الأحد، 2 يناير 2022

ما الفرق بين المشركين والكافرين ؟ وهل اليهود والنصارى مشركون أم كفار ؟.أهل الكتاب

Mar 28, 2020
الكفر هو جحد الحق وستره ، فأصل الكفر في اللغة : التغطية ، وأما الشرك فهو صرف العبادة لغير الله تعالى .
فالكفر قد يكون بالجحود والتكذيب ، أما المشرك فإنه يؤمن بالله تعالى ، هذا هو الفرق بين المشرك والكافر ‏.‏
" الكفر جحد الحق وستره ، كالذي يجحد وجوب الصلاة أو وجوب الزكاة أو وجوب صوم رمضان أو وجوب الحج مع الاستطاعة أو وجوب بر الوالدين ونحو هذا ، وكالذي يجحد تحريم الزنا أو تحريم شرب المسكر أو تحريم عقوق الوالدين أو نحو ذلك .
أما الشرك فهو : صرف بعض العبادة لغير الله ، كمن يستغيث بالأموات أو الغائبين أو الجن أو الأصنام أو النجوم ونحو ذلك ، أو يذبح لهم أو ينذر لهم ، ويطلق على الكافر أنه مشرك ، وعلى المشرك أنه كافر ، كما قال الله عز وجل : ( وَمَنْ يَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آَخَرَ لا بُرْهَانَ لَهُ بِهِ فَإِنَّمَا حِسَابُهُ عِنْدَ رَبِّهِ إِنَّهُ لا يُفْلِحُ الْكَافِرُونَ ) المؤمنون/117 
صلى الله عليه وسلم : ( بَيْنَ الرَّجُلِ وَبَيْنَ الشِّرْكِ وَالْكُفْرِ تَرْك الصَّلاةِ ) 
ل عبادته لغير الله كالأشجار أو الأحجار أو الأصنام أو الجن أو بعض الأموات من الذين يسمونهم بالأولياء ، يعبدهم أو يصلي لهم أو يصوم لهم وينسى الله بالكلية ، فهذا أعظم كفرا وأشد شركا ، نسأل الله العافية ، وهكذا من ينكر وجود الله ، ويقول ليس هناك إله ، والحياة مادة ، كالشيوعيين والملاحدة المنكرين لوجود الله ، هؤلاء أكفر الناس وأضلهم وأعظمهم شركا وضلالا نسأل الله العافية 
"مجموع فتاوى الشيخ ابن باز" (4/32، 33) .
ثانياً :
واليهود والنصارى كفار ومشركون ، أما كفرهم فلأنهم جحدوا الحق ، وكذبوا به ، وأما شركهم فلأنهم عبدوا غير الله تعالى .
قال الله تعالى : ( وَقَالَتِ الْيَهُودُ عُزَيْرٌ ابْنُ اللَّهِ وَقَالَتِ النَّصَارَى الْمَسِيحُ ابْنُ اللَّهِ ذَلِكَ قَوْلُهُمْ بِأَفْوَاهِهِمْ يُضَاهِئُونَ قَوْلَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَبْلُ قَاتَلَهُمُ اللَّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ . اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ وَالْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَمَا أُمِرُوا إِلا لِيَعْبُدُوا إِلَهًا وَاحِدًا لا إِلَهَ إِلا هُوَ سُبْحَانَهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ ) التوبة/30، 31 . فوصفهم هنا بالشرك ، وفي سورة البينة وصفهم بالكفر ، قال الله تعالى : ( لَمْ يَكُنِ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَالْمُشْرِكِينَ مُنْفَكِّينَ حَتَّى تَأْتِيَهُمُ الْبَيِّنَةُ ) البينة/1 .
قال الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله ردّاً على من قال : إن لفظ المشركين بإطلاقه لا يتناول أهل الكتاب :
" والأقرب أن أهل الكتاب داخلون في المشركين والمشركات عند الإطلاق رجالهم ونساؤهم ؛ لأنهم كفار مشركون بلا شك ، ولهذا يمنعون من دخول المسجد الحرام ، لقوله عز وجل : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنَّمَا الْمُشْرِكُونَ نَجَسٌ فَلا يَقْرَبُوا الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ بَعْدَ عَامِهِمْ هَذَا ) التوبة/28. ولو كان أهل الكتاب لا يدخلون في اسم المشركين عند الإطلاق لم تشملهم هذه الآية ، ولما ذكر سبحانه عقيدة اليهود والنصارى في سورة براءة قال بعد ذلك : ( وَمَا أُمِرُوا إِلا لِيَعْبُدُوا إِلَهًا وَاحِدًا لا إِلَهَ إِلا هُوَ سُبْحَانَهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ ) التوبة/31 ، فوصفهم جميعا بالشرك ؛ لأن اليهود قالوا : عزير ابن الله ، والنصارى قالوا : المسيح ابن الله ؛ ولأنهم جميعاً اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أرباباً من دون الله ، وهذا كله من أقبح الشرك والآيات في هذا المعنى كثيرة " انتهى .
*
القيم الإنسانية في مواجهة الأصولية
المؤرخ والكاتب الأميركي الشهير "زاكاري كارابل" في كتابه الشهير "أهل الكتاب.. التاريخ المنسي لعلاقة الإسلام بالغرب"، والذي يذهب إلى أننا جميعاً أسرى ثقافتنا بدرجات متفاوتة، ومع بعض الاستثناءات يمكن القول إن الصورة الحالية للعلاقات ما بين المسلمين والمسيحيين واليهود هي صورة سلبية، والاعتقاد بدوام وجود الصراع قد يرسخ بشكل عميق.
وإذا كان للقصص المروية في صفحات التاريخ أن تقول شيئا فإنها تخبرنا بأنه كان هناك عبر التاريخ تعاون فعال وتسامح ناضج، ومن الخطأ أن ننسى ونتجاهل القصص الإيجابية في التاريخ بين الأديان الثلاثة، لأن أحداً لم يفكر بأنها تستحق التدوين.
لا تكمن المشكلة في رؤيتنا للماضي فقط، فعندما تنظر أجيال المستقبل إلى النصف الثاني من القرن العشرين والعقود الأولى من القرن الحادي والعشرين، سترى كماً غير متسق من المعلومات، وما لم يحاولوا إيجاد قصص أخرى سينطبع في أذهانهم أن هذه السنوات - أي حاضرنا - اتصفت بحرب بين الحضارات، وبعداء متزايد بين المسلمين والمسيحيين واليهود، وسيقولون إن زماننا اتسم بتصاعد العنف والأعمال الإرهابية والتفجيرات الانتحارية والخوف من استحواذ واستخدام جماعة ما لأسلحة الدمار الشامل.
سوف نعذر أجيال المستقبل فيما لو نظروا إلى الماضي البعيد، وقصوا الروايات عن التباغض بين العقائد والأديان الثلاثة، بفعل توجهات الأصوليين، لكن يمكننا أيضا أن نقيم جسورا من المودات والحوار والجوار، تفتح لأجيال المستقبل أفق تعاون وحياة ونماء.
السلام لا الخصام هو الحل، فانظر ماذا ترى.
*Jun 30, 2021
 نصوصًا عامة في الإحسان إلى أهل الكتاب والبر بهم، وأن إباحة الزواج منهم تستدعي الملاطفة معهم وتهنئتهم، ويحاول إثبات وجود خلاف فقهي قديم في المسألة، ويستعين بفتاوى معاصرة لرشيد رضا، ومن تبعه من المعاصرين، كالشيخ مصطفى الزرقا والشيخ يوسف القرضاوي وغيرهما. وأنه يجب عدم إقحام الإيمان والكفر في المسألة؛ لأنها مسألة عملية (فقهية) لا نظرية (عقدية أو كلامية)؛ فضلاً عن أنها من مسائل الفروع لا من مسائل الأصول، ومن ثم فلا يَلزم فيها التكفير.
عيد ميلاد السيد المسيح صلى الله عليه وسلم هو عيد ميلاد نبي (ولا يضر الخلاف في تاريخه؛ فإنه كالخلاف في تاريخ مولد النبي محمد صلى الله عليه وسلم)

الأول: التحريم، وهو مذهب الشافعية والحنابلة؛ لورود النهي النبوي عن ذلك.

الثاني: الكراهة، وهو مذهب المالكية، وحمل الحنفية النهي الوارد في الحديث على الكراهة فقط، ولذلك أجازوه للمصلحة كما سيأتي.

الثالث: الجواز، وهو وجه عند الشافعية حكاه الماوردي، ولكن النووي اعتبر هذا الوجه شاذًّا، وهو رواية عن أحمد بن حنبل، وهو المرويّ عن الصحابة: ابن عباس وأبي أمامة، وعن بعض التابعين كابن أبي مُحيريز. واحتج هؤلاء بعموم الأحاديث الآمرة بإفشاء السلام على من عرفتَ وعلى من لم تَعرف. وقد ردّ النووي هذا الرأي؛ بحجة أنه عام جرى تخصيصه، ولكنني أرى أن العموم باقٍ على أصله، وربما رأى هؤلاء أن أحاديث النهي واردة على سبب خاص، ومن ثم فهي لا تَقوى على تخصيص العموم في كل أحواله وأزمنته.

الرابع: الجواز بقيد المصلحة، فمذهب الحنفية أنه لا بأس بالابتداء بالسلام؛ إن كانت له عنده حاجة، وهذا رواية ثالثة عن أحمد بن حنبل، واختارها ابنُ تيمية، بل قال علاء الدين المرداوي أحد أئمة المذهب: هي الصواب.

*


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق