة للطاعة المطلقة له وهو سيء الخلق والمعشر والعشرة وقد حاك في نفوس بعض النساء ما حاك حول الحديث من جراء تفسيره الخاطئ والظالم لهن.

*
آراء فلسفيـة ” مُلهمــة ” .. عن المـــوت
May 18, 2020

 التعـاطي معه خارج الإطـار الديني يسبب مشـاكل فكـرية وعقائديـة للعديد من المؤمنين المتديّنين من ناحيــة .. والتحدث عنه خارج الإطــار العلمي ، يؤدي أيضـاً إلى تشنّج العلمييــن الذين يؤمنون بالجانب المـادي العضــوي في تفسير كل ظواهر الكون

 الافكار والآراء لا تعبّـــر إلا عن الفيلسوف نفسه

رأي باسكال كان عن الموت هو ان الخير لنا في هذه الحياة هو ان نأمل في حياة اخرى
ليس هناك خير في الحياة إلا الامل في حياة أخرى , ولا يكون المرء سعيداً إلا بقدر اقترابه من هذا الامل , وكما أنه لن تقع ضروب من سوء الحظ لأولئك الذين يمتلكون ناصية اليقين القوى في الأبدية ، فكذلك ليست هناك سعادة لأولئك الذين لا يميلون لذلك 

رأي اسبينوزا هو ان لا نفكر بالموت .. وان العقل البشري لا يمكن تدميره بصورة مطلقة
” العقل البشري لا يمكن تدميره بصورة مطلقة مع الجسم , لكن شيئاً خالداً يبقى منه 
 رأي هيجل ان الموت هو تصالح الروح مع ذاتها :
ان الموت هو الحب ذاته , ففي الموت يتكشف الحب المطلق , إنه وحدة ما هو لإلهي مع ما هو إنساني , وان الله متوحد مع ذاته في الإنسان ,في المتناهي .. عبر الموت صالح الله العالم ويصالح ذاته للأبد مع ذاته “
يقول شوبنهاور في كتاب العالم إرادة وتمثل :
ان المعاناة هي بجلاء المصير الحقيقي للانسان كما يقول انه يتعين النظر الى الموت باعتباره الهدف الحقيقي للحياة لأنه في لحظة الموت فإن كل ما تقرر حول مسار الحياة بأسرها ليس الى إعداداً ومقدمة فحسب و الكفاح الي تجلى في الحياة على نحو عابث وعقيم ومتناقض مع ذاته تعد العودة من رحابه خلاصاً .
رأي نيتشه عن الموت يعبر فيه بنظرية العود الأبدي التي تقول بإن كل شيء يموت وكل شيء يعود وكل الاشياء حتى نحن انفسنا كنا مرات عديدة لا حصر لها حسب اعتقاده :
*
"الموت النفسي"، أي إقناع النفس بالتخلي عن الحياة
الانسحاب الاجتماعي
أسرى الحرب الذي يفقدون القدرة على إظهار عواطفهم ويصبحون غير مبالين بمعاناة الآخرين.
لا مبالاة
يحدث هذا عندما يكون الشخص غير مهتم بالاعتناء بنفسه، لدرجة أنه قد يفتقد الدافع للاستحمام، أو القدرة على القيام بالأشياء الأساسية اليومية، حسب ما يقول ليتش في دراسته.
فقدان الإرادة
عدم القدرة على المبادرة أو اتخاذ قرارات، ويقول ليتش: "هناك شيء مثير للاهتمام في هذه المرحلة، وهو أن عقل الإنسان يصبح فارغا كما أن وعيه يصبح خاليا من المحتوى".
فقدان الطواعية النفسية
الوفاة النفسية
"الاستسلام" للموت الحقيقي، إذ يصف ليتش حالة الشخص الذي يعاني من "الوفاة النفسية" بأنه إنسان خسر تماما إرادة العيش، وسكون ذلك نتيجة صدمة عاطفية قوية.

*Jan 16, 2022
سبينوزا: الموت يأتي دائما من الخارج، فهو ليس جزءا من جوهرنا، لذلك لا يوجد شيء للتفكير فيه ولا سبب للخوف منه.



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق