Nov 10, 2021
السعادة في البيت المصري
عكس الفوضى والاضطراب، مطلب أساسي لكل الشعوب
فالمبتلون بأنظمة تكره الديمقراطية- وما أكثرهم في منطقتنا- فلا يعرفون مفهوما للاستقرار، إلا بقاء أنظمتهم على مقاعد الحكم، وبالتالي لا يجدون وسيلة لذلك إلا البطش الأمني.
الاستقرار يحتاج أولا لسياسات اقتصادية واجتماعية توفر للمواطن الحد الأدنى من الخدمات العامة والسلع الأساسية والحماية الاجتماعية بما يحفظ له كرامته وإنسانيته مهما ارتفعت الاسعار أو اضطر لتغيير نمط استهلاكه.
والاستقرار يحتاج لمناخ سياسي متوازن، تخفف فيه الدولة من قبضتها على الإعلام والبرلمان والمجتمع المدني والنشاط الجامعي والثقافي، وتتيح مساحة من الحرية في التعبير وانتقاد السياسات العامة والتفاعل معها.
يزعزع الأمن، أو يمثل تهديدا لمؤسسات الدولة، وهو ما يعني الدخول في حالة من عدم الاستقرار، بل هو ضمان للأمن ولقوة وشفافية – ضع تحت شفافية ما شئت من الخطوط بكل الالوان– أي اجمالا هو مناخ ضامن لاستمرارية الاستقرار الحقيقي، لانه يتيح للناس التعبير عن الرأي بشكل مشروع، والمشاركة في مناقشة القرارات الحكومية وبالذات ما يحتاج منها للتضحية والتعب.
هل يمكن الوصول إلى الاستقرار في غياب العدالة والقانون واحترام الدستور.
لا يوجد ما يبعث على الطمأنينة في نفوس الناس والثقة في المستقبل والاستعداد للتضحية أكثر من العدل والإنصاف واليقين بأن القانون يساوي بين الجميع، وأن اجهزة الدولة التنفيذية مقيدة بدستور وقوانين، وأن القضاء نزيه ومستقل، وأن هناك دستورا يعلو على الجميع ولا يمكن تجاهل أحكامه. الظلم وغياب العدالة هما أخطر ما يهدد الاستقرار ويمهد للفوضى والانفلات ويضعف مصداقية الدولة ومؤسساتها.
كم عدد الدول في العالم، التي حكمتها القبضة الأمنية الطاغية، وغابت فيها سيادة القانون ومساواته، وانتهك فيها الدستور، فعانت من الفوضى والاضراب، ووصلت إلى حد الحروب الأهلية والفشل؟. وكم هي بالمقابل عدد الدول التي احترمت أنظمتها الدستور والقانون، وفهمت الاستقرار على حقيقته، فأصابها ما أصاب سابقتها؟.
*
* الاستقرار الزائف
البرادعي 12-2010
«قنبلة الاستقرار الزائف القائم حاليا على القمع شارفت على الانفجار» في مصر. واعتبر أن «دوام الاستقرار في مصر- كما في أي بلد- لن يأتي إلا من خلال ديمقراطية حقيقية تستجيب بعدل لحاجات وطموحات كل أفراد شعبها».
بعنوان «الديمقراطية المقموعة هي الوجه الحقيقي لحال الطوارئ في مصر»، نشرته صحيفة «واشنطن بوست» الأمريكية، الاثنين، طالب البرادعي: «المجتمع الدولي أن يؤيد نضالنا من أجل الحرية وأن يلزم مصر بتعهداتها الدولية بخصوص (احترام) حقوق الإنسان». وأوضح بقوله: «إننا نريد إتاحة الفرص الاقتصادية لجميع المصريين وكذلك الحق في العيش بكرامة وحرية. ونحن نلتف معا حول التغيير السلمي». وقال: « ينبغي ألا تداس حقوق الشعب المصري في سبيل وعد مراوغ بالاستقرار».
انتخابات أخرى مزورة وهزلية، تم فيها حشو صناديق الاقتراع وشراء الأصوات. وتعرض من رؤي أنهم سيصوتون لصالح المعارضة للعنف من بلطجية محترفين.
من الناحية النظرية، لمصر دستور وقوانين تعكس إرادة شعبها. لكن على أرض الواقع، فإن النصوص هي خليط يديم القبضة الحديدية للنظام الحاكم. فالرئيس حسني مبارك يتمتع بسلطات بالغة الضخامة. كما لا يوجد إشراف من المجلس التشريعي على الميزانية العسكرية. ولا يسمح لأكثر من خمسة أشخاص بالتجمع بدون إذن مسبق من أجل تنظيم مظاهرة سلمية. وتتواجد قوات الأمن داخل حرم الجامعات، لضمان عدم انخراط الطلاب في أنشطة سياسية
عرقلة الأنشطة السياسية
من الناحية النظرية، يوجد أحزاب سياسية عديدة في مصر.
ثلاثتهم أشرفوا على نظام سياسي قمعي وسلطوي. وطوال الـ 29 عاما المنصرمة، عاش المجتمع المصري في ظل قانون «حال الطوارئ» الوحشية، وهو أداة توفر للرئيس حماية دستورية أساسية حيث اُستغل في اعتقال وتعذيب، وأحيانا قتل من يجرؤ على المعارضة.
إجمالي 508 مقاعد،والبرلمان المصري لا يمثل بأية حال الشعب المصري
حزب الوفد، أكبر حزب ليبرالي
من الناحية النظرية، تملك مصر نظاما قضائيا. وفي الحقيقة، فإن الإحكام القضائية غالبا ما يتم تجاهلها حين تأتي على عكس سياسة الحكومة.
الهوة تتفاقم يوميا بين الأغنياء والفقراء. واختفت الطبقة الوسطى. وأكثر من 40% من المصريين يعيشون على أقل من دولارين في اليوم. وتبلغ نسبة الأمية نحو 30% وهو عنوان حزين لثقافة منحت العالم منذ أكثر من ألفي عام مكتبة الإسكندرية. وفي القاهرة وهي مدينة كبيرة يزيد عدد سكانها عن 15 مليون نسمة، يعيش نصف السكان في عشوائيات قريبة من مجتمعات تسكن داخل مساكن مسورة تضاهي الثراء في جنوب كاليفورنيا.
العدالة الاجتماعية. إننا نطالب بنظام حكومي شفاف يخضع للمحاسبة ويفصل بين السلطات بوضوح وفق ما يسمى «الضوابط والتوازنات».
إتاحة الفرص الاقتصادية لجميع المصريين وكذلك الحق في العيش بكرامة وحرية. ونحن نلتف معا حول التغيير السلمي. يتعين على المجتمع الدولي أن يؤيد نضالنا من أجل الحرية وأن يلزم مصر بتعهداتها الدولية بخصوص (احترام) حقوق الإنسان. ينبغي ألا تداس حقوق الشعب المصري في سبيل وعد مراوغ بالاستقرار.
*
الاستخدام السيء للتواصل الاجتماعي يهدد الاستقرار العائلي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق