هل حقا يوجد علاقة صداقة بين الرجل والمرأة؟
الاختلاط Jun 29, 2021
بلا شك، توجد علاقات حب في مجتمعاتنا المحافظة قد تتطور إلى علاقات جسدية قبل الزواج بما يخالف الأعراف والدين ومفاهيم السمعة والشرف في هذه المجتمعات، إلا أن هذا النوع من العلاقات يبقى منبوذاً محتقراً طي الكتمان، حيث لا يمكن لأي ثنائي الإفصاح عن هذا التمدد في العلاقة، والذي عادة ما تحمل معظم تبعاته المرأة، بما أنها الموصوم الأوضح والخاسر الأكبر في رحلة التمدد تلك.
تسعى بعض النساء لترميم "خسائر" هذه العلاقات جراحياً، في حين تعيش أخريات مع "عار" الفعل مكتوماً في صدورهن وصولاً إلى أخريات يكذبن ليقنعن الرجل في العلاقة أن شرفه محفوظ، وأنهن "بقراطيسهن" جديدات بعد، لم يصبحن قيد "الاستعمال".
هذه الفكرة الملتوية تشكل العمود الأول الذي تقام عليه معظم العلاقات في المجتمعات المحافظة هناك مقال في المدونة ، حيث تتأسس العلاقة على أساس أن شرف الرجل ينحصر في جسد أنثاه، كلما كان هذا الجسد "أجدد" كلما لمع وبرق شرف الرجل.
هذه الفكرة بدورها تؤسس لتاريخ طويل من الكذب بين الرجال والنساء في مجتمعاتنا، وهي تحديداً ما تُعَرِّف معنى كلمة "خيانة" في وعينا. في علاقات الرجال والنساء الغربية، لا يتمثل مقياس الصدق والإخلاص في العلاقة من جانب المرأة في "درجة" عذريتها أو عدد ونوعية العلاقات التي عاشتها، إنما المقياس يتمثل في وقوع الاختيار، في إعلانها لعلاقتها بشريكها وما يتبع ذلك من قرار الإخلاص له.
هنا، لا تنحصر الفكرة في فرض عاداتي أو تقاليدي أو عقائدي "لنقاوة الجسد"، إنما هو فرض أخلاقي ومبدئي "لنقاوة المبدأ" حيث يخلص الطرفان، جسدياً ومشاعرياً، اتباعاً لمبدأ الصدق والإخلاص النفسي البعيدين في تقييمهما عن "حالة" الجسد "الاستهلاكية".
بلا شك الخيانة الجسدية لها بعدها المادي المؤلم، إلا أن هذا البعد هو المسيطر في المجتمعات المحافظة، أما في المجتمعات الغربية التي يعلم فيها الرجل بأنه ربما ليس الأول في حياة شريكته وأن لها تجارب قد توازي تجاربه، يأخذ البعد المادي موقعا خلفيا لألم الخيانة النفسية والتغييب القسري للشعور بالأمان والتفرد والتوحد في علاقة الارتباط تلك.
بمعنى، لا تصبح المشكلة الأساسية للرجل أن آخراً مس جسد زوجته وبالتالي شرفه، ذلك أنه يعلم بتجاربها السابقة ولا يعيبها عليها، وإنما أن زوجته غدرت بمشاعره وبثقته.
قليل ما تستطيع المرأة في مجتمعاتنا أن تعلن، كما تفعل المرأة الغربية بكل فخر وسعادة، عن ارتباطها بصديقها المقرب. هي جملة كثير ما نسمعها في الأفلام I am married to my best friend أو أنا متزوجة من صديقي الصدوق.
معظم النساء في عالمنا المحافظ يدخلن علاقة الزواج ورأس مالهن جسد "جديد" محتفظ بكامل "شرفه"، في حين لا يشكل هذا الجسد وزناً حقيقياً في تقييم العلاقة الغربية، ذلك أن مفهومي الشرف والإخلاص في العلاقة لا يرتبطان بالعذرية ولا بعدد التجارب، إنما يرتبطان بمفاهيم تلي تشكل العلاقة ولا تسبقها، درجة الإخلاص في هذه العلاقة والإصرار على الاكتفاء بها.
كلنا بشر نخطئ ونصيب، وعليه لا تنحصر مفاهيم الإخلاص والخيانة في شعوب بعينها، كما لا ينحصر الصح والخطأ السلوكيين في ثقافة بعينها. لذلك، أنا لست هنا أدعي أن الثقافة الغربية العلاقاتية هي الأصح، ولست أقول بأن مفاهيم الشرف المحافظة كلها خطأ، مع تحفظي أصلاً على كلمتي "صح وخطأ" الساذجتين، وبكل تأكيد لست من دعاة التحرر العلاقاتي بصيغته الغربية، ذلك أنه تحرر مبني على قيم أخلاقية واجتماعية مختلفة تماماً عن القيم الشرقية الأخلاقية والاجتماعية التي لابد من احترام خصوصيتها وتفردها.
إنما أقول إن الثقافة الغربية العلاقاتية هي الأكثر صدقاً، لأنها الأكثر وضوحاً والأكثر عدلاً بين الرجال والنساء، وأن مفاهيم الشرف المحافظة المحكومة بالسمعة ورأي الناس، هي الأكثر دفعاً للمواربة وإخفاء الحقائق.
حين يرتبط ثنائي غربي، يفترض الجميع أنهما يعرفان بعضهما جيداً وأن ارتباطهما لا علاقة له بمفاهيم الشرف الغائمة الذكورية الأصل، وحين يرتبط ثنائي عربي، يفترض الجميع مقاييس مختلفة تماماً للعلاقة، أهمها مفهوم نقاء المرأة، المتمثل في انعدام أو محدودية تجاربها، اللذين سيعرفان درجة "شرفها"، وبالتالي درجة الاحترام التي سينالها الرجل المالك الجديد لهذا الجسد.
حين يرتبط ثنائي غربي، نعلم أنهما مرا بتجاربهما وأن ما يربطهما الآن هو، في الغالب المتوقع، رابط نفسي وروحاني ومحبة خالصة كلها تتعدى مفهوم "نقاء الجسد" الذكوري القديم، وحين يرتبط ثنائي شرقي محافظ، نعلم أن قيمة المرأة في المعادلة التي نناظرها هي في قلة أو انعدام خبراتها، وأن قيمة الرجل في ذات المعادلة لربما هي في تعدد موارد خبراته، وأن هذه المعادلة هي التي ستحكم لبقية الحياة، حيث يفترض أنه على المرأة أن تحافظ على "شرف زوجها" المنحصر في جسدها تحت أي وكل ظرف، وأنه للرجل أن يزل "ويلعب" لانعدام أي أثر على الشرف لهذا الزلل واللعب الذكوريين.
هذه معادلة لا يقيمها إلا الكذب ومن كلا الطرفين، لتغيب في النهاية مفاهيم الإخلاص والصدق اللذين يفترض أنهما هدف المفاهيم المحافظة الصارمة، حيث يتم استبدالهما بمناورات وأكاذيب للمحافظة على صورة خارجية غير واقعية.
نسب الطلاق في الغرب أعلى منها في الشرق، وإن ذلك مؤشر على نجاح العلاقات المحافِظة.. ملعوبة وقديمة. إنما تستمر الكثير من العلاقات في المجتمعات المحافظة لأسباب أبعد ما تكون عن السعادة أو الرضا أو النجاح، وبمبادئ أبعد ما تكون عن الصدق والإخلاص. العبوا غيرها.
ابتهال الخطيب
*
Oct 22, 2021
حقوق ملوية الذراع
لدولة الإسلامية التي تلتزم بالقراءات التشريعية الحالية، مثل أن للمرأة نصف إرث الرجل، وأن شهادتها تعادل نصف شهادة الرجل، وأنها ملزمة بواجب الطاعة، وأنها محكومة بواجبها الجسدي الزوجي الذي لا يمكنها أن ترفضه؛ وبالتالي يحق لزوجها إجبارها عليه، وأنها وأبناءها تحت وصاية زوجها، وأنها محكومة بمظهر خارجي محدد، وأن جسدها يعتبر ملكية لزوجها ويعتبر وثيقة سمعة وشرف لعائلتها، وأنه لا ولاية عامة لها مما يعقد توليها المناصب القيادية، وأنه لا قيادة دينية لها؛ فلا يمكن أن تكون إمامة مسجد أو خطيبة جمعة أو مفسرة قرآن أو مجتهدة أو مقلِّدة تُتَّبَع، وأنها مهددة بمشاركة حياتها الأسرية بما يمكن أن يصل لثلاث نساء أخريات، هذا بخلاف الزواجات الجانبية الممكنة الأخرى، وملك اليمين الذي يمكن أن تعيده بصورة أو بأخرى سياسات الدولة الدينية، وأنها لا يجب أن تتنقل بلا محرم، ولا يجب أن تختلي بزملائها، ولا يفترض أن يعلو صوتها، ولا يمكن أن تشارك في الفنون التي قد تُخرجها عن إطار الحشمة والمسلك الدينيين المحددين، ولا يمكن أن تختار شريك حياتها من خارج ملتها، ولا يمكن أن تتزوج لو كانت بكراً ولو بلغت من العمر عتياً دون إذن ولي أمرها، إلى غيرها من اللاءات التي لا تنتهي، في مثل هذه الدولة ذات مثل هذه التشريعات… هل حقاً المرأة مكتملة الحقوق متساوية الفرص متحررة الاختيارات في الحياة؟
لا حقوق بلا واجبات، ولأن الحرمان من الحقوق يُبنى في الواقع على «الحرمان من الواجبات» فهناك نقاش آخر حول الظاهر الرحيم لرفع المسؤولية المادية عن المرأة الملزمة طوال حياتها من الذكور في أسرتها، الذي هو ظاهر رحيم باطنه عذاب وتحجيم وسجن أبدي للمرأة بداخل أسوار الواجب المادي للرجل. لذلك إن أتينا للحقوق أو أتينا للواجبات في الدولة الدينية، فهي كلها مصممة لتحجيم وعزل المرأة ووضعها «في مكانها» الذي منه تخدم الرجل وتسهل مهامه. هذه ليست دولة مدنية، وتلك ليست مساواة، وهذا ليس تطبيقاً للجملة الخاوية التي تتكرر حول «المرأة المسلمة التي نالت كل حقوقها تحت مظلة الشرع». الشرع بنصوصه ومواده هو قراءة، رأي وليس مُنَزَّلاً مقدساً، والقراءات الحالية ليست على أي درجة من الإنصاف حتى تكون مساواتية حقوقية تصلح لتكوين دولة مدنية. وفي الغالب لن تتحقق هذه القراءة طالما أن نشاط التفسير والتأويل هو حكر على الرجال. لذلك، فإن الإجابة المبسطة عن سؤال أن هل يمكن أن تتساوى المرأة بالرجل في الدولة الدينية وأن تكتمل حقوقها وتُضمن كل فرصها فيها، هي لا… أبداً.
Nov 12, 2021
*
سمح بالاختلاط بين الجنسين في الحفلات الموسيقية وهو الأمر الذي كان ممنوعا من قبل في المملكة
الرجل العربي أن يعترف: لديَّ مشكلات في التربية والإرث القَبَلي، ومشكلات في المناهج المدرسية، ومشكلات في فهم الدين وتفسيره، وهي مشكلات جِدّية وقاسية، ولا أستطيع حلّها خلال محاضرة واحدة. وربما أحتاج لتجريفات هائلة في ثقافتي وقناعاتي الموروثة تجاهِك؛ فأنا ضحية مثلكِ تماما!
الرجل العربي عموما رجل مُداهن، يؤيد امرأة غريبة في “معركة حقوقها” وهو يحبس خمس نساء من عائلته في البيت! سامحوانا ولدنا بالشرق
*
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق