Oct 14, 2018
والحقيقة أن الرئيس الراحل أنور السادات، فتح الأبواب أمام الخطاب الدينى لبث الحماسة فى نفوس المصريين، وبدأ التليفزيون المصرى فى بث برامج دينية رصينة تدعو الناس إلى إعمال العقل والعمل حتى يغسلوا عار الهزيمة، هذا بالتوازى مع إذاعة القرآن الكريم، التى تأسست عام ١٩٦٤،
مصطفى محمود للمرة الأولى، فى ١٩٧١، للربط بين الظواهر الكونية والإيمان، ليُصبح من أشهر البرامج التليفزيونية وأوسعها انتشارًا على الإطلاق، وهو ما جعله مستمرًا لفترة طويلة وصلت إلى ١٨
عاما قُدم خلالها أكثر من ٤٠٠ حلقة.
وسيادة ثقافة الجوامع سبب انتكاسة الثقافة
وسيادة ثقافة الجوامع سبب انتكاسة الثقافة
وبدأت شاشة التليفزيون المصرى فى عرض حلقات برنامج؛ «لقاء الإيمان»، لمقدمه الشيخ محمد متولى الشعراوي، بداية ١٩٨٠
مع ظهور الشعراوي، أو قبل ذلك بكثير، حقق دعاة «الكاسيت» انتشارًا رهيبًا؛ حيث سطع نجم الشيخ عبدالحميد كشك، حتى إنه مع بداية الثمانينيات كان «كشك» خاصة أنه تميز بالفصاحة وسرعة البديهة
وخفة ظل طاغية
ويرجع نجاح «كشك» فى تحقيق شعبية لدى البسطاء إلى أنه خاطب الناس بـ«النكتة»، وهذه من الوسائل الأكثر قدرة على إثارة شغف شعب يوصف بأنه «ابن نكتة»
وصار نجوم الدعوة ينافسون نجوم الغناء شهرة.. وأيضًا ثراء، وظهرت شركات إنتاج لتستفيد من هذه «السبوبة»، وحملت بالطبع أسماء ذات رنين ووقع ديني.
وكان على رأس هؤلاء الدعاة السلفيين؛ محمد حسان، الذى لقى انتشارًا واسعًا وقتها لدرجة حولت الوعظ الدينى إلى تجارة مُكتملة الأركان، الذى سجلت شركات الإنتاج دروسه الدينية فى مسجد العزيز بالله فى حى الزيتون بالقاهرة، وأيضًا دروسه الدينية الشهيرة بأحد مساجد المنصورة التى كانت تجذب أولى اللحى والجلاليب، ممن يتوافدون عليها فى أتوبيسات خاصة وسيارات أجرة، ليظهر بعدئذ واحد من أشهر دعاة الكاسيت السلفيين، وهو محمد حسين يعقوب الذى أصبح أحد نجوم الدعوة وتجارة الكاسيت على إثر شريطه؛ لماذا لا تصلى؟
دعاة الفضائيات
فى منتصف التسعينيات، بدأت أفكار الدعاة السلفيين، من نجوم الكاسيت وفى مقدمتهم؛ أبوإسحاق الحوينى ومُسعد أنور ومحمود المصرى وغيرهم فى الانتشار كالنار فى الهشيم فى الشارع المصري، حتى بدأت موجة تحريم الغناء وكرة القدم وفتاوى هدم الأضرحة وتكفير المتصوفين والشيعة تجد لها صدى لدى العوام،
لرغبة المحمودة فى تغيير الخطاب الديني، يستهدف جمهورًا مُختلفًا من الشباب والفتيات، على رأسهم؛ عمرو خالد وخالد الجندي لا يوجد جنس في الجنة قد تكون رائح تكفي لشهوة يهتمون بالجانب السفلي الحيواني لا العلوي العقل والتنوير ، اللذين انجذب إليهما الكثير،
الكاجول والدعوة
مُقدمة الدعاة الكاجوال؛ مُعز مسعود ومصطفى حسني،
ووضح تأثرهم بطرق التنمية البشرية وأساليب مندوبى المبيعات. ومُنذ الشيخ كشك ووصولًا إلى الدعاة الكاجوال نشأت على ضفاف «الدعوة» تجارة واسعة، أُناس يتقاضون آلاف الدولارات،
ونجوم حققوا مع وكلائهم مكاسب كثيرة، أغلبهم يقولون عكس ما يفعلون، فعند الدخول فى تفاصيل حياتهم نجد أن الدعوة كانت طريقًا لامتلاك شاليهات أو قصور ووسيلة لتعدد الزيجات
عضو بـ«البحوث الإسلامية»: هذه أسباب تراجع دور الأزهريين
ويُشير الجندي، إلى أن الناس، خلال السنوات التالية لانتصار أكتوبر ٧٣، انجذبوا للخطاب الدعوى للسلفيين بدلًا من العلماء الأزهريين،
وذلك لعدة أسباب على رأسها؛ أن الدعاة السلفيين اعتمدوا على أمرين خلال تلك الفترة، الأول أنهم منوا الناس بأنهم إن اتبعوهم سيدخلون الجنة كونهم طريقًا لها، والثانى أنهم رصدوا المُشكلات الموجودة فى المجتمع وتاجروا بها وقالوا إن سببها البعد على الدين، أى أنهم أجادوا العزف على وتر أوجاع المصريين.
ويُتابع الجندي: «لسنوات طويلة أشاع الدعاة السلفيين أن الدعاة الأزهريين دعاة سُلطة ولا يتكلمون فى الأمور الدنيوية، وذلك حتى يجذبوا كثيرًا من الناس والمستمعين إلى صفوفهم، كما أنهم تربعوا على عرش الدعوة لفترات بعدما تمكنوا من اللعب على وتر حاجات الناس
ويوضح الجندي: «الدعاة السلفيون ابتعدوا عن المتون وإلى حد ما استدعوا مفردات ووسائل من شأنها أن تؤثر على عواطف الناس وميولهم وهو ما أعطى لهم فرصة كبيرة فى التوسع والتمدد واجتذاب الناس الذين اقتربوا منهم ومن خطبهم وخطابهم الدعوى، لكن الحقيقة أنهم يبيعون الوهم واتخذوا من الدعوة «بيزنس» لجمع الثروات ثم الإنفاق منها على كثير من حاجات الناس لاجتذاب المزيد والمزيد منهم، لذا استطاعوا أن يسحبوا البساط من الشيوخ الأزهريين لفترات طويلة مُنذ مطلع الثمانينيات»
وأشار إلى أن الدولة خلال تلك الفترات، وفى عهد حكم الإخوان أيضًا، كانت غير عابئة بتمويلات يحصل عليها السلفيون من الخارج.
ويواصل الجندي: «رغم كل ما حدث أعتقد أن المنهج الوسطى فى الدعوة إلى الإسلام هو الذى سينتصر فى النهاية، وهُنا أيضًا لابد أن نؤكد أن على الدعاة الأزهريين أن يطوروا من أساليبهم الدعوية واستثمار الخطاب الدينى فى رصد أوجاع الناس وما يهمهم بشكل أكبر وبالشكل الذى يواجه أزمات ومُشكلات المجتمع والنهوض به، وبعيدًا عن طريقة الدعاة السلفيين فى الخطاب الذين يتاجرون فيه بأوجاع الناس ويعتمدون على طريقة تعبئة الجماهير للاستماع إليهم».
وفيما يخُص ظهور الدعاة الجُدد أو الحداثيين بداية الألفية الثالثة، يقول عضو مجمع البحوث الإسلامية، إنهم بالرغم من تميزهم بطُرق وأساليب براقة فى عرض الخطاب الدينى إلا أن محصولهم العلمى ورصيدهم الدعوى ضعيف ولا يؤهلهم للدعوة.
ويوضح الجندي: «أسلوبهم جيد لكن لا بد أن يكون لديهم رصيد علمي، حيث إن التأهيل الجيد مُهم جدًا فى الدعوة، وهم يفتقدونه، كما أن العلوم الدينية مثلها مثل علوم الطب والاجتماع ولها مفاتيحها ورموزها ومدخلاتها ومصطلحاتها التى يجب دراستها، دعنى أقول إن الدعاة الجدد عليهم الكثير من الملاحظات، لأن العديد منهم غير مؤهلين، كما أن معظمهم تجذبهم صناعة الإعلام قبل اعتبارات الجودة والتأهيل لجنى الكثير من الأموال خلال فترة قصيرة، الأمر بالنسبة للكثيرين منهم مُجرد بيزنس».
ولا بد أن يكافح الخطاب الدعوى الفساد والرشوة ويحث الناس على العمل الجماعى لأن الإنسان ضعيف بنفسه غنى مع الناس».
لا بد أن يكون انعكاسًا لواقع المصريين ومشاكلهم وهمومهم حتى يكون بمثابة طوق نجاة لمصر والمصريين من الأمراض المجتمعية الجديدة التى ظهرت خلال السنوات الأخيرة كالانتحار، وهُنا دور الخطاب الدعوى أن يخاطب الشباب لبث الأمل فيهم والابتعاد عن اليأس، وأن يتصدى الخطاب الدينى أيضًا للإلحاد الذى تمادى مؤخًرًا عن طريق؛ إرشاد الناس والبحث فى أسبابه وكيفية مواجهته، الخطاب الدعوى عليه أن يتجه إلى بناء الإنسان المصرى والنهضة بأخلاقيات الناس وإصلاح أى خلل يوجد بينهم».
يدعو الخطاب الدينى إلى النهوض بالناس والوطن لبناء حياة أفضل، بل نقول إن هذا الخطاب الذى يغرس الأمل فى النفوس هو قاطرة أمل نحو غدٍ أفضل».
داعية سلفى: «الكاجوال» غير ملتزمين بالشرع الصحيح!
المشكلة قدسية العقيدة من الثوابت والاركان الخمسة والنص القرآني
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق