لقـد أعطانـي ماركـس علـى الفور طريقـة لفهم
ّ العالـم، منحنـي أداة فكريـة، مع الحفاظ علـى رابط نقدي.
فليـس من السـهل دائمـاً قراءة كتـاب رأس المـال، لكننا ل
نشـعر أبـداً بالملل
عندمـا تكـون المنافسـة،
بالنسـبة إلـى البعض، غايـة، فهي
بالنسـبة إلـى ماركـس، العمليـة
التي تشـارك فـي تفاعـل العلاقات
التجاريـة والعلاقـة الأجريـة. إنها
ّ محرك للرأسـمالية. إن «صراع الكل
ّ ضـد ّ الـكل» لـه تأثير نسـقي، فهو
ُيسـهم في الديناميكيـة التاريخية
بالنسـبة إلـى البعض، غايـة، فهي
بالنسـبة إلـى ماركـس، العمليـة
التي تشـارك فـي تفاعـل العلاقات
التجاريـة والعلاقـة الأجريـة. إنها
ّ محرك للرأسـمالية. إن «صراع الكل
ّ ضـد ّ الـكل» لـه تأثير نسـقي، فهو
ُيسـهم في الديناميكيـة التاريخية
يرى ماركس التاريخ كسلسلة حتمية من أنماط الإنتاج التي يشكلها الصراع الطبقي، الذي يبلغ ذروته وصولا إلى الشيوعية. إن تحليل ماركس للرأسمالية يقوم على نظريت قيمة العمل، كما يتضمن تحليلاً للربح الرأسمالي باعتباره استخلاص فائض القيمة من طبقة البروليتاريا المستغَلة، ويجتمع التحليل التاريخي والاقتصادي معاً في توقع ماركس للانهيار الحتمي للرأسمالية، ليتم استبداله بالشيوعية.
مساهمة في نقد فلسفة الحق لهيجل
“الدين أفيون الشعوب”، وأنه مسكن مؤذِ، ومولد للأوهام،
قبل ماركس ادعاء فيورباخ بأن الانسان قد اخترع الإله في صورته الشخصية. عبادة الله قد أثنت البشر عن التمتع بقواهم البشرية الخاصة. ينتقد فيورباخ على أساس أنه فشل في فهم سبب سقوط الناس في العزلة الدينية، وهو بالتالي غير قادر على شرح كيف يمكن تجاوزها. يبدو أن رأي فيورباخ هو أن الإيمان بالدين هو خطأ فكري محض ويمكن تصحيحه عن طريق الإقناع، بينما يفسر ماركس الدين على أنه رد فعل على الاغتراب في الحياة المادية، وبالتالي لا يمكن إزالته حتى يتم تحرير الحياة المادية للإنسان، وعندها سيتلاشى الدين.
البشر يتواجدون كمجتمع، وما يجعل حياة الإنسان ممكنة هو اعتمادنا المتبادل على الشبكة الواسعة للعلاقات الاجتماعية والاقتصادية التي ننغمس فيها جميعًا ، على الرغم من أنه نادرًا ما يتم الاعتراف بهذه الحقيقة في حياتنا اليومية. يبدو أن وجهة نظر ماركس هي أنه يجب علينا، بطريقة أو بأخرى، أن نعترف بوجودنا المشترك في مؤسساتنا. في البداية كان الخداع يتم باسم الدين بخلق صورة مزيفة عن مجتمع نتساوى فيه جميعا في نظر الإله. بعد تجزئة وإعادة تشكيل الدين بعد الإصلاح، حيث لم يعد الدين قادراً على لعب نفس الدور في خلق مجتمع المساواة المزيف، قامت الدولة بملأ هذا الفراغ من خلال تقديم وهم مجتمع المواطنة، حيث يتساوى الجميع في نظر القانون. ومن المثير للاهتمام أن الدولة الليبرالية اللازمة لإدارة سياسات التنوع الديني تأخذ الدور الذي قدمه الدين في عصور سابقة بتقديم شكل من أشكال المجتمع المزيف. لكن كلا من الدولة والدين يتم تجاوزهما عندما يتم إنشاء مجتمع حقيقي قائم على المساواة الاجتماعية والاقتصادية.
تفترض المادية التقليدية لروبرت أوين وغيره أن البشر محكومون بالكامل بظروفهم المادية، وبالتالي لتحقيق المجتمع المتحرر من الضروري إجراء التغييرات الصحيحة على تلك الظروف المادية. ومع ذلك، كيف يتم تغيير تلك الظروف؟
تفسير نظرية الاغتراب الطبية، حيث يشرح ماركس معاناة العامل في ظل النظام الرأسمالي من أربعة أنواع من الاغتراب: الأول، وهو اغترابه عن العمل المنتَج الذي يتم إبعاده عن صانعه بمجرد الانتهاء من صناعته. والثاني عن النشاط الإنتاجي “العمل” الذي يُعتبر بمثابة عذاب للعامل. أما الثالث فهو اغترابه عن طبيعته البشرية، فهو يعمل بشكل أعمى طبقاً للتوجيهات وليس طبقا لقوى الإنسان الفعلية. وأخيراً اغترابه عن العمال الآخرين، حيث تحل علاقات التبادل محل التعاون لتحقيق المصالح المشتركة.
تطبيق الاستدلال الهيجلي على المفاهيم الاقتصادية، في محاولة لإثبات أن كل مفاهيم الاقتصاد البرجوازي -الأجور، الإيجار، التبادل، الربح، الخ- مستمدة في النهاية من تحليل مفهوم الاغتراب.
إن فكرة عدم الاغتراب يمكن الاستدلال عليها من عكس فكرة الاغتراب، اشتراط أن يضمن العمل غير المغترب كلا من استمتاع المنتج المباشر بعمله كتأكيد لقواه البشرية، وكذلك أن يلبي الإنتاج احتياجات الآخرين كتأكيد للتعاون المتبادل بين البشر. هنا يتم الكشف عن كلا الجانبين من طبيعتنا البشرية: القوى الإنسانية الفردية، وانتماءنا للمجتمع الإنساني ككلّ.
اعتبار الفرد المغترب دمية بيدِ قوىً غريبة،
يطمح الرأسمالي لاستمرار أعماله، يجب عليه استغلال عماله بأقصى حد يسمح به القانون. وسواءً كان لديه شعور بالذنب أم لا، فإن الرأسمالي يجب أن يتصرف كشخص مستغِل بلا رحمة. وبالمثل فإن العامل مجبر على اختيار عرض العمل المتاح، حيث لا خيار عاقل آخر. ولكننا بفعل ذلك نقوي الكيانات التي تضطهدنا. إن الرغبة في تجاوز هذا الظرف والسيطرة على مصيرنا -أياً كان ما سيعنيه في الواقع- هو أحد العناصر المحفزة لتحليل ماركس الاجتماعي.
في الأطروحة الأولى يوضح ماركس اعتراضاته على كل ماهو قائم حتى الآن من المادية والمثالية. بالنسبة للمادية فقد تم تكريسها لفهم الواقع المادي للعالم، ولكن يؤخذ عليها تجاهل الدور النشط للإنسان في خلق العالم الذي ندركه. أما المثالية، كما تصورها هيجل على الأقل، فهي تتفهم طبيعة النشاط الإنساني، لكنها تحصرها في التفكير أو التأمل، فالعالم يتم خلقه من خلال المفاهيم التي نكونها عنه. قام ماركس بالتوفيق بين كلا الرؤيتين لتكوين وجهة نظر يقوم فيها البشر بخلق العالم الذي يجدون أنفسهم فيه، أو على الأقل تغييره، ولكن هذا التغيير لا يحدث في الفكر، بل من خلال النشاط المادي الفعلي؛ ليس عبر فرض قيم سامية، ولكن بعرق جبينهم، مع الفؤوس والمعاول. هذه الرؤية التاريخية للمادية، التي تتخطى وترفض كل النظريات الفلسفية القائمة هي أساس نظرية ماركس في التاريخ.“إن الصناعة هي العلاقة التاريخية الحقيقية للطبيعة.. للإنسان”. هذه الفكرة المستمدة من التأمل في تاريخ الفلسفة، بجانب خبرته في المجالات الاجتماعية والاقتصادية كصحفي.
يبدأ المجلد الأول من “رأس المال” بتحليل فكرة الإنتاج السلعي. ويتم تعريف السلعة على أنها شيء خارجي مفيد، يتم إنتاجه للتبادل في السوق. وبالتالي فإن هناك شرطين ضروريين لإنتاج السلع؛ هما وجود السوق حيث يمكن أن يحدث التبادل، والتقسيم الاجتماعي للعمل حيث ينتج أناس مختلفون سلعاً مختلفة، وإلا فلن يكون هناك دافع لحدوث التبادل
يعد ماركس الرأسمالية مميزة، حيث أنها لا تقتصر على تبادل السلع، لكنها تقدم رأس المال، في شكل نقود، بهدف تحقيق الربح من خلال شراء السلع وتحويلها إلى سلع أخرى يمكنها أن تحقق سعراً أعلى، وبالتالي تؤدي لتحقيق الربح. ويدعي ماركس أنه لم يسبق أن قام أحد بتفسير كيف يمكن للرأسمالية أن تحقق ربحاً، ويقوم تفسير ماركس نفسه على فكرة استغلال العامل. ففي ظروف الإنتاج يقوم الرأسمالي بشراء قوة العمل من العامل لمدة يوم، ويتم تحديد سعر هذه السلعة كأي سلعة أخرى، أي من حيث قوة العمل اللازمة اجتماعيا لإنتاجها
*
أولويّة التحرّر الوطني عند ماركس وإنجلز
عادت فكرة «الصّراع الطبقي» بقوّة لتُطرح في سياق التنظير لموجة حراكات شعبيّة تعاظمت في أكثر من ساحة خلال العقد الأخير منذ الأزمة الماليّة العالميّة في 2008 وما نشأ عنها من توسّع متزايد في الهوّة بين الأقليّة الثريّة والأكثريّة الأقلّ حظاً. وهكذا استُعيد كارل ماركس، وتوأمه الفكري فريدريك إنجلز إلى النقاش العام بعد طول تغييب واتّهامات بالدوغمائيّة والجمود والعجز عن تفسير التحوّلات المجتمعيّة التي عصفت بالمجتمعات الغربيّة منذ الستينيات، وانكفاء اليسار بعد السقوط المدوّي للاتحاد السوفياتي وغالبيّة الأنظمة (الاشتراكيّة) الدّائرة في فلكه، و«انتهاء» التاريخ على عولمة اقتصاديّة وثقافيّة تديرها الإمبراطوريّة الأميركيّة، بدت لوهلة كأنها نهائيّة وسرمديّة لا يمكن كسرها.
استعادة «الصراع الطبقي» ـــ وهو الذي لم يتوقّف لحظة ـــ إلى طاولة النقاش أنعش بقايا اليسار، الذي ــــ بعد إفلاسه السياسيّ والأخلاقيّ وتشظيه وانخراطه في لعبة الهويّات المختلقة، عنصريّةً وجنسيّةً وعرقيّةً ــــ وجد أخيراً مبرّراً مقنعاً لإعادة طرح ذاته على الجماهير بوصفه سادن كعبة حرب الطبقات، وفيلسوفها الأعلى. وهكذا، أضيف هذا الصراع إلى قائمة الأولويات الثورية، متقدّماً على مسائل الهويّات المختلقة، مع تغييب متعمّد لقضايا التحرّر الوطنيّ، وإهمال غير بريء للمواجهة الأساس مع الهيمنة الأميركيّة.
ماركس، ورفيقه كانا شديدي الوضوح بالطبع في ما يتعلّق بتحرير الطبقة العاملة وأولويّة وديمومة النضال لإسقاط الأنظمة الإقطاعيّة والبرجوازية، كخطوة لا بدّ منها لإنهاء الطبقات والتحوّل إلى الاشتراكية. لكنّ الرجلَين في بيانهما الشيوعي (1848) وقبل دعوتهما لإطلاق ثورة شيوعيّة تطيح بكلّ الأوضاع القائمة، عبّرا عن تأييدهما لـ «التحرّر الوطني لبولندا» (1). وكان إنجلز في نصوص سابقة له قد دعم بشكل جليّ «التحرر الوطني لإيرلندا»، ودعا إلى النّضال من أجل استقلال الشعب الإيرلندي بعد خمسة قرون من الاستغلال (2)، بينما لم يملّ ماركس في مواضع كثيرة من المناداة للنضال من «أجل تحرير إيرلندا» (3)، وكتب في 1847 عن «تحرر الأمم المضطهدة».
*
الصراع الطبقي، وفائض القيمة
Sep 14, 2018
كارل ماركس وآية الكفر بالطاغوت
Mar 3, 2019
«كل شيء يحمل في نفس الوقت بذرة نقيضه»
الآية 256 – سورة البقرة:
«لا إِكراهَ فِي الدّينِ، قَد تَّبَيَّنَ الرُشدُ مِنَ الغَيِّ، فَمَن يَّكفُر بِالطّاغوتِ وَيُؤمِن بِاللهِ فَقَدِ استَمسَكَ بِالعُروَةِ الوُثقى، لَا انفِصامَ لَها، وَاللهُ سَميعٌ عَليمٌ.»
من حق كل شخص أن يتساءل عن المشترك بين النصين، أو لنقل عن العلاقة بينهما، وهذا ما أحاول هنا أن أبينه. إني وجدت وأنا أتأمل في هذه الآية أنها تختزن المعنى الذي يذهب إليه كارل ماركس، بكون كل شيء يحمل بذرة نقيضه. ففي معنى من المعاني التي يمكن أن نستوحيها من الآية، ولا أقول التي نفسر بها الآية، وجدت، كما مر آنفا، أنها يمكن أن تفهم على نحو يكون الإسلام حاملا لنقيضه. وبسبب العلاقة بين هذه الآية وما بعدها، أي الآية 257 بحدود الموضوع المطروح هنا، رأيت أن أورد النص الكامل لكلا الآيتين اللاحقتين لآية الكرسي. ومنطوق الآيتين هو:
«لا إِكراهَ فِي الدّينِ؛ قَد تَّبَيَّنَ الرُشدُ مِنَ الغَيِّ، فَمَن يَّكفُر بِالطّاغوتِ وَيُؤمِن بِاللهِ فَقَدِ استَمسَكَ بِالعُروَةِ الوُثقى، لَا انفِصامَ لَها، وَاللهُ سَميعٌ عَليمٌ. اللهُ وَلِي الَّذينَ آمَنوا، يُخرِجُهُم مِنَ الظُّلُماتِ إِلَى النورِ، وَالَّذينَ كَفَروا أَولِياؤُهُمُ الطّاغوتُ يُخرِجونَهُم مِّنَ النّورِ إِلَى الظُّلُماتِ؛ أُولائِك أَصحابُ النّارِ، هُم فيها خالِدونَ.»
مصطلح «الطاغوت» في القرآن، والوارد في النص آنفا، هو:
1. كل ما يطغى، بمعنى كل ما يتجاوز حده.
2. كل ما يتخذ موقع التعارض والتناقض مع حقيقة وجود الله، وتوحيده، ونفي العبودية عمن سواه سبحانه.
3. كل ما يتحول إلى عامل طغيان وعنف وإفساد وظلم.
فإذا ما تحول الدين إلى مصداق من أبرز المصاديق لمفهوم «الطاغوت»، بانطباق المعاني الثلاثة المشار إليها آنفا، إذا تجاوز حده، وإذا اتخذ موقع التعارض والندية مقابل الله، وإذا تحول إلى أداة للطغيان والعنف، يتخذ الدين موقع التقابل مع حقيقة الإيمان بالله سبحانه على نحو التعارض والتنافر والتنافي، فيكون المطلوب عندها نفي الدين كمصداق للطاغوت، والتحول منه إلى الإيمان بالله في ضوء العقل والفطرة الإنسانية، أو الإيمان بمثل الإنسانية ومبادئ العقلانية.
*
May 20, 2020
نور صالح | شرح فكر كارل ماركس والماركسية
اللاطبقية واللادولة هدف الشيوعية
الهدف تقليل ساعات العمل وزيادة الاجر
ايرك فروم
الدين افيون الشعوب لمنعه الحركة والثورة والصراع الطبقي ناتج للوعي بفائض القيمة
*
فيلم "كارل ماركس الشاب" للمخرج راؤول بَك
Mar 19, 2022
فليس من الضروري أن تُنحي باللائمة على ماركس شخصياً في الفظائع التي ارتكبتها الشيوعية في القرن العشرين، لكي تجد أن من العسير عليك أن تتحمس - دون مشكلات أو غضاضة - للحظات التي واكبت ميلاد الكتيب الذي شارك هذا الرجل في تأليفه، وشكّل أحد الأصول الفكرية الأولى الأكثر تأثيرا لهذه الأيديولوجية.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق