السبت، 19 مارس 2022

كلما زاد الافراط في اللذة زاد المرض وتعددت جوانبه . إعادة معالجة الألم . السعادة

Oct 25, 2021 Dec 9, 2021

اللذة تتجلى على الفور الفلسفة "الابيقورية
 ان الغاية من الحياة هو اللذة"، وأنها (اللذة) هي الخير المطلق ونقيدها هو الألم  والشر

منهج هذه الفلسفة ومحورها هو البحث عن اللذة والمتعة، إلا أن ترتيب إشباع اللذات بحسب السلم الأبيقوري للمتع جاء على غير المتوقع .. حيث وضع ابيقور اللذات الحسية الضرورية اللازمة للحياة وفى مقدمتها الطعام في ادنى درجات هذا السلم، واعتبرها ابيقور لذات فارغة باطلة يمكن اشباعها بسهولة. ناصحا بضرورة الاكتفاء بالقليل منها و محذرا من خطورة التمادي فيها او الاكثار منها.

وأكد أن الإفراط في هذا النوع من اللذات يعقبه الكثير من الألم والندم .. مشيرا الى انه " من الحماقة ان يضحى الانسان بصحته في سبيل اى متعة او لذة أيا كانت ."

بحسب السلم الأبيقوري للذات تتربع المتعة العقلية و الفكرية على قمة هذا السلم بامتياز.. حيث يصفها ابيقور بالمتعة المطلقة التي لا تفرغ و لا تنتهى  , و انها على خلاف المتع الحسية , كلما تزود الانسان منها كلما ازداد تعطشا اليها و طلبا لها . كما يرى انها اللذة الوحيدة التي يغيب عنها اى الم جسدى او اضطراب نفسى , بل انها على العكس من اللذات الحسية تجلب لصاحبها الهدوء و الطمأنينة و تحرره من الألم و الهم و الملل..

لأبيقور، يَعتبر لايارد أن الصحة الذهنية هي العامل الأكثر أهمية للسعادة، كما وضّح في كتابه «السعادة: دروس من علم جديد.

*Oct 7, 2021

 أبو بكر الرازي يرى أن “كمال اللذة ونقصانها لا يكون بإضافة لذة إلى لذة، بل بتحقيق لذة حسب مقدار الحاجة إليها”. ويمكن لهذه العبارة البسيطة أن تكون مبدأ مناقضا للثقافة الاستهلاكية، التي أنتجها قرننا والنظام الرأسمالي القائم على الامتلاك وعلى قاعدة : كلما اشترينا أكثر كانت سعادتنا أكثر.

 لا يرى الرازي حرجا في تناول النبيذ. لكنه يذمّ الإدمان عليه؛ وحتى إنه لا يتكلم عن حد الإدمان. لذلك تكثر في كتابات الرازي كلمة “العاقل” و”حسب الفكر والروية”.

الطبيب أبا بكر الرازي، هو فيلسوف اللذة العقلانية في الإسلام بامتياز. وقد وضع في ذلك مذهبا بديعا، يقوم على مخاطبة كل عقل إنساني، بعيدا عن الأخلاق الاجتماعية الضيقة، أو تحريمات الأديان المُتجاوَزة. ولكنه لم يجد مُواصلا ومُتتما لفلسفته داخل دائرة الإسلام.

*

الفلسفة لعلاج الروح.. الجنون والمرض العقلي عند الفلاسفة القدامى

وسعى المعالجون بالفلسفة إلى تحرير الناس من المخاوف والقلق بشأن الموت والحياة الأخرى، وتعليمهم القناعة والرضا البسيط بالاحتياجات الأساسية وتحقيق راحة البال.

*
وكان هناك رأي يعتقد أن الألم المزمن ينشأ في الدماغ، وأنه يمكن معالجته عن طريق تغيير الأفكار والمعتقدات والمشاعر، بدلاً من تغيير شيء ما في الجسم أو إغراقه بالمواد الكيماوية.

 الألم المزمن غالباً ما يكون ألماً «عصبياً» يولّده الدماغ، في محاولة خاطئة لحمايتنا من الخطر، تسمى أيضا بـ«مطاوعة الدماغ»، فما يتعلمه الدماغ وما نكتشفه يمكن أن يُنسى.

وعندما ينظر الناس إلى آلامهم على أنها غير مريحة، لكنها غير مهددة، تعيد أدمغتهم توصيل المسارات العصبية التي كانت تولد إشارات الألم، وينحسر الألم.

هذا لا يعني أن الألم متخيل، أو كله في الرأس، بل إنها استجابة دماغية، مثل الاحمرار أو البكاء أو ارتفاع معدل ضربات القلب، جميعها ردود فعل جسدية تجاه المنبهات العاطفية.

في بعض الأحيان تسيء أدمغتنا تفسير التهديدات، وتبالغ في رد الفعل من خلال التسبب في الألم أو إطالة أمده.

*

لا توجد صورة تمثّل حالة الفراغ الوجودي المعاصرة بشكل أفضل من أولئك الذين يسافرون حول العالم وينشرون باستمرار صوراً للمطاعم والمعالم التي زاروها على شبكات التواصل الاجتماعي، ويمارسون السعادة بشكل تنافسي على حساب إنشاء اتصال حقيقي مع أقرانهم. وخلال سعيهم ليكونوا أكثر سعادة - وبالتالي أفضل - من الآخرين، يُخاطر هؤلاء بفقدان الاتصال مع الآخرين أنفسهم، لينتهي بهم المطاف إلى معادلة صفرية خاسرة

 درب السعادة لا يمكن أن يكون من دون قبول التعاسة أيضاً، فـ«أحد حلول معضلة السعادة - التي نريد خلالها أن نكون سعداء من دون أن نتسبب لأنفسنا في فقدان الاتصال أو الأذية - يكمن في إعادة مواءمة أنفسنا مع الفلاسفة الرومانسيين، الذين تقبّلوا مشاعرهم المبهجة والحزينة على حد سواء.

 مفهوم تقبّل الكآبة هذا طريقة للخروج من سجن السعادة ونهايته الحتمية الخاسرة، إذ إنّه يقود إلى الخيبة عند السعي خلف السعادة، ويضمن عدم تحقيقها مطلقاً دون ذلك السعي. وقد لا نصل مطلقاً إلى الرضا ما لم نكن مستعدين لتقبّل مشاعرنا السلبية. والحقيقة أن تلك المشاعر السلبية قد لا تكون على هذا القدر الذي نتصوره من السوء. إن الحزن، على سبيل المثال، ينطوي على مجموعة واسعة من التوظيفات الإيجابية».

 لا أحب أدب المواساة

 دع الأيام تفعل ما تشاء، وطب نفساً إذا حكم القضاء، ولا تجزع لحادثة الليالي، فما لحوادث الدنيا بقاء
 لكل شيء إذا ما تم نقصان، فلا يغر بطيب العيش إنسان.. هي الأيام كما شاهدتها دول، من سره زمن ساءته أزمان "، وإذا كانت المواساة في أبيات الشافعي مباشرة، فقد لجأ الرندي إلى أسلوب غير مباشر، وهو شرح طبيعة الحياة، وتوضيح استحالة ديمومة السعادة فيها.

 صدقني، لو فقدت ما فقدت.. لو كسر الحرمان أضلاعك.. ستجتاز هذه الحياة كما يجتازها كل أحد، فاختر الرضا، يهن عليك العبور". جبران خليل جبران 

نلاحظ دون أدنى مجهود تفاوت مستوياتهم المعيشية.
صحيح أن الجميع يجتاز حياته في النهاية ولكن الطرق تختلف، ومقدار السعادة والمعاناة الذي يناله كل فرد منهم يتفاوت بشدة.

فهناك الطرق المعبدة المسيجة بالأشجار والورود، وهناك الأخرى الوعرة المليئة بالمطبات والحفر.. وأحوال العابرين أيضاً ليست واحدة.. فهناك المهندم، المحاط بكل وسائل الرفاهية في رحلته وهناك الأشعث الأغبر، الذي يقطع مشوار حياته سيراً على الأقدام.

في حادثة تايتنك الشهيرة كان الفقراء يزودون المحركات بالفحم في الأسفل، فيما كان الأغنياء يسمعون الموسيقى في الأعلى.. وعندما اصطدمت السفينة بجبل الجليد، أسرع الأغنياء – بحكم موقعهم في الأعلى - للقفز في قوارب النجاة قبل أن تزدحم بالنساء والأطفال.. في مشهد دراماتيكي يختصر قصة الحياة.

*


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق