Apr 2, 2020 Jul 1, 2021
من أشهر مقولات العرب القديمة أنّ لكلّ مقامٍ مقالاً
، فالكلام في حضرة الفرح غير الكلام في حضرة الحزن، ومخاطبة كبار السنّ غير مخاطبة صغار السنّ، ومخاطبة الرجل للمرأة غير مخاطبة الرجل للرجل وغير مخاطبة المرأة للمرأة،
اللغة المستخدمة في مجالس العلم ونوادي الأدب ومنتديات المثقفين غير اللغة المستخدمة في الطرقات والأسواق وأحاديث العامّة ومجالسهم. ولذلك فإنّه يتوقّع من العلماء وأساتذة المدارس والمعاهد والجامعات وأصحاب الرأي والفكر وحملة الأقلام أن تكون اللغة التي يتحدثون بها في مدارسهم ومعاهدهم وجامعاتهم ومراكز أبحاثهم وفي مجالسهم وحواراتهم وندواتهم لغةً ترقى إلى مستواهم العلمي والثقافي.
لا يستنكر على العوامّ رفع المنصوب وجرّ المرفوع وغير ذلك من أنواع اللحن اللغوي، فإنّه لا يجوز أن يقبل من المنتسبين لقطاع الثقافة أو ممّن يوصفون بأنّهم مثقّفون أو ممّن يتباهون بعضويّاتهم في الهيئات والجمعيات الثقافية أن يستهينوا باللغة ويستسيغوا الأخطاء الفادحة في القواعد الأساسية في ندواتهم وحواراتهم وقراءاتهم وكتاباتهم، وينطبق هذا القول أيضاً على من يعرّفون أنفسهم بصفات مثل الشاعر والقاصّ والروائي والأديب وكاتب المقال والصحفي والإعلاميّ، فالأخطاء اللغوية لهؤلاء أخطاء معيبة لأنّها تشوّه منطقهم وكتابتهم وتسيء إلى سمعتهم وإنجازهم الثقافي والأدبي والفكري، ولا سيّما إذا تكرر صدورها عنهم، لأنّ تكرار الأخطاء في لغة أيّ منهم دليلٌ على أنّ الاعوجاج متأصّلٌ في ألسنتهم
اللّغة والثّقافة
معرفة الطـّـبيعة الدقيقة للعلاقة بين اللـّـغة والثـّـقافة تسحر الباحثين وغير الباحثين. أن تكون العلاقة بين الأصوات والكلمات المنطوقة وتركيبة الجمل والنـّـحو وبين الطـّـرق التي بها يعبـّـر النـّـاس عن تجاربهم المختلفة للواقع وسلوكهم فيه تبدو بديهيّة للوهلة الأولى ولذلك يبدو أنّ الإشكال الوحيد المطروح هو التـّـعرّف على تلك العلاقة وتبيان طبيعتها بالأدلـّـة العقليّة أو الملموسة. لكنّ ما هو بديهيّ، كما سنرى، ليس صحيحا بالقوّة.
*
الهجرة
يسهل إتقان لغة أجنبية عملية التواصل عند الهجرة، وفهم مشاعر وعواطف وأسلوب حياة سكان ذلك البلد. كما يساعد ذلك على تحسين العلاقات مع السكان المحليين.
العمل
التواصل أداة مهمة للغاية في الشركات لأداء المهام بشكل صحيح. فإذا كان الموظف يجيد اللغات الأجنبية، فسيكون حتما قادرا على التواصل بشكل جيد مع الأجانب مما يسهل عليه التعامل مع المشاكل وحلها. إضافة لذلك، كلما ازدادت اللغات التي يتقنها المرء، زادت فرصته بالعثور على مهنة مرموقة.
الدراسة بالخارج
من المهم جدا بالنسبة للطلاب الراغبين بالالتحاق بجامعة أجنبية للحصول على ماجستير إدارة الأعمال أو أي مجال آخر، إتقان اللغة المحلية للبلد الذي يرغبون الدراسة فيه. ولذلك، يقدم معظم الطلاب قبل الالتحاق بجامعة أجنبية وثائق تؤكد تمكنهم من لغة ذلك البلد، فهذا يساعدهم على التواصل بسهولة مع الأصدقاء والمعلمين. كما تقدم الكلية أو الجامعة دورات قصيرة لتحسين المهارات اللغوية لطلابها.
فهم اللغة والثقافة بشكل أفضلي
تعلم لغة أجنبية أفضل طريقة لفهم اللغة الأم الخاصة بنا، فضلا عن ثقافتها وبعض الجوانب الأخرى من خلال المقارنة بينها وبين بقية اللغات والثقافات.
*
اللغة تتطور بشكل مذهل؛ فلو فرضنا أن إنساناً عاش منذ 500 سنة، ثم بُعث الآن، فقرأ ما نكتب، فإنه لا يكاد يفقه منه قولاً.
*
اللغة قابليّـة ّ أن تـدل أيضاً على الشـيء وعلى ّ ضـده فـي آن.
Aug 24, 2018
التواصل الحواري عن معلومات اما الناس الاول نستخدم فيه آليات لغة والثاني حكاية وخيال
طبيعة الانسان الدونية في الكلام كتاب فن ان تكون دائما علي صواب
اللّغة
ٌ قادرة بتركيبها وسـياقيْها، الداخلي ّ والخارجي، لا
علـى قابليّة ُ الانطـواء على معنى متعدد وحسـب،
بـل على قابليّـة ّ أن تـدل أيضاً على الشـيء وعلى
ّ ضـده فـي آن. اللّغة قـادرة َ على أن تمنح َ الشـيء
َ ذاتـه ألواناً مختلفـة، وعلـى أن تمنحه ْ ، أبعد من
ذلـك، ألوانـاً ُمتناقضـة. إن الحقيقـة التـي تبْنيها
اللّغـة ُ غيـر الحقيقـة الموضوعيّة، إن ّ كان ثمـة
َ حقيقـة موضوعيّـة أصلا
هـي ما يجعـل اللّغة قـادرة ُ على أن تقد َم ّ الشيء
َ نفسـه فـي صورة ّ ضد ّيـة، وقادرة ُ علـى أن تحو َل
َ الشـيء ّ إلى ضـده، وأن تمكن المعنى مـن التلون
ُ وعدم الثبـات على صورة واحدة.
تأثير الصورة مع الكلام في الاعلام
هـذه المسـكوكات في الاعلام تقوم علـى توقيف
ِ الحـس ّ النقـدي، وعلى تكريس بداهـات وبلاهات،
ّ قبـل تأميـن امتداداتهـا علـى نحـو جـار
. يغـدو الإعلامـي، من
ّ شـدة مزاولته لخدع الكلام وحيَله، ضحيّة نفسـه،
ويغـدو تمثّله عن ذاته نسـيجاً ٌ من الأوهام. صحيح
ّ أن ّ كل تمثّل عـن الذات يحمل ُجزءاً َ من الوهم، لكن
ٌ الأمـر فـي هذا السـياق فـادح ّ للغايـة
**********
سـقراط: تقـول إنـك قادر علـى تعليـم البلاغة
َ لمـن ُيريـد تعلّمها؟
جورجياس: نعم.
سـقراط: لدرجة أنه مـن الممكن إقناع الحشـد
ّ بـأي ٍ موضوع كان مـن دون تعليمهم؟
.
جورجياس: تماماً
سـقراط: ّ كنت تقول الآن إن ّ الخطيب يتمكن من
إقناعهـم أكثر مـن الطبيب، حتى فـي المواضيع
ُ المتعلّقة بالصحة
جورجياس: فعلاً، أمام الحشد.
سـقراط: َ أمـام الحشـد، أي بلا شـك، أمـام من
لا يعلـم؟ لأن الخطيـب أكثـر إقناعاً مـن الطبيب
أمـام مـن لا يعلم.
جورجياس: معك حق.
سـقراط: إِ ْن ُ كان يقنـع أكثر مـن الطبيب، فهل
ُيقنع مـن يعلم؟
جورجياس: بالتأكيد.
سقراط: من دون أن يكون طبيباً، أليس كذلك؟
جورجياس: نعم.
سـقراط: َمـن ليـس طبيبـاً يجهـل مـا يعرفه
ا لطبيب .
جورجياس: ذلك بديهي
سـقراط: ٌ إنه جاهـل يتكلم أمام جهلـه ويتغلّب
على العالم عندمـا يتغلّب الخطيب على الطبيب؟
أهذا مـا يحصل حقاً؟
جورجياس: بالذات، على الأَ قل في هذا المثل.
،سـقراط: في مـا يتعلّق بالفنون الأخـرى أيضاً
ّ يتقـدم الخطيـب والبلاغـة بالفائـدة نفسـها: لا
ّ يحتـاج فن البلاغة إلى معرفة حقيقة الأشـياء. ما
يحتـاج إليه هـو طريقة إقنـاع اخترعها من أجل
أن يبـدو عالماً أكثـر من العلماء أمـام الجهلة.
جورجياس: أو ليسـت موهبة رائعة يا سقراط،
أَ ْن تحصـل على قـدرة موازاة العلمـاء من دوندراسـة أي مـادة أخـرى غيـر هـذه المـادة؟
،سـقراط: في مـا يتعلّق بالفنون الأخـرى أيضاً
ّ يتقـدم الخطيـب والبلاغـة بالفائـدة نفسـها: لا
ّ يحتـاج فن البلاغة إلى معرفة حقيقة الأشـياء. ما
يحتـاج إليه هـو طريقة إقنـاع اخترعها من أجل
أن يبـدو عالماً أكثـر من العلماء أمـام الجهلة.
جورجياس: أو ليسـت موهبة رائعة يا سقراط،
أَ ْن تحصـل على قـدرة موازاة العلمـاء من دوندراسـة أي مـادة أخـرى غيـر هـذه المـادة؟
الحديث عن السفسـطائيين إلى الحديث
عن السفسـطة، باعتبارها ظاهـرة خطابية يلزم
الإحاطـة بهـا، ليس مـن أجل العمل بهـا، بل من
ّ أجـل تجن ّ بها، فهي -بحسـب رأيه- النقيض التام
للعلم والبرهان
عن السفسـطة، باعتبارها ظاهـرة خطابية يلزم
الإحاطـة بهـا، ليس مـن أجل العمل بهـا، بل من
ّ أجـل تجن ّ بها، فهي -بحسـب رأيه- النقيض التام
للعلم والبرهان
.
فكلمـة واحـدة لطيفة قـد تجعل مـن مخاطبك
ُمبدعـاً ُ أو مخترعاً ْ ، وتشـجيع منك لنـشء ما قد
يدفعـه إلـى أن يتبوأ الصـدارة بيـن أقرانه. وما
ّ قصـة أديسـون مـع أمه ببعيـدة عن ذلـك حين
نقضـت مضمون رسـالة مدرسـته التـي وصم
فيهـا بالغبـاء، وبمنعـه مـن دخـول المدرسـة
مسـتقبلاً ْ ، وقرأتهـا لـه هكـذا: «ابنـك ذكـي،
ّ والمدرسـة صغيرة عليه؛ لذلك عليك أن تدرسـيه
فـي البيت»
ُمبدعـاً ُ أو مخترعاً ْ ، وتشـجيع منك لنـشء ما قد
يدفعـه إلـى أن يتبوأ الصـدارة بيـن أقرانه. وما
ّ قصـة أديسـون مـع أمه ببعيـدة عن ذلـك حين
نقضـت مضمون رسـالة مدرسـته التـي وصم
فيهـا بالغبـاء، وبمنعـه مـن دخـول المدرسـة
مسـتقبلاً ْ ، وقرأتهـا لـه هكـذا: «ابنـك ذكـي،
ّ والمدرسـة صغيرة عليه؛ لذلك عليك أن تدرسـيه
فـي البيت»
ان يقولا
لفرعـون قولاً ليّنـاً أملاً في أن يسـتجيب. فبقدر
ُرقينـا فـي مـدارج الحضـارة تلطـف كلماتنـا،
وتنخفـض بهـا أصواتنا
حكمة آسـيوية مشـهورة مضمونهـا أن الصمت أهم
ّ وسـيلة للتواصـل تتلوه الإشـارات والحـركات، وتأتـي بعدهما
الكلمـات في ذيـل القائمة
خطر اللغة
وهـل أملك مـا أكتبـه وأقوله بعد
أن ينفصـل عنـي، ويصيـر وعاؤه ورقـاً، أو
بيانات حاسـوبية، أو آذان الناس وأفئدتهم؟
هـل للغة مـن اللّغات
إمكانـات التصويـر الأميـن للمعانـي؟ بصـرف
النظـر عن تفاوت قـدرات الناس على اسـتعمال
لغـة مـن اللّغات.
وهـذا كلّه حديث في مجال مفترض للاسـتخدام
اللّغـوي، وهـو أن وظيفـة اللّغـة الأساسـية هي
ّ التفاهـم بيـن الناس. صدقونـي، أنا أشـك كثيراً
في ذلك، وكأنـي أرى أن الوظائف غير التفاهمية
للّغة هي الأكثر اسـتعمالاً واستحسـاناً!
مـا نـراه ونسـمعه ونعلمـه أن أكثر الـكلام إنما
هـو لتحقيق غايـات أخـرى غير التفاهـم، حتى
إن الـكلام يكـون بعضـاً مـن الحروب، بـل ربما
الجـزء الأكبـر منها، وقد قالوا: فـإن الحرب أولها
كلام، وأقـول: ووسـطها وآخرها، حيـث تبدأ من
ُ التحريـض، إلى ما ي ّ سـمونه الشـيطنة، إلى إبقاء
جـذوة الكراهيـة مشـتعلة، إلى تسـويغ الجرائم
والكـوارث، بـل تزيينهـا، إلـى غيـر ذلـك ممـا
تعرفونـه وأعرفه
هـو لتحقيق غايـات أخـرى غير التفاهـم، حتى
إن الـكلام يكـون بعضـاً مـن الحروب، بـل ربما
الجـزء الأكبـر منها، وقد قالوا: فـإن الحرب أولها
كلام، وأقـول: ووسـطها وآخرها، حيـث تبدأ من
ُ التحريـض، إلى ما ي ّ سـمونه الشـيطنة، إلى إبقاء
جـذوة الكراهيـة مشـتعلة، إلى تسـويغ الجرائم
والكـوارث، بـل تزيينهـا، إلـى غيـر ذلـك ممـا
تعرفونـه وأعرفه
مـا الـذي نملكـه مـن اللّغـة؟ ومـا الـذي تملكه
منّـا؟ ومـا الذي نريـده منهـا؟ وما الـذي تريده
منّـا؟ علـى افتـراض أن لهـا ذاتـاً مريـدة، ولو
علـى نحو مجـازي؟
فالغزو المعجمي
ُ أمـر مفروغ منه، ومسـلّم بـه، ولا تخلو لغة من
الاقتـراض، وتدخلها كلمات تعبر الحدود، وتقيم
فـي غير أرضها، وتعيش بين غير ناسـها، حتى
تصيـر منهم، وتتطبّع بطباعهـم، ولا بأس بذلك
إِ ْن كان الحـال علـى ما وصفـت، وفوق ذلك مما
ّ يقـل التفطن لـه، غـزو الأسـاليب والتركيبات
كثيراًمن التعبيرات والمصطلحات،
وهـي تمثل مفهومات وتقييمـات، هي غزو لغوي
شـئنا أم أبينا، رضينا أم كرهنا، أقررنا أم أنكرنا،
ّ وحتى لـو أردنا أن نتبصر ونتوقـف في معانيها
فـإن ذلـك يقتضي عـدداً غير قليل من السـنين،
ُ وجماعات كثيرة من الباحثين، ليدرسـوا ويحققوا
فـي هـذه المصطلحـات الغازيـة وملاءمتها لما
نريـده لأنفسـنا، مع ما نعلمه من كثـرة خلافاتنا
ّ وانتماءاتنا الفكرية والنفسيّة والمصلحيّة. ولكننا
ّ علـى كل ّ حـال نفتـرض أننـا جماعـة بشـرية
متجانسـة، لأن مقابل ذلك هو الاضمحلال الكامل
ّ للوجود المعنوي، ثـم المادي
فمـا السياسـة؟ ومـا الدولة؟ ومـا الإرهاب؟
ومـا السـلام؟ ومـا الجيش؟ ومـا القانـون؟ وما
ّ الديموقراطيـة؟ ومـا الحر ّيـة؟ وما الثـورة؟ وما
الاسـتقرار؟ ومـا الأمـان؟ ومـا الشـرعية؟ ومـا
حقـوق الإنسـان؟ وما المجتمع الدولـي؟ ... إلخ.
ّ ولو استرسـلنا نسـأل عن كل هـذه الألفاظ التي
ٌ هي حروف ُ وأصوات، وعن معانيها المسـلّمة في
كثيـر من النصـوص التـي نقرؤها أو نسـمعها،
لهالنـا مقـدار الجبريـة اللّغويـة التي نعيشـها،
ُ ومقدار القولبة التـي صبّت فيها أذهاننا، ومقدار
مسـارات أقدامنا التـي تخطها اللّغـة بغير إرادة
منّا، ومقـدار تسـلّط العولمة القديمـة والحديثة
علـى هـذه اللّغـة، لأنها أحـد أخطـر الأدوات في
السـيطرة والتوجيه
المتَكلـم المحـاور وهـو يتكلّـم: أول شـرط في
ِ المحـاو ر وهو يحاور أن يكـون معتقداً بما يقوله
مؤمنـاً بـه، وأ ّلا يكون فـي ذلك منافقـاً ُ أو مرائياً
وإ ّلا ْ انتَفـى جوهر َ الحـوار وبطل. ومما جاء في
هـذا المبـدأ مـن أقـوال: «الكلمـة إذا خرجت من
القلـب وقعت في القلب، وإذا خرجت من اللسـان
لـم تتجـاوز الآذان»قول الحسـن البصري -
وهـو واعظ مشـهور، وقد سـمع رجـلا يعظ فلم
ِ تقـع موعظته بموضع من قلبـه، ولم يرق عندها-
ّ فقـال له: «ياهـذا، إن بقلبك لشـراً أو بقلبي»!
يقصـد إمـا أنـك غيـر مقتنـع بمـا تقـول، ومن
َثـم لا يمكنـك التأثيـر فـي غيـرك، وإمـا أنه غير
مسـتعد للاسـتماع فلا يفهـم ما يقولـه. وواضح
ُ أن المقصـود هـو أن المتَكلّم َ الواعظ ُ غيـر ُمؤهل
َ لإقنـاع مخاطبيـه، لأنه لا يؤمن بمـا يقول، فكيف
ُيصدقـه الآخرون.
السماسرة
ُسمسـار العقارات، بين الناس، في سورية،
َ باسـم «الـد ّلا ّ ل،» وأظـن ّ أن الكلمـة مشـتقة مـن
َ جـذر «د ّل َ ،» أي أرشـد ّ ، فهـو الـذي يـدل الزبـون
إلـى البضاعـة الجيّدة، ويحـذره مـن البضاعـة
السـيّئة، مـع أن هنـاك مثلاً شـعبياً، يقـال حينما
ّ تكون نزاهة الدليل موضع الشـك ْ ، هـو «اتبَع البوم
ِبدلّـك عالخراب!»
كانت مهنة السمسـرة، أو «الدلالة،» في الأسـاس،
من اختصاص الفقراء، فهي لا تحتاج إلى رأسـمال
ّ كبيـر، بـل يكفـي وجـود محـل صغيـر، وهاتف،
ّ ونـادل يقـد م الشـاي والقهـوة للز ُبـن.. ويمكن-
ُ بالطبـع- أن يمارسـها الإنسـان بشـرف، وصدق،
وأمانـة، لكـن بعـض الد ّلالين وجـدوا فيها فرصة
نـادرة لتحقيـق مكاسـب سـريعة وثـراء فاحش،
فلجـأوا إلـى اللعـب علـى حبـال اللّغـة
َ باسـم «الـد ّلا ّ ل،» وأظـن ّ أن الكلمـة مشـتقة مـن
َ جـذر «د ّل َ ،» أي أرشـد ّ ، فهـو الـذي يـدل الزبـون
إلـى البضاعـة الجيّدة، ويحـذره مـن البضاعـة
السـيّئة، مـع أن هنـاك مثلاً شـعبياً، يقـال حينما
ّ تكون نزاهة الدليل موضع الشـك ْ ، هـو «اتبَع البوم
ِبدلّـك عالخراب!»
كانت مهنة السمسـرة، أو «الدلالة،» في الأسـاس،
من اختصاص الفقراء، فهي لا تحتاج إلى رأسـمال
ّ كبيـر، بـل يكفـي وجـود محـل صغيـر، وهاتف،
ّ ونـادل يقـد م الشـاي والقهـوة للز ُبـن.. ويمكن-
ُ بالطبـع- أن يمارسـها الإنسـان بشـرف، وصدق،
وأمانـة، لكـن بعـض الد ّلالين وجـدوا فيها فرصة
نـادرة لتحقيـق مكاسـب سـريعة وثـراء فاحش،
فلجـأوا إلـى اللعـب علـى حبـال اللّغـة
فن ان تكون دائما علي صواب
الحقيقة
الموضوعيـة أننـا نجهـل فـي معظم
الأوقـات أيـن وجودهـا. غالباً ما لا نعـرف، نحن
أنفسـنا، إِ ْن ُكنّا على صواب أم لا، وغالباً ما نعتقد
ّ أننـا علـى حـق ُ بينمـا نحـن مخطئـون، وكثيراً
مـا يعتقـد الطرفـان معـاً أنهمـا على حـق، لأن
ِ «الحقيقـة فـي قعر البئـر» ،)…( ويحـدث مراراً
ّ أن يتخاصـم شـخصا
)…( مهمـة الجـدل العلمـي هي إعـداد وتحليل
الحيل العديمـة النزاهة (حيل المكـر والخديعة)
ًفي المطارحـة بهدف المقدرة على معرفتها حالا
وإبطالهـا، لأجـل هذا، مـا وجب علـى الجدل أن
ُيقبَل كغاية، باعتبار تعريفه، سـوى فن أن تكون
دائماً على صـواب، وليس الحقيقة الموضوعية…
كيف يقودنا الإدراك إلى الخطأ؟
علـم النفس والأعصـاب تدحض
بل وتشـير إلى
ّ العكس، فـكل ما نعتقـد أننا نعرفه
عن حواسـنا وعن أذهاننا هو خطأ
بيـن شـعورنا بأننا نعيش فـي عالم غني، متعـدد الألوان
وبيـن الحقيقـة الصادمـة: نحن نـدرك العالـم من خلال
نافـذة ضيّقـة للغاية مـن الانتبـاه، وتعد ظاهـرة «العمى
ُ غيـر المتعمـد» هي نقطـة الانطلاق في كتالـوج الظواهر
ُ المذهلـة التـي يشـكلها هـذا
الكتـاب (الغوريـلا الخفيّـة،)
ّ فمشـاعرنا تتحول إلى هياكل
َهشـة وواهيـة يتـم بناؤهـا
فـي التـو واللحظة بديـلا عن
الارتقـاء، انتقـالاً إلـى العمق
وبيـن الحقيقـة الصادمـة: نحن نـدرك العالـم من خلال
نافـذة ضيّقـة للغاية مـن الانتبـاه، وتعد ظاهـرة «العمى
ُ غيـر المتعمـد» هي نقطـة الانطلاق في كتالـوج الظواهر
ُ المذهلـة التـي يشـكلها هـذا
الكتـاب (الغوريـلا الخفيّـة،)
ّ فمشـاعرنا تتحول إلى هياكل
َهشـة وواهيـة يتـم بناؤهـا
فـي التـو واللحظة بديـلا عن
الارتقـاء، انتقـالاً إلـى العمق
دليل واضح على طبيعـة الاهتمام الصفري،
ُ فعندمـا توجه أضواءك العقلية إلى كرة السـلة فإنك تترك
ً بقيـة العالـم فـي الظلام، حتـى لو نظـرت مباشـرة إلى
الغوريـلا فإنك لا تراها - غالبـاً- لأنها ليس ما تبحث عنه
مـن الخطأ التعامل
ٍ معهـا على أنها تكشـف عـن خلل بسـيط فـي برامجيتنا
ٌ فهـي خلل أصيل فـي نظمنا الإدراكي، فأدمغتنا ببسـاطة
ً هـي أنظمـة مادية.. وبناء على ذلك لديهـا موارد محدودة.
المشـكلة الحقيقية هنا هي ما يطلق عليـه الباحثان «وهم
الاهتمـام،» وهـي أننا - غالبـاً- ما نكون غيـر واعين بهذه
القيـود، فنعتقـد أننا نـرى العالم كما هو، ولكـن تجربتنا
ّ البصريـة الحقيقية تكـذب فهو عمى عقلـي ملفت للنظر،
وهكذا يذهبان لاكتشـاف سلسـلة من الأوهـام ذات الصلة
لهـا علاقة بـالإدراك والذاكرة والمعرفـة وتقديم أمثلة حيّة
على المشـاكل اليومية التي تسـببها هـذه الأوهام
للأسـاطير الحضاريـة لعلم النفس الحديث،
ُ منها: إن مشـاهدة سلسلة فيديوهات معيّنة ستجعل طفلك
ً أكثر ذكاء، أو أن الموسـيقى الكلاسـيكية ستجعل الجميع
أذكـى «تأثيـر مـوزار،» كذلك أن كبـار السـن يحافظون
علـى ذاكراتهـم بلعـب السـودوكو والكلمـات المتقاطعة،
أو أننـا نسـتخدم % ّ 10فقـط من أدمغتنـا كل ذلك هراء.
أولاً: نحـن خاضعـون لأوهـام قويـة حـول كيفيـة عمـل
عقو لنا .
ثانيـاً: هـذه الأوهام من الصعب تفكيكهـا أو حتى أن تهتز
ّ بمجر ُ د أن ي ٍ شـار إليها فـي كتاب كهذا.
ثالثـاً: تضـر التكنولوجيا بأدمغتنا بأكثر مما تسـاعد فهي
تفرض ضرائب علـى قدراتنا العقلية.
ْ فـإذا لم نتمكـن من القضـاء علـى أوهامنا فلَعـل إدراكنا
ُ لوجودها يمكننا من التعامل معها وتقليل آثارها السـلبية،
قـد يكون فـي مقدور الغوريـلا الخفية تعليمنـا أن نكون
.
أكثر تواضعـاً ّ وتفهماً ً ومغفر
المصدر مجلة الدوحة 130 اغسطس
*
هيدجر: «الإنسان يتصرف كما لو كان هو المشكل للغة وسيدها، بينما اللغة في الواقع تظل سيدة الإنسان، وبسبب انقلاب العلاقة هذا هو الذي يدفع طبيعته إلى الاغتراب». فقد انقلبت الآية، بدل أن تكون لدينا لغة الوجود أصبح كل ما لدينا وجود اللغة. ولهذا منحت اللغة للإنسان كي يشهد على ماهية وجوده. فاللغة أخطر النعم، أخطر الأخطار لأن الإنسان ينطق من خلالها بحقيقة الوجود، ويخاطر من أجل هذا النطق، ولهذا يتعرض للخطر. فاللغة هي الإنسان فحسبما يتكلم المرء يكون الإنسان إنساناً.
*
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق