يصنع تابوهات داخل المجتمعات الإسلامية
الإسلام الاجتماعي
عزل المجتمع في تابوات التحريم والتخويف.
الثقافة الإسلامية.
لم يجمع رجال الدين والفقهاء على تحريم سلوك مثلما أجمعوا على عدم إجازة مصافحة المرأة للرجل، في واحدة من أكثر الظواهر إشكالية في العصر المدني.
ذريعة أن الشيطان سيكون ثالثَ أيِّ لقاء بين المرأة والرجل! وأنّ مثل هذه المصافحة لن تكون بريئة بتاتا
التعبير الصادق عن المودّة والطمأنينة والأمان وتعزيز العلاقات الاجتماعية وكسب الثقة بين الناس، لكن رجال الدين المتشددين فسروها على أنها تدلّ على الإغواء والتلذذ الجنسي في تفسير ديني ضيّق ضارّ بالتواصل الطبيعي بين أفراد المجتمع. ويستثمر الإسلام الاجتماعي هذا التحريم للتأكيد عليه وجعله تقليدا داخل المنازل وأثناء اللقاءات العامة.
النظرة الضيقة للمصافحة بين الرجل والمرأة
بلبلة في صفوف المسلمين الذين أصبحوا عاجزين عن التمييز بين المباح والمحظور والنافع والضارّ في عقيدتهم.
فتوى أحد كبار مراجع الشيعة حول تحريم مصافحة المرأة للرجل لكنه يحلل مجامعتها من الدبر بالقول “إن هذا المرجع الديني أشبه بمستشار لمجلة بلاي بوي من القرن الخامس عشر”.
يجمع خبراء الاجتماع على أن المصافحة تساعد في التعرف على الأشخاص. ولها دور إيجابي في تهدئة المتقدم للوظيفة، بينما قد تصيبه المصافحة غير اللائقة بالارتباك والقلق من المقابلة. ويقابل رجال الدين ذلك بالقول “لا يجوز للمرأة أن تصافح الرجل، ولو كانت مرتدية حائلا كالقفاز وغيره، إلّا ذا محرم!”
يغالي أحد مفتي الإسلام السياسي في التحريم بالقول “إن الإسلام منع النظر إلى المرأة، فمن باب أولى منعه ملامسة المرأة للرجل” مشيرا إلى الأثر من أن مَن وضع يده في يد امرأة فكأنما وضعها في لحم خنزير، مؤكدا على أن هناك كثيرا من الآيات والأحاديث التي تحرّم خلوة الرجل بالمرأة والنظر إليها، والدخول على النساء، وكلها تدل على عدم جواز مصافحة المرأة للرجل، وأنه لا فرق بين صغير وكبير في هذه الفتوى، لأن احترام تعاليم الدين فوق المجاملات والمصالح الضيقة.
يدفع رجل دين أخر بالذرائع والتفسيرات من أجل إشاعة تحريم المصافحة بين الرجل والمرأة بالقول “إن بعض المسلمين يشعر بالحرج الشديد إذا مدت إليه امرأة يدها لمصافحته ويدّعي بعضهم بالإضافة إلى اختلاطه بالنساء الاضطرار إلى مصافحة المدرّسة أو الطالبة التي معه في المدرسة أو الجامعة، أو الموظفة معه في العمل أو في الاجتماعات واللقاءات التجارية وغيرها”. واعتبر ذلك عذرا غير مقبول، مبينا “أن الواجب على المسلم أن يتغلب على نفسه وشيطانه ويكون قويا في دينه والله لا يستحيي من الحق”.
إن مصافحة الرجل العجوز للمرأة العجوز، جائز عند الحنفية والحنابلة ما دامت الشهوة مأمونة من كلا الطرفين، لأن الحرمة لخوف الفتنة، فإذا كان أحد المتصافحين ممّن لا يشتهي ولا يشتهى فخوف الفتنة معدوم أو نادر”.
ووصل الأمر ببعض الحكومات في دول إسلامية إلى معاقبة رياضيات وفنانات لمجرّد ظهورهن في مشاهد مصافحة الرجال خلال مسابقات ومهرجانات كما حدث في إيران أكثر من مرة. ويرى متخصصون في علم النفس والاجتماع تفسير القبول بعدم المصافحة، أمرا عصيّا على الفهم والتفسير بغير فكرة المغالاة والتشدد.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق