ظهر يوم 25 يناير لم يحدث أي شيء على الإطلاق. فقط تظاهرة صغيرة أمام مبنى مجلس الشعب الواقع في ميدان التحرير، كان عدد المتظاهرين فيها أقل بكثير من عدد رجال الأمن المحيطين بها وهو المشهد المعتاد في التظاهرات في مصر منذ بدء حركة " كفاية " المعارضة في التظاهر ضد مشروع " توريث جمال مبارك".
ويقول المصور الصحفي الذي التقط صورة رجل المدرعة، طارق وجيه، إنه "حتى هذه اللحظة لا أعرف كيف استطاع عشريني نحيل أن يقف بهذا الثبات، هل هذه هي قوة الإرادة؟".
"أجبرت هذه الوقفة المدرعة على التوقف بعد أن كانت تخوف المتظاهرين وتدفعهم خارج ميدان التحرير "
"تغير مشهد الميدان تماما بعد هذا المشهد فالمتظاهرون الفارون خارج التحرير عادوا مرة أخرى للتجمع"
ويقول طارق ومصطفى، إن "رجل المدرعة" موظف في شركة مرموقة ويعيش في مستوى اجتماعي فوق المتوسط، ولم تكن لديه تقريبا أي مطالب شخصية، بقدر ما كان متضامنا مع مطالب كل من كانوا في الميدان.
لكن لماذا يصر على إخفاء هويته رغم مرور كل هذه السنوات؟ يقول طارق إنه برر ذلك بأنه يريد أن يرى كل المصريين أنفسهم فيه "هو يريد أن يقال إن المصريين فعلوا وليس فلان فعل، هو ليس فرد بل هو كل مصري قرر أن يقف وجه الظلم والقمع".
قال "رجل المدرعة " لمصطفى إنه سمع هتافه من الشرفة "جدع ، راجل، خليك مكانك". وطلب منهما أن يحميا هويته دون السماح لأحد بانتحال شخصيته إذ خرج بعضهم وادعوا أنهم أصحاب الصورة. وهو ما لا يريد "لقد قدم شيئا لمصر وليس لأحد ولا من أجل الشهرة".
يقول مصطفى إن "رجل المدرعة" أهدى الكوفية التي كان يرتديها لأم خالد سعيد، الشاب الذي ينُظر إليه باعتباره أيقونة ثورة يناير.
أكد مصطفى وطارق أن "رجل المدرعة " كان شريكا في التظاهرات طوال الأيام الـ 18 للثورة كما قال لهما وأنه لم يترك الميدان حتى الاحتفال برحيل مبارك في فبراير/ شباط 2011.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق