May 18, 2020 Mar 1, 2024
الغيرة في الإنسان طبيعية وفيها المحمود والمذموم، فهي متفاوتة المستوى بين بني البشر، ومُختلفة الأنواع في نفوسهم كذلك. والغيرة كغيرها من المشاعر فيها من الإيجابيات والسلبيات التي دفعت الإنسان إلى الارتقاء أو الانحطاط بشكل أو بآخر. فمن إيجابيات الغيرة المحمودة أنها عززت عند البعض روح المنافسة الشريفة، والحفاظ على الحُب والوفاء بين الجنسين، وكذلك إثبات الذات بطرق مختلفة ومتفردة عن طريق استخدام المهارات والمواهب الفردية على المنصات المختلفة. وغيرها من الإيجابيات التي تعتبر فروعا ممتدة من القيم الإنسانية المتأصلة في البشر.
الغيرة المذمومة والتي أهلكت أهلها بأخلاقيات معينة كان للحسد الدور الكبير في التحكم بسلوكياتهم السلبية والمنبوذة. فلماذا الحسد؟ لأن الإنسان لم يستطع أن يهذب ذاته فكرياً وعاطفياً. فالغيرة التي تسكنه تجاوزت حدود المعقول حتى فتحت ثغرة لشيطان النفس على أن يغير مسارها. ليكون الحسد هو المُتحكم الفعلي بعواطف الإنسان وبالتالي سيترجم سلوكه مستوى الحسد في انفعالاته.
حلقة 14 من مسلسل خيانة عهد
ولأن الحسد يولِّد البُغْض والضغينة فإنه سيجُر صاحبه إلى الفتنة والنميمة والحقد ولربما القتل. لذلك، فإن الحسد يتدرج من سُلم الغيرة المذمومة والتي نهانا الله تعالى عنها. بل وأمرنا عزوجل بالاستعاذة من شرور أنفسنا لأنها وإن لم نكبح جماحها ستتمكن منّا لتُدمرنا. فالتخلص من الحسد يكمن في تطهير النفس من رغباتها التي تجاوزت الحد المعقول لها. وإشغالها بالبحث واستكشاف قدراتها ومواهبها المدفونة في ذاتها وتطويرها. فالانشغال بالذات بمثابة العمل الصالح إذا استطاع الإنسان استخدام وظائف عقله في تسخيرها لذاته لغرض المنفعة.
وفِي المقابل، جاءت الغبطة التي تعين صاحبها على حُسن القول والفعل للوصول إلى الرضا والقناعة. فتمني بقاء النعمة عند الغير والسعي للحصول على مثلها أو أفضل منها دليل على حُسن السريرة. وترفع من قيمة صاحبها وبالتالي تعزز روح التآلف والوئام بين البشر. فالفرق بين الحسد والغبطة يكمن في ثغرة تعدي غيرة الإنسان والسماح لشيطان النفس باستغلالها. فالحاسد يفتقر إلى الاستشعار بالنعم لأنه ولربما انشغل بمراقبة نعم غيره. بينما الغابط، قدّر تماما نعم الله تعالى عليه وشكره عليها وسعى للعمل على الحصول للأفضل.
على الإنسان أن يعي تماما حجم نعم الله تعالى عليه، وينشغل بتأملها ليُسخرها في سبيل منفعة نفسه ومحيطه. فمراقبة أرزاق الآخرين والتحسر على ما تملكه النفس من أرزاق يعتبر بابا لشيطان النفس الذي يدفع صاحبه إلى التهلكة. لذلك، قدِّر نعم الله تعالى عليك، لتنشغل بكيفية زيادتها، ليبارك الله تعالى لك فيها.
منها الملكية الخاصة والاشتراكية والشيوعية
*
الخشت 2015
فبدلاً من الشعور باللذة أو السرور بما لديه، نراه يستمد الألم مما يحظى به الآخرون!
يلجأ إلى الوسائل الخسيسة لإلحاق الأذى بالمحسود. وما من شك فى أن افتعال «العقبات» و«الوشايات» و«الشائعات» و«التآمر» من تلك الوسائل الخسيسة الجبانة التى يلجأ إليها الحاسد
فهذا منافق متملق وصولى! وذاك حرامى مرتشٍ! وتلك تفرط فى عرضها وشرفها! وهلم جرا.
من التناقض أن تكون مؤمناً بالله وقدره وتدبيره ثم تحسد الآخرين على ما أعطاهم الله من فضله! فأنت بهذا متمرد على ما تؤمن به من قسمة الله بين الناس «أَهُمْ يَقْسِمُونَ رَحْمَةَ رَبِّكَ نَحْنُ قَسَمْنَا بَيْنَهُم مَّعِيشَتَهُمْ فِى الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَرَفَعْنَا بَعْضَهُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ»
راسل فى كتابه «الوصول إلى السعادة»؛ حيث يقترح بالنسبة للمؤمن الصالح علاج «اللاذاتية»، أى يحاول المؤمن أن يجاهد نفسه لكى يكون غير أنانى وغير متمركز حول ذاته. وإذا ما تركنا الصالحين جانباً وأخرجناهم من حسابنا، فإن علاج الحسد لدى الرجال والنساء هو تنمية «الشعور الداخلى بالسعادة»، والصعوبة هنا مصدرها أن الحسد نفسه عقبة رهيبة تعترض الوصول إلى السعادة، والحسد يكبر وينمو فى فترة الطفولة؛ فالطفل الذى يرى أخاً أو أختاً مفضلاً عليه أمامه يكتسب عادة الحسد، وعندما يكبر ويخرج إلى العالم يفتش عن المظالم التى يمكن أن يكون ضحيتها، ويدركها على الفور إذا ما وقعت، بل ويتخيلها إذا لم تقع! مثل هذا الإنسان شقى لا محالة، وهو أيضاً مصدر إزعاج للآخرين.
الدنيا واسعة، وفضل الله أوسع، وأن ما يلحق الآخرين من نعمة لن يقلل فرصة ما يمكن أن يلحقه من نِعم، فعليه أن ينشغل بتنمية نفسه بدلاً من أن ينشغل بهدم الآخرين، وأن يكبّر عقله ويوسع قلبه، ويتجاوز نواقص النفس البشرية؛ لكى يحظى بالحرية، وينعم بالتحرر من كل المنغصات، ويسهم فى إرساء دعائم مجتمع أفضل.
*May 30, 2021
الحسد هو القوة الدافعة نحو تطبيق مفهوم الديموقراطية وذلك لتحقيق نظام إجتماعي أكثر عدلًا ومساواة . مؤخرًا اقترح علماء النفس أن الحسد بشكل عام يقسم إلى حسد ضار وحسد إيجابي يشكل قوة محفزة إيجابية.
أحتاج لشيء ما بشدة ولا يمكنني الحصول عليه، ولكنني أراه لدى غيري بالفعل، فينشأ هذا الشعور من الحسد وهو مزيج من الخوف والغضب والحزن".
المرء ليس مجبراً على إخبار الجميع عن هذا الأمر، ولكن إذا تلقى اللقاح بالفعل، وعن استحقاق، ويريد التحدث في الأمر، فلا بأس من ذلك، دون الخوض في التفاصيل بشأن لماذا كنت من أصحاب الأولوية القصوى.
*Jun 16, 2021
“الميل للمتع الحسية”، والذي هو “المصدر الأصلي” لهذا القلق، بحسب تعبيره. فهم -الأمريكيون- دائما في عجلةٍ من أمرهم لتحصيل المزيد، وهناك دائما “الخوف الذي يقض مضاجعهم” من أن يكونوا قد فوّتوا طريقًا مختصرًا نحو السعادة.
الحسد أساس الديموقراطية وانتصار السعادة
الأولين لا يفكرون كثيرًا فيما هم فيه، مما يجعلهم أكثر خفةّ وهدوءا
جون رولز واعيًا بهذا المأزق عندما صاغ نظريته في العدالة
يحكم المرء دائمًا على أغلب المواضيع بواسطة المقارنة أكثر منه بواسطة قيمتها وثمنها الذاتي” (ديفيد هيوم – رسالة في الطبيعة البشرية).
سنشعر بالرضا أو بالغلّ. لن تكون الجنّة -بكل مافيها من مغريات- مكانًا سعيدًا لولا أن أخبرنا الباري سبحانه أنها تخلو من دواخل النفوس (ونزعنا مافي صدورهم من غلٍ إخوانًا على سرر متقابلين) (سورة الحجر).
آلان دو بوتون
مقولة العوام عندنا “الموت مع الجماعة رحمة”، فحتى أقسى الأمور، وهو الموت، يُعتبر مقبولاً إن أصابنا مع نظرائنا في آنٍ واحد.
فبؤس الآخر، يزودنا بفكرة حيوية عن سعادتنا. مثلما تزودنا سعادته فكرة حيوية عن بؤسنا
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق