الجمعة، 29 يوليو 2022

حرب الرموز ***************

نورهان نصار.. لماذا يتحول موت فرد إلى صراع ثقافي؟ وصراع الرموز 

Nov 4, 2020

 معنى الرمز، ومسار تأثيره في حياة الناس، والفارق بين الكائنات المادية ونظيرتها الرمزية؟

صناعة الرموز» و«تشكيل الهوية الجمعية». الغرض من هذا الشرح هو توضيح المسافة بين الحقيقي والاعتباري، انطلاقاً من دعوة - أتبناها شخصياً - لقصر التقديس على ما تقتضي الضرورة الحفاظ عليه مقدساً، من دون ما أضيف إلى قائمة المقدسات بسبب مرور الزمن أو من أجل تعزيز الهوية.

حين تنسج قطعة قماش طولها متر وعرضها نصف متر وتحرقها في الشارع، فلن يهتم أحد بفعلك، وربما قالوا في أنفسهم: هذا شخص أخرق، تنازع مع زوجته، فخرج للشارع كي ينفس عن غضبه.
تخيل الآن لو أن قطعة القماش هذه مرسوم عليها ألوان العلم الألماني مثلاً، وخرجت إلى ساحة بوتسدام وسط العاصمة برلين، وفعلت الشيء نفسه: أحرقت العلم. في هذه الحالة لن يقول الناس إنك أخرق، بل سيأخذك رجال الشرطة إلى المحكمة، حيث تواجه عقوبة قد تصل إلى ثلاث سنوات في السجن. هذا بالطبع ما لم يقتنع القاضي بأنك أخرق بالفعل، وأنك قد أخذت العقوبة سلفاً قبل أن تغادر البيت.

ما الفرق إذن بين قطعتي القماش الأولى والثانية؟
الفرق ببساطة هو توزيع الألوان. الألوان تحول الكائن المادي (القماش) إلى كائن رمزي (العلم الوطني). هذا الكائن الرمزي مرتبط بالهوية الوطنية الجامعة، التي يشعر الناس أنهم ينتمون إليها، أو أنهم يرتبطون ببعضهم من خلالها، أو أنهم مسؤولون أخلاقياً عن حمايتها واحترامها.

 المهاجر الشيشاني عبد الله أنزوروف بنحر صامويل باتي، المعلم في مدرسة بوا دولن، فأثار ضجة في شرق العالم وغربه. الجانب المادي في القضية يتعلق بضحيتين، أما الرمزي فهو يكشف عن انشقاق فرنسا إلى فريقين: اليمين المتشدد يرى فيها أن المسلمين ككل يذبحون فرنسا ككل. فرنسا بما تمثل من ثقافة وتاريخ ونظام اجتماعي ومنظومات قيم خاصة. المسلمون في الطرف الآخر يركزون على «الدافع» للقتل، أي السخرية من الرسول عليه الصلاة والسلام، ويرون فيه تمظهراً لحملة بغضاء تضم غالب الفرنسيين، وبينهم رئيس الجمهورية، الذي تحدث قبل أسبوعين من الحادثة في منطقة قريبة جداً، فقال إن «الإسلام اليوم مأزوم».

 جوهر المشكلة هو المسافة بين فرنسا التقليدية والمجتمع متعدد الثقافات: هل يا ترى تستطيع فرنسا أن تتحرر من ذاتها القديمة، كي تمسي إطاراً يحتضن مواطنيها بكل اختلافاتهم وألوانهم وثقافاتهم؟ لقد أجاب الرئيس ماكرون أنه لا يؤيد هذا الخيار. لكن هل هو خيار فعلاً؟ أم هو المسار الطبيعي لحركة التاريخ؟

بالنسبة للمسلمين فإن جوهر المشكلة يكمن في «الانتقال من شمال باريس إلى وسطها»، أي التخلي عن أوطانهم القديمة، والتعامل مع فرنسا كوطن نهائي، بما ينطوي عليه هذا من تهميش للأعراف المعيقة للاندماج، ومن بينها طبعاً أعراف ذات ألوان دينية أو تعرف بلغة دينية.
هل يستطيع الطرفان اتخاذ القرار؟ أم يتركان المسألة تتداعى من دون قائد مثلما حصل حتى الآن؟

*Jul 28, 2021

لم يعد بالإمكان "انتقاد" الرئيس، ومن يمارس حقه في "نقد" الرئيس والمسؤولين الكبار سيجد نفسه وراء قضبان سجن قد يمتد 4 سنوات، وغرامة مالية بآلاف الدولارات. هكذا يعتقد خصوم مشروع قانون "حماية الرموز الوطنية وتجريم المساس بهيبة الدولة وشرف المواطن"، أو قانون الرموز كما يسميه خصومه في فضاءات التواصل الاجتماعي.

الدين والوطن ثم الرئيس

تقديس الرئيس وحماية الأمن


*Dec 22, 2021





ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق