السبت، 16 يوليو 2022

الفراغ السياسى و الركود السياسي

Feb 21, 2022

 المصرى عاشق للسلطة المركزية ولا يجازف كثيرًا بالانتماء الحزبى الذى يراه نشاطًا تقليديًا أو عملًا ترفيًا، ويدرك فى أعماقه أن تأثير الأحزاب محدود، سواء فى الساحة البرلمانية أو على المسرح السياسى، وتلك خبرة تاريخية عرفناها من دراسة المراحل المختلفة فى التاريخ السياسى المصرى، إذ إنه باستثناء «حزب الوفد» (1919- 1952) لم تشهد «مصر» حزبًا سياسيًا تكوّن بتلقائية، ويكفى أن نتذكر أن زملاءنا من الطلاب العرب كانوا يتندرون علينا فى المرحلة الجامعية قائلين: إن لدى «مصر» حزبين سياسيين كبيرين فقط، هما «الأهلى» و«الزمالك»!

ثانيًا: إن الأصل فى العمل الحزبى أنه المؤهل لتربية الكوادر السياسية،

 أقرب إلى جمعية أهلية منه إلى حزب سياسى حقيقى، إذ إن الفيصل بين الحزب السياسى وغيره من أشكال التجمعات وأنواع التكتلات هو أن الحزب السياسى يهدف إلى الوصول إلى السلطة ويسعى إليها،

 مدارس لتربية الكوادر ومراكز للتدريب السياسى، ولكن الأمر لم يعد كذلك على الإطلاق وأصبحت الأحزاب مجرد هياكل تنظيمية علوية يتصدرها بعض الأسماء التى يفتقر معظمها إلى التاريخ السياسى أو النشاط الحزبى من قبل، لذلك أصبحنا بحق أمام ما أطلقنا عليه (أحزاباً كرتونية) وليست أحزاباً سياسية،

ثالثًا: إن الإجهاد السياسى- إذا جاز التعبير- الذى يأتى فى أعقاب الثورات يؤدى بالضرورة إلى حالة من الركود فى النشاط العام كتلك التى نشهدها حاليًا،

*

 أول أسباب غياب «المطور» السياسي. حيث من الصعب أن ينشأ التنظير السياسي الناجح في ثقافة شعاراتية. المعتقد المحرك للتفكير السياسي هو أن جودة الفكرة كامنة في مدى نفعها، وتحقيقها المصلحة، وليس مدى موافقتها للشعارات المتوارثة.

 المسار السياسي المسموح باقتراحه واحداً لا يتعدد، سواء من طرف السلطة أو من طرف النخبة الإعلامية، فلا سبيل إلى تنظير سياسي شاحذ للتفكير، موحٍ بالأفكار، ملهم للتعديلات والتضبيطات لتحسين المنتج. ما من سبيل بداية. وهو ما يؤدي إلى تعميق وترسيخ ثالث الأسباب في غياب «المطور» السياسي، بريستيج الرفض.

*


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق