May 15, 2022
ينتصر لدور التنشئة السياسية في التمهيد للحكم الديمقراطى، عبر تكوين الفرد المؤمن بالحريات العامة، الحريص على المشاركة، المتسامح مع الآخرين والمؤمن بحقهم في الحرية، المستعد لتكريس بعض جهده لتقوية دعائم المجتمع المدنى بما يمنع السلطة من التغول والتجبر، والقادر على أن يخوض مواجهة حامية إذا شعر أن الديمقراطية التي ينعم بها مُهدَّدة، أو أن هناك مَن يتربص بها، ويريد اختطافها لحساب فرد مستبد، أو قلة محتكرة.
المجتمعات الغربية لم تكن لحظة تحولها إلى الحكم الديمقراطى، أو حتى في الوقت الراهن، تحمل سمات نفسية واحدة، أو حتى متشابهة، فالدراسات التي أُجريت على سيكولوجية الشعوب في مطلع القرن العشرين مثلًا، ومنها كتاب مهم ألفه أندريه سيجفريد، أظهرت أن هناك اختلافًا في القسمات المشتركة لشعوب هذه المجتمعات، فالسمة العليا لدى الفرنسيين هي «البراعة»، ولدى الإنجليز «العناد»، وعند الألمان «التنظيم»، أما الأمريكيون فهم شعب «ديناميكى»، والروس «متصوفون».
الإنجليز والفرنسيون والأمريكيون والألمان ينعمون بالديمقراطية على الدرجة نفسها رغم اختلاف سماتهم النفسية. والروس ضاقوا ذرعًا بالاستبداد طيلة الحكم الشيوعى، وهاهم يضغطون كل يوم من أجل تعزيز تطورهم الديمقراطى، ومنهم مَن يريد تحقيق هذا الهدف بالجهود الذاتية، ومنهم مَن لا يمانع من دعم من الخارج لهذا المسار.
من الضرورى أن نبنى الديمقراطية داخل أنفسنا أولًا، فيربى الآباء أبناءهم على كراهية الاستبداد، ورفض الاستعباد، والانحياز إلى الحلول الجماعية والمصلحة العامة، والإصرار على المشاركة في صناعة المصائر، صغيرها وكبيرها، وتقبل الرأى الآخر والفكر المخالف، والاعتياد على الاختيار من بدائل، وليس الانصياع لإملاء مسار واحد.
أول خطوة لتحصيل ذلك هي «تقدير الذات»، فالإنسان الذي يبخس ذاته لا يمكنه، في نظر المدارس النفسية كافة، أن يتطلع إلى نَيْل حقوقه، مهما كانت ضئيلة، بل يستمرئ التفريط فيما له، ويركن إلى استعذاب الاضطهاد، وقد يصل به الأمر إلى حد تصور أنه لا يستحق الاحترام، بل لا يجدر به أن يحيا من الأساس.
تقدير الذات قد يجد بابه الأوسع في إدراك ما في الأديان السماوية من دعوة إلى مقاومة الظلم، ومكافحة الشر والفساد، والبحث عن الحل الجماعى، وليس الحلول الفردية المفرطة في الأنانية، التي لا تنتج سوى تمزق النسيج الاجتماعى، وبذلك تجد السلطة الحاكمة فرصًا متجددة للتجبر والتوحش.
*May 20, 2022
معركة الديمقراطية والاستبداد، تنهض الديمقراطيات فورا"، إنه محق بالتأكيد بشأن نهاية الحياد.
اندفاع الديمقراطيات الآسيوية نحو الدفاع عن أوروبا ليس بالشيء الذي طالب به سياسيون هنا أو حتى توقعوه،
التحالف لا يرى الأشياء على أنها غرب وشرق، بل يتعلق بالعالم الحر وأعدائه.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق