الأربعاء، 5 يناير 2022

ضمان استمراريتنا مستهلكين غير منتجين

 الغربيون عندما ينظرون إلى منطقتنا العربية لا يرون أبعد من الموارد وفي مقدمتها البترول والغاز كمصلحة مباشرة لهم، وينظرون إلى أمن إسرائيل باعتبارها حارسة للمصالح الغربية، وينظرون إلى موارد المياه كوسيلة تحكم تضمن لهم السيطرة على المدى المتوسط والطويل،

الغرب تدفعه غطرسة القوة وفوبيا الإسلام للتعامل بتعالٍ أعمى مع المنطقة العربية ، وهم يدركون أهمية موارد العرب وموقعهم المتميز جغرافياً كرابط بين الشرق والغرب إلا أنهم لاينظرون بجدية إلى تميز هذه المنطقة بثقافة وحضارة مختلفة، ولايرون للإنسان العربي حق الاختلاف.

الغرب يتجه لشرعنة وتقنين المخدرات والمثلية وبعض دوله فعلت ذلك ، ويتصورون أن على بقية شعوب العالم أن تفعل مثلهم، ومن خلال إعلامهم الواسع الانتشار ومن صناعة الأفلام بشكل خاص يسعون جاهدين لنشر هذه الأفكار وتطبيقها بشكل شرعي وقانوني مع وجود شرائح واسعة جداً في الغرب ذاته ترفض هذا رفضاً قاطعاً من منطلقات دينية وأخلاقية ، ومن لايحترم رأي هذه الشرائح الواسعة في الغرب لن يحترم رأي وموقف من يخالفهم الرأي من الشعوب في بقية العالم.

الغرب لن يستطيع فرض رؤيته ونظرته لهذه الممارسات على من يختلفون معه ولن يستطيع إلغاء الثقافات المختلفة والأديان.
الغرب يزعم أنه يسوّق هذه الممارسات من منطلق رؤيته للحرية والتعددية، ولو تعرضت مزاعمه هذه للاختبار لسقطت والأمثلة على ذلك كثيرة ومتعددة.
والمؤكد أنه يمارس الحرية ويضمن التعددية بانتقائية وازدواجية حتى داخل المجتمعات الغربية ومن منطلق نفعي.

والغرب لايسمع ولايريد أن يفهم أن في العالم حضارات وثقافات مختلفة ولا يعنيه استفزاز الآخرين من خلال رفع علم المثليين في بعض الفعاليات الدولية أو على سفارات بعض دوله وكذلك الأمر بالنسبة لموضوع المخدرات فالغرب على علم تام بمواقع إنتاج المخدرات وتصنيعها وممرات وطرق تهريبها والدول والعصابات الضالعة في ذلك وعلى علم تام بطرق وأساليب غسل أموال المخدرات وأين تودع أموال المخدرات ومن المستفيد منها ولكنها قصداً لا تكافح المخدرات إلا بقدر محدود ولا يعنيها من يتضرر من ذلك.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق