الجمعة، 15 يناير 2021

نشرات أخبار القنوات الفضائية لا تراعي تباين المصطلحات ودلالاتها بين الدول

 وما أكثر الألفاظ العربية الفصيحة التي تحمل معانيَ طيّبة في بلد عربي، ولكنها في بلد آخر تُستقبح ويستحيل نشرها؛ لانطوائها على معانيَ عنصرية أو تحقيرية، لم تخطر على بال مواطني وصحافيي البلد الأول.

من الطبيعي في نشرة الأخبار بالتلفزيون المغربي سماع مذيع يعلن بدء “حملة تحسيس للمواطنين بكذا”، يقصد التوعية.

ولكلمة “تحسيس” دلالة حسّية في مصر وفيها تسمع حوارا لبطل فيلم يقول إنه يعمل في مؤسسة محترمة، وليس في “طابونة”، وهي المخبز، والكلمة مسيئة في المغرب. وفي الشام تكون كلمة “لبوة” امتداحا للمرأة القوية الواثقة * ترجمة مسلسل الطبيب المعجزة *، ولكن وصف امرأة مصرية بالكلمة ذاتها يشعل حريقا شعبيا. وكذلك نداء “يا امرأة” أو “يا مَرَة” ولو من امرأة مثلها، ولا تحتمل الكلمة إهانة في غير مصر. وقد اعترضت دولة عربية على ترشيح دبلوماسي، اسمه أو لقبه “زامل”، وامتنعت عن إيضاح سبب الرفض، للدلالة المحلية غير سوية للصفة.

في تونس ربما يسألك أحدهم: “أنت معرّس؟”، بمعنى متزوج، فإذا كنت مصريا فسوف تسمع حرف السين كأنه صاد، وتثور على ما تعتبره طعنا في أخلاقك، ولن يكبح الغضب إلا افتراض حُسن النية من السائل. ومن الحساسية المصرية للكلمات أن للفظ “وسخ” معنى أخلاقيا لا يتجاوز مصر إلى الكثير من الدول العربية.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق