الاثنين، 10 يناير 2022

آمال قرامي: المسلمون في أغلبهم ملتزمون بـ"التدين الشعبوي" . التدين الشكلى والنفعى


Nov 5, 2020 Oct 28, 2021

 اعتبرت الأكاديمية التونسية آمال قرامي أن ردود الفعل إزاء نشر الرسوم الكاريكاتيرية المسيئة لنبي لإسلام تنم عن تمسك أغلب المسلمين بما يمكن تسميته بالتدين الشعبوي أن أفكار داعش ومرجعياته وتصوراه لا تزال متمكنة من عقول الشباب وهي وراء استقطابهم.

 ردود الفعل التي تم رصدها خلال الهجمات التي استهدفت فرنسا مؤخرا تكشف عن عجز غالبية المسلمين عن عقلنة مواقفهم ما يبرز هشاشة واضحة “وكأن الإيمان وإظهار محبة الله والرسول والعقيدة أفعال مشترطة بأساليب الاحتجاج وليست بممارسة فعلية”.

المسلمين يتمسكون بتدين شعبوي وطقوس شكلية تتجسد في شعارات، موضحة في سياق آخر أنه لا يوجد في تونس أي رؤية وتصورات لمستقبل البلاد.

مؤلفات الباحثة التونسية؛ “قضية الردة في الفكر الإسلامي الحديث”، “حرية المعتقد في الإسلام”، “الإسلام الآسيوي”، و”الاختلاف في الثقافة العربية الإسلامية”.

متابعة ردود الفعل العاطفية والانطباعية التي تذهب إلى حدّ ترهيب الآخرين وقطع رؤوسهم تبيّن مدى خضوع المسلمين للأهواء (الغضب، الحقد، الكراهية) واستشراء العنف بجميع أشكاله في المجتمعات المعاصرة، فضلا عن عجز أغلب المسلمين اليوم عن عقلنة مواقفهم، وهو أمر مُخبر عن هشاشة واضحة وكأنّ الإيمان، وإظهار حبّ الله والرسول والعقيدة.. أفعال مشروطة بأساليب الدفاع والاحتجاج والمناصرة (أي الشكل الظاهري) أكثر من ارتباطها بالممارسة الفعليّة التي تتجلّى من خلال التطابق بين القول والفعل،

المسلم أو المسلمة متمسّك اليوم بالتديّن “الشعبويّ” والطقوس الشكلية، وراغب في أداء دور ”المتديّن المحترم” على الركح الاجتماعي ومستعدّ في الغالب، للنفاق الاجتماعي وممارسة الرياء من أجل بناء صورة تعكس صورة المسلم ”الحقيقي” و”المعياري”.

“إظهار الغضب، والغيرة ليس إلاّ محاولة للخروج من الأزمة.. أزمة عدم القدرة على الالتزام بالتعاليم، وتطبيق ما جاء في النصوص وتجاوز الشعور بالإثم. وكأنّ إظهار الغضب الشديد ‘طقس تطهيري’ يُمكنّ  الفرد من إثبات أنّه بالفعل مسلم(ة) ومتصالح مع هويته الدينيّة. ويمكن القول إنّ ما حدث على هامش نشر الرسوم الكاريكاتيرية يكشف عدم قدرة النخب، بما فيها  النخب المنتمية إلى المؤسسات الدينية، على الاضطلاع بأدوارها المتلائمة مع السياق الجديد من خلال فتح مساحات كبرى للنقاش الهادئ والمعمّق، وإثارة الأسئلة، وإعادة النظر في أشكال التفاعل مع الأحداث وكأنّ العدّة المنهجية والوسائل المتوفرة لم تعد فاعلة، وبتعطلها لا وجود اليوم لحوار حقيقي لاسيما إذا لم يكن للناس استعداد مسبق للتمرّن على التفاعل البنّاء مع الآراء والتصورات باعتماد الحجّة والمنطق والاستدلال”.

المسألة تتجاوز في نظرنا، إعادة قراءة النصوص الدينية بمقاربات متنوعة وعصرية إلى تأسيس مشروع لتنشئة الأفراد تنشئة منفتحة على الغيرية وممارسة النقد الذاتي وطرح الإشكاليات والجرأة على تسمية الأشياء بمسمياتها والمقاومة: مقاومة الجهل الممأسس، وتزييف الوعي والعمى الإدراكي والاستلاب والفساد بكلّ أشكاله، خاصّة في المجال المعرفي. ولا يمكن أن نتغاضى عن التوظيف السياسي للدين والخطابات التي تصاغ حول الدين في سياق تأبّد فيه الصراع بين تركيا من جهة، وفرنسا من جهة أخرى أو نتجاهل وضع المسلمين في الغرب الذين واجهوا معضلات ثقافية وصعوبات في الاندماج”

 قرامي “داعش الفكرة والمشروع والتصورات والنصوص لا تزال متمكنّة من العقول ولا زالت تستهوي عددا من الشبان والشابات الذين فقدوا البوصلة ولم يعودوا يثقون بالسياسيين والنخب .. فالأنموذج المتوّفر هو زعامة القائد المتحكّم في الجماعة من أجل تغيير الواقع، وهو زعيم قادر على إنتاج خطاب جديد يؤثّر في المشاعر وينوّم العقول، ويحلّق بالنفوس الحالمة في عالم الآخر: عالم الشهادة، والجنّة الموعودة”.

 الأجيال الجديدة غير محصّنة بتعليم عصريّ وثقافة متينة ولم يتوفّر لها مناخ مستقر وسليم حتى تدرب على الاختلاف وقبول التنوع والثقافة الحقوقية فإنّها تعاني من هشاشة مركبّة تجعلها فريسة التلاعب: شبكات التطرف العنيف، الهجرة اللانظامية، الاتجار بالبشر، تجارة المخدرات..

*Oct 8, 2021

التدين الشكلى والنفعى


قول الرافعى «رحمه الله»: «إن خير  النساء من كانت على  جمال  وجهها، فى أخلاق جمال وجهها،  وكان عقلها جمالاً ثالثاً».

سوء المعاملات، أو الكذب، أو الغدر، أو الخيانة، أو أكل أموال الناس بالباطل، فإن الأمر هنا جد خطير، بل إن صاحبه يصبح فى عداد المنافقين. يقول نبينا «صلى الله عليه وسلم»: «آية المنافق ثلاث: إذا حدث كذب، وإذا وعد أخلف، وإذا اؤتمن خان».

 يحصر التدين فى باب العبادات والاجتهاد فيها مع سوء الفهم للدين والإسراف فى التكفير وحمل السلاح والخروج على الناس به، كما حدث من الخوارج الذين كانوا من أكثر الناس صلاة وصياماً وقياماً غير أنهم لم يأخذوا أنفسهم بالعلم الشرعى الكافى الذى يحجزهم عن الولوغ فى الدماء،  فخرجوا على الناس بسيوفهم، ولو طلبوا العلم أولاً -كما قال الإمام الشافعى «رحمه الله»ـ لحجزهم عن ذلك، فالإسلام دين رحمة قبل كل شىء، وكل ما يبعدك عن الرحمة يبعدك عن الإسلام، والعبرة بالسلوك السوى لا بمجرد القول، وقد قالوا: حال رجل فى ألف رجل خير من كلام ألف رجل لرجل.

 العبادات كلها لا تؤتى ثمرتها إلا إذا هذبت سلوك وأخلاق صاحبها، فمن لم تنهه صلاته عن الفحشاء والمنكر فلا صلاة له،

وأخطر من هذا التدين الشكلى التدين النفعى، ونعنى به هذا الصنف الذى يتخذ الدين وسيلة ومطية للوصول إلى السلطة من خلال استغلال العواطف الدينية وحب الناس ـ بخاصة العامة ـ لدينهم وإيهامهم بأن هدفه من الوصول إلى السلطة إنما فقط هو خدمة دين الله «عز وجل» والعمل على نصرته والتمكين له، ومع أننا لا نحكم على النوايا ولا نتدخل فى أمر النيات فهى ما بين العبد وخالقه، وكل ونيته، فإن التجربة التى عشناها والواقع الذى جربناه مع جماعة الاخوان الإرهابية ومن دار فى فلكها أو تحالف معها من الجماعات المتطرفة أكد لنا أمرين، الأمر الأول: أن القضية عندهم لم تكن قضية دين على الإطلاق إنما كانت قضية صراع على السلطة بشره ونهم لم نعرف لهما مثيلاً، وإقصاء للآخرين فى عنجهية وصلف وغرور وتكبر واستعلاء، مما نفر الناس منهم ومن سلوكهم الذى صار عبئاً كبيراً على الدين، وأصبحنا فى حاجة إلى جهود كبيرة لمحو هذه الصورة السلبية التى ارتسمت فى أذهان كثير من الناس رابطة بين سلوك هؤلاء الأدعياء وبين الدين.
*


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق