الإسلام يعيش اليوم أزمة في كل مكان بالعالم
نحن نشفق على حاكم ما زال يعيش أزمة وشبح حروب دينية، يعيش في قرونها الوسطى ونحن في القرن الحادي والعشرين
طرح الرئيس الفرنسي مشروع قانون ضد "الانفصال الشعوري" بهدف "مكافحة من يوظفون الدين للتشكيك في قيم الجمهورية"،
المستقبل لدين الإسلام
فرنسا التصدي لما وصفها بالانعزالية الإسلامية الساعية إلى إقامة نظام مواز وإنكار الجمهورية الفرنسية.
ما لا يريد ماكرون أن يعترف به أن الدولة الفرنسية هي من تعيش الأزمة، ليس فقط لأنها ترفض التطهر من الدماء التي سفكتها لملايين الجزائريين والأفارقة، ولكن أيضًا لأنها لا تستطيع التحرر من نزعتها الإمبريالية
ربط معلقون بين تصريحات الرئيس الفرنسي ومواقف سياسية ناقدة للإسلام توصف "بالاستشراقية"
اعتبر سعيد أن "الاستشراق" شكّل منذ أواخر القرن 18 أسلوبا غربيا للسيطرة على الشرق، مؤكدا أن دراسة الشرق من قبل الغربيين هي دراسة منحازة مدفوعة بأغراض استعمارية، ووجهات نظر مسبقة، ونظرة دونية لشعوب الشرق مهما حاولت أن تبدو علمية وموضوعية.
لكن سعيد -الذي توفي بالسرطان في 25 سبتمبر/أيلول 2003- لم يشهد كل تحولات ما بعد العصر الكلاسيكي للاستشراق الأوروبي، خاصة بعد أن لم يعد العرب والإسلام مشمولين بمحاولة المعرفة والتفهم، بل بالكراهية والكراهية والكراهية، حسب حميد دباشي مؤلف كتاب "بعد الاستشراق: المعرفة والسلطة في زمن الإرهاب".
وفي مؤلفه بعنوان "كراهية الإسلام: كيف يصور الاستشراق الجديد العرب والمسلمين؟"، يقدم الباحث والكاتب الأردني فخري صالح الخطاب الغربي عبر نماذج لكتاب مثل أديب نوبل فيديار سوراجبراساد، والاسمين الأميركيين الأكثر شهرة في دراسات العالم الإسلامي برنارد لويس وصمويل هنتغتون.
ويعتبر صالح أن هؤلاء الكتاب وأمثالهم هم نتيجة الحاجة الغربية الإستراتيجية لبناء عدو جديد، وهي صورة أيديولوجية وليست علمية ولا موضوعية.
وينظر صالح لاختلاف الظرف والسياق واللحظة المعاصرة الذي أسهم في تحولات الاستشراق، وأصبح يخدم أغراض بقاء القطب الأوحد، متمثلا في الإمبراطورية الأميركية التي تعمل على تكريس هيمنتها وسيطرتها السياسية والاقتصادية حول العالم.
وهكذا يبدو الاستشراق الجديد خاليا من المعرفة النظرية والدراسات الأدبية الحقيقية، بل يركز على مصالح الإمبراطورية الإستراتيجية. وفاقمت الشعبوية وتصاعد اليمين في تحول الاستشراق الأميركي عن التقاليد النظرية المتوارثة من القرن 20.
وتبدو هذه النظرة متأصلة في التقليد الاستشراقي الجديد المتسم بالحدة، والخلط بين العنف المتطرف وبين نقد الإسلام ذاته، ويستند خطاب الاستشراق الجديد إلى المصادر الإعلامية بدل الدراسات المعرفية واللغوية والأدبية التي راجت منذ القرن 18 في دراسة الشرق الأوسط.
وكما استُخدم الاستشراق القديم وخطاب التنوير والتحضر لتبرير الحقبة الاستعمارية؛ يجري استخدام الاستشراق الجديد لخدمة "الحرب على الإرهاب"، بغض النظر عن الضحايا ونجاح الإستراتيجية.
الوهابية والسلفية والإخوان المسلمين، وأن السلطات الفرنسية تركتهم يتطورون وينتشرون على الأرض الفرنسية ويقيمون مشاريع سياسية بتمويلات خارجية، على حد قوله.
جلب أئمة من الخارج، وفرض رقابة مالية أكثر صرامة على المساجد الخاضعة لـ"تدخل خارجي".
وأعلن الرئيس الفرنسي تعديل قانون عام 1905 بشأن فصل الكنيسة عن الدولة الذي يمثل عماد العلمانية الفرنسية، وفرض رقابة أكثر صرامة على الجمعيات الإسلامية، ولا سيما تلك التي تتضمن "مدارس" لتعليم الأطفال.
++++++++++++
التشدد الإسلامي
ويدعو مؤيدو ماكرون إلى "إحداث ثورة لتجديد الخطاب الديني داخل المساجد في فرنسا" ويحذرون من حالة الفوضى والانفلات في الضواحي الباريسية التي تحتضن جاليات مسلمة كبيرة.
في حين يرى معارضوه أن ماكرون انساق وراء أفكار اليمين المتطرف، وناقض بمشروعه مبدأ العلمانية، الذي ينص على أن الدولة لا تتدخل في تنظيم الدين
كما يرى هؤلاء أن ماكرون يسعى إلى تحقيق جملة من المكاسب السياسية، بتقديم مشروع محاربة "النزعة الانفصالية"، مضيفين أن "الإسلام أصبح شماعة جديدة يعلق عليها ماكرون فشله أو يستقطب بها أصوات اليمين المتطرف، خاصة بعد تراجع شعبيته بسبب احتجاجات أصحاب السترات الصفراء".
1 ماكرون النهاردة قال تصريحات بتهاجم الإسلام بشكل مباشر، مش "الإسلام الراديكالي" أو "المتطرف" زي العادة
في أبعد صور تشجيع/استغلال #الاسلاموفوبيا قبل/مع كل #انتخابات وبعد ما قالة #ماكرون رئيس #فرنسا عن ازمة #الاسلام في #العالم، هل ترد حكومات #السعودية #الإمارات #مصر #إندونيسيا و #الأزهر #منظمة_التعاون_الاسلامي اكتب لماكرون وسفارات فرنسا #الاسلام_ليس_بأزمة #الاسلام_يدين_الارهاب
رقابة أكثر صرامة على التعليم، والسيطرة على التمويل الأجنبي للمساجد
ووفقا للمبادئ الفرنسية الصارمة للعلمانية، فإن القانون يفصل الحكومة عن المؤسسات الدينية. وتقوم الفكرة على أن الناس من شتى الأديان والمعتقدات متساوون أمام القانون.
تضم فرنسا أكبر مجتمع من المسلمين في أوروبا الغربية. ويشتكي كثيرون من أن السلطات تستخدم مبادئ العلمانية لاستهدافهم على وجه خاص، مثلما حدث في حظر الحجاب.
ماكرون إن الإسلام الراديكالي يشكل خطراً على فرنسا لأنه يطبق قوانينه الخاصة فوق كل القوانين الأخرى و"يؤدي في كثير من الأحيان إلى خلق مجتمع مضاد".
هذا الشكل من الطائفية غالباً ما يُترجم إلى إبعاد الأطفال عن المدارس، واستخدام الأنشطة الرياضية والثقافية وغيرها من الأنشطة المجتمعية "كذريعة لتعليم مبادئ لا تتوافق مع قوانين الجمهورية".
في خطاب لمدة ساعة، دفن ماكرون العلمانية، وشجع اليمين المتطرف واليساريين المعادين للمسلمين، وهدد حياة الطلاب المسلمين من خلال الدعوة إلى فرض قيود صارمة على التعليم في المنزل على الرغم من الوباء العالمي
وشيخ الأزهر ينتقد مصطلح "الإرهاب الإسلامي"
شيخ الأزهر غاضبا: أوقفوا استخدام الإرهاب الإسلامي. غاضب معك يا فضيلة الإمام وأؤيدك في طلبك، لكن يا ريت كمان نوقف ونمنع استخدام مصطلح البنك الإسلامي، والمايوه الإسلامي، والفيزياء الإسلامي، والكوافير الإسلامي، والزفاف الإسلامي، والشورت الإسلامي، والشاطئ الخاص الإسلامي، ومعجون الأسنان الإسلامي… إلخ.
الشيطان في التفاصيل
دوافع الرئيس الفرنسي لمهاجمة الإسلام
لم يعرفها أي رئيس فرنسي آخر، وأن ذلك التدهور بدأ في أيلول/سبتمبر من العام 2017 عندما صدر قانون العمل والذي يرون أنه مثل المسمار الأول في نعش شعبية ماكرون.
ومن خلال بنود اعتبرها العديد من الفرنسيين مجحفة بحقهم، وتهدد مستوياتهم المعيشية، استمرت شعبية الرئيس في التدهور ليزيد من تدهورها، فرض مزيد من ضرائب القيمة المضافة على السيارات التي تستخدم الديزل والتي أقرت في تشرين الثاني/نوفمبر من العام 2018، وهو ما زاد من رقعة الاحتجاجات الشعبية في البلاد ليفجر ما عرف باسم "احتجاجات ذوي السترات الصفراء".
الرجل لم يكن أمامه، سوى مغازلة تيارات بعينها في السياسة الفرنسية، يتركز جلها في جانب اليمين المتطرف، في محاولة منه لرفع شعبيته المتدهورة فيما يسميه هؤلاء بسياسة "الهروب للأمام".
++++++++++++++++++
فرنسا هي اليوم الأكثر استهدافا في الغرب وذلك من خلال مشروع تركي إخواني بمحرك قومي عنصري طوراني يجد عمقه في الإسلام السياسي وأجنحته الجهادية الإرهابية التي لا تخفي عداءها لباريس.
الحقيقة أن المسلمين هم الذين يمرون بأزمة، والمجتمعات الإسلامية هي التي تواجه واقعا متأزما، فهناك اصطدام عنيف بمنجزات العقل والعلم والحضارة ورد فعل متشنج نتيجة العجز عن مواكبة التطور المذهل الذي تشهده المجتمعات المتقدمة، وهناك فشل ذريع في تحديد أسباب الفشل والعجز والانهيار، وتتم محاولات التغطية على كل ذلك بهوس ديني يزعم امتلاك الحقيقة وأبواب الآخرة والعلاقة مع الله والعقاب والثواب ومفاتيح الغيب والشرعية السماوية وحق الخلافة على الأرض وشروط البقاء فيها.
وسائل الإعلام ومنصات التواصل الاجتماعي حدة، بعد أن كشفت حجم ومستوى موروثنا من الكراهية والحقد ورفض الآخر والرغبة في إبداء التشفي من المختلف معنا سواء من داخل ثقافتنا أو من خارجها.
لا يستطيع المسلمون نفي تاريخهم الدموي والذي لا يزال يلقي بظلاله على واقع اليوم من خلال هذا الانقسام الطائفي والمذهبي الحاد الذي تلبس بمشاريع قومية وعنصرية وبات جزءا من الصراع الجيوسياسي والإستراتيجي في المنطقة والعالم، كما أدى إلى صراعات داخلية والدفع بدول كانت ذات سيادة ومشاريع وطنية إلى دول فاشلة تقع على هامش التاريخ، وأبدى الإسلام السياسي شراسة في محاولاته الفتك بالدول وأنظمتها ورموزها وخصوصياتها الثقافية والحضارية والاجتماعية، مستفيدا من التناقضات الإستراتيجية بين الدول الكبرى.
لقد تم الاشتغال منذ سبعينات القرن الماضي، في ظل الحرب الباردة، على نشر ما سمي بالصحوة الإسلامية تنفيذا لمخطط أميركي وغربي بهدف ضرب التيارات القومية واليسارية وخاصة المتحالفة منها مع الاتحاد السوفييتي، وقامت أغلب الأنظمة العربية باحتضان قوى الإسلام السياسي ممثلة في جماعة الإخوان، وتدخل الملك فيصل بن عبدالعزيز لدى الرئيس المصري أنور السادات من أجل الإفراج عن القيادات الإخوانية المحكوم عليها في الحقبة الناصرية، وتم عقد أول مؤتمر أممي للجماعة أثناء موسم الحج في العام 1973، ويقول الإخواني الكويتي الدكتور عبدالله النفيسي في كتابه “الفكر الحركي للتيارات الإسلامية” إن المرشد الثالث لجماعة الإخوان حسن الهضيبي “انتهز فرصة الحج في ذلك العام فعقد أول اجتماع موسع للإخوان في مكة المكرمة وكان هذا الاجتماع هو الأول من نوعه منذ محنة 1954، ونظرا لأن معظم الإخوان في الخارج قد هاجروا إلى منطقة الخليج والجزيرة العربية أو البلاد الأوروبية والأميركية فقد تركز عمل لجنة العضوية في تلك المناطق، فتشكلت لجنة الكويت، ولجنة قطر، ولجنة الإمارات، وثلاث لجان للسعودية في الرياض، وفي الدمام، وفي جدة.
وكان من نتيجة تلك الاجتماعات استيعاب المملكة للمزيد من الإخوان المسلمين. وشهدت السعودية في منتصف السبعينات حركة نهضة واسعة بقيادة الملك فيصل كان من نتائجها انفتاح المملكة واستيعابها لمئات الآلاف من الكوادر المؤهلة والمتخصصة في كل المجالات العلمية والصحية والهندسية والإعلامية”، وهو ما تنبّه له الإخوان جيدا فعمدوا إلى إرسال أعداد كبيرة من كوادرهم المؤهلة في تلك المجالات، وعلى رأسها التربوية والتعليمية، وبدأ الإخوان بتشكيل خلاياهم الحركية والتنظيمية في كل مكان وجدوا أنفسهم فيه.
تحول الصحوة إلى مشروع تجاري ضخم تموله الهبات وما يأتي من الزكاة والصدقات، وظهرت طبقة من رجال الدين الأثرياء، ازدادت ثراء بصفقات القتال المربحة في أفغانستان، والتي صحبتها موجة من فتاوى الجهاد والدعم الإلهي للمجاهدين، والحملات الدعائية الموجهة التي ساهمت فيها عواصم الغرب الليبيرالي، وتحركات الجماعات الدينية في مجتمعاتها تحت شعارات العمل الدعوي لمحاصرة المد الشيوعي ولاستعادة ما أضاعه المشروع القومي الفاشل، والعمل الخيري لسد ثغرات الجهد الحكومي، ما أدى إلى حصول حالة تشوه في بنية الوعي الجمعي لنسبة مهمة من أبناء دول لا تزال في مرحلة التأسيس لثوابتها وقيمها الحضارية بعد الاستقلال.
وساهمت الثورة الإيرانية في العام 1979 في الدفع نحو المزيد من الهوس بفكرة الصحوة بعد أن اعتقد دعاتها من السنة أن وجهها الشيعي قد نجح على يد الخميني، ثم أدى سقوط الاتحاد السوفييتي في العام 1991 إلى اعتقاد الإسلاميين بأنهم قادرون على تغيير العالم بعد انهيار حلف وارسو، ووجدوا دائما الدعم الغربي الذي قدمهم كمناضلين من أجل الحرية، تماما كما حدث بعد 2011 في ليبيا وسوريا، ووجد قادتهم في عواصم الغرب مواطن لهم، وفي مخابراته أجهزة تدربهم على تدمير دولهم ومجتمعاتهم، وفي تقنياته الحديثة أدوات لسلب إرادة البسطاء من أقوامهم وغسل أدمغتهم والدفع بهم إلى ثقافة التكفير والكراهية والتخوين ومنها إلى التفجير والاغتيال والقتل في بؤر التوتر، وتشكيل مجتمعات موازية داخل مجتمعاتهم الأصلية تستثمر في المظلومية وتتظاهر بالفضيلة، وكيانات تخطط للتغلغل في مفاصل الدول التي ينتمون إليها.
***
بل أزمة عقيدة ولا يفعل منكروها سوى أنهم يدسون رؤوسهم في الرمال أو يتحاشون البحث عن أسبابها فيزيدونها عمقا.
لو بقي الدين في حدود نصه المقدس، وفي حدود نظام القيم والمعايير والأخلاقيات التي يؤشر إليها، فإنه ليس في أزمة. ولو أن مسلما تخلى عن كل التفاسير والاجتهادات والافتراضات، واكتفى بالقرآن والسنة، وفهم المعاني والدلالات والقيم والأصول، فإنه ما كان ليجد نفسه أمام مأزق، لا الآن، ولا حتى بعد مليون سنة. في الواقع، فإن بعض قيم الإسلام الجوهرية صارت تفرض نفسها على كل الكرة الأرضية.
كتاب “الميراث بين عدالة الإسلام وجور القوانين الوضعية”، للشيخ أحمد المعبي، الذي أورد 16 حالة ترث فيها المرأة أكثر من الرجل، و4 حالات ترث المرأة نصف الرجل، و10 حالات ترث المرأة مثل نصيب الرجل، و4 حالات ترث المرأة ولا يرث الرجل.
الإسلام المتداول لم يعد هو الدين نفسه، بل ما تراكم عليه، من تفاسير واجتهادات وتأويلات، حتى تكاد تدفنه.
في السياسة، ما من أحد أفسد الإسلام، أكثر من شيوخه وفقهائه. بطريقة أو بأخرى، أصبحت الخلافة جزءا من العقيدة. ولكن أنظر في كتاب “الإسلام وأصول الحكم” لعلي عبدالرازق، وسترى كيف أن “القياس” لا الأصول، هي التي حولت الخلافة إلى جزء أساسي من العقيدة، رغم أنه لا ذكر لها في القرآن ولا في السنة. ولقد تم تكفير عبدالرازق وطرده من الأزهر عام 1925 على هذا الأساس.
سبقه إلى “التكفير” عميد الأدب العربي طه حسين، إنما فقط لأنه كتب أطروحته “تجديد ذكرى أبي العلاء”، وتم طرده من الأزهر عام 1908. وعاد ليواجه تكفيره مرة أخرى، من جانب شيوخ الأزهر، عام 1926 عندما أصدر كتابه “في الشعر الجاهلي”، الذي افترض فيه أن ما نعرفه عن الشعر الجاهلي لم يكن جاهليا وأنه كُتب في مراحل تاريخية لاحقة.
وأي إسلام هذا الذي لا يستطيع أن ينظر إلى المرأة إلا بوصفها عورة، دع عنك حرمانها من حقوق التعليم والرعاية والمساواة؟ وأي إسلام هذا الذي، في القرن الحادي والعشرين، ما يزال ينظر إليها ككائن لا تجوز له الولاية حتى على نفسه، بينما قدمت البشرية الملايين من الأمثلة الخلاقة للمرأة في كل حقل من حقول المعرفة والعلم والثقافة والسياسة والفكر؟
الإسلام دين للحكمة والموعظة الحسنة لا دين للقتل؛
“وقل الحق من ربكم فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر” (الكهف 29)، “قد جاءكم بصائر من ربكم فمن أبصر فلنفسه ومن عمي فعليها” (الأنعام 104)، “من اهتدى فإنما يهتدي لنفسه ومن ضل فإنما يضل عليها ولا تزر وازرة وزر أخرى” (الإسراء 15)، “ولَو شاءَ ربكَ لَجعل النَّاس أُمَّةً واحدة ولا يزالون مُخْتلفين (هود:118)، “ولو شاء ربك لآمن من في الأرض كلهم جميعا، أفأنت تكره الناس حتى يكونوا مؤمنين” (يونس 99)، ثم “لا إكراه في الدين” (البقرة 256).
ولكن، كل هذا لم يُقنع أحدا ممن يحضّون على قتل أهل الديانات الأخرى، بوصفهم كفارا، ولا الذين يفجرون أنفسهم ليقتلوا عابري سبيل لا يعلمون عنهم شيئا من الأساس.
ونحن أمة فيها من الفقر والتخلف ما فيها، ولكن لا يقول لك فقهاء الطغيان وسياسيو الدين إنهم جزء من المشكلة. فالدور التخريبي الذي مارسوه في الحياة الاجتماعية والثقافية والسياسية ما يزال لم تُحصَ عواقبه.
ونحن أمة حروب أهلية، ولكن لا يقول لك شيوخنا إنهم يقفون وراء سفك الدماء بين المسلمين ويشرعون للفتنة بين المسلمين.
وجود الطوائف نفسه، فضيحة، على هذا الدين. فلا تَعجَبْ، إذا أصبح سفك الدماء بينهما أمرا “مشروعا”.
وتوجد بيننا دول فاشلة، ومجتمعات فاشلة، حتى ليبدو الإسلام فيها فاشلا هو نفسه. لأنه لم ينجح في حل معضلة، ولا في تحديد اتجاه للمستقبل، ولا تقديم رؤية معاصرة للحياة. وعندما حار فقهاؤه في العثور على جواب بشأن المستقبل، فماذا فعلوا؟ اقترحوا العودة إلى الوراء!
ينشغلوا بالتوافه من قبيل “تحريم الزلابيا” وتحليل “رضاعة الكبير”، بينما الفقر والتخلف والحرمان يقطر من بين أصابع الناس، وبينما الفساد يعتلي القمم، وبينما يغيب العدل عن النظام والمؤسسة.
تخيل لو أن تحرير العقيدة من عقيدة الخلافة قد تحقق منذ العام 1926، فهل كان يمكن لأبي الأعلى المودودي أن يتحول إلى منهج؟ هو الذي أقعد “الخلافة” على مقعد “الحاكمية لله”، لتكون رفضا لحاكمية البشر، وطلب عصيانها والثورة عليها، لأنها كفر، بينما الذين يفرضونها هم أنفسهم بشر.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق