الأحد، 24 يناير 2021

ثورة يناير المصرية بين جيلين.. شباب مستنزف وآخر منتظر

 أنا خايف أننا نفضل مستنيين ثورة لحد مانبقي عواجيز ، وإذا ولادنا حبوا يعملوا ثورة نتغاظ فنعمل فيهم إلـ أهالينا بيعملوه .. ومش بعيد ننزل نرقص في اللجان

 الجيل الجديد الذين قادوا الثورة وهم في منتصف ونهاية العشرينيات من أعمارهم، في الثلاثينيات اليوم وعلى أعتاب الأربعينيات من أعمارهم، وهم ما بين مشرد في المنافي بالخارج، ومسجون بالداخل أو مؤثر للسلامة من الأذى.

هذا الجيل الجديد الذي بات قديما لم يعد يصلح لقيادة ثورة جديدة، برأي مراقبين يرون أن شرط قيام ثورة هو وجود جيل جديد يخرج متخففا من أثقال الثورة القديمة وعقدها وآلامها.

واحتاج المصريون منذ احتجاجهم قبل الأخير عام 1977 المعروف بانتفاضة الخبز، إلى أكثر من 30 عاما قبل الثورة الجديدة في يناير/كانون الثاني 2011.

جيله لا يعبأ بالثورة ولا يلقي بالا لأحلام التغيير، وقال للجزيرة نت إن أقرانه "غارقون في اللهو على ألعاب الهاتف المحمول، فضلا عن أن مشاهد الدم التي طالعها قبل 7 سنوات، جعلته في فزع دائم من أن يفقد نفسه أو عزيزا عليه لو فكر في مجرد الاحتجاج على أستاذه بالجامعة حاليا".

الجيل الحامل لمشعل الثورة، لا يحتاج للنزول في كتلة واحدة، ولكن يحتاج للاتفاق على أجندة موحدة في العمل، محورها الأساس الحرية والديمقراطية، وفي ظل غياب البرنامج السياسي تتصدر الأيديولوجيات.

الجيل الحالي من المعارضة المصرية يعاني من 5 معضلات أساسية تعيقه عن الحركة حاليا، أولها عجزه عن بناء تنظيم خارج بنية الدولة، وثانيها أزمة التمويل، وثالثها أزمة غياب البرنامج السياسي، ورابعها أزمة الخطاب السياسي الجاذب للناس، وأخيرا أزمة القيادة، القادرة على الانتقال بالثورة لمرحلة الديمقراطية المستقرة.

 الشباب متعطش للحرية في ظل غياب الشباب عن كل الانتخابات التي عزف عنها الشعب، في رسالة واضحة للسلطة أن الشعب وخصوصا الشباب غير راغبين في بقاء هذه السلطة.

تضاعف مساحة الوعي التي غرستها الثورة في الشارع رغم القبضة الأمنية والترهيب، وهو أيضا رسالة واضحة بأن الشعب مهما طال صبره ستأتي لحظة يقرر فيها الثورة، وكما ولدت يناير من جيل فاجأ الجميع، فالقادم سيأتي أيضا بما لا يتوقعه أحد.

 الأمر تخطى فكرة النخب والأجيال، وصار الشعب سابقا للجميع بمراحل، ودلّل على ذلك بما حدث في مظاهرات سبتمبر/أيلول الأولى في 2019 والثانية في 2020، وهي المظاهرات التي استجاب فيها مصريون لدعوة الممثل والمقاول محمد علي.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق