السبت، 16 يوليو 2022

السعودية وامريكا

Jan 23, 2021

  السعودية، التي تعد الدولة الأهم والأكبر بين بلدان الخليج العربي، وباعتبارها حليفا استراتيجيا لواشنطن منذ عقود وحتى مع تعاقب الحكومات الأميركية.

يحذر دبلوماسيون ومحللون سياسيون إدارة بايدن من الاستسهال في تحديد موقف من الرياض على أساس الأفكار التقليدية بشأن وضع حقوق الإنسان، والقفز باتجاه إيران مثلما فعل الرئيس الأسبق باراك أوباما، لأن أي خطوة غير محسوبة قد تدفع السعودية إلى إعادة حساباتها والتسلح للحفاظ على أمنها القومي وإحداث توازن مع طهران.

يدرك السعوديون أهمية مواصلة العمل مع أي إدارة أميركية مهما كانت سياساتها لأنهم يتعاملون مع مؤسسات أميركية وليس مع أشخاص، وهذا ما بدا واضحا من تصريحات وزير الخارجية الأمير فيصل بن فرحان لمحطة “العربية” الجمعة حين قال إنه متفائل بأن العلاقات ستكون “ممتازة” في ظل إدارة بايدن.

الرياض مستعدة للتعاون في كافة الملفات وخاصة الملف النووي الإيراني والأزمة اليمنية.

وجه فيه وزير الخارجية رسالة إلى طهران بالقول إن ‏”على النظام الإيراني أن يغير أفكاره ويركز على رخاء شعبه”، أشار إلى أن إدارة بايدن “ستجد أن أهدافنا مشتركة في ما يخص الوضع في اليمن”. وتدخل تحالف عسكري تقوده السعودية عام 2015 دعما لقوات الحكومة اليمنية الشرعية التي تقاتل جماعة الحوثي المتحالفة مع إيران بعد أن سيطرت على العاصمة صنعاء.

خلال الفترة الثانية من حكم أوباما ثم الرئيس السابق دونالد ترامب طرأت تغييرات جدية في نمط التفكير السعودي، قوامها الكف عن الاحتماء بالولايات المتحدة بوصفها شريكا عسكريا واقتصاديا وحيدا، والتخطيط لبناء شراكات متعددة مع دول ذات وزن مثل الصين والهند وروسيا وفرنسا، على أن تكون هذه الشراكات قائمة على تبادل المصالح.

ففي غضون بضعة أسابيع أعلنت الرياض اتفاقا عربيا للمصالحة مع قطر، وتخفيضات طوعية في إنتاج الخام للمساهمة في تحقيق استقرار الأسواق، بالإضافة إلى إعطاء زخم جديد لخطة ترمي إلى تنويع الموارد الاقتصادية كانت قد تعثرت بسبب جدل سياسي وهبوط أسعار النفط وجائحة كوفيد – 19.

الرياض بحاجة إلى تقديم بعض التنازلات في القضايا الخلافية مثل حقوق الإنسان بهدف التركيز على أولويات إقليمية مثل الاتفاق النووي الإيراني.

*

"العلاقات الأميركية السعودية بعد الحادي عشر من أيلول"


 تأييد الولايات المتحدة لما سمّي "الربيع العربي "، بعد عام 2011، وإعلان دعمها التغيير والديمقراطية، فإنها لم تفعل سوى الصمت عندما توقف هذا الربيع على أبواب المملكة ودول الخليج العربية الأخرى.

السعودية بوصفها كياناً سياسياً لم يُصَغ دستوره إلى الآن، فهي الأخرى لا تزال في معرض البحث عن هويّة تحدّد من خلالها دورها بين ثنائيات متكثّرة باضطراد، ما ينعكس على رؤيتها لذاتها: هل هي دولة "المسلمين"؟ أم دولة العروبة؟ أم "الدولة القومية" الوطنية؟ وهي لا تزال تبحث عن نقطة التكامل أو اللاتناقض بين القِيم الدينية العابرة ودولة السيف والفتوحات. 

هواجس السعودية من زعامة عربية أو إقليمية بديلة، تستغلّها أميركا جيّداً.

 تدفّق القِيم الغربية؛ وأيضاً أسهم تلقّي عشرات آلاف السعوديين تحصيلهم العلمي في الولايات المتحدة والغرب في بروز اتجاهات مؤثّرة داخل المجتمع السعودي تحاكي النموذج الأميركي في نمط حياتها وتوقعاتها وأفكارها.



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق