Mar 18, 2021
كان كسينجر يقول إن نيكسون معجب ومتأثر جداً بالفيلسوف الإنجليزي توماس هوبز، ولكل رئيس في الغالب مُثله الفلسفية والأدبية والنظرية، كذلك الأمر في النمط السياسي المتبع، اليوم لا نشهد فقط سياسة جديدة لها وجهة نظر مرنة مع إيران ومتقلبة مع السعودية، وإنما نواجه جيشاً من الأفكار التي بُنيت عليها هذه السياسات. في أميركا يومياً تصدر عشرات الدراسات التي تتعلق بالسعودية وأميركا وإيران وأزمات المنطقة، وهذه حروب فكرية تواجه بحروبٍ مثلها وليس بهاشتاقات أو وسوم عابرة.
بلاش تنظير علينا
«هناك قرابة 8160 مركز أبحاث في العالم، تستحوذ أوروبا على الجزء الأكبر منها، بواقع 2219، في حين يوجد في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا 507 مراكز فقط! وفي العالم العربي نسبة الإنفاق الحكومي على مراكز البحث بلغت 90.8 في المائة، في حين بلغت نسبة تمويل القطاع الخاص لتلك المراكز نحو 9.2 في المائة، بينما نسبة القطاع الخاص في اليابان، مثلاً، تبلغ 70 في المائة. لنقترب أكثر من جيران العرب المزعجين، ولن أتحدث عن المثال الإسرائيلي، فهو معلوم».
مراكز الفكر بمثابة قوة إنقاذ يلاذ بها في الأزمات الكبرى
«مراكز الفكر - أدمغة حرب الأفكار ومما نستخلصه من الكتاب هذه اللمحات:
«إن مراكز الفكر هي أقله نظرياً جسر بين أصحاب القرار والخبراء ووسائط الإعلام والجمهور الواسع. من المفروض أن يسمحوا بالذهاب والإياب بين التحليل السياسي والفعل السياسي، وفي التقاطع بين التفكير والعمل يفضل بعضها
*
الافكار لا الاشخاص
Nov 8, 2019
علاء عريبى
بين الاعجاب والإيمان
صعوبتها في أنها ترتبط بآلية تفكيرنا، فى كيفية رؤيتنا للحياة، المشكلة ببساطة تتلخص في أننا نرى العالم ونفكر فيه من خلال الأشخاص وليس من خلال الأفكار، نظن أن خلاصنا وحريتنا ورخاءنا وسعادتنا في اختيار الشخص المناسب، معه وفى ظله نعيش حياة جميلة وسعيدة، لهذا غالبا ودائما ما نبحث في هذا الشخص عن قدرات المخلص، البطل، النبى، المقدس، وهو ما دفعنا على مر التاريخ نعلى من شأن الأنبياء، والحكام، والأفراد وننسب لهم ما يتجاوز بشريتهم، ارتبطنا بعبدالناصر فظهرت الناصرية، والساداتية، والأحمدية، والشاذلية، والحنفية، والشافعية، والأيوبية، والماركسية، والوجودية، وعرفنا نجم النجوم، وسيدة الشاشة، وسيدة الغناء، ومطرب الجيل، والكاتب المتفرد، والحزب الواحد، والشاعر الجبار، وكرسنا سنوات صبانا وشبابنا وشيخوختنا للحياة تحت مظلتهم، وأصبح مجرد التمرد أو التفكير في الخروج عن عبادة الفرد جريمة تهتز لها السماء، فالخروج على الحاكم أصبح حراما شرعا، وعدم تبنى الماركسية أو الناصرية جهل، وتبنى المذهب الشيعي كفر، وانتقاد الحاكم خيانة، وتبنى بعض الأفكار الغربية عمالة، واستسلمنا للقهر، والفساد، والديكتاتورية، والمهانة، والتخلف، وعبادة الأشخاص، وأفكار المنافقين والمنتفعين.
أترك بيني وبين ما اسمعه أو أراه أو اقرأه مسافة، قال لى: ستجعلك ترى بوضوح، سترى ما لا يمكن أن تراه وأنت داخل النص أو الصورة، من يجلس فى مقعد المتفرج يرى العرض من جميع جوانبه، قد تعجبك بعض الأفكار أو الرؤى أو الأيديولوجيات، لكن عليك أن لا تحول الإعجاب إلى عقيدة مثل الدجمة، لا تجعل ما يعجبك يغفلك عن ما ترفضه، وما لا يتوافق ورؤيتك، الدهماء وحدهم الذين يقعون فى أسر الأشخاص، يضعون القيد حول أعناقهم، تستهويهم بعض الأفكار والمقولات ويتركون عقولهم لمن يديرها.
أغلب من يستسلمون للأفكار والشخصيات سرعان ما يتحولون من فكرة إلى أخرى، ومن شخص إلى آخر، والأغبياء منهم الذين يظلون على قيد بعينه، الله وحده الذى يجب أن تسلم له وتستسلم له وتؤمن بما أقره، الفقهاء وجامعو السنة شخصيات اجتهدت، لك أن تقبل وترفض ما اجتهدوا فيه، وليس لك أن تجتهد فيما أقره الله وأمر به، الله هو الحقيقة الوحيدة الثابتة التى لا تتغير، إياك ان تنساه أو تأخذ من صفاته وتمنحها لنبى أو حاكم أو سياسي أو مفكر أو كاتب، إياك أن تعبد الأشخاص، ميز دائما بين الإعجاب والإيمان.
*
أنا ماركسي قبل الانتفاضة.. آناركي خلالها.. اشتراكي بعد انتصارها.. عدمي عند نهايتها…
*
انتقاء الأفكار.. أفضل استثمار! ***********
Dec 5, 2019
لَو قَرَأتَ أَي كِتَاب مِن كُتب التَّنميّة البَشريَّة؛ التي تَجَاوَزَت حَتَّى الآن أَلف كِتَاب، ستَجد فِي كُلِّ هَذه الكُتب عِبَارَة تَقول: (أَنتَ عِبَارَة عَمَّا تُفكِّر فِيهِ)، وهَذه العِبَارَة ذَهبيَّة ومُفيدَة، وتَختَصر 50% تَقريباً مِن فَحوَى كُتب تَطوير الذَّات..!
ولَكن دَعونَا نُفكفِك هَذه العِبَارَة، ونُبسِّطهَا، حَتَّى أَستَفيد أَنَا مِنهَا؛ قَبل أَنْ تَستَفيدوا أَنتُم مِنهَا، لأنَّ العِلْم – كَمَا يَقُول العُلَمَاء- لَا يَرسخ فِي الذِّهن؛ إلَّا إذَا نَقله العَالِم إلَى غَيرِ العَالِم، لِذَلك أَقول: تَخيَّل أَنَّ حيَاتَك لوحَة تَشكيليَّة، والأَفكَار هي العنوَان، مِن هُنَا، فإن أَفكَارك التي تُؤمن بِهَا وتَختَارها، هي التي تُكوِّن لوحة حيَاتَك، وأنتَ حِينَ تَختَار لون الأَمَل، سيَطغَى ذَلِك اللَّون عَلَى حيَاتِك، وإذَا التَقطتَ لون اليَأس، سيَرَاه النَّاس عَلَى وَاجهة حيَاتك.. مِن هُنَا قرّرتُ أَنْ أَختَار أَفكَاري بعِنَايَة، وأُرَاقِب مَسيرتهَا ونموِّهَا، حَتَّى لَا أَجد نَفسي -فِي يَومٍ مِن الأيَّام- قَد أَصْبَحَت لوحة حيَاتي؛ مَليئَة بالتَّشَاؤم واليَأسِ والسَّلبيَّة..!
نَعَم، أَنتَ عِبَارة عَمَّا تُفكِّر فِيهِ، فإذَا فَكَّرتَ فِي الخَير، ستَلتَقط حَواسك كُلّ إشَارَات وذَبذَبَات الخَير، سَواء فِي الحَقْل أَو فِي الشَّارِع، أَو فِي العَمَل أَو فِي المَنزِل، أَمَّا إذَا كُنتَ تَمتَهن مِهنَة صنَاعة الإحبَاط، فستَلتَقط الفَيروسات المُحبِطَة، والمَوَاد الأَوليَّة لصنَاعة اليَأس فِي كُلِّ شَيء تَرَاه، وهَكَذَا يَعمل العَقْل البَشري.. إنَّه يَبحَث عَمَّا يَهتَم بِهِ..!
حَسنًا.. مَاذَا بَقي؟!
بَقي القَول: هُنَاك مَثَل فِي نَجد يَقول: (مَن عَاشر المُصلّين صَلَّى، ومَن عَاشر المُولّين ولَّى)، لذَلك يَتأثّر الإنسَان بمُحيطه، وبالأَفكَار التي يَتبنَّاهَا، مِن هُنَا حَرصتُ عَلَى انتقَاء أَفكَاري، كَمَا يَنتَقي التَّاجِر الطَّمَاطم الجيِّدة؛ حِينَ يَذهب إلَى سُوق الخُضَار..!!
*
الشخص العادي، يكون لديه أكثر من 6000 فكرة في اليوم
لم نستطع تحديداً إعادة صياغة وفهرسة جميع المدخلات، مع اليقظة والوعي، بكل ما يحدث داخل عقولنا، فإننا سنصبح منفصلين عن الواقع ونبتعد خطوة تلو الأخرى عن الطريق الصحيح.
اليقظة، تعني السيطرة على الأفكار العشوائية، التي تدور في أذهاننا، حيث تجعلنا ممارسة اليقظة في وعي اللحظة الحالية، هذا الوعي هو الذي قد يجعل الأفكار الإيجابية المفيدة التي تقود نحو النجاح والتميز أكثر وضوحاً، ونستطيع تمييزها وسط الكم الهائل من الأفكار اليومية التي تمر بنا.
الأفكار تراود الجميع وتمر بالجميع، ولا أحد في معزل عنها، والناجح والمتميز هو من يستطيع تمييز المفيد والإيجابي من بينها، ثم يقوم بتوظيفها لخدمة أهدافه وتكون وسيلة يحقق بها التفوق المأمول، لذا من الأهمية أن تتأمل ما يمر بك من الأفكار، وأن تتعلم كيف تميز من بينها الأكثر توهجاً وفائدة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق