Jan 19, 2021
دار الإفتاء المصرية
"نشر الصور العارية والحلوى ذات التعابير الجنسية والإيحاءات الساقطة مُحرَّم شرعًا ومُجَرَّم قانونًا؛ وهو اعتداء على منظومة القيم، وإساءة فجة للمجتمع بمكوناته".
عبر مواقع التواصل الاجتماعي، احتدم الجدل، إذ اعتبر مغردون ردود الأفعال الواسعة على "موضوع كعكة، أمرا مبالغا به"، مشيرين إلى ضرورة احترام الحرية الشخصية لأصحاب الحفل، "حتى ولو تعارضت مع قيم المجتمع المصري".
الناس بتموت من الكورونا و العالم يبحث عن مخرج و احنا بنتكلم في تورته وجاتوه.صحيح شكل غير لائق ،صحيح الحريه مش في المكان العام خاصه نادي به أسر و أطفال .لكن رد الفعل مبالغ فيه ،علقنا المشانق ونصبنا انفسنا قيمين علي منظومه الاخلاق ..امااال احنا مجتمع محافظ!!(١-٣ يتبع
"تجاهل السلطات لمسائل أكثر أهمية"، وأشار مغردون بشكل خاص إلى قضية وفاة مرضى في مستشفى الحسينية "بنقص الأوكسجين"، والتي سبق وأثارت الرأي العام المصري، على الرغم من نفي الحكومة الرواية المتداولة.
الشعب المحافظ المتدين بطبعه ودار الإفتاء لا يغضبوا من القتل والتصفيات خارج القانون ولااعتقال وتشريد عشرات الآلاف من المعارضين للنظام في #مصر ولا لدخول نواب لهم فيديوهات فضائح جنسية "مجلس النواب" ولا للظلم وإفقار الشعب لكنهم ينتفضوا ضد سيدات أكلن "حلوى
جنسية" في #نادي_الجزيرة
، رفض آخرون الحديث عن الحريات الشخصية فيما يتعلق بالقضية، واصفين ما حدث بـ "الانحلال الأخلاقي".
هوا احنا رايحين على فين يا شباب !! شويه مؤخره رانيا يوسف ،شويه حلويات نادى الجزيره ،شويه زواج التجربه هوا فيه ايه بجد !! ايه التسابق الفظيع ف قله الادب والإنحطاط الاخلاقى ال بنشفها دى والمشكله ف التفاخر بيها والحرص على نشرها والكارثه انك بتلاقى ناس تبرر الموقف وتدرجه تحت
واقعة نادي الجزيرة هي مثال حي لاختلال الموازين و سقوط الثوابت والمسلمات ف حياتنا ،القباحة بقت خفة دم، الإباحية بقت من الارستقراطية ، العلاقات المفتوحة بقت من التحضر ، وطبعا كل من رفض أو امتعض أو بيّن عدم ارتياحه فهو من المتخلفين سكان الكهوف في نظرهم !
*
الغارقون فى التفاهة
عموما أيا كانت الطريقة التى طارت بها الحكاية خارج جدران الخصوصية إلى مشاع العامة فهى نزعت ورقة التوت عن حجم الانهيار القيمى فى المجتمع فى مستوياته المختلفة، ولم يكن ذلك مفاجئا، فالمجتمعات الكسولة غير المنتجة المستنزفة فى حمى الاستهلاك الشره تستهلك حتى قِيَمها، ومجتمعنا لم يفلح فى أن يصون كثيرا من مصانعه وهيئاته ومؤسساته وشركاته ويُحَدِّث خطوط إنتاجها باستمرار، وتركها لعوامل التعرية من فساد إدارى وبطالة مقنعة وإهمال متعمد، ويعرضها للبيع بأبخس الأسعار.
نعم نحن مجتمع يستهلك أكثر مما يعمل، ويعيش على إنتاج الآخرين، حتى فى اتفه السلع، فاستهلكنا قيمنا، لتصير جلدا على عظم، وحفل عيد الميلاد بقطع الجاتوه العارية مجرد دليل إضافى بالصوت والصورة على ما وصلنا إليه
كيف يتحول حفل أشبه بنكتة جنسية إلى قضية رأى عام؟، فضائيات ومواقع وفتاوى واتهامات وبوليس ونيابة وخروج بكفالة.. لكن أغرب جوانب الحفل هو المطاردة القانونية، التى يصعب أن نعثر لها على حيثيات فى أى تشريع على وجه الأرض، لكن ضغوط المجتمع وإلحاحه وغوغائية صفحات التواصل الاجتماعى قادرة على تحويل الفرضيات البعيدة إلى واقع معاش.
مجرد حوادث عابرة، مثل أن يستل أب فى قرية بسوهاج سكينتين اشتراهما خصيصا، وبعد أن يصلى الفجر يهجم على بناته السبع ويذبحهن وهن نياما، فماتت خمس ونجت اثنتان بمعجزة، وعندما تسأله النيابة عن السبب، يجيب بكل بساطة: الخوف من العار.
نعم خوفه من العار الذى يحمل هاجسه فى عقله طول الوقت كان دافعا لجريمته البشعة، خوفه من أن تزل إحدى بناته يوما وتفقد عذريتها لأى سبب، خاصة وهو رجل فقير على باب الله، ويمكن أن يموت قبل أن يسترهن بالزواج، ولا يمكن أن يتركهن لمهب الريح وهو فى قبره، والحل أن يتخلص من الهاجس خلاصا نهائيا، حتى لو سٌجن أو أُعدم.
قطعا هذا موروث فى غاية الفقر إنسانيا وربما عديم الإنسانية، موروث يظن أن الشرف كامن فقط فى جسد الإنسان، ليس كل إنسان، وإنما فى جسد الأنثى وحدها، بل فى أجزاء محددة من هذا الجسد، وليس فى سلوك الإنسان العام من صدق وكذب، أمانة وخيانة، شجاعة وجبن، مرؤة وخسة، عدل وظلم، تواضع وغرور، مثابرة ورخاوة، التزام وتسيب، جدية وكسل، وحق وباطل.
اقتصر الشرف والعزة على الأعضاء العارية التى يتناسل بها البشر، كما لو أنها منبع الفضيلة والرذيلة. والإنسان الأنثى هى محور هذا الشرف، والإنسان الذكر مجرد دبور طارد للفراشات فى حرية، فلا تمس سلوكياته عيوبا أو مثالب، وإذا تندر وضحك على نكات عارية أو قبيحة أو بذيئة، فهذا يمكن قبوله أو التغاضى عنه أو تمريره أو عدم التعليق عليه، لكن لو سيدات مجتمع فى لحظة مرح طائشة أو حتى منفلتة قليلا انغمسن فى نكتة بذيئة، فالمقصلة مسنونة والشرطة على الأبواب مقتحمة والاتهامات فى معامل التقاليد والعادات مكتوبة، وسيوف حماة الأخلاق والفضائل والشرف الرفيع الذى يراق على جوانبه الدم مشهرة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق