الثلاثاء، 30 يونيو 2020

زمن الوباء ينعش ثقافة التأمين على الحياة

 غيّر وباء كورونا أولويات إنفاق الأسر المصرية، وأضاف أعباء جديدة لم تكن على خارطة هذه الأولويات، وطرحت مخاطر الخوف من الإصابة بنودا على ميزانية الأسر باتت ضرورية على حساب جودة الحياة، وهو ما يمثل تحديا كبيرا، يستوجب البحث عن حلول خلاقة لتحاشي تكرار الأزمات في المستقبل.



واضطر عادل السيد، وهو باحث ومحاضر حر في القضايا الاجتماعية، إلى استقطاع جزء كبير من أوجه إنفاق أسرته الشهرية، نظير الاشتراك في وثيقة التأمين على الحياة، خشية وفاته في أي لحظة، وتشرد الزوجة والأبناء لغياب دخل شهري مستمر يعينهم على توفير الحد الأدنى من احتياجاتهم.



ازدادت مخاوف عادل بعدما توفي مؤخرا أحد أقاربه متأثرا بإصابته بفايروس كورونا، والذي كان يعمل في مجال الأعمال الحرة ولم يترك لأبنائه مصدر دخل يؤمن مستقبلهم أو يعينهم على مواجهة الواقع بكل ما يحمله من تحديات قد تكون مواجهتها عملية قاسية في غياب المال.



 ثقافة بدت غائبة في معظم الدول العربية باستثناء عدد قليل منها، نتيجة الفاقة والفقر ما أجبر الأسر على توجيه أولويات إنفاقها إلى الطعام وبعضا منها إلى العلاج والتعليم.



وأصبحت الشركات تخاطب أبناء الطبقة المتوسطة وفوق المتوسطة والأغنياء، لكن الإقبال على التأمين الحياتي تضاعف لدى الفئتين الأولى والثانية، أما الفئة الثالثة فثقافة التأمين لديها مرتفعة لأنه لا ترهقها أقساط التأمين، فضلا عن أنها تقتني دائما الأشياء الثمينة من سيارات ومساكن وغيرها وتغطيها دائما بوثائق تأمين ضد الأخطار المحتملة.



ورغم أنها تضمن تعويض أسرة المتوفى بنحو 3200 دولار لكل وثيقة تأمين قيمتها 31 دولاا، إلا أن الإقبال عليها لم يكن على المستوى المستهدف منه، ودفع هذا التباطؤ الحكومة إلى إتاحتها لجميع شرائح الشعب، وحصدت ثمارها الشركات الكبرى التي قامت بشرائها لموظفيها.



 عدم الاقبال على وثيقة “أمان” يعكس ضعف ثقافة التأمين، ومع ذلك فان وباء كورونا نجح في إعادة نشر الوعي المجتمعي تجاه التأمين على الحياة، خاصة مع اتساع نطاق دائرة الوباء، وارتفاع حالات الإصابة والوفاة.



ميزة وثيقة التأمين أن العائلة المؤمن على أحد أفرادها، لاسيما الأب أو الأم، تحصل على تعويض بمجرد إصابته بالعجز أو توفي، حتى لو قام بالتأمين على حياته قبل أشهر قليلة من تعرض حياته لمكروه، ويعكس الإقبال على هذه الخطوة الوعي المجتمعي بأن الخطر يحيط بالناس في كل مكان وزمان وعليه فإن التأمين ضرورة حتمية.



ا حسمت دار الإفتاء المصرية هذا الملف الشائك مع بداية انتشار كورونا في مصر، وقالت إنه لا يخالف الشريعة، ويندرج تحت التكافل الاجتماعي والتخفيف من تداعيات المصائب والكوارث.



وكان بعض رجال الدين المتشددين قد نجحوا على مدى سنوات مضت، في إقناع شريحة كبيرة من المصريين بأن التأمين على النفس ضد المخاطر، اعتراض على إرادة الله وقضائه، ومنهم من أفتى بأن رب العائلة الذي يفعل ذلك يترك لأبنائه أموالا محرمة وسوف يكبرون ويتعلمون ويتزوجون من الربا.



أصاب الصراع بين الحلال والحرام، أغلب الطبقات الاجتماعية بحالة شتات وتردد، إذ لم يكن بمقدور رب عائلة أن يسمع شيخا يقول إن التأمين على الحياة يترتب عليه ذرية فاسدة ومتصارعة مع نفسها، ويقدم على هذه الخطوة، ويرحل على الدنيا تاركا الأبناء يتقاتلون على المال الذي حصلوا عليه من التأمين.



 أرباب العائلات أصبحت لديهم هواجس يومية من إمكانية ترك أولادهم دون تأمين حياتهم، على مستوى التعليم والزواج وتوفير السكن المناسب.



المجموعة المالية هيرميس افضل شركة سمسرة

5 ش الجمهورية وعساف | المنصورة | مصر
ت: 300 2365 50(0) 20+
ف: 021 35357 35(2) 20+

الاثنين، 29 يونيو 2020

الفرق بين المحرم والمكروه

 المحرم ما طلب الشرع تركه تركاً جازماً، والمكروه ما طلب الشرع تركه تركاً غير جازم، ويترتب على ذلك أن من ترك المحرم والمكروه امتثالاً يثاب، ومن ارتكب المحرم يأثم بخلاف مرتكب المكروه فلا يأثم.
وعلى المسلم أن يعقد همته على فعل الواجبات والمستحبات وترك المحرمات والمكروهات، ليحصل على عظيم الدرجات.

السبت، 27 يونيو 2020

الناتج المحلي الإجمالي

يعتبر الناتج المحلي الإجمالي مؤشرا اقتصاديا مهما للغاية منذ عشرات السنين، لكنه يعاني من ثغرات كبيرة في قياس تطور اقتصادات دول العالم ومدى رفاهية شعوبها.

الناتج المحلي الإجمالي الذي أصبح يحظى بنوع من "القداسة" كمؤشر اقتصادي عالمي، ويتكرر بشكل مستمر في الخطابات السياسية والنشرات الإخبارية وتقارير المؤسسات المتخصصة، يحتاج اليوم إلى مراجعة شاملة تراعي تلك الجوانب المهملة، ولا سيما المتعلقة بجودة حياة الناس وسعادتهم.

 مفهوم الناتج المحلي الإجمالي الذي ظهر قبل 8 عقود في ظروف اقتصادية مختلفة جذريا عما نعيشه اليوم، مفيدا في قياس اقتصاد صناعي مثل الاقتصاد الأميركي، فإنه ليس بالضرورة مقياسا مناسبا لفهم اقتصادات البلدان النامية.

 إجمالي القيمة النقدية لجميع السلع والخدمات المنتجة في بلد ما خلال فترة معينة، وعادة ما تمتد هذه الفترة لسنة واحدة، وتتمثل الطريقة الأكثر استخداما لحساب الناتج المحلي الإجمالي في: جمع قيمة الاستهلاك الخاص والاستثمار والإنفاق العام والفرق بين الصادرات والواردات.

وتوجد مؤشرات أخرى مستمدة من الناتج المحلي الإجمالي، مثل الناتج المحلي الإجمالي الاسمي، والناتج المحلي الإجمالي الحقيقي، وهذه المؤشرات الفرعية التي تقدم معطيات أكثر دقة، تثير بدورها إشكاليات إضافية حول الناتج المحلي الإجمالي.

وتعود بدايات ظهور المصطلح إلى عام 1934 في الولايات المتحدة، حين اقترح الخبير في المكتب الوطني للبحوث الاقتصادية سيمون كوزنتس صيغة الدخل القومي لاحتساب خسائر أزمة 1929.

وأصبح الناتج المحلي الإجمالي مؤشرا عالميا موحدا بعد مؤتمر بريتون وودز عام 1944. ومع ذلك، بقيت الولايات المتحدة تعتمد على مؤشر الناتج القومي الإجمالي إلى عام 1991.

من إشكاليات مفهوم الناتج المحلي الإجمالي أنه لا يأخذ بعين الاعتبار إلا الأشياء ذات القيمة النقدية

رفاهية الفرد

ومن أبرز الإشكاليات التي يطرحها مفهوم الناتج المحلي الإجمالي، هو أنه لا يأخذ بعين الاعتبار إلا الأشياء التي لها قيمة نقدية، أي ما يمكن شراؤه أو بيعه، وهو يهمل في المقابل أشياء مهمة في حياة البشر مثل الصحة والاستقرار المهني والمساواة والثقة في المؤسسات الرسمية.
ومن هنا تأتي معظم مشاكل الناتج المحلي الإجمالي، والذي يركز على الإنتاج والاستهلاك بغض النظر عن تكلفته الاجتماعية والبيئية، وجودة ما يتم إنتاجه أو طريقة توزيع الثروة.
والمفارقة أن الناتج المحلي الإجمالي ينخفض كلما كان الناس أكثر تضامنا وسخاء، فإذا قام شخص بقص شعره أو إصلاح سيارته بنفسه، أو قدّم خدمة من هذا النوع لأحد معارفه، فمن المفترض أنه يحرم بلاده من تحقيق معدل نمو أعلى.
 بإدراج بعض الأنشطة غير القانونية في الناتج المحلي الإجمالي.
ويشير هذا إلى الأنشطة التي لم يقع تسجيلها لأنها تتم سرا لتجنب دفع الضرائب أو لأنها منتجات الاستهلاك الذاتي، وتكمن المشكلة في صعوبة معرفة حجمها الفعلي الذي غالبا ما يستهان به، كما يوجد في العالم أعمال غير رسمية أكثر من الرسمية، ويقدر أنها تمثل 10% على الأقل من الناتج المحلي الإجمالي، ويمكن أن تصل إلى 30% في المناطق النامية.
من إشكاليات مفهوم الناتج المحلي الإجمالي أنه لا يأخذ بعين الاعتبار إلا الأشياء ذات القيمة النقدية (رويترز)

مؤشرات بديلة

وبالنظر إلى المشاكل التي يطرحها الناتج المحلي الإجمالي، تم اقتراح العديد من المؤشرات البديلة على مدى العقود الماضية لتحليل الحالة الاقتصادية للبلد، أشهرها هو مؤشر الأمم المتحدة للتنمية البشرية، حيث يركز على 3 جوانب مختلفة هي: الحياة الطويلة والصحية، والمعرفة، ونوعية الحياة الكريمة، مع مراعاة نصيب الفرد من الناتج القومي الإجمالي.
وذهبت مملكة بوتان لأبعد من ذلك، حيث أخذت أيضا السعادة والاستدامة بعين الاعتبار في مؤشر سعادتها الوطنية الإجمالية، ويضيف المؤشر 30 مؤشرا آخر، بما في ذلك الرفاهية النفسية، والحكم الرشيد، والتنوع، والمرونة البيئية والثقافية، أو صحة المجتمع وحيويته.
وعلى الرغم من أن بوتان شكلت سابقة تاريخية، فإن مؤشر السعادة القومية الإجمالية لا يخلو من المشاكل، لأنه يقوم على أخلاقيات بوذية قوية، ويرسي رؤية متجانسة ذات اتجاه واحد لمفهوم السعادة.
الأمر سيان بالنسبة لمؤشر الرفاهية الكندي الذي أنشئ عام 2011، ويتكون من 8 مجالات: حيوية المجتمع، واستخدام الوقت، والبيئة، والثقافة والترفيه، والمشاركة الديمقراطية، والتعليم، وصحة السكان، ومستوى المعيشة.
على عكس بوتان، تمت استشارة الكنديين سابقا لبناء المؤشر على اعتباراتهم، كما أطلقت نيوزيلندا لأول مرة في عام 2019 ميزانية الرفاهية التي توجه استثمارات الدولة نحو رعاية الصحة العقلية، ودعم مجتمعات الشعوب الأصلية، وضمان رفاه الطفل، وزيادة الإنتاجية الوطنية، والتحرك نحو اقتصاد مستدام، والحفاظ على الخدمات الاجتماعية.
مؤشر الأمم المتحدة للتنمية البشرية يركز على 3 جوانب مختلفة: الحياة الطويلة والصحية، والمعرفة، ونوعية الحياة الكريمة (رويترز)
مع استمرار نمو الناتج المحلي الإجمالي للولايات المتحدة، ازداد التفاوت الاقتصادي ومعدل الانتحار، كما زاد مستوى التوتر والقلق والغضب لدى الأميركيين بشكل كبير في العقد الماضي، ولكن إذا اقتصرت التحليلات على الناتج المحلي الإجمالي وحده، فسيبدو أن كل شيء يسير على ما يرام.
وليست هذه الأدوات سوى بعض من العديد من الأدوات التي اقترحت في السنوات الأخيرة للتغلب على قيود الناتج المحلي الإجمالي. ورغم أن جميعها فيها مشاكل، فإن لديها أيضا شيئا واحدا مشتركا يتمثل في وضع الرفاهية الاجتماعية والاقتصادية والبيئية في المقدمة.
*
May 23, 2019
مصطلحات اقتصادية من قناة العربية

 يطلق عليه اختصاراً GDP، وهو الأداة الأكثر استخداماً في قياس حجم اقتصاد بلد ما.
والناتج الإجمالي Gross Domestic Product عبارة عن القيمة السوقية لكل السلع والخدمات النهائية محلياً (داخل دولة ما)، أي يتم إنتاجها داخل الدولة خلال فترة زمنية محددة، يمكن القول إنها أيضاً كل ما ينتج من قبل الأفراد والشركات داخل الدولة.
ويساعد على قياس مؤشر لمستوى معيشة الفرد داخل الدولة، وبشكل آخر يعتبر الناتج المحلى مقياساً لأداء الاقتصاد، فكلما زاد معدل الناتج المحلي الإجمالي زاد حجم الاقتصاد الكلي، وبالتالي يزيد حجم الدخل الكلي، وفي النهاية يقابله زيادة الدخل الذي يحصل عليه الفرد.
يتم قياس الناتج المحلي الإجمالي عادة على أساس فصلي أو سنوي، كما تقوم البنوك المركزية وغيرها من المؤسسات المعنية برفع أو خفض توقعاتها للنمو استناداً إلى العوامل السائدة في الاقتصاد.
ويتم قياس الناتج المحلي بثلاث طرق، هي طريقة الناتج، طريقة الدخل، وطريقة الإنفاق.
الناتج المحليّ أو "GDP" هو مؤشر اقتصادي يُظهر القيمة الإجمالية للسلع والخدمات، التي تمّ إنتاجها داخل الحدود الجغرافية لدولة معيّنة، خلال فترة زمنية محدّدة عادة خلال 12 شهراً.
لا يدل الناتج المحلّي على مستوى غنى أو رفاهية الدولة أو أفرادها، فقد يكون الناتج المحلي ضخما في ظل وجود عدد سكان كبير جدا، وبالتالي يكون متوسط دخل الأفراد متدنياً.
في المقابل، قد يكون مستوى الإنتاج في دولة معيّنة عاليا، في حين تسبب المصانع والمعامل ووسائل النقل تلوثا بيئيا خطراً.
يقاس الناتج المحلّي من خلال الدخل أو من خلال الإنتاج أو الإنفاق.
في الخيار الأول، يتم جمع كل المداخيل، أي أجور الموظفين في قطاعي العام والخاص، وأرباح الشركات الخاصة، وإيرادات الدولة من الضرائب والرسوم.
أمّا طريقة احتساب الناتج المحلي من خلال الإنفاق، فيتم جمع إجمالي استهلاك الأسر والشركات، واستثمارات القطاع الخاص، إضافة للاستثمارات الحكومية، والفرق بين الصادرات والواردات.
في حين قياس الناتج المحلّي من خلال الإنتاج، يُلجأ لجمع القيم المضافة من كل الأنشطة الإنتاجية.
ويمكن التمييز بين الناتج المحلّي الاسمي والناتج المحلّي الحقيقي، حيث يتم احتساب الناتج المحلّي الاسمي وفقاً للأسعار الجارية الحالية في المدّة الزمنية المعنية.
أمّا الناتج المحلّي الحقيقي فيتم احتسابه من خلال تعديل الناتج المحلّي الاسمي، من خلال معادلات حسابية تحيّد أثر الأسعار المتغيرة (التضخم)، وذلك بهدف ضمان نظرة أدق لحجم الإنتاج.
+++++++++++++++++

ما الناتج المحلي الإجمالي للدول وما دوره وهل يعكس مستوى سعادة السكان؟

وهي تعني مجموع البضائع والخدمات التي تم إنتاجها داخل هذا البلد في فترة زمنية محددة، تكون في العادة ثلاثة أشهر أو عاما كاملا. هذا المجموع يتم التعبير عنه بالقيمة المالية، ولذلك فإنه عند الحديث عن إجمالي الناتج المحلي يكون ذلك باعتماد العملة، مثل اليورو أو الدولار. 

ويعد إجمالي الناتج المحلي واحدا من أهم الأرقام عند دراسة الاقتصاد الكلي، وهو واحد من التخصصات الاقتصادية التي تهتم بدراسة المؤشرات الكبرى، ويدخل هذا المعيار ضمن المحاسبة العامة للدول، وهو ما يجعله ضروريا لفهم الاقتصاد والعلاقات الاقتصادية بين الدول. 

ويذكر الكاتب أن تقدير إجمالي الناتج المحلي ليس بالمهمة السهلة، وهنالك العديد من المقاربات المستخدمة لقياس عدد العمليات التجارية التي تمت، وخصم الرسوم والضرائب والإعانات والدعم من هذا المبلغ الإجمالي، كما أن تعديلات التضخم المالي يجب أخذها في الحسبان حتى تكون النتيجة أقرب ما يمكن للواقع. 

هل يمكن تفسير كل شيء بإجمالي الناتج المحلي؟
إجمالي الناتج المحلي يعطينا فكرة عامة عن النمو الاقتصادي لأحد البلدان، وهذا النمو عادة ما يصحبه تزايد في فرص التوظيف وازدياد الثروة، ولكن هذا المعيار لا يخبرنا ما إذا كان النمو مستداما أم مؤقتا، وما إذا كان سيسبب ضررا اقتصاديا على المدى المتوسط أو الطويل. 

وعلى سبيل المثال، إذا كانت الأنشطة التجارية الموازية وغير النظامية تمثل جزءا كبيرا من إجمالي الناتج المحلي، فإن المؤسسات المالية لن تتمكن من السيطرة على الدورة الاقتصادية وتأمين السير الصحيح لعجلة الاقتصاد، وتغطية النفقات الحكومية. 

 إجمالي الناتج المحلي هو مؤشر مادي بحت، ولا يمكّننا من قياس جودة الحياة في بلد معين، أو مدى سعادة وراحة السكان، كما أن هذا المؤشر لا يأخذ في الحسبان المعيار البيئي والتبعات السلبية للنشاط الاقتصادي التي ستكلف أموالا طائلة في المستقبل. 

 واجهت بعض الدول اتهامات بأنها تكذب أو تتلاعب بأرقام إجمالي الناتج المحلي، حتى تقدم صورة مغلوطة حول واقعها الاقتصادي، وذلك لخداع الدائنين ورجال الأعمال حتى لا يفكروا في سحب أموالهم. 
وكل الدول تقريبا واجهت في بعض الفترات شبهة تزييف الأرقام، حتى الولايات المتحدة والصين، إضافة إلى الأرجنتين والعديد من الدول الآسيوية. أما في الاتحاد الأوروبي، فإن من المعروف أن حساب إجمالي الناتج المحلي يخضع لرقابة دقيقة من المكتب الأوروبي للإحصاء، لتقديم أرقام موثوقة. 
ما البدائل عن إجمالي الناتج المحلي؟
رغم نقاط ضعف هذا المعيار، فإن إجمالي الناتج المحلي يبقى ضروريا لفهم الأداء الاقتصادي لمختلف الدول، وحتى العالم بشكل عام.
 بعض البدائل التي تم اقتراحها، مثل إجمالي الناتج المحلي الأخضر الذي يقوم بخصم كلفة الضرر البيئي الذي يسببه استغلال الموارد الطبيعية. ولكن الحل الأسهل هو النظر لأنواع مختلفة من الأرقام والإحصاءات، للحصول على فكرة عامة وأكثر موثوقية، وهذه الأرقام هي: 
- مؤشر التنمية البشرية الذي يقيس إجمالي الناتج المحلي للفرد، ومستوى التعليم لدى السكان وأمل الحياة عند الولادة. 
-مؤشر جيني الذي يقيس الفرق بين الأثرياء والفقراء في بلد معين، ويقدم رقما يتراوح بين صفر ومئة، وكلما اقترب الرقم من الصفر فهذا يعني الاقتراب من المساواة، وكلما اقترب الرقم من المئة فهذا يعكس التفاوت الاجتماعي. 
ويحذر الكاتب من الخلط بين مفهومي الناتج القومي الإجمالي الذي يقيس مجموع البضائع والخدمات التي أنتجها ذلك البلد (حتى خارج حدوده)، وإجمالي الناتج المحلي الذي يمثل قياس السلع والخدمات التي أنتجت داخل حدود البلد. 
*

الجمعة، 26 يونيو 2020

هل يصدر المشرق العربي أزماته إلى المغرب الإسلامي؟

 المشرق بشامه وفلسطينه ومصره وأردنه ولبنانه تجمع بين شعوبه العروبة ويفرقهم الإسلام، لأن من بينهم إخوة لنا مسيحيين وطنيين قدموا في أدبهم للعربية أروع الخدمات ولأوطانهم نعمة الاستقلال، أما الشعوب المغاربية فتفرقهم العروبة (بمعناها العرقي) ويجمعهم الإسلام، لأن من بيننا إخوة أمازيغ ليسوا عرباً حتى لو انصهروا عبر القرون في عروبتنا وطبعا في إسلامنا، لكن الدين يجمعنا وهو رابط قوي لن ينفصم، وسؤالي كان هل يصدر المشرق إلى المغرب أزماته؟ الجواب نعم لأن الأزمة الليبية تعقدت وأصبحت تهدد أمن الإقليم وسلام البحر الأبيض المتوسط، وكما تعلمون جميعا تسعى ليبيا نحو الأنموذج السوري بسرعة بسبب مطامع القوى العظمى والمتوسطة في غنيمتين هما: الثروات النفطية والموقع الإستراتيجي، وكنا نحسب منذ عام 2011 أن الشعب الليبي الواعي استخلص دروس انهيار الاستبداد الأبله مع رحيل العقيد وتطلع كبقية الشعوب إلى تأسيس دولة مدنية ديمقراطية يدرك الليبيون أنها صمام الأمان الأنجع في مقاومة الظلم والاستبداد والأكبر لإنشاء مجتمع متوازن عادل سليم، لكن الذي وقع بداية من 2011 خيب الآمال وخلط أوراق اللعبة الإستراتيجية الدقيقة وبعثر قواعدها، فمرت ليبيا بمرحلة خمسة أعوام من الفوضى وانعدام الدولة (كما كانت مع القذافي والفاتح... العظيم!) فوقعت تجاوزات مسلحة خطيرة وأخطأت دبلوماسية تونس في حكومة الترويكا تقدير الوضع الليبي فقام المرزوقي بزيارة ليبيا في مناخ الفوضى بل حدد أين هي الشرعية دون معرفة دقيقة للعبة الأمم ساعتها وحين سلمت السلطات التونسية الهشة رئيس الحكومة الليبية السيد البغدادي المحمودي وهو طبيب أراد إصلاح الوضع وإنقاذ ما تبقى من المؤسسات وكانت خطيئة سياسية ارتكبها منصف المرزوقي في قرطاج وحمادي الجبالي في القصبة في حق رجل استجار بتونس فسلموه للميليشيات بدعوى أنه تم تسليمه "للقضاء!!!" الليبي.

من سفير 

الإخوان العرب خسروا أوطانهم.. فهل كسبوا تركيا؟

 يظنّ عناصر جماعة الإخوان المسلمين وقادتهم من مختلف المستويات وهم يتوافدون على إسطنبول، من مصر وليبيا واليمن وقطر والكويت وسوريا وغيرها من الأقطار العربية، أنهم وجدوا في تركيا ملاذا آمنا وحاضنة لمشروعهم العابر للحدود، وفي قيادتها ممثّلة بزعيم حزب العدالة والتنمية رجب طيب أردوغان حليفا صلبا عميق الإيمان بفكرتهم ومستعدا لـ”التضحية” من أجل تحقيقها من منطلقات مبدئية.
ويتفاجأ الكثير من هؤلاء بأنّهم أصبحوا مجرّد أدوات صغيرة بأدوار وظيفية محدّدة في خدمة مشروع قومي لأمّة أخرى لا يمثّل الدين فيه سوى لبوس خارجي وواجهة للتسويق.
بامارة فيلم سيجين ومسلسل قيامة عثمان ومسلسل جرائم صغيرة 
لم تُبد تركيا منذ تأسيس دولتها الحديثة على أنقاض الإمبراطورية العثمانية المنهارة مطلع العشرية الثانية من القرن الماضي، طمعا في أراضي العرب وثرواتهم، مثلما هي حال تركيا اليوم بقيادة رجب طيب أردوغان الذي أذكت مطامِعَه حالةُ الضعف وعدم الاستقرار في عدد من الأقطار العربية، لكنّه وجد أيضا في جماعة الإخوان المسلمين أداة طيّعة ووسيلة مساعدة على تحقيق تلك المطامع.
ولا يفتقر الإخوان إلى سلاحين شديدي الفاعلية والتأثير، وهما سلاح المال والإعلام. فقد تمكّنت بعض فروع الجماعة من مراكمة ثروات طائلة على مدى عشريات من الزمن استمدتها من اختراقها للأجهزة لبعض الدول واغتنام أجزاء من ثرواتها حينا، ومن جمع التبرعات دون ضوابط تحت يافطة العمل الاجتماعي والخيري حينا آخر، بينما تمكّن بعض عناصر الإخوان في بلدان عربية أخرى بفضل مشاريعهم التجارية والاستثمارية من مضاعفة ثرواتهم ليلتحقوا بنادي المليارديرات، مثل حميد الأحمر القيادي في حزب التجمع اليمني للإصلاح؛ الفرع المحلي من تنظيم الإخوان الدولي.
أما إعلاميا فيتحرّك الإخوان من خلال العشرات من المنابر تتوزع بين الإعلام المرئي والمسموع والمقروء والإلكتروني، من أشهرها وأكثرها وصولا للمتلقين وسائل الإعلام الممولة من قطر والتي تمارس على مدار الساعة قصفا إعلاميا مركّزا ضدّ خصوم الإخوان أفرادا وكيانات ودولا، في مقابل دعاية فجّة لتركيا وقيادتها وثناء مستمر على سياساتها وتحركاتها بشكل يكاد يرتقي إلى مستوى التأليه والتنزيه عن الخطأ.
وعن الجانب المالي والاقتصادي من أنشطة الإخوان على الأراضي التركية تقول عدّة مصادر مطّلعة إن حركة نقل وتهريب غير مسبوقة لأموال الجماعة نشطت خلال السنوات الأخيرة، وأن ثروات تقدّر بمليارات الدولارات تدفّقت على تركيا من عدّة دول عربية مثل قطر وسوريا واليمن والكويت، ومن دول أخرى عبر العالم وتمّ ضخّها في استثمارات ومشاريع تجارية تركية.
وكنموذج عن أشهر المعارك الإعلامية التي خاضها الإخوان العرب لمصلحة تركيا ضدّ بلدانهم، معركة مقتل الصحافي السعودي جمال خاشقجي في قنصلية بلاده في خريف سنة 2018، حيث مثّلت تلك الجريمة فرصة سانحة لأنقرة لتصفية حسابات مع الرياض التي كثيرا ما نظر إليها أردوغان كعقبة رئيسية في وجه مشروعه التوسّعي بالنظر إلى محورية الدور السعودي في العالمين العربي والإسلامي بما تمتلكه السعودية من مكانة دينية وسياسية واقتصادية، وهو ما يتعارض مع طموح زعيم حزب العدالة والتنمية إلى تحويل إسطنبول مركزا للعالم الإسلامي كما كانت عليه في عهد السلاطين العثمانيين الذين تمثّل سيرهم مصدر هوس للرئيس التركي.


الخميس، 25 يونيو 2020

مسلسل المؤسس عثمان

 المسلسل حول الغازي عثمان الاول مؤسس الدولة العثمانية ، وعن قيام الدولة ونقلها من الفقر والضياع إلى القوة والصلابة من قبل عثمان وهو ثالث (وأصغر) أبناء أرطغرل، يخلف أباه بعد وفاته، ويسير على خطاه ليحقق انتصارات عظيمة، ويقوم بإنشاء الدولة العثمانية. ويعرض المسلسل أيضًا الصراعات بين الدولة العثمانية والمغول والتتار والصليبين والفرس والروم ، والتحديات التي تواجه عثمان في سبيل تأسيس دولته وخاصة مع أبناء قبيلته، وخلافه مع عمه دوندار.

18
كلامك بالغا مثل فرعون والنمرود اين الهكم 
هي مهلة لظالم فلا تغتر 

لو لدينا بعض ايمانه لملكنا العالم بين ايدينا 

عندما يهتز العلماء والطلاق وعدم احترام اب ولا ام ولا قيمة للعقل عواطف ورغبات تحرك 
ليس ثبات مع حركة جذور بيولوجية 


19
الله هو الذي اخذ وهو العاطي ثقة 
لا تحزن علي مافات ولا تفرح بما هو اتي 

*******

مسلسل ارضغرال و يونس امرة 


إبراهيم السكران

عام 2003 خلال ملتقى الحوار الوطني السعودي ورقة بعنوان "المقررات الدراسية الدينية.. أين الخلل؟ " عمل فيها على رصد الخلل في نظام التعليم الديني السعودي.
وقد رأى في ذلك الوقت أن الخلل في نظام التعليم السعودي يرجع للبعد عن روح التسامح، والابتعاد عن مفاهيم المَدنية الأوروبية.
وفي تلك الورقة دعا السكران إلى تخفيف جرعة التطرق لقضايا الكفر والإيمان، وتعزيز ثقافة حقوق الإنسان.
ولم تمض سنوات قليلة حتى تحول إبراهيم السكران إلى الفكر السلفي وبرز ذلك عام 2007 في ورقة فكرية انتشرَت وقتها على الانترنت، عنوانها: "مآلات الخِطاب المدني" وصدرت لاحقا في كتاب، وفيها ركز السكران على قياس علاقة الخطاب المدني بأصول الوحي.
 السكران قد غرد في ذلك الوقت قائلا: "ثبت بالتجارب المتواطئة أن عنف السلطة قد يحول الحقوقي إلى انتحاري".
 عام 2015 بات يُنظر للسكران باعتباره من المشايعين للقوى الرئيسية المناوئة للمد التحديثي (الليبرالي) ومشاريعه في المملكة.
ضحية الخطاب المدني المعاصر الذي يغالي في الحضارة والتسامح مع المخالف".

استقراء المستقبل

التنبؤ بمآلات الأحداث العالمية بناء على المؤشرات والاتجاهات الراهنة، وأن تكون توقعاته أكثر دقة من توقعات الخبراء المحنكين؟ وكيف يمكن استخدام مهارات التفكير المنطقي في الحياة اليومية؟

تحسين مهاراتك في التنبؤ بتبعات الأحداث السياسية أو اتخاذ قرارات حكيمة في فهم العالم من حولك.

كانت توقعات المبتدئين أكثر دقة مقارنة بالخبراء
استقراء المستقبل
مهارات الاستدلال الاحتمالي

يميل الأشخاص الذين يعتقدون أنهم خبراء إلى أن يكونوا أقل تقبلا لآراء الآخرين ووجهات نظرهم وأقل استعدادا للتعلم من الآخرين مقارنة بالأشخاص الأكثر تواضعا.

 التكهن بالمستقبل

 الشباب المنتمين للفئة العمرية من 25 إلى 35 عاما، كانت توقعاتهم أكثر دقة مقارنة بسائر الفئات العمرية.

 احتمالات الانخداع بالمعلومات الزائفة ونشرها تزيد كلما تقدم بنا العمر. إذ كان كبار السن الذين تفوق أعمارهم 65 عاما أكثر ميلا لنشر المعلومات الزائفة بنحو سبع مرات مقارنة بالشباب من سن 18 إلى 29 عاما.

 اختيار المصادر الموثوق بها للمعلومات


الأربعاء، 24 يونيو 2020

العلمانية مجرد وهم تستعمله أغلب النّظم السياسية لإيهام النّاس

الدين والدولة يدعم بعضهما بعضًا لا سيما وأنّ قوانين الدولة مستمدةٌ من الدين .

أعرف أصدقاء كثيرين معنيين بالعلمانية في مصر اغتنوا منها، وبنوا قصورا فاخرة وعرفوا الثراء الفاحش بسبب العلمانية


كلنا مذنبون.. لا أستثني أحداً

صراعــــات قبائل، تعيدنــــا إلى زمن الجاهليــــة، حرائق في كل مكان، من اليمن وســــوريا وليبيــــا، دون أن يكون هناك أمل في الحل، وســــمحت بتدخلات إقليمية ودولية، من أطراف كل منها له مصالحه وأهدافه واســــتراتيجيته، يضاف إلى ذلك حالة عدم الاســــتقرار في دول أخرى كلبنان والعراق والســــودان وغيرها، أما الباقي فقد نجحت سياسية «الانكفاء على الذات» الكل غارق حتــــى أذنيه في مشــــاكله، والتحديات التــــي تواجهه

ر التطبيع مع إســــرائيل، فــــي انتظار جني ثمار ً ، بل منهم من يســــعى بكل همة، بالمساهمة في ذلك مســــتقبلا ً تلك المحاولات تنصيــــب تل أبيب قائدة للمنطقة، وهنــــاك أيضا التي تتم للتغيب المتعمد لخطورة المشروع الإسرائيلي لحساب تعزيز المخاوف من المشروع الإيراني والتركي

يخطــــئ من يظن أن الأمــــر بعيد عنه، لن يتأثر بــــه، وأنه يخص الفلســــطينيين كشــــعب، ودولتهم كحلم مؤجل، ومعها الأردن، فالخطــــر يعم الجميع، القاصي والدانــــي، فالمعلومات المتوافرة تقــــول إن إســــرائيل تملك من الــــرادارات على جبــــال أريحا، ما يغطي جغرافيا الأردن وغرب العراق وجنوب ســــوريا، كما أنها ســــتعزز قدرات المنظومة الصاروخية «بريخو 1 «و»ريخو 2 « الموجهة إلى الدول العربيــــة، ناهيك عن أن التاريخ القريب يقول إن تــــل أبيب اســــتباحت فضــــاءات دول عربية عديــــدة، وقامت بهجمــــات في ســــوريا والعــــراق ومن قبل لبنــــان، وحتى حمام الشــــط في تونس، وفي ســــتينيات القرن الماضــــي أثناء عدوان يونيــــو 1976 الأجــــواء المصريــــة والأردنية، كما ســــبق لها أن اســــتهدفت مناطق في السودان، فإســــرائيل خطر وجودي دائم ومستمر، رغم حالة الهدوء الحالي، فهو مصطنع ومؤقت، ولكن الحقيقة أنها صاحبة مشــــروع استعماري استيطاني، ليس لها حدود، والذي يرسمه هو مدى القدرات العسكرية لتل أبيب

 يقوم نتنياهــــو بإجراءات محدودة تنفيذا وتأجيــــل الضم، وهذا لا يعني إلغاءه، خاصــــة أنه من قال نصا عند تقديم حكومته للكنيســــت الإسرائيلي منذ أسابيع، عندما تحدث عن الضم والمســــتوطنات «لقد حان وقت تطبيق القانون الإسرائيلي، وكتابة فصل آخر في تاريخ الصهيونية»،

التاريــــخ لن يرحم هذا الجيــــل، صاحب المســــئولية عن ضياع حلــــم الدولة الفلســــطينية، والــــذي عاش في حالة مــــن الخذلان، وعاين إجراء تنصيب إسرائيل قائدة للمنطقة، ولم ينصر أخاه الفلسطيني والأردني، حتى بلسانه.


علمانية جديدة ولكن بنكهة عربية إسلامية

 ظلّ الحكومات العربية والإسلامية التي بقيت «أمينة» على التراث الاستعماري في معظم الأحيان؛ أدّت إلى ما نحن عليه اليوم من آثار يندى لها الجبين ويشيب معها الجنين، في مختلف حقول الحياة الفكرية والتربوية والاجتماعية والإعلامية والسياسية والقانونية وسواها، والأمر يبدو واضحاً لتلك الآثار للقاصي والداني ولكل راصد.

كل أصول الثقافة الدينية ومنطلقاتها تستمدّ قوتها من القرآن والسُّنّة النبوية المطهّرة؛ فإذا اقتصرنا في فهم الإسلام على أنه صلة روحية أو أن دائرته كدين لا تتعدّى البعُد الفردي للإنسان أو حياة الإنسان الشخصية والمتمثّلة في علاقته مع ربه سبحانه كما يريد الغرب أو (العلمانية المسيحية)، فمعنى ذلك ومؤدّاه هو تفريغ الشخصية الإسلامية من محتواها الثقافي والتربوي والسلوكي، وهذا ما يتحقّق بالفعل في القرن الحادي والعشرين، وما أصبحت عليه الأمور في العالمين العربي والإسلامي، وهو نهوض الفكر العلماني بلسان عربي وإسلامي، 

استنساخ للثقافة الأوروبية بفروعها المختلفة، من اقتصاد وإعلام وتربية وقانون... إلخ، حتى وإن سلّمنا بعالمية الحضارة الغربية، بمعنى سيادتها على مسرح التاريخ المعاصر، فإنه لا يعني تسلمينا بعالمية هذه الثقافة أو بعبارة أدق «بإنسانية» هذه الثقافة.
لقد فُرضت علينا العلمانية الغربية في زمن الاستعمار، ورغم المحاولات على مرّ العصور في التخلّص من هذه العلمانية الخبيثة، فإن من ترعرعوا تحت عباءة الاستعمار السابق وتمّ زرعهم بيننا يعيدونها اليوم وبشكل سافر وبطريقة أقل ما يُقال عنها أنها أسلوب سافل، ولا زلنا ونحن في عصر الاستقلال من الاستعمار نعيش هذا المناخ، الذي يتم فيه الإصرار على النموذج الثقافي الغربي، بل يتم الإصرار على طلب هذا النموذج المسخ، الأمر الذي يمثّل أشد صور الخيانة للأمة والدين والثقافة الإسلامية العريقة، ولا أجد وصفاً آخر مناسباً لمن «يجاهد» لتطبيق العلمانية الغربية في شتى مناحي الحياة.

إذا كانت العلمانية في المجتمع الأوروبي تمثّل موقف حياد أو موقف «تحييد» لرجال الكنيسة وإقصاء نظري لهم عن شؤون المجتمع والدولة، بزعم أنهم تجاوزا، فإنها في المجتمع الإسلامي لن تكون إلا موقف عدوان على الإسلام والمسلمين؛ فردُّ التجاوز والعدوان في مجتمع يقابله التجاوز والعدوان في مجتمع آخر.
أهم عناصر قوة الأمة جودة تعليمها، ونزاهة قضائها، وحسن اختيار قادتها، ومحاربة فساد الأخلاق على كل مستوى.

من جريدة العرب القطرية

العلمانية المتطرفة

 لا يعرفون من العلمانية أو الليبرالية سوى التحلل الأخلاقي، ويتجاهلون ما تبقى من قيم ديمقراطية، لأنها ببساطة تدين انحيازهم لسوط السلطة.

 لا وجود لحرية فردية مطلقة، وإن أجيزت تشريعات كثيرة تصطدم مع وعي مجتمعاتنا، كما تلك المتعلقة بالشذوذ والإباحية.

فرق بالطبع بين الفعل المخفي، وبين المجاهرة وتحدي قيم المجتمع

الغالبية الساحقة من البشر لا زالت ترفضها، وتعداد سكان الدول التي أقرّتها تمثل أقلية في العالم، كما أن الغرب ذاته لم يتوافق بشأنها، ومؤخرا قال رئيس الوزراء البولندي إن "المثلية" تمثل "أيديولوجيا خطيرة مثل الشيوعية".

 الحرية نسبية، ومن حق كل مجتمع أن يحددها بناءً على عقيدته وثقافته.

هؤلاء يريدون حرق المراحل، ويريدون نقلنا إلى منظومة الغرب الأخلاقية، حتى دون المرور بمرحلة التدرج التي مرّت بها هناك، قبل أن تمرر ما يخالف ثقافتها المسيحية؛ والتي هي في أصلها محافظة؛ إن كان على صعيد اللباس أم القضايا الاجتماعية والأخلاقية الأخرى.

في عام 1886، ثارت ضجة كبرى بسبب قبلة في فيلم إيطالي حمل اسم "القبلة"، ثم تدرّج الأمر إلى ما نعرفه حتى الآن، من دون أن يتطور مثلا للمشاهد الجنسية الساخنة (دعك من أفلام البورنو)، ولا السماح بالعري الكامل، فضلا عن الممارسات الجنسية الكاملة في الأماكن العامة، ولا زنا المحارم، والأمثلة كثيرة.

ولك أن تتخيل كم استغرق الأمر من زمن حتى وصل الحال إلى ما هو عليه، مع بقاء قيود لا تحصى على الحرية الفردية، لكن القوم الذين نتحدث عنهم يريدون أن ينقلوا مجتمعاتنا إلى ما يريدون على جناح السرعة، وبقرار من الأعلى!!

نحن نثق بانحياز الغالبية الساحقة من شعوبنا إلى القيم الإسلامية التي تحافظ على الأسرة كلبنة للمجتمع، وعموم المنظومة الأخلاقية التي تحافظ على تماسك المجتمع، لكن أولئك لا يريدون ذلك، وهم يعتقدون؛ كما بعض السياسيين، أنه من دون تغريب المجتمع لن يتخلصوا مما يسمى "الإسلام السياسي"، وعليهم تبعا لذلك أن يركزوا على هذا البعد ما داموا عاجزين عن المنافسة الشريفة في ميدان الديمقراطية، وأي ميدان يقول الناس فيه رأيهم ويحددوا مواقفهم بحرية.



يجعل من آيات الذكر الحكيم أداة من أدوات الإقناع

يستعين بعضنا بالقرآن الكريم لا ليطالع إعجاز النص بما فيه، وإنما لكي يوظفه توظيف غاية وغرض لا يتصل بالضرورة بمعاني النص أو غاياته.

أ ل م”، على سبيل المثال، هي “أ ل م”، تتكرر في بضع سور، وبقيت لغزا قد تذهب فيها التفسيرات إلى ما تذهب، إلا أن هناك شيئا واضحا فيها، هو أنها ليست لغزا خفيا، وإنما معنى شاء الخالق عز وجل أن يخفيه إلى حين.

سوء التدبير. ذلك أن استخدام آيات القرآن لأغراض الدفاع عن وجهات نظر قابلة للجدل، هو استخدام سيء، على الأقل لأنه يوظف تلك الآيات لغرض قد يصح وقد لا يصح.

الخطاب السياسي الذي يوظف القرآن لغاياته


الثلاثاء، 23 يونيو 2020

الطائفي

 الطائفي ينتصر لابن طائفته حتى وإن كان جاهلا أو مشعوذا أو قبيح الجوهر!

ماذا يريد العثمانيون

في العراق وسوريا وليبيا يتمدد الأتراك دون حسيب أو رقيب. الأمم المتحدة ومجلس الأمن هادئان تماماً إزاء عبث أردوغان في الدول الثلاث. فيما تصمت الولايات المتحدة وكأن شيئا لم يكن. أما الروس فهم يمارسون التنسيق مع السلطان في نوع من الانتهازية الواضحة لصالح الحفاظ على مصالحهم على سواحل البحر المتوسط.  
بالنسبة للأوروبيين فهم عالقون بين تركيا الشريكة في حلف الناتو، والمشروع الجديد للإمبراطورية العثمانية الذي بات يهدد مصالحهم. لم يعد الأمر يرتبط فقط بمشاريع اقتصادية وثروات باطنية في البر والبحر. وإنما بات الوجود التركي يمثل تهديداً للأمن الأوروبي على الحدود الجنوبية للقارة العجوز المطلة على البحر المتوسط.
أمام هذه المعطيات تفضل فئات في المنطقة توصيف واقع الحال اليوم، بأنه صراع قديم جديد بين الأوروبيين والأميركيين والأتراك والروس على دول العالم العربي. لا يختلف كثيرا عن ذاك الذي دار بينهم بداية القرن الماضي. ولذلك من الأفضل أن ننأى بأنفسنا عما يجري ونتجنب الاصطفاف إلى أي من هذه الدول ضد الجبهة الأخرى.
برأي هؤلاء “الزاهدين”، هذا الصراع بين مجموعة الدول الاستعمارية القديمة للمنطقة، يهدف إلى إعادة رسم الخرائط التي وضعت حدود الدول العربية كما نعرفها اليوم. يقولون إننا لم نشارك في اتفاقيات “سايكس بيكو” قبل مئة عام، ولن نكون الآن طرفاً في صياغة الخرائط الجديدة التي يريدها المستعمرون القديمون الجديدون للمنطقة.
رجب طيب أردوغان يتكلم بلسان المرشد العام لجماعة الإخوان. فأنصار السلطان من العرب هم أعضاء الجماعة، أو موظفون في بلاط الدول التي يديرها ويحكمها الإخوان.
قبل أشهر قليلة فقط كان العثمانيون العرب يصورون الحديث عن مطامع السلطان في المنطقة وكأنه ضرب من ضروب التهويل أو شكل من أشكال العداء غير المبرر للدولة التركية. أما اليوم، وبينما يفاوض أردوغان العالم على إقامة دائمة لقواته في سوريا وليبيا والعراق، تحوّل خطاب هؤلاء من التكذيب إلى التبشير بـ”الفاتح” لعصر جديد تقود فيه تركيا العالم الإسلامي، وتحمي شعوب المنطقة ومصالحها من الأطماع الأجنبية.
هم فقط يريدون هيمنة الإسلام السياسي على المنطقة لتتحول إلى مصنع عملاق للموارد المالية والبشرية التي يحتاجونها لنشر ثقافة الإقصاء والتطرف التي يغرقون فيها، وتنضح بها أدبياتهم وخطاباتهم وأدواتهم الفكرية والسياسية.
حيثما يحلون يحل معهم الخراب. ولم تصاحبهم أي تجربة تثبت عكس ذلك. أمثلة كثيرة في مصر والسودان وتونس وسوريا وغيرها. ولأن مشاريعهم المباشرة في كل مكان ما عدا قطر، تضعضعت وتهدمت. اصطفوا وراء الأطماع الأردوغانية في المنطقة وراحوا يغذونها بالمال والسلاح والكلمة والمرتزقة، لعلهم يعوضون خسائرهم من خلالها.
ما يزيد بشاعة هذا المخطط هو أن الإخوان لا يتحملون كلفة الاحتلال العثماني لدولهم. من يتحملها ويدفع ثمنها مالاً ودماً، هم أبناء البلاد الذين يظنون أن تركيا تساندهم من أجل ذلك التغيير الذي ينشدونه لأوطانهم. ولكن عندما تنتهي الحرب ويهدأ غبار المعركة يجدون أنفسهم عبيداً لاحتلال لا يقل سوءاً عن الواقع الذي ثاروا ضده.

شعوبية إخوانية جديدة أساسها تفضيل الأتراك على العرب


التشكيك في هوية العرب وانتمائهم وتشويه صورتهم الثقافية وحضارتهم عبر حصرهم في جغرافيا بعينها، مقابل تلميع صورة الشعوب والأمم الأخرى وخاصة الفرس والأتراك من خلال الدعاية المباشرة وغير المباشرة.
هدف السيطرة على النفسية العامة للناس الذي يحاول نزع التأثير العرقي الإيجابي واستبداله بالتركيز على الجانب الديني.
من خلال وسائل الإعلام الموجهة، ومواقع التواصل الاجتماعي،

لتبرير الاحتلال العثماني لدول المنطقة، وتصويره على أنه تحرير كما فعل التونسي راشد الغنوشي والليبي علي الصلابي، وتلميع صورة الغزاة الأتراك، من باب فسح المجال للتدخل التركي في صورته الجديدة التي يشكلها أردوغان.

الإسلاميون خاصة الإخوان يكفرون الأيديولوجية القومية من منطلقاتها السياسية طالما أنها لا تخدم أهدافهم

يتزعم الإخوان حملات العداء ضد العرب وخاصة في دول كالسعودية والإمارات والبحرين والأردن، إضافة إلى مصر، كونها تمثل حلفا معاديا لمشروع الإسلام السياسي وللدور الأردوغاني الذي يتبنوه ويدافعون عنه، سواء في سوريا أو العراق أو ليبيا أو غيرها

وقد لعب الإسلام السياسي على وتر الشعوبية لضرب مقومات الهوية القومية، وجعل الدين وحدة العمل المشترك بين الناس لاعتماده في السيطرة عليهم، وقد كان الصفويون من أول من سعى إلى ذلك في بدايات القرن السادس عشر، وهو ما تحدث عنه المفكر الإيراني علي شريعتي، عندما قال إن الحركة الصفوية “وبغية ترسيخ أفكارها وأهدافها في ضمائر الناس وعجنها مع عقائدهم وإيمانهم، عمدت إلى إضفاء طابع ديني على عناصر حركتها وجرّها إلى داخل بيت النبي، إمعانا في التضليل”.


الرجال يهجرون زوجاتهم أكثر بمعدل 7 مرات مقارنة بالمرأة إذا أصيب أحدهما بالسرطان

أصيبت أمي بسرطان من الدرجة الرابعة، لكن أبي وأخي تركاها تقوم بالتنظيف كل يوم حتى ماتت!
 مشاهدة زوج والدتها يتحول من كونه شابا نشيطا ومحبا إلى مراهق متهور وغير مسؤول. كان يذهب إلى غرفته ويجلس أمام حاسوبه بمجرد دخول زوجته البيت، ويتركها تطبخ وتنظف أثناء الخضوع للعلاج الكيميائي. عندها، اتخذت كريستي وأخوها وأمها قرارا مواصلة العيش من دونه حتى تشفى من السرطان.

إن معظم الأزواج يفهمون أنهم بحاجة لدعم شركائهم إذا مرضوا، غير أن الرجال والنساء يفسرون مفهوم الرعاية بشكل مختلف تماما.

ويرى الرجال مرض النساء بطريقة ميكانيكية تقريبا، فهم يعتبرونها مشكلة يجب حلها. يمكن للرجال الفصل بين المهام الجسدية الواضحة والفورية التي تنتج عن المرض، بينما يتغاضون عن متطلبات تقديم الرعاية الأخرى كالرعاية العاطفية أو الأعمال المنزلية.


trt عربي

صرف الأنظار عن إخفاقات النظام في تحقيق وعوده للمواطنين بإحداث نهضة اقتصادية وحل مشكلة الإرهاب مع حلول العام 2020، وهي الوعود التي يجددها نظام السيسي كل ستة أشهر منذ عام 2014. والتي كان آخرها وعود شخصية من السيسي بأن مصر ستصبح دولة مختلفة تماماً بحلول 30 يونيو/حزيران 2020.

يستغل السيسي الوضع القائم للفت الأنظار عن إخفاقات نظامه في ملفي مكافحة الإرهاب في سيناء وسد النهضة بإثيوبيا الذي طالما أكد أنه "خط أحمر" ومسألة أمن قومي للبلاد.

الدولة العثمانية كانت آخر القوى الإسلامية التي حكمت القدس قبل الانتداب البريطاني الذي تلاه الاحتلال الإسرائيلي لفلسطين عام 1948، لذا فإن الدولة التركية وشعبها لهم ارتباطات عميقة بمدينة القدس وفلسطين ككل.


لا يوجد سياق لحركة “الإسلام السياسي” خارج لعبة الغرب

 جماعات “الإسلام السياسي” لم ولن تكترث لمصائر أوطانها وتماسك شعوبها، ولا حتى لفكرة الاستقلال الوطني ولا لقيم الشفافية والاستقامة والتقوى.


الاكراد

مجموعة متميزة، يجمعها العرق والثقافة واللغة، رغم عدم وجود لهجة موحدة. كما أنهم ينتمون لمجموعة مختلفة من العقائد والديانات، وإن كان أكثرهم يصنفون كمسلمين سنة.



الاثنين، 22 يونيو 2020

تقلب الطاولة وتعيد ترتيب موازين القوى

 إعلان الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي الذي ترك الباب مفتوحا للتدخل العسكري في ليبيا.

تريد القاهرة أن ترفع الغطاء عن حكومة الوفاق ودور العناصر الأجنبية التي تقاتل معها، وتثبت أن تركيا تعمل بمساعدة جماعات غير ليبية وغير شرعية، وجاءت لتغزو وتحتل وتمعن في تفكيك الروابط الاجتماعية للدولة، بينما مصر تستند على عناصر وطنية تنتمي إلى القبائل المعروفة بالولاء للوطن والإخلاص له، وعندما تقوم بالتنسيق والتعاون مع مصر فهي تدافع عن مصالح وطنها أولا.

هناك مسؤولين كبارا في مصر ينحدرون من ليبيا والعكس صحيح، ناهيك عن التمازج الثقافي، والدور الذي قامت به القاهرة في تأسيس نواة للجيش الليبي منذ عقود، وهو الواقع الذي لا ينكره الكثير من القيادات الوطنية، التي تشربت بالعسكرية المصرية، وجعلتها قريبة من أركانها في الشرق والغرب.

لدى العدد الكبير من القبائل الليبية توصيفات دقيقة للأزمة، ومعلومات موثقة عن الجرائم التي ارتكبت وأين ومتى ومن خططوا ومن نفذوا ولماذا؟ وتجر السلسلة معها ملفات تصل إلى درجة أن هناك قوائم تتضمن أسماء من أقدموا على التصفيات والمجازر الجماعية والفردية في مناطق مختلفة، انتظارا ليوم يتعين فيه الحساب، وفقا للأعراف، فالمسألة دقيقة وعميقة، ويصعب مرورها، وإن كان يلفها الصمت الآن فهذا لأسباب تكتيكية، وهي من الجرائم التي لن تسقط بالتقادم.

الحفاظ على الدولة الوطنية أولوية قصوى

تتعرض الدولة الوطنية في منطقتنا إلى حرب حقيقية، تقودها تيارات دينية إخوانية، أو منبثقة عن فكر الإخوان، استطاعت خلال عقود متتالية أن ترتبط بمصالح الدول الغربية، وأن تتحرك وفق أجنداتها.

نية الولايات المتحدة تنفيذ مشروع تم إعداده في العام 2004، وهو نشر الديمقراطية بالعالم العربي، والبدء بتشكيل ما يعرف بـ”الشرق الأوسط الجديد”، عبر نشر “الفوضى الخلاقة”، وكان المشروع يستهدف منطقة واسعة تضم كامل البلدان العربية إضافة إلى تركيا، إسرائيل، إيران، أفغانستان وباكستان، بدعوى تشجيع الإصلاح السياسي والاقتصادي والاجتماعي.

زعمت رايس أن مشروع الشرق الأوسط الكبير “حلّ سحريّ لعلاج أزمات المنطقة المزمنة”، وتم تكليف الإخوان وزعيمهم رجب طيب أردوغان، وممولهم القطري منذ العام 2006، بالاستعداد لتنفيذ المشروع، وتم الدفع بحزام من الليبراليين، واليساريين الثوريين، والانتهازيين السياسيين، والناشطين الحقوقيين، والإعلاميين، والإرهابيين المحترفين لدعم الإخوان في ذلك، ليكون الهدف هو ضرب الدولة الوطنية من الداخل، والتشكيك في مفهومها وجدواها وتاريخها ورمزيتها.

لم تمر الدولة الوطنية في منطقتنا العربية بتحديات كالتي تعرفها حاليا، وهي تحديات تتعلق بالمخاطر التي تستهدف وجودها وليس فقط حدودها، وباتت تواجه مستقبلها ككل في ظل مستجدات الواقع المفروض عليها منذ سنوات، لعبت فيه أطراف محلية ودولية دورا كبيرا ضمن خطة تعددت مسمياتها، لكنها تصب في إعادة تشكيل ملامح المنطقة العربية بالشكل الذي يحقق أهداف الإسلام السياسي في التمكن والسيطرة، وأهداف إسرائيل في التوسع بالضم، وضمان إقامة دولتها اليهودية في محيط إسلاموي، بشق سني تديره تركيا، وآخر شيعي تديره إيران.

ما نراه حاليا من تدخل عسكري تركي سافر تنفذه في العراق وسوريا وليبيا، ومحاولاتها التمدد المسلح نحو اليمن، واختراقها الناعم للمجتمعات العربية عبر الإعلام والدراما والسلع الرخيصة والشعارات السياسية المرتبطة بوهم الخلافة، التي يصدقها الكثير من العرب. والتغلغل في بعض الحكومات من خلال حركات إخوانية لا تخفي تبعيتها لنظام أردوغان، يضع الدول التي لا تزال قادرة على تحصين نفسها أمام واجب المزيد من الانتباه لأية محاولات لاختراقها.

المشروع الإخواني الأردوغاني يمثّل خطرا حقيقيا على الجميع، وهو يعتمد بالأساس على صناعة الوهم، وترويج الأكاذيب، وتزييف الوقائع لتشكيل رأي عام عادة ما يتكون من السذج، والبسطاء، والمهووسين دينيا، والمهزومين عاطفيا، والمأزومين نفسيا، والمهمشين اجتماعيا، والفاشلين اقتصاديا، والمراهقين فكريا وثقافيا، وكذلك من الانتهازيين الذين باتوا يشكلون طابورا خامسا، يصب في مصلحة أي مشروع يرونه الأقرب إلى فرض أجنداته.

إن الدولة الوطنية، وسيادتها، وأمنها، واستقرارها، ووحدة مجتمعها، تمثل الأولوية الأولى اليوم قبل الحديث عن أي شيء آخر، حتى الشعارات الديمقراطية لا تمثل أية أهمية أمام سلامة الدولة والمجتمع، وما نراه اليوم في دول عدة خير دليل على ذلك، حيث أن الإطاحة بالأنظمة السابقة لم تجلب لشعوبها غير المزيد من الشقاء، والمعاناة، والتدخلات الخارجية. وتحولت السلطة والثروة إلى غنيمة بين أيدي قوى الإسلام السياسي، وتابعيها من الباحثين عن فرص التمتع بمميزات الحكم، ولو في صفوفه الأخيرة.

على الدول التي لا زالت تمسك بمقاليد أمورها، أن تنتبه إلى مواقع الإنترنت، ووسائل التواصل الاجتماعي، وما تنفثه من سموم الحقد والكراهية والإساءة للرموز الوطنية، والاستهانة بالقيم الاجتماعية، ومن التلاعب بالخبر والرقم والمعلومة والصورة والمعطيات الشخصية، ومن محاولات توجيه الولاءات إلى غير مواقعها، وتجييش الرأي العام لدعم أصحاب المشاريع الإقليمية المعادية للعرب، وتزييف الخطاب الديني لخدمة تلك المشاريع، تحت شعارات رنانة تدغدغ عواطف العامّة.

أصبحت مواقع التواصل الاجتماعي منذ سنوات أداة تخريب للدول التي أطلقت لها العنان دون رقابة، والتي عجزت بعد ذلك على لجمها، حتى أن حكوماتها باتت تقضي أغلب وقتها في الرد على الأخبار الكاذبة، بما تمثله من خطر على السلم الأهلي، والاستقرار السياسي والاجتماعي، ومن تأثير سلبي على الانتخابات، وعلى الواقع الاقتصادي، وحتى على السلامة النفسية للمجتمعات.

كذلك الأمر بالنسبة لمنظمات المجتمع المدني، خاصة المرتبطة بالخارج، والتي تحولت إلى استثمار فاسد، يشترك فيه الناشط المحلي والداعم الأجنبي، تحت شعارات الديمقراطية، والنزاهة، وحرية التعبير، وحقوق الإنسان، ومكافحة الفساد وغيرها.

وغالبا ما تستفيد من ذلك الأطراف الداخلية الأكثر استعدادا لخدمة القوى الخارجية على حساب انتمائها الوطني، والتي تتحرك وفق أجندات ترسم لها بعناية، بما فيها تلك التي تضعها أجهزة المخابرات لرصد الرأي العام، والتأثير في توجهاته، وتمرير المشاريع التي بات أغلبها يصب في دائرة مشروع الإسلام السياسي، بدعاماته الغربية الباحثة عن فرصة لإعادة تشكيل ملامح المنطقة.

تتعرض الدولة الوطنية في منطقتنا إلى حرب حقيقية، تقودها تيارات دينية إخوانية، أو منبثقة عن فكر الإخوان، استطاعت خلال عقود متتالية أن ترتبط بمصالح الدول الغربية، وأن تتحرك وفق أجنداتها، ضد المشاريع الوطنية والقومية واليسارية وقضايا التحرر الوطني واستقلالية القرار، وأن تتعاقد مع اللوبيات المؤثرة في القرار الأميركي، كاللوبي اليهودي، الذي سبق أن استضاف من خلال “إيباك” رموز الجماعة، ومنحهم صكوك الاعتراف، وقلائد الريادة، كما فعل مع أردوغان التركي، والغنوشي التونسي.