Nov 19, 2021 May 16, 2018
النظام الاجتماعي يرتكز عليها ويرتبط استقراره وتماسكه بما لديه من منظومة قيمية راسخة
وقوية. ولقد تعددت التعريفات الخاصة بالقيم تبعاً لوجهة نظر الباحثين وانتمائهم؛ لكننا نعتقد أن تعريف (بارسنز) في كتابه (الشخصية والبناء) من أكمل التعريفات للقيم وقد عبر عنها بقوله: «القيم تصورات توضيحية لتوجيه السلوك في الموقف الانفعالي، تحدد أحكام القبول أو الرفض، وتنبع من التجربة الاجتماعية، وتتوحد بها الشخصية، وهي عنصر مشترك في تكوين البناء الاجتماعي والشخصية الفردية، فهي من مكونات الموقف الاجتماعي،
وانطلاقاً من هذا التعريف فإن عملية التنشئة الاجتماعية هي المصدر الأكثر أهمية في تزويد أبناء المجتمع بالقيم نظراً لاستمراريتها من الطفولة حتى الممات، فضلاً عن مشاركة عدة جهات في عملية التنشئة الاجتماعية ابتداء من الأسرة فالمدرسة فجماعة الأصدقاء والمؤسسات الدينية، وصولاً إلى وسائل الاتصال الجهة الأكثر خطورة على القيم في المجتمع.
واليوم نعيش في عصر طغت عليه الجوانب المادية التي باتت تتحكم في كل نواحي الحياة، فالإنسان يعامل على أساس مكانته الاقتصادية
والأسرة الغنية تتربع على قمة الهرم الاجتماعي، والمؤسسات والشركات والأندية والفضائيات والدول الغنية تحدد قيم العصر وسلوكياته التي ترتبط بهذه القيم على أساس (القيمة)، وهو مفهوم اقتصادي يقترب في تسميته من مفهوم (القيم)، لكنه يبتعد كثيراً عن محتواها وصورتها الاجتماعية.
الساحة الدولية والإقليمية لوجدنا أن ما يشاع اليوم من مفاهيم وقيم (الديموقراطية وحقوق الإنسان وحقوق المرأة والتعبير عن الرأي)؛ ماهي إلا عملية (تسويق) لهذه القيم، الهدف من ورائه تحريك الاقتصاد وتوجيهه إلى مسارات تدر مليارات الدولارات، للدول والمؤسسات الكبرى التي تختلق الحروب والفتن والنزاعات، ثم تتدخل لوقفها، وتتباكى على كبت الحريات واضطهاد الشعوب والمبادئ والقيم الديموقراطية وقيم حقوق الإنسان التي تنتهك في هذه النزاعات، وفي الوقت نفسه تعقد وراء الستار الصفقات الكبرى لبيع الأسلحة والعتاد. أما شركاتها الكبرى العابرة للقارات فإنها تتسابق لتقدم لنا آخر الاختراعات والتقنيات في
جميع المجالات وعلى رأسها (وسائل الاتصال) التي يتفاخر شبابنا باقتنائها ومتابعتها للظهور بمظهر عصري لائق.
لم تعد الأسرة كما كانت في السابق، المودة والتراحم والتماسك أصبحت (شكليات)، لم تعد زيارة الأقارب وزيارة المريض وصلة الأرحام سوى (صدفة) أو (إسقاط فرض)؛ وحل محلها السؤال بالجوال والمحادثة عبر (الماسنجر والسناب والفايبر والواتساب). لم تعد الأمهات يبالين بتربية الأبناء وزرع قيم الأجداد وعاداتهم وتقاليدهم؛ فالمربيات والخادمات ودور الحضانة والقنوات الفضائية وأجهزة التابلت والمحمولة والمنقولة والحواسيب تقوم مقامها على أتم وجه. كما أن وجود هذه البدائل ضروري جداً لإكمال الصورة (العصرية) للمرأة اليوم، وشباب اليوم يتفاخر (باستهلاكه) وتبنيه لقيم (العصر)، فالإناث يبحثن عن الجمال الصناعي المشتمل على (الأزياء والمكياج وعمليات التجميل) لأن (الموديل) الرائج الآن هو جمال (الفنانات والعارضات والراقصات) الذي يعتمد في أساسه على (التزييف) و(الإثارة)، أما قيم الجمال الطبيعي والأخلاقي فلم يعد لها أثر في (سوق) الزواج والعمل والدراسة والحياة عموماً. وبالنسبة لاختيار الشريك، فلابد أن يعتمد على (جيبه وشكله ومظهره)، أما أخلاقه وقيمه وطباعه وفكره فيمكن (التعايش معها) بمرور الوقت، أو بأسوأ الأحوال يمكن اللجوء إلى الطلاق الذي شاع في مجتمعنا حتى اقترب من أن يصبح (موضة)، وحقاً من حقوق المرأة.
إن وسائل الاتصال الحديثة تتربع اليوم على قمة المؤسسات التي تزودنا بالقيم، وهي التي تحدد ما هو (صالح) من القيم وما هو (بائد وغير عصري) فالإنترنت والقنوات الفضائية أصبحت (الصديق والمربي والمرشد والناصح والرفيق والمسلي و..و..و..) لنا جميعاً، ولم يعد هناك (خجل أو حياء أو احترام أو حدود أو رقابة أو ضمير أو حلال أو حرام)، فكل شيء متاح وممكن في هذه الوسائل، وما كنا نخشى من قوله أو فعله أو التفكير به بسبب (قيم معينة) تمنعنا من ذلك؛ أتاحته لنا (قيم الاتصال الجديدة)، فبإمكان أي منا أن (يتحايل ويكذب ويسب ويشتم ويكفر ويلعن ويسرق ويفتن ويشاهد الرذيلة وينشرها ويلحد ويفتي ويحرم ويحلل ويؤسس ويدمر) دونما رقيب، عالم مفتوح وفضاء بلا نهاية (قيم متجددة) يحددها (سوق الكبار)، وقيم قديمة عفّى عنها الزمان تضعف وتضمحل وتتلاشى. قيم شائعة تنتشر مثل النار في الهشيم وقيم راكدة لا يقبل عليها إلا القليل. قيم متهورة تدخل (موسوعة غينيس) وقيم مقهورة تدخل كتب التاريخ لتوضع على رفوف لا يقرؤها إلا متقاعد انتهى تاريخ صلاحيته كإنسان، أو باحث يحاول الحصول على شهادة عليا.
وانطلاقاً من هذا التعريف فإن عملية التنشئة الاجتماعية هي المصدر الأكثر أهمية في تزويد أبناء المجتمع بالقيم نظراً لاستمراريتها من الطفولة حتى الممات، فضلاً عن مشاركة عدة جهات في عملية التنشئة الاجتماعية ابتداء من الأسرة فالمدرسة فجماعة الأصدقاء والمؤسسات الدينية، وصولاً إلى وسائل الاتصال الجهة الأكثر خطورة على القيم في المجتمع.
واليوم نعيش في عصر طغت عليه الجوانب المادية التي باتت تتحكم في كل نواحي الحياة، فالإنسان يعامل على أساس مكانته الاقتصادية
والأسرة الغنية تتربع على قمة الهرم الاجتماعي، والمؤسسات والشركات والأندية والفضائيات والدول الغنية تحدد قيم العصر وسلوكياته التي ترتبط بهذه القيم على أساس (القيمة)، وهو مفهوم اقتصادي يقترب في تسميته من مفهوم (القيم)، لكنه يبتعد كثيراً عن محتواها وصورتها الاجتماعية.
الساحة الدولية والإقليمية لوجدنا أن ما يشاع اليوم من مفاهيم وقيم (الديموقراطية وحقوق الإنسان وحقوق المرأة والتعبير عن الرأي)؛ ماهي إلا عملية (تسويق) لهذه القيم، الهدف من ورائه تحريك الاقتصاد وتوجيهه إلى مسارات تدر مليارات الدولارات، للدول والمؤسسات الكبرى التي تختلق الحروب والفتن والنزاعات، ثم تتدخل لوقفها، وتتباكى على كبت الحريات واضطهاد الشعوب والمبادئ والقيم الديموقراطية وقيم حقوق الإنسان التي تنتهك في هذه النزاعات، وفي الوقت نفسه تعقد وراء الستار الصفقات الكبرى لبيع الأسلحة والعتاد. أما شركاتها الكبرى العابرة للقارات فإنها تتسابق لتقدم لنا آخر الاختراعات والتقنيات في
جميع المجالات وعلى رأسها (وسائل الاتصال) التي يتفاخر شبابنا باقتنائها ومتابعتها للظهور بمظهر عصري لائق.
لم تعد الأسرة كما كانت في السابق، المودة والتراحم والتماسك أصبحت (شكليات)، لم تعد زيارة الأقارب وزيارة المريض وصلة الأرحام سوى (صدفة) أو (إسقاط فرض)؛ وحل محلها السؤال بالجوال والمحادثة عبر (الماسنجر والسناب والفايبر والواتساب). لم تعد الأمهات يبالين بتربية الأبناء وزرع قيم الأجداد وعاداتهم وتقاليدهم؛ فالمربيات والخادمات ودور الحضانة والقنوات الفضائية وأجهزة التابلت والمحمولة والمنقولة والحواسيب تقوم مقامها على أتم وجه. كما أن وجود هذه البدائل ضروري جداً لإكمال الصورة (العصرية) للمرأة اليوم، وشباب اليوم يتفاخر (باستهلاكه) وتبنيه لقيم (العصر)، فالإناث يبحثن عن الجمال الصناعي المشتمل على (الأزياء والمكياج وعمليات التجميل) لأن (الموديل) الرائج الآن هو جمال (الفنانات والعارضات والراقصات) الذي يعتمد في أساسه على (التزييف) و(الإثارة)، أما قيم الجمال الطبيعي والأخلاقي فلم يعد لها أثر في (سوق) الزواج والعمل والدراسة والحياة عموماً. وبالنسبة لاختيار الشريك، فلابد أن يعتمد على (جيبه وشكله ومظهره)، أما أخلاقه وقيمه وطباعه وفكره فيمكن (التعايش معها) بمرور الوقت، أو بأسوأ الأحوال يمكن اللجوء إلى الطلاق الذي شاع في مجتمعنا حتى اقترب من أن يصبح (موضة)، وحقاً من حقوق المرأة.
وأضحى أبطال المسلسلات المدبلجة (التركية والمكسيكية والهندية والكورية)، ولاعبو كرة القدم (رونالدو- مسي- نيمار)، والمغنون وعارضو الأزياء الأجانب؛ هم النماذج المثالية التي يحتذى بشكلها وسلوكها وقيمها في حياتهم اليومية.
*
Nov 9, 2021
الغزو الفكري حرب علي العقول ********
طمس الهوية حله بالتمسك بالثوابت الدينية
العولمة تذويب الهويات والثقافات
وتزيف الوعي
دس السم في العسل
تفكيك الغزو الثقافي
2020/3
نقرأ في التواصل الاجتماعي (الميديا) خلافا ينشب بين حملة الفكر الإسلامي والفكر الليبرالي أو العلماني أو التغريبي، وهنا يثار (الغزو الفكري).
خلال فترة الاستعمار تعرضت أمتنا العربية إلى (غزو استعماري) بغيض في القدم و(غزو فكري) خلال العصر الحديث استهدف شخصيتها وأصالتها وأهم مقومات بقاء هويتها.
المقصود بالغزو الفكري هو محاولة أمة من الأمم السيطرة الفكرية على أُمة أخرى وجعلها تابعة لها في الأفكار والمعتقدات ومناهج التربية والتعليم والحضارة واللغة والأخلاق والسلوك، وهذا بالضبط ما يريده الآن الغرب من أمة الشرق التي نحن منها بهدف القضاء على هويتنا وشخصيتنا واعتناق أفكارهم والسير في ركابهم وتقمص شخصيتهم للأسف.
ونحن الآن طبعا نعاني من أن هناك فئة تتقمص شخصية الأوروبي ولباسه وتتصرف بالحياة كما يتصرف الأوروبي الفالت من القيم الخاصة بهم، خاصة في الأحوال الشخصية.
من خلال دراستي للتاريخ وجدت أن الغزو الفكري له أدوات تساعده على غزونا تجمع (الاستشراق - الاستعمار - التبشير - الصهيونية - المذاهب الهدامة) وهكذا تنوعت المداخل وأشكال الغزو الفكري وهدفهم فقط في البداية ابتعادنا عن قيمنا العربية والإسلامية الأصيلة.
أولا: الاستشراق: وقد بدأ منذ غزوهم الأوروبي لبلداننا العربية الإسلامية وكلنا نذكر مؤتمر المستشرقين الذي بدأ في باريس عام 1973 ثم اتبع ببناء المعاهد والجمعيات الاستشرافية ونشر المخطوطات العربية بعد تغييرها في أواخر القرن التاسع عشر والقرن العشرين، وقد تم تغيير وتزوير أكثر من 250 ألف مجلد للأسف.
طبعا كانت هناك دوافع للاستشراق وأولها الدافع الاستعماري وتبعه الديني ثم العلمي والدافع الاقتصادي.
كان هدفهم التشكيك بصحة رسالة النبي صلى الله عليه وسلم وإنكار القرآن الكريم انه كتاب منزل من عند الله والحقيقة أنهم شككوا في أصالة الفقه الإسلامي والتراث الحضاري لأمة العرب وإحياء القوميات القديمة وإثارة النعرات وتجزئة أمة العرب. ولهذا كله نشطوا
في تأليف الكتب وإصدار المجلات وإلقاء المحاضرات وعقد المؤتمرات وإنشاء الموسوعات لدس السم بالدسم.
ثانيا: الاستعمار: بعد الاستشراق تعرض العالم العربي لهجمة وسيطرة استعمارية وتقاسمت أمتنا بريطانيا وفرنسا وإيطاليا، واستغل الغزاة قوتهم العسكرية لفرض غزوهم الفكري والثقافي على أمة العرب، فسيطروا على وسائل الإعلام والنشر التي تخدم أهدافهم والسيطرة على التعليم، وحاربوا الوحدة العربية والتشكيك باللغة العربية ودعوا (المرأة) للتبرج والسفور، واجتهدوا لإفساد الشباب الناشئ، بنين وبنات، بكل وسائل الترف واللعب، وحاربوا رجال الدعوة الإسلامية من المشايخ والدعاة والأئمة، وشجعوا الحركات الهدامة المشبوهة ونوادي الروتاري والليونز وعبدة الشيطان، وشجعوا أيضا على الإلحاد ودعموا التبشير وأهدافه ووسائله من إرساليات وعقد المؤتمرات وإنشاء المستشفيات وطباعة الكتب وتوفيرها بأرخص الأثمان وتنشيط برامج التبشير.
٭ ومضة: قاتل الله الصهيونية فهي والله بلاء أمة العرب لأنها زرعت بيننا من هم اليوم منهم وكان (هرتزل) هو المنظّر الأول للفكر الصهيوني وهو صحافي نمساوي، وكانت فلسطين الضحية الأولى من أوطان العرب.
واستخدمت الصهيونية وسائل مختلفة للسيطرة الفكرية والسيطرة المالية والنشاط التجاري والصناعي والسيطرة السياسية والعسكرية والإفساد العالمي بإشاعة الفوضى في العالم وفق بروتوكولاتهم الفاسدة، وكان ولا يزال لهم دور كبير في موجات الإباحة والفساد الأخلاقي والإلحاد والدعارة والشذوذ الجنسي ورعايتهم لمسابقات الجمال وعروض الأزياء ومحاربة الأديان.
٭ آخر الكلام: على من تزين لهم (الصهيونية) مسألة التقارب مع الأديان والتعامل الحضاري ألا ينسوا ما فعلته هذه النبتة الخبيثة في أوطاننا العربية وفلسطين على وجه الخصوص، وصفقة القرن اليوم ما هي إلا منتجهم الجديد، قاتلهم الله عما يهدفونه من تحطيم النفسية العربية وإقامة الدويلات الطائفية (شوفوا فقط دعمهم للعداء الإيراني لأمة العرب)!
٭ زبدة الحچي: هناك تحرك صهيوني الآن واسع نحو أمة العرب لإحياء المذاهب الهدامة التي روجوها خلال العقود الماضية في مقدمتها (الماسونية - إعادة الشيوعية - الوجودية - الإلحاد - البهائية - القاديانية - العلمانية - القوميات والعصبيات)!
٭ النصيحة: تدرون من يكسر هذا كله ويكبه في وجوههم؟
إنه الدين ولا غير العقيدة الإسلامية القائمة على الكتاب والسنة واستعادة أمجاد اللغة العربية وأدبنا وثقافتنا وهويتنا، وأخيرا: انتبهوا للتعليم، وتمسكوا بالعادات والتقاليد الطيبة.. وأحكموا السيطرة على إعلامكم.. في أمان الله.
*
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق