تهدف موازنة الأسرة الشهرية إلى تنظيم المصروفات من نفقات وسداد ديون وادخار لتتوافق مع الدخل الشهري. وتُساعد هذه الميزانية أيضاً على إدارة النفقات للتأكد من أن قيمة المصروفات الشهرية الفعلية لا تتعدى المخطط له مسبقاً.
يشير خبراء الاقتصاد إلى أن الأسرة رغم صغرها تبقى مؤسسة مهمة، لذلك لا بد من امتلاكها لكيان إداري له أهداف وخطط يدير ذلك الصرح الصغير. ويرون أن أهم الإدارات الداخلية لهذا الكيان هي الإدارة المالية، إذ أن المال هو عصب الحياة وبه تتحقق الرغبات وتستمر الحياة.
أمام صعوبة الحياة العصرية المعقدة، لم يعد دخل الأسرة يكفي في غالب الأحيان لتمويل الموازنة وتحقيق أهدافها وطموحاتها، ومن ثم كان لزاما وضع تصور بناء لإدارة المال في الأسر عمومًا يسير بها في حد الاعتدال ولا تنجرف صوب الإفراط أو التفريط.
المصارحة بين الزوجين بخصوص الأمور المادية تستطيع تأمين علاقة جيدة بينهما، وهذا بالطبع يشمل حقيقة دخل الزوج أو الزوجة إن كانت تعمل، وأوجه الإنفاق المختلفة والمدخرات.
يُعتبر ثبات الراتب الشهري عاملا أساسيا لتحديد الموازنة الشهرية. غير أن ظروف العمل تصاحبها دوماً تغيرات إن كان من خلال زيادة الدخل بعد ترقية أو انخفاض الراتب بعد ترك العمل. وفي حال ترك العمل تكون مهمة الاستمرار في تنفيذ الموازنة الشهرية أمرا في منتهى الصعوبة
بتقليل النفقات غير الضرورية ومحاولة توفير المال أكثر عند مواجهة مشكلة انخفاض الراتب حتى تتمكن الأسرة من الصمود لفترة أطول دون اللجوء إلى الاستدانة.
يؤثر عدم سداد الأقساط المستحقة شهرياً بانتظام بشكلِ كبير على موازنة الأسرة لما يقوم البعض بسداد جزء من القسط المستحق، وفي نهاية الشهر يتفاجؤون بتراكم الديون أكثر بفعل الفوائد والرسوم.
تشكل الظروف المالية غير المتوقّعة عبئاً على الميزانيّة، ومن أهم هذه الظروف تكاليف العلاج التي تتطلب سيولة نقديّة عاجلة. ويمكن تجنب ذلك من خلال تخصيص مبلغ معين شهرياً تحسباً لأي ظرف طارئ.
ارتفاع أسعار المنتجات التي تشتريها العائلة بشكل دوري يُحتّم إعادة تخطيط الموازنة من جديد. ويمكن أيضاً تخطي الميزانية في حال التسوّق بموسم الخصومات والعروض من دون التخطيط الصحيح لها وشراء منتجات أكثر من الحاجة. ولتفادي الوقوع في هذه المشكلة، ينصح الخبراء باتباع خطوات التسوق الذكي وشراء الأساسيات فقط.
كما تؤثر بعض الرسوم والاشتراكات التي تقوم بعض الأسر بسدادها بشكل سنوي أو شهري سلبا على الموازنة إن لم يتم الإعداد لها مسبقاً. فمثلاً قد تتطلب الرسوم المدرسية سدادها بشكل دوري مما يزيد العبء المالي على الراتب الشهري. وفي هذه الوضعية تكون فكرة الاستدانة هي الأقرب للبعض مما يزيد من التكلفة. وينصح الخبراء بإعداد طريقة لتوفير المال شهرياً لسداد هذه الرسوم في مواعيدها.
أما بالنسبة إلى الاشتراكات الشهرية المتعلقة بالأنشطة الترفيهية والصحف والمجلات، فيمكن التأكد من مدى أهميتها والاستفادة منها والتوقف عنها في حال عدم حاجة الأسرة إليها حتى يمكن توفير تكلفتها.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق