9/2/2021 Feb 11, 2021
مسبار الأمل الإماراتي، الذي انطلق من الأرض قبل سبعة أشهر، قد وصل إلى المدار حول الكوكب، لتصبح الإمارات خامس دولة ترتاد الفضاء لهذه المهمة بعد الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي وأوروبا والهند.
يستطيع علماء الإمارات الآن دراسة الغلاف الجوي للكوكب.
الثلاثاء نجاح الإمارات في أول مهمة لها إلى كوكب المريخ بعد أن نجح مسبارها الاستكشافي، مسبار "الأمل"، في دخول مدار الكوكب الأحمر
بدأ برج خليفة في دبي، أطول بناية صنعها الإنسان على وجه الأرض، في العد التنازلي لأهم لحظة يوم الثلاثاء
تفصل المسافة بين المريخ والأرض حاليا 190 مليون كيلومتر، مما يعني أن توجيه أمر يستغرق وقتا قدره 11 دقيقة بالكامل كي يصل إلى المسبار، وهو وقت طويل جدا لإحداث فرق، لذا يجب أن يتمتع مسبار الأمل باستقلالية لإكمال مناورته.
إنجاز إماراتي تاريخي، و"تاريخ جديد للعرب".
صبغة سياسية "تطغى على الإنجاز العلمي"
دراسة مناخ المريخ.
استثمار حكيم
الأثر النفسي لهذا المشروع أكبر من النفع الاقتصادي، فهو مشروع ملهم لجميع الشباب الطامحين إلى الإنجاز والإبداع ورفع المستوى العلمي والتقني، ولا شك أن الملايين من العرب شاهدوا لحظة إعلان النجاح ووقع عليهم أثره الذي جعلهم يحلمون بأن يفعلوا شيئا كهذا ويحققوا أنفسهم ويجدوا مكانا لهم في هذا الماراثون العلمي، وكل الإنجازات الكبيرة تبدأ بحلم، وعلى ولاة الأمور أن يأخذوا بأيدي الشباب ويساعدوهم على تحقيق أحلامهم.
مع ذلك فإن المنفعة الاقتصادية موجودة، فقد أنفقت الدولة 22 مليون دولار على هذه المهمة وهو مبلغ لا يعتبر شيئا مقابل ما تنفقه الدول المتقدمة على البحث العلمي، وقد تنفق المليارات ويفشل المشروع، ولكنها لا تكف عن الإنفاق لأن البحث العلمي يعود بالنفع عليها ويتحول إلى مصانع ومتاجر ومنشورات علمية تباع وتشترى وتحقق أرباحا طائلة.
تصنيع المركبات الفضائية بما في ذلك المكوكات والصواريخ لأغراض متنوعة كنقل البضائع ونقل الطاقم والملاحة. ومن الأمثلة الموجودة على الشركات الخاصة في هذه الفئة SpaceX وBlue Origin وThe Spaceship Company وAstra Space.
عندما أنشئ برج خليفة تعرضت الإمارات لانتقادات عنيفة على هدر المال العام، واليوم يقف برج خليفة كمعلم نابض بالحياة تتوجه إليه الأنظار عند كل مناسبة محلية أو عالمية ويجلب دخلا للدولة على مدار الساعة، وسوف ينجح المشروع الفضائي للإمارات بنفس الطريقة.
*
عقدة النقص
تحوّل الثقل السياسي العربي من عواصم كدمشق وبغداد والقاهرة، إلى أبو ظبي والرياض وحتّى الدوحة. ويعزو ذلك إلى سبب وحيد، وهو تراكم الأرصدة المالية من ريوع النفط في المدن الخليجية، الأمر الذي أسهم في بروز قادة الخليج الراغبين في قيادة الأمّة العربية. ليس عبد الله الوحيد الذي غرق في هذه اللحظة من التاريخ العربي المعاصر، إذ يتحدّث الإماراتي الآخر - القطري الهوى -، سلطان سعود القاسمي، عن الشارقة بوصفها «أثينا العالم العربي»، وكأن الوطن العربي بلا عمق تاريخي؛ بلا القدس وبغداد ودمشق، وبحاجة إلى استيراد «أثينا» إليه.
نعيش اليوم حقبة زمنية تقوّضت فيها المراكز التاريخية العربية، بعد احتلال بغداد على أيدي الأميركيين، والإجهاز على القدس على أيدي شتات الأوروبيين الصهاينة، وتحييد القاهرة، وحصار دمشق وصنعاء، وإزاحة طرابلس الغرب، وانكفاء الجزائر. وعليه، أُنتجت فجوة ملأتها دول الخليج الفتيّة، المحميّة من الغرب، مما يشبه العدم بعيد اكتشاف النفط. والمسألة هنا ليست بجمود تاريخي ينطلق من حتمية ارتباط صيرورة التاريخ العربي ببقع جغرافية لا تتبّدل، بل إن المسألة تدور حول فهم هشاشة وخواء الصعود السياسي الخليجي وأثره المدمّر على مصائر العرب.
يتجلّى هذا الخواء على هيئة عقدة نقصٍ تحكم تصرفات وسياسات أمراء وشيوخ الخليج أنفسهم، وعلى الأخصّ شيوخ الإمارات العربية المتحدة. فحتّى التمظهر العمراني لناطحات السحاب ومحاولة التسويق لمدينة دبي كنموذج لمشروع ريادي ناجح، أصدر فيه محمد بن راشد كتاباً عنونه بـ»رؤيتي، التحديات في سبيل التميز» - من هنا، يمكن أن نرى أحد أسباب توجّس ابن راشد من صعود الرؤية السعودية -، لم يسدّا فراغ العمق التاريخي للدولة الإماراتية وهويتها الوطنية وظهورها السحري فجأة على الخارطة. وعليه، ترى انشغال الإماراتيين بهاجس التاريخ والبحث عن اكتشافات أثرية تُشكّل امتداداً تاريخياً لحاضر اليوم، من تغريدات ضاحي خلفان عن اكتشاف آثار قديمة لأسواق بشكل يفسّر النمط الاستهلاكي اليوم، وصولاً إلى الحملات الرسمية للدولة عبر رعايتها لسلسلة وثائقيات ضخمة بعنوان «تاريخ الإمارات»، بشكل يتتبّع قصة تمتدّ جذورها إلى 125 ألف سنة في التاريخ، على حدّ تعبير منتجيه.
تزامن وصول المسبار المموّل إماراتياً إلى مدار المريخ مع وصول المسبار الصيني «تيان-وين 1» إلى مدار الكوكب الأحمر
«الخليج ليس فقط نفطاً» كما يردّد سامي كليب - وهو بالطبع ليس مجرّد نفط، لكن ليس بالشكل الذي يشير إليه كليب -، وأن «التقدُّم» الإماراتي ليس صنيعة المال النفطي فحسب، بل له جوهر أصيل. ويندرج البعد الأوّل في سياق بناء وتمكين الهوية القُطرية للإمارات وإضفاء الطابع التاريخي عليها بمعزل عن التاريخ العربي المستقى من خارج حدود المشيخة الخليجية. أما الثاني فهو في تغذية نزعة التفوّق والسمو لـ»إسبرطة الجديدة»، كما تشير إليها الصحف الغربية، وبما يمكّنها من لعب دور التمدُّد خارج الحدود بشكل وظيفي للمشاريع الغربية، بل وفي محاولة استنساخ شكل التمدُّد الإمبريالي الغربي. وهنا، تكفي فقط متابعة تغطية القنوات المحلية الإماراتية لقوّاتها في اليمن وتصويرهم بجالبي «الحضارة» إلى فقراء هذا البلد والتفضّل عليهم بالمنح، لتُذكِّر صور الجندي الإماراتي الحديث بعتاده إلى جانب الطفل اليمني الحافي القدمين، بالتغطية الإعلامية للأميركيين لدى غزو العراق.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق