تركيز حياتنا على الوظيفة وقضاء ساعات طويلة في العمل داخل المنزل قد يجعلنا وكأننا نتصرف ضد سعادتنا.
فالمدرس عليه أن يقول أنا أُعلم التلاميذ ولست مدرسا، والمهندس عليه أن يقول إنه يصمم المباني، وهكذا.. لكن المفارقة تكمن بما سيقول الجراح! هل يعّرف نفسه بأنه يقوم بشق بطون الناس!
اختفاء الخط الفاصل بين حياتنا الشخصية وحياتنا العملية في الحجر المنزلي. وذلك الحال يفرض علينا فصل هويتنا عن أعمالنا التي نجري وراءها لجني الأموال.
قد يصعب تحقيق هذا التوازن في الأوقات الطبيعية أو لا أهمية له أصلا، لكن بتحول المنازل إلى مكاتب عمل للملايين من الأشخاص في العالم، تداخلت ساعات العمل مع الأوقات الشخصية في المنزل وتسببت في معاناة أكثر من كئيبة.
يقترح علينا خبراء الاجتماع وعلم النفس ألا نربط هويتنا بالكامل بطبيعة مهامنا، خصوصا عندما يتعلق الأمر بالرضا عن المعيشة، وبما نقوم به من أجل كسب المال.
من يحب عمله بضمير حي يسهل عليه ربط هويته بوظيفته، ليس فقط طبيعة الوظيفة نفسها، وإنما لتكوين قناعة داخل النفس بأن ما يقوم به الإنسان من عمل جيد هو نوع من التعريف للجودة الإنسانية نفسها.
لطالما عمل الإنسان من أجل الحفاظ على استقرار شخصيته، دعك من أولئك الناقمين والمتذمرين من أعمالهم. وفي النهاية يعني ذلك الاستقرار مع وجود حد فاصل بين العمل والمنزل، بيد أن كورونا جعل تلك الحدود تتآكل على مدار عام كامل. فأضحت حياتنا نفسها في العمل وفي المنزل بعد تلاشي الحدود الشخصية الفاصلة بينهما.
فهل إعادة تعريف أنفسنا بما نقوم به وليس بما نُعرف به، يعيد لنا هويتنا المخطوفة من كورونا؟
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق