الأحد، 6 مارس 2022

الجمهورية الجديدة.. الشيوخ المصري يناقش إصدار "تفسير عصري" للقرآن الكريم

تفسير القرآن في مصر

Dec 21, 2021 Jan 3, 2022

ما الداعي لإعداد تفسير جديد؟ متخوفين من أن يصبح تفسير القرآن "ألعوبة في يد الحكام ويد من لا يتقون الله" مؤكدين أن الشعوب لا تحتاج تفسيرا عصريا وإنما تحتاج إلى حكم ديمقراطي عصري، حسب قولهم.

الحاجة إلى تفسير للقرآن يراعي تطور الزمان، وينظر للعلم الحديث والحضارة ليس بعين المؤامرة، ولكن بعين التنوع والحقيقة، على حد قولهم.

ممكن بعد ٥٠ سنة ييجي ناس تانيين يقولوا عايزين تفسير يناسب عصرهم وبالتالي يلغوا تفسير هذا العصر ويصبح تفسير القرأن ألعوبة في يد الحكام ويد من لايتقون الله  

الناس محتاجة حكم ديمقراطي عصري مش محتاجة تفسير

 المفتي علام بالمقترح، معتبرا أن هذا الطرح يتواكب مع الجمهورية الجديدة، حسبما نقلت عنه صحف محلية، مع مراعاة ما هو ثابت لا يقبل الاجتهاد وما هو متاح للاجتهاد، وإعمال الفهم لمعالجة قضايا الزمن باحترافية ومهنية عالية.

*Dec 22, 2021

في علاقة الزمن بالفكرة

توفيق السيف 

عبد الجبار الرفاعي، خلاصته، أنَّ تفاسير القرآن لا بدَّ أن تتمايزَ عن بعضها بعضاً وتختلف؛ لأنَّ كلاً منها يعكس فهم المفسِّرِ لعالمه.

سمّوه تفسيرَ القرآن بالقرآن. ومرادهم أنَّ معنى الآية، يدرك من خلال رصفِها مع مجموع الآيات المماثلة في اللفظ أو المعنى والموضوع. وقريباً من هذا الدعوة لتفسير القرآن بالروايات ذاتِ الصلة بآيةٍ بعينها أو موضوعٍ بعينه. ومثلها التفسير الموضوعي، الذي يذهب أصحابُه إلى تصنيف الموضوعات الواردة في القرآن، وجعلِها موضوعاً واحداً للدراسة والتحليل.

عامةُ الفقهاءِ إلى منهج التفسير بالروايات؛ لأنَّ مرادَهم هو الحصول على حكم أو إشارة لحكم في النص، كي لا يضطروا إلى الأخذ بالدليل العقلي المحض. ونعلم أنَّ غالبية الفقهاء المسلمين من المذاهب كافة، يرجِّحون الحكمَ الواردَ في النص على نظيره المستند إلى دليل عقلي، حتى لو كان غريباً أو منافياً لعرف العقلاء. ومن ذلك مثلاً قول بعضهم، أيام محنة الإيزيديين في العراق (2014) بأنَّ سبيَ النساءِ واسترقاقَهُنَّ والمتاجرةَ بهن، لا ينافي شريعة الإسلام. وأنَّ من ينكر جوازَه فهو ينكر معروفاً من الدين.
وأعلم أنَّ هذا الرأيَ موجودٌ في كتب التراث، وفيه روايات وآيات. لكني أجزم أنَّه قول لا يصحُّ في هذا اليوم؛ لأنَّ جمهور المسلمين لا يقبل به، كما ينكره إنكاراً مطلقاً كلُّ العقلاء، أياً كانت ملتهم.

ضربت هذا المثال كي يأخذنا إلى محور هذه الكتابة، أي دور «الأفق التاريخي» في تحديد الصحيح والسقيم من الأحكام والقيم والمستهدفات الشرعية. «الأفق التاريخي» هو مجموع العوامل التي تؤثر على ذهن الإنسان لحظة تفكيره في شيء. وتشمل تطلعاته وتوقعاته ومصادر قلقِه، المستوى العام للمعرفة، نوعية القيم والمعايير الأخلاقية السائدة، والمشكلات التي يتعلَّق بها التفسير أو الحكم الفقهي.

كل من هذه العناصر يؤثر على ذهن الإنسان، لحظة تلقيه للنص أو الفكرة الدينية (بل أي فكرة أخرى)، ويشارك في تحديد المعنى النهائي للنص، أي ما نسميه فهم المتلقي. ومن هنا اشتهر التمييز بين النص وفهم النص، أو بين الدين والمعرفة الدينية. يختلف الناس في نوعية العوامل التي تؤثر على أذهانهم. وهو اختلاف يؤثر في فهمهم النص والدليل، بل يؤثر حتى على التجربة العملية، التي نتخذها دليلاً على صحة المدعى أو بطلانه.

هذه الدعوى تثير أسئلةً أخرى، يحتاج مسلمو هذا الزمان إلى مجادلتها بشجاعةٍ وتجرد. بعض تلك الأسئلة يتعلَّق بالمنهج، مثل السؤال البديهي: هل يمكن لنا أنْ نحدِّدَ العوامل المذكورة أعلاه ونتحكم في تأثيرها؟ ومنها السؤال المتعلق بدور المسلم العادي في التشريع: هل له الحق في قبول أو رفض حكم ما، أم يجب عليه التسليم من دون نقاش؟ ومنها أيضاً قيمة الاجتهادات والتفسيرات التي أنتجها فقهاء سابقون، هل نتعامل معها كسوابقَ حكميةٍ يبنى عليها، أم كخيارات علمية، نظير المراجع العلمية الأخرى. ومثلها الاجتهادات المتعارضة التي تظهر في وقت واحد: هل ننظر إليها كتعبيرات مختلفة عن حقيقة واحدة، أم كاحتمالات ذات صفة شخصية؟.
سأعود في كتابة أخرى بعون الله لبعض تلك الأسئلة، لا سيما فكرة الاحتمالات وعلاقتها بالزمن.

*

الحكومة ترى أن دعم الأوقاف والإفتاء يعزز الضغوط على الأزهر

عوّلت الحكومة هذه المرة على مجلس الشيوخ، حيث تقدم رئيس لجنة الشؤون الدينية والأوقاف في المجلس يوسف عامر بمقترح حول إعداد تفسير جامع يعنى بتقديم القرآن الكريم بأسلوب عصري يُعبّر عن وسطية الإسلام واعتداله بشكل مؤسسي.

حضر وزير الأوقاف محمد مختار جمعة ومفتي الديار المصرية شوقي علام ونظير عياد الأمين العام للمجلس الأعلى للشؤون الإسلامية (تابع لوزارة الأوقاف)، بجانب شخصيات حكومية ذات صلة بالملف الديني.

لا يمكن إنكار الجهود المبذولة في “التفسير الوسيط” أو “المنتخب”، “لكن نحتاج إلى إعادة النظر، وهل يكفي هذا قضايانا الآن أم نحتاج إلى معالجة جديدة دقيقة؟”.

هذه القضايا داخل لجنة كبار العلماء التابعة للأزهر وليس مجلس الشيوخ.

 مصحف ورقي وإلكتروني مزود بتفسير مختصر متفق عليه من قِبَل جميع المؤسسات الدينية، ومزود بهوامش وتفسيرات عصرية منضبطة، وأن تتم ترجمة القرآن الكريم والتفسيرات إلى عدد من اللغات الأجنبية، وهناك دراسة أيضا لإصدار موسوعة أحاديث النبي محمد (ص) لبيان الأخلاقيات.

ؤتمر ‘الأزهر العالمي لتجديد الفكر الإسلامي’ قبل عامين جاءت تقليدية وتجاهلت التطرق إلى قضايا خلافية”.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق