الخميس، 30 سبتمبر 2021
زواج المسيار **********
الثلاثاء، 28 سبتمبر 2021
الأحد، 26 سبتمبر 2021
العالم الإسلامي الأسود . هوس الغرب الجنوني بالإسلام منذ 11 سبتمر سيل كتب وأفلام ومسلسلات
بات “المسلم” في نظر الآخر هو المسؤول عن هجمات الحادي عشر من أيلول(سبتمبر) وعن مشكلات الاندماج واضطهاد النساء وكراهية المثليين جنسيًا ومعاداة السامية في أوروبا، وحتى في فترة تفشي فيروس كورونا بات مسؤلًا عن تعثُّر مكافحة الجائحة. وهو تفكير يرى في المسلمين -وحتى يرى في العلمانيين منهم- أناسًا معتنقين ديانة تمنع الديمقراطية والمساواة والفردية وتفرض هيمنتها الشاملة على حياة الفرد.
الغضب من الإسلام ووصفه بالانعزال ووسم أتباعه بالانتحاريين ووصفه بالدين السيِّئ وبأنه يشجع على الموت.
ملاحم مكافحة الإرهاب مثل فيلم الإثارة “سيريانا” (من إخراج ستيفن جاجان 2006) النفط فوق الجميع عمرو واكد الارهابي أو فيلم “كتلة أكاذيب” (من إخراج ريدلي سكوت 2008)، يتيه كلٌّ من جورج كلوني وليوناردو دي كابريو في متاهة من أجهزة الاستخبارات والميليشيات والقتلة وذوي المحسوبات.
عمل مسلسل “الوطن” على زيادة حالة الريبة والشكّ إلى حدّ جنون العظمة، من خلال ثمانية مواسم ناجحة عرضت خطر الاختراق الجهادي لأميركا كنتيجة منطقية لتواطؤ إسلامي شبه عالمي. وفي هذا العمل، جعلت كراهية الولايات المتَّحدة الأميركية حزب الله الشيعي يرتبط بتنظيم القاعدة السنِّي على نحو غريب تمامًا عن الواقع. وكانت الفكرة الثابتة منذ فترة طويلة هي أنَّ انتقاد السياسة الأميركية يقود إلى إنتاج إرهابيين مستقبليين.
مسلسل “إنديانا جونز” أو الجوهرة السينمائية الطاعنة في القِدَم “الشيخ” من العام 1921 بالاشتراك مع الممثِّل الإيطالي رودولف فالنتينو، لكن على أي حال كان ما يزال يوجد في هذه الأعمال بعضُ البهجة والفرح بجمال الألوان الشرقية أو حتى بعض الحس الفنّي. لكن الآن صار المسلم هو صورة شرير الشاشة السينمائية المترسخة في هوليوود كخليفة للشرير “الروسي” – أو حتى خليفة الشرير “الألماني” الأسبق. ويبقى أن ننتظر لنرى إن كان “الآسيوي” سيحل محل المسلم في المستقبل.
النظر إلى الإسلام وكأنه قدَر محتوم غريب وخطير
القوة الدينية الناعمة لتأييد “استبدادهم” ********
الجهود السعودية والإماراتية لتعريف الإسلام “المعتدل” على أنه أكثر ليبرالية من الناحية الاجتماعية مع الخضوع لحاكم استبدادي هي محاولة لضمان بقاء النظام وتعزيز التطلعات لقيادة العالم الإسلامي بقدر ما هي محاولة لدرء التحديات المتجذرة في التنوع فروع التيار الديني المحافظ.
تدعو إلى الطاعة المطلقة للحاكم وتنزل رجال الدين إلى مرتبة رجال الدين الحاكم.
سمحت الإمارات العربية المتحدة في تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي للأزواج غير المتزوجين بالمعاشرة ، وخففت القيود المفروضة على تعاطي الكحول ، وجرمت “جرائم الشرف” ، وهي عادة قبلية منتقدة على نطاق واسع تسمح لقريب ذكر بقتل امرأة متهمة بإهانة عائلتها.
تتنافس السعودية والإمارات في العالم الإسلامي مع المذاهب الإسلامية التركية والإيرانية التي تغلب عليها القومية.
اعتدال دول الخليج في الممارسات الدينية بدلاً من الدين والفقه الإسلامي يواجه تحديًا من قبل بعض المذاهب الوهابية ، التفسير المحافظ للغاية للإسلام الذي تأسست على أساسه المملكة العربية السعودية.
انكسرت الوهابية إلى ثلاث مجموعات عريضة منذ أوائل التسعينيات : يسار طور خطاب الحقوق المدنية ، ومركز يشغل مناصب رسمية في الدولة (يُطلق عليه اسم” علماء السلطان “أو رجال دين الحاكم) الذي أبدى بعض المقاومة.
اليمين الوهابي المتعاطف مع الخطاب الجهادي للقاعدة وتركيزه على مسائل السياسة الخارجية
تركيا وإيران تشكلان خطرًا جيوسياسيًا ، فإن الحكم الملكي الأوتوقراطي مهدد بشكل أساسي من خلال التحدي الديني الذي يمثله ما يسميه السيد هاموند اليسار الوهابي واليمين الوهابي بالإضافة إلى نهضة العلماء الإندونيسي ، اللاعب الوحيد من غير الدول في المعركة لروح الإسلام ، التي تدعو إلى إصلاح الفقه الإسلامي وتؤيده دون قيد أو شرط وفق الإعلان العالمي لحقوق الإنسان.
الاعتقالات التي جرت في السنوات الأخيرة من العلماء والدعاة السعوديين مثل سفر الحوالي وسلمان العودة ، سليمان الدويش، ، و حسن المالكي توحي بقدر القمع.
إصلاحات ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان ترقى إلى “تشويه سمعة الوهابية وليس التخلص منها”.
منذ أن تولى ولي العهد منصبه ، قلص بشكل جذري من استثمار عشرات المليارات من الدولارات في نشر التيار الديني المحافظ في جميع أنحاء العالم ، وأكثرها فاعلية في باكستان وأفغانستان.
كما سعى بن سلمان إلى تحقيق التوازن بين الوهابية والقومية السعودية المتطرفة وإزالة الحواف الاجتماعية القاسية لتفسير المملكة المتشدد للدين. أدى إخضاع رجال الدين ، وسجن أتباع اليسار الوهابي واليمين المتطرف ، إلى وضع حد لاتفاق تقاسم السلطة الذي دام 73 عامًا بين عائلة آل سعود الحاكمة ورجال الدين.
لقد تبنى اليسار مفاهيم النظام الدستوري بدلاً من الملكية المطلقة ، ودعا إلى التحرر السياسي والحقوق المدنية ، وفي بعض الحالات أيد الثورات العربية الشعبية عام 2011 التي أطاحت بأربعة مستبدين عرب.
يمكن أن ينضم إلى اليسار الوهابي في تحدي الأنظمة الملكية الخليجية المحافظة ، وفي نفس الوقت ، أن يتحداه من قبل نهضة العلماء بمجرد أن توسع المجموعة أنشطتها لاستهداف القاعدة الشعبية في العالم الإسلامي خارج إندونيسيا ، الدولة الأكثر اكتظاظًا بالسكان ذات الأغلبية المسلمة بالإضافة إلى ديمقراطيتها الأولى. . في أول وصول لها إلى القواعد الشعبية في أماكن أخرى ، من المتوقع أن تطلق نهضة العلماء موقعًا باللغة العربية قبل نهاية العام يستهدف العالم العربي.
مفهوم نهضة العلماء للإسلام الإنساني الذي يتبنى مبادئ التسامح والتعددية والمساواة بين الجنسين والعلمانية وحقوق الإنسان على النحو المحدد في الإعلان العالمي يذهب إلى أبعد من المقترحات التي قدمها يسار السيد هاموند الوهابي ، وربما يكون من الأفضل وصفه بأنه أكثر ليبرالية وليس جناح يساري أيديولوجي لحركة محافظة متطرفة في الأساس.
يتناقض مفهوم الإسلام لدى الجماعة الإندونيسية بشكل صارخ مع المفهوم السعودي والإماراتي للاعتدال الديني الاستبدادي الذي لا يتضمن إصلاحًا دينيًا أو فقهيًا ولكنه يستخدم “ رجال دين الحاكم ” لإضفاء الشرعية الدينية على الحكم القمعي الذي يتم بموجبه الاحتجاجات والأحزاب السياسية وتقديم الالتماسات للحكومة. محظور والفكر مراقب.
لقد عززت الدولة الوسط الوهابي من خلال تحييد اليمين واليسار الوهابيين اللذين شكل كل منهما تهديدًا لسلطة الدولة وشرعيتها … أما ابتكارات الحقوق المدنية لليسار الوهابي المتمثلة في العودة ، فإن هذا الخطاب هو بالتحديد الذي قال السيد هاموند “الدولة تريد الإغلاق” ، في إشارة إلى رجل الدين المسجون.
السجل الحافل لأنصار الاعتدال الديني الأوتوقراطي متقلب في أحسن الأحوال. في حين أن الإمارات العربية المتحدة أنشأت مجتمعاً متسامحاً دينياً إلى حد كبير ، فلا المملكة العربية السعودية ولا مصر ، التي ليس لديها ما يكفي لخوض معركة القوة الناعمة في العالم الإسلامي ولكنها تسعى إلى إظهار نفسها على أنها بطل التسامح الديني ، يمكن أن تقدم مطالبة مماثلة.
التقى الأمير محمد بقادة يهود وإنجيليين بحضور محمد العيسى رئيس رابطة العالم الإسلامي ، الذي طالما كان وسيلة رئيسية للترويج للمحافظة الدينية السعودية المتطرفة ، لا يفوت فرصة هذه الأيام للتعبير عن تضامنه مع الجماعات الدينية الأخرى. ومع ذلك ، لا يزال غير المسلمين ممنوعين في المملكة من العبادة علانية أو بناء دور العبادة الخاصة بهم.
السبت، 25 سبتمبر 2021
الجراحات الفاشلة للتجميل تشوه النجمات وتدفعهن إلى العزلة
https://alarab.co.uk/%D8%A7%D9%84%D8%AC%D8%B1%D8%A7%D8%AD%D8%A7%D8%AA-%D8%A7%D9%84%D9%81%D8%A7%D8%B4%D9%84%D8%A9-%D9%84%D9%84%D8%AA%D8%AC%D9%85%D9%8A%D9%84-%D8%AA%D8%B4%D9%88%D9%87-%D8%A7%D9%84%D9%86%D8%AC%D9%85%D8%A7%D8%AA-%D9%88%D8%AA%D8%AF%D9%81%D8%B9%D9%87%D9%86-%D8%A5%D9%84%D9%89-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%B2%D9%84%D8%A9
هل كل جاهل شرير، وكل قارئ خيّر؟!، لا
كثير من "الكتب" الصادرة مؤخرًا ستجد دعوة ملحة للجهل، ورغبة في تمرير الأفكار التي يرغب بسماعها "الجاهل
قامت مدرسة فرانكفورت على نقد المجتمع كي ينهض المجتمع، واستفادت من إرث كانط وهيغل وماركس وفرويد كي تصل لهدفها، فحدث أن أصبحت علامة بارزة ومنارة معرفية للتغيير الاجتماعي السلمي، بل وصل أثرها إلى أقطار العالم كله، لأن طريقتهم في التغيير استوعبت الجميع ولم تنفِ أحدًا، ومايحدث في خطاباتنا يوحي بالعنف اللفظي الذي لا يحتمل المختلف بل ينبذه ويقصيه، حتى أصبح العنف دليل غيرة على المعرفة وحبًا لها!
الاختلاف بين العقل المعلوماتي الذي لا يعرف غير المعلومة التي تناسبه، ويظل يدافع عنها بتعصب، والعقل المعرفي الذي يعلم يقيناً أن المعرفة تتسع الجميع، وأنه مهما اجتهد في الوصول إليها فإنه سيبقى سائرًا إليها من دون أن يصل لآخرها،
التعامل مع ذوي الطباع الحادة
الرد علي الغضب بهدوء
عدم الضحك او اظهار اي رد فعل تدل علي عدم الاحترام
لا داعي للرد علي المواقف بدفاعية
فهم الاحتياج الخفي
الأحكام المسبقة.. أعطاب فكريَّة
يعني فعل «حكم»، في لسان العرب، قضى وفصل في أمور تخصّ الفرد أو غيره. والمسبق يعني، ببساطة، أنّ الحكم وليد انطباع أوّليّ أو تكرار لحكم عامّ موجود سلفا وغير مؤسّس. وعليه، فالأحكام المسبقة تنبني، بالأساس، على الجهل بالموضوع، جزئيّاً أو كليّاً، وعلى تعميم غير مشروع للجزء على الكلّ. بل إنّها قد تتضمّن نوعاً من التحامل (العنصريّ أو الجنسيّ أو الدينيّ أو غيره) والتنقيص من الآخر. غير أنّ الحكم المسبق قد يكون إيجابيّا أيضا، وقد يحمل على الذات كما على الآخر. وقد يكون نفعيّا، كما قد يكون فرديّاً أو جماعياً، بريئاً أو عدائيّاً، رمزيّاً أو ماديّاً. وأكثر من ذلك، فقد يكون غير منظّم، كما قد يكون منظّما في إطار أعراف وقوانين؛ وفي الحالة الأخيرة يكون أخطر لمكان ما تمنحه له المؤسّسة من قوّة على التنفيذ والانتشار، وما توفّره له من حماية.
تزداد الأحكام المسبقة على الآخرين عموميّة كلّما تباعدت الجغرافيات وتباينت الألسن والثقافات. فتجد بعض «العقلاء» منّا لا يتردّد في ذكر أسماء دول أو هويات بالاسم في سياق تقرير حقيقة من تلك الحقائق الشعوريّة الجمعيّة المطلقة؛ والبعض الآخر يتسرّع إلى القدح في الآخر المختلف بتهمة التعصّب والعنصريّة، دون أدنى تردّد أو حرص، متناسياً أنّ تلك الصفات نفسها هي التي تدفعه، هو الآخر، إلى تبنّي ذلك الموقف واعتماد ذلك الرأي، بعيداً عن أيّ قيمة أخلاقيّة أو دينيّة أو حجّة عقليّة أو حذر علميّ. ومن، يا ترى، يمارس الحذر العلميّ في حياته اليوميّة؟
يمارس الناس، في حياتهم الاجتماعيّة، كلّ أنواع الحذر، إلا الحذر العلميّ. والأمر قد ينطبق على العلماء أيضاً. ومن يتعجّب من ازدواجية خطابهم وسلوكهم، يتناسى، أوّلا، أنّ المجالين مختلفان؛ وثانياً، أنّ الأحكام المسبقة حاضرة في مجالات تخصّصهم أيضاً. وهذه قد يكون تأثيرها أخطر عندما تبتعد عن التحليل الموضوعيّ والموقف السليم؛ قد تؤدّي إلى آفات اجتماعيّة وصراعات قد تأتي على الأخضر واليابس.
غير أنّ كثيراً من الأحكام المسبقة تبقى أحكاماً عادية لا ضرر فيها، بل قد تتسامى أحيانا فتقدّم في شكل نكت؛ إذ يلاحظ في كلّ المجتمعات المتجاورة تبادل نكات تنقص فيها كلّ جماعة من الأخرى في نوع من حرب النكت، إلى درجة أنّ النكتة الواحدة قد تحكى بصيغتين مختلفتين أو أكثر لصالح هذه الجماعة أو تلك. ووراء كلّ هذا سبب واحد هو الجهل المزدوج بالذات والآخر من جهة، وتجاهل المشترك الإنسانيّ، والتركيز على الاختلافات التي يؤوّلها كلّ طرف لصالحه من جهة ثانية. فهل، يا ترى، هي ظاهرة طبيعيّة أم ثقافيّة؟
إنّنا، بالأحرى، أمام ظاهرة تجمع بين الطبيعة والثقافة في آنٍ واحد. فهي، أوّلاً، ظاهرة لا يخلو منها مجتمع، وتشمل مختلف فئاته وأفراده؛ وهي، ثانياً، تقوم على وهم عامّ، جمعيّ في الغالب، مكرَّس بوصفه حقيقة. والأمر لا يختلف فيه الإنسان العادي والمثقّف والعالم.
وهي غير الظنّ، وإن كانت تشترك مع الظنّ في الوهم، لأنّ الظنّ قد لا يكون مسبقا، لكنّهما لا يختلفان فيما عدا ذلك. ومن المؤكّد أنّها ليست معرفة عقليّة، لكن المشكلة أنّ هذه الأخيرة نفسها تقوم على الظنّ، حسّاً كان أو خيالاً. فمن الحسّ والخيال يستقي العقل مادّته، ولا يتعامل مع الخارج في غياب حساسية مسبقة أبداً. وبعبارة أخرى، لا حكم من دون «فكرة» مسبقة!
ليست المسألة بسيطة إذاً، إنّ تاريخ نظرية المعرفة والمنطق كلّه ما هو إلا سعي إلى حلّ هذه المشكلة: كيف يمكن أن يكوّن الإنسان معرفة عقليّة موضوعيّة بالعالم حوله دون تأثير مسبق لحساسيته الإدراكيّة؟ ولأنّ هذه الأخيرة مشروطة بالطبيعة والثقافة معا، فإنّها تحول بينه ومسعاه إلى إدراك الأشياء حوله، كما هي في ذاتها لا كما تتبدّى له. فماذا يفعل الفلاسفة في كلّ مسارهم الفلسفيّ غير هذا!؟ ولعلّ أشهر مثال فلسفيّ على تعليق الحكم هو «شكّ» ديكارت Descartes وإيبوخي Epoché وهوسرل Husserl.
إنّها ثنائية الجهل والعلم. كلّما ارتقى الإنسان في العلم كبر شعوره بالجهل، وكلّما ارتقى في الجهل كبر فيه وهم العلم على نحو رفيع من التناسب. وهذه هي المعادلة الصعبة؛ فالعلماء أكثر الناس شكّاً وترّدداً في أحكامهم، بينما الجهّال أكثر الناس قطعيّة وتقريريّة في أوهامهم. فهل من طريق وسط بين طرفي النقيض، بين أقصى ما يمكن أن يصله العالم في علمه، وأقصى ما يمكن أن يبلغه الجاهل في جهله؟ أليست حكمة الحياة تقتضي من المرء أن يعرف كيف يتعايش مع جهله، فيضفي عليه بعض توابل العلم، كما يتعايش العالِم مع شكّه وحيرته، فيضفي عليه/ها بعض توابل الإيمان؟
ولعلّ قدر الإنسان أن يعيش بأحكامه المسبقة ويتعايش معها، يحمل صخرتها نحو الجبل، وحتّى إذا ما كاد أن يصل إلى القمّة، تهوي إلى أسفل السفح. والمهمّ أن يحاول رفعها إلى الجبل من جديد. فهي ملازمة له ولنظرته إلى الأشياء والناس من حوله؛ لا يخلو منها مجتمع إنسانيّ، بل لا يخلو منها ذهن إنسان. إنّها جزء من طريقة رؤيتنا للعالم ومن توابل حياتنا الاجتماعيّة. صحيح، أنّها معرفة ظنّية، لكنّها ثقافيّة جمعيّة، إن صحّ التعبير.
فالسفر والقراءة الحيّة يمكن أن تساهم بقوّة في رفعنا من قاع أحكامنا المسبقة، وتحريرنا من شرطيّتنا الطبيعيّة والاجتماعيّة، إلى حدّ ما؛ لا برفضهما طبعاً، بل بفهمهما، ومن ثمّ فهم علاقتنا الأخويّة بالآخر وتفهّمه من جهة ما هو إنسان، يشبهنا في أصل الإنسانيّة ويختلف عنّا في فروع الطبيعة والثقافة. ولابدّ من غضّ الطرف عن الجانب الذي قد لا نحبّه فيه، لأنّ فينا بدورنا جوانب مماثلة، قد لا يحبّها فينا غيرنا أيضا؛ وهو الأمر الوحيد الذي يمكن أن يسمح بالتفاهم مع الآخر، وإلا فيكون الجهل والتجاهل والمنازعة. وقديما قال أفلاطون على لسان سقراط: «العلم فضيلة والجهل رذيلة».
الحكم المسبق قد يكون إيجابيّاً أيضاً، وقد يُحمل على الذات كما على الآخر. وقد يكون نفعيّاً، كما قد يكون فرديّاً أو جماعياً، بريئاً أو عدائيّاً، رمزيّاً أو ماديّاً. وأكثر من ذلك، فقد يكون غير منظّم، كما قد يكون منظّماً في إطار أعراف وقوانين، وفي الحالة الأخيرة يكون أخطر لما تمنحه له المؤسّسة من قوّة على التنفيذ والانتشار، وما توفّره له من حماية.
الأحكام الجاهزة والانطباعات المزاجيّة والاجتماعيّة والثقافيّة والانفعالات السريعة هي العائق الأوّل في كلّ معرفة تروم الموضوعيّة. فليس بمقدور المرء، مهما ارتقى في المعرفة العلميّة، أن يتحرّر من جميع أحكامه المسبقة، الثقافيّة منها والمعرفيّة، فبعضها مغروس وثابت في طبعه، ومن ثمّ فإنّه يحتاج إلى بذل مجهود أكبر من أجل التخلّص منها، ولا يكفي العلم، بل يحتاج إلى خبرة وسفر ومعايشة الناس في محطّات وأمكنة وثقافات ولغات مختلفة.
من توابل الحياة
لعلّ قدر الإنسان أن يعيش بأحكامه المسبقة ويتعايش معها، يحمل صخرتها نحو الجبل، وحتّى إذا ما كاد أن يصل إلى القمّة، تهوي إلى أسفل السفح. والمهمّ أن يحاول رفعها إلى الجبل من جديد. فهي ملازمة له ولنظرته إلى الأشياء والناس من حوله، لا يخلو منها مجتمع إنسانيّ، بل لا يخلو منها ذهن إنسان. إنّها جزء من طريقة رؤيتنا للعالم ومن توابل حياتنا الاجتماعيّة. صحيح، أنّها معرفة ظنّية، لكنّها ثقافيّة جمعيّة، إن صحّ التعبير.
تجلس مع مجموعة من الناس فتسمع نقداً حاداً لفلان بناء على ما قاله وتكلم به، وتقرأ كتاباً في نقد فلان، أو مقالة في التعقيب على الآخر، فتراجع ما ذكره ونقله، لتجد أن الأزمة في فكر الناقد لا في قول المنقود. ويزعجك ما يحمله الناقد من مؤهلات علمية خلت من الموضوعية النقدية التي حولت نقده من النقد العلمي الموضوعي إلى الشخصي السطحي، وتظل تتذكر قول الشاعر:
وكم من عائب قولاً صحيحاً
وآفته من الفهم السقيم
إن الفهم السقيم أضحى أزمة مجتمعية تعتمد على أنماط التفكير الهزيل، والفهم السطحي لكثير من الوقائع والأحداث، المنتج لكثير من الأحكام المغلوطة، لأن الاعتماد على ظواهر الأشياء والالتفات إلى أشكالها من دون النظر إلى معانيها ومدلولاتها وتاريخها وسياقها، سطحية في التفكير، وجمود في الفهم، ينتجان من قلة الزاد المعرفي وضيق الأفق، بحيث لا يتجاوز الإنسان مكانه ودائرته في التفكير، ولا يستطيع إدراك ما بَعُد كشعوره بما قَرُب.
كمثل من حذَّر من الصلاة، لأن الله سبحانه في كتابه يقول: (ولا تقربوا الصلاة)، وأباح الخمر لأن الله قال فيها: (يسألونك عن الخمر والميسر قل فيهما إثم كبير ومنافع للناس) من دون أن ينقل النص كاملاً من غير اقتطاع، حاملاً أول الكلام على آخره بناء على تسلسله ووروده، مصدراً الحكم بناء على منهجية موضوعية لا دوافع شخصية، ولذا كان للنقد العلمي شرطان هما العلم، وسلامة القصد.
زرع التعصب والانحياز وقلة التأمل والاستعجال والرؤية النصفية والتصور المشوش «أزمة الفهم»، وصار ضحيتها مثقفو الناس - ويا للأسف - قبل عامتهم، وكبارهم قبل صغارهم، حتى إنك لتعطي كتاباً لفلان يقرؤه فيأبى أن يستفيد، لأنه كذا وكذا... ويحكم على الكتاب قبل قراءته بناء على حكم مسبق سمعه عنه،
هي داؤنا نحن البشر، والمظهر هو أساس حكمنا على الناس
إن النفوس صناديق مغلقة وما يعلم ما بها إلا الله، فلنتقِ الله في ما تظنه أنفسنا «يا أيها الذين آمنوا اجتنبوا كثيراً من الظن إن بعض الظن إثم».
الجمعة، 24 سبتمبر 2021
اسرائيل
Jan 6, 2020
"زلة لسان" حاول مداراتها بابتسامة.. نتنياهو تحدث عن تحويل بلاده لقوة نووية
الغاز الإسرائيلي
صحيفة إسبانية: عبد الفتاح السيسي يحتمي بإسرائيل لبسط نفوذه في المنطقة العربية
الخميس، 23 سبتمبر 2021
ثقافة جذب الجمهور بالإثارة
أزمة الإعلام المصري أنه ورث ثقافة جذب الجمهور بالإثارة، مثل حوادث القتل والتحرش والانتحار والخرافة وتتبع أخبار المشاهير، ولم ينشغل بتقديم وجبات دسمة من التوعية، وعندما يُمنع من الإثارة والقضايا غير المهنية سيواجه مشكلة، لذلك من المُستبعد أن يلتزم بمعايير تمنع الفوضى فهو ليس مؤهلا للبديل المهني حتى الآن
الأربعاء، 22 سبتمبر 2021
اين هو الاسلام الصحيح ؟!
كثيرا ما نسمع في احاديث الشيوخ على الفضائيات عبارة : الاسلام الصحيح ، وهي تعطي انطباعا لدى سامعها بان هناك اسلام او اكثر غير صحيح ! ان تزاحم الاراء والتفاسير وسفه الفتاوى ومدارسها…الخ اوقعت الناس في حيص بيص ! فبات المسلم في شك دائم من امر دينه ، لايعرف هل هو في الاتجاه الصحيح ام لا ؟ فالكل يكفِّر الكل … اين هو اذن الاسلام الصحيح ؟ … من خلال البحث تبين ان هناك انواع من الاسلام : الاسلام الوسطي المعتدل ، الاسلام الاصولي المتشدد ، الاسلام الجهادي او الارهابي الذي يؤمن بالعنف طريقا للوصول الى الهدف ، و اخيرا وليس اخراً الاسلام السياسي ، فالاسلام الاول يقوده الازهر وهو اسلام السلطة او الاسلام الرسمي على مستوى الدولة ، ومهمة مشايخ الازهر هنا وبتوجيه منه كسبْ الناس وتوجيههم الى هذا النوع الوديع المسالم من الاسلام ، والتركيز على السور المكية المهادنه في الطرح والترديد والردح ، والتي تدعو الى التسامح وقبول الاخر من قبيل لكم دينكم ولي ديني … الخ . اما الثاني وهو الاسلام الاصولي المتشدد التكفيري الوهابي وله فضائياته وما اكثرها ! والتي تموَّل من البترو دولار وعلى راسها الثلاثي حسان و يعقوب و الحويني ، وهم الطبقة المنعمة والاكثر حظا في عدد الاتباع والتاثير لما يملكونه من قدرة على الاستحواذ على عقول جمهورهم من فارغي المحتوى ، وهم من المتعصبين ، المتزمتين في كل شئ بدءً من لباسهم و هيئآتهم وحتى طريقة كلامهم وطبعا طروحاتهم ،