الأربعاء، 9 مارس 2022

الحيل الدفاعية النفسية

Jul 5, 2021 Sep 12, 2021 

ـ(ميكانيزمات الدفاع)، وتتميز هذه الحيل بأنها تحدث لا شعورياً وبأنها تنكر الواقع وتزيفه، وسنعرض بعض هذه الحيل 
الدفاعية 

الإسقاط: وهو أن ينسب الشخص عيوبه أو أفكاره غير المقبولة أو أفعاله التي لا يرتضيها المجتمع لغيره، وهذه الحيلة يستخدمها الأطفال كثيراً فعندما يقوم الطفل بكسر كوب مثلاً فبمجرد سؤاله: من فعل هذا؟ تجده يتهم أخاه الآخر مباشرة فهو يسقط فعله على الآخرين.

التبرير لموقف خاطئ ما يحتاج لجهود فكرية غير عادية، لإثبات صحتها وتمريرها، فهي في ذات الوقت متعبة جداً إذا ما تكررت، فتعكر صفو العلاقة بل قد تتعداها إلى طرح الثقة جانباً بمن يبرر دائماً.. فتتعكر كثير من علاقاتنا الاجتماعية والوظيفية وحتى الأسرية بسبب الاهتمام البالغ في تبرير المواقف والأخطاء عوض عن الاعتراف بها والاعتذار السريع أو بدونه يتم تجاوز المسبب وتستمر الأمور بصفاء، إلا أن أغلبنا يحاول جاهداً تبرير مواقفه ويقاتل فكرياً من أجل إثبات صحة موقفه

التبرير: وهو أن يخلق الشخص لنفسه أعذاراً وأسباباً تكون مقبولة اجتماعياً لتبرير فشله أو تبرير ما قام به من سلوك غير مرضي بينما يخفي الأسباب الحقيقية وراء هذا السلوك، فمثلاً عندما لا يحقق الطالب درجات عالية في الامتحان فقد يقول إن الأسئلة كانت من خارج المنهج، أو أنه كان يعاني من صداع كبير منعه عن المذاكرة وبالتالي يبرر فشله.

النكوص: وهو أن يعود الشخص في سلوكه إلى مرحلة عمرية سابقة لا تتناسب مع عمره الحالي و تفكيره، فمثلاً قد يفطم الطفل ويعتمد على نفسه في التبول ولكن بمجرد قدوم طفل جديد للأسرة فقد يرجع الطفل للرضاعة أو للتبول اللاإرادي لحاجته إلى الأمان، فهو قد نكص ورجع لمرحلة سابقة.

الإنكار: وهو أن ينكر الشخص الأمور والحوادث التي تسبب له القلق مع إدراكه التام بوقوع تلك الأمور إلا أنه يصر على إنكارها وعدم التصديق بوقوعها، فمثلاً قد تنكر الأم فقدها لولدها الذي توفي وتتعامل بأنه مازال حياً وقد تطلب من الآخرين مناداته لكي تراه فهي تنكر الواقع.

التعويض: وهو أن يسعى الشخص للنجاح في مجال معين من أجل تعويض فشله في مجال آخر والابتعاد عن شعوره بالنقص أو العجز، فالطالب غير المتفوق دراسياً قد تجده يتجه للرياضة أو الرسم لإثبات قدرته أمام الآخرين فهو يعوض نقصه بالبروز في مجال آخر.

الإبدال: وهو أن يقوم الشخص بتوجيه انفعالاته القوية تجاه أشخاص معينين إلى أشخاص آخرين ليس لهم علاقة أصلاً بأسباب تلك الانفعالات، فمثلاً عندما يتعرض الموظف لتوبيخ شديد من مديره تجده يعود إلى البيت ويقوم بتفريغ غضبه على أطفاله، فهو يستبدل الشخص الأصلي بشخص آخر.

الانسحاب: وهو أن يقوم الشخص بالهروب والابتعاد عن مصدر القلق والتوتر، فمثلاً قد يرفض الطالب المشاركة في الإذاعة المدرسية لأنه يخشى أن لا يجيد الإلقاء وبالتالي قد يحرج أمام الطلاب والمعلمين لذا يلجأ للانسحاب وعدم المشاركة.

التسامي: وهو أن يقوم الشخص بالتعبير عن الدوافع غير المقبولة اجتماعياً بصورة مقبولة ومحببة بل وتنال كل تقدير واحترام من المجتمع، ومن أرقى أمثلة التسامي هو العبادة فقد يلجأ الشخص لكثرة الصلاة والدعاء للتخلص من الإحساس بالألم والقلق بسبب مشكلة معينة.

 الإسراف في استخدامها قد يؤثر في النمو النفسي، كما أن الفرد كلما استطاع أن يواجه مشكلاته ويتغلب عليها كلما قلّ استخدامه للحيل الدفاعية.

*

 عالِم النفس في العلاقات جون غوتمان أن الموقف الدفاعي هو جزء مما يطلق عليها قائمة سلوكيات الاتصال الأربعة التي تشير إلى نهاية العلاقة. وسواء كنت تستخدمه في حياتك الزوجية أو مع الأصدقاء أو العائلة أو في العمل، فإنه يضر بالعلاقات بشكل لا يصدق.

صعوبة في معرفة أن الاستماع والتصديق لا يعنيان الاتفاق، وأن توفير مساحة للشخص الآخر لا يعني أنك لن تحصل على مساحة للمشاركة عندما يحين الوقت المناسب.

كيف تستجيب للانتقاد دون التصرّف بدفاعية؟
الناس في المواقف الدفاعية يسمعون رأيا مختلفا أو اعتقادا أو اهتمام شخص آخر، ويستجيبون وفق التصور التالي:

1. الرفض: "لا بد وأنك تمزح معي! هذا ليس بالأمر المهم!".

2. استخدام "نعم، لكن …": "حسنًا، أنا أسمعك، ولكن ما حدث حقًا كان…".

3. الشرح: "حسنًا، لقد علقت في زحمة المرور وبعد ذلك…".

4. عرقلة المحادثة: "لا يمكننا التحدث عن هذا في الوقت الحالي لأنني أريد التحدث عن…".

5. إعادة إلقاء اللوم على الطرف الآخر: "أنت لا تفعل ذلك أيضا!".

6. ممارسة دور الضحية: "أنت تظلمني كثيرا!".

لا تعني أنه ينبغي عليك الموافقة، وإنما يمكنك أن ترى من خلال وجهة نظرهم –الآخرين- حقيقة ما يفكرون أو يشعرون به.

يمكنك أن ترى من خلال وجهة نظر الآخر حقيقة ما يفكر أو يشعر به

في الواقع، عند ردّك على آراء أو انتقادات متباينة بالطريقة التي سنوضحها تاليا: في "ردود المصادقة" و"ردود تحمل المسؤولية"، فأنت بذلك تتواصل مع الطرف الآخر وتنزع فتيل التوتر، وهذا من شأنه أن يخلق الثقة.



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق