يوحي ظهور تحالف يضم إسرائيل بين جنباته إلى هدم مباشر لما تبقى من جدران مائلة في النظام العربي التي تهدم الكثير منها منذ أن صمت الكثير من الدول العربية على انتهاكات إسرائيل وسمح قادتها بحدوث تآكل في العديد من الدول العربية وزاد الاقتتال الداخلي فيها واتسعت ضراوة الخلافات والحروب العربية – العربية.
يصعب توجيه اللوم لأحد، لأن الكل في الهم سواء، بدرجات متفاوتة طبعا، فقد أدت الأخطاء السياسية والعسكرية القاتلة على مدار عقود إلى تراكم عقد كثيرة قادت إلى نعي ضمني للنظام الإقليمي منذ سنوات وتجاوز العديد من أطره، وبقيت جامعة الدول العربية مظلة سياسية تعقد تحتها اجتماعات القمة التي تحولت في الآونة الأخيرة إلى عمل مضن وثقيل على أصحابه والدولة المضيفة.
جامعة الدول العربية
لعبت الأحداث السلبية التي مرت بها المنطقة دورا مهما في زيادة المآسي العربية، ويتحمل قادتها وشعوبها جانبا أصيلا من المسؤولية عنها، فلم ينتبه أحد إلى ما تحمله من مخاطر، فقد أدت الصراعات على الساحة الفلسطينية مثلا إلى إصابة جزء معتبر في الهيكل العربي بالسكتة الدماغية، وتحولت قضيتهم من المركز إلى الهامش ومن أداة لتوحيد العرب إلى وسيلة لزيادة تشتيتهم
*
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق