السبت، 31 أكتوبر 2020

نزع السحر عن العالم

نزع السحر عن العالَم" بالنسبة لماكس فيبر ومارسيل غوشيه، أو نهاية "اللاهوتي-السياسي" بتعبير كارل شميت، أو "عَصر علماني" بتعبير تشارلز تايلور، أو "تدهير ودَهرنة" بتعبير طه عبد الرحمن

  تفريغ المَجال العامَ من القِيَم المُقدّسة

من هُنا، فإنّ الإنسان بطبيعة الحال لا يستطيع إلّا أن يتمركز حول مُقدَّس ما، كما يذهب إلى ذلك باحثون كُثُر منهم رودولف أوتو في تشريحه لفكرة المُقدَّس باعتباره بُنية أساسية كامنة في النفس البشريّة، حتّى وإن لَم يَبدُ للإنسان أنّه يختبر تجربة الانتشاء بالمُقدَّس عن طريق الانخراط بأنشطة حياتية لا تبدو ظاهريا وكأنّها مُقدَّسة، لكنّها تُحقِّق الانفعال الوجدانيّ نفسه، ذلكَ أنّ التجربة الوجدانية للمُقدَّس هي تجربة محفوفة بالخَوف والهَيبة والحُبّ والشغف في الوقت نفسه(6).

نتيجة لتطلُّع الإنسان الوجدانيّ نحو المُقدَّس، ونحو ما هو علوي أو مُطلَق، يحدث كثيرا أن يؤمن الأفراد بقضايا عديدة تمنحهم الشعور الميتافيزيقي (أو الغيبي بالتعبير الديني) ذاته الذي كانت تمنحه الأديان، لكنّ الشرط الأساسي لهذه القضايا أو المُعتقدات هو أنّها لا يجب أن تُملِي وصاية أخلاقية، وهو ما يُسمّيه الراحل عبد الوهاب المسيري بميتافيزيقيا بلا أخلاق، مثل الإيمان بوجود فضائيين أو إيمانه بتعاليم بوذا التأمّلية أو الوجدانية، لكنّها منزوعة الأخلاق السلوكية، أي إنّه لا يجب أن يُملي عليّ كيف أتصرّف بحياتي الخاصّة أو الجنسية أو في أموالي.

 أنماطا فردية، متحرّرة من إلزامات الإيمان الجَماعي أو التقليديّ، وبالتالي فهي لا تتبع لأيّ مذهب أو مدرسة دينية خاصّة، بقدر ما تُفضِّل أن تنتمي للدّين بوصفه العامّ، وهذا ما تُطلق عليه الباحثة غرايس ديف "إيمان بلا انتماء"(8)، أي إنّه إيمان ذاتي وخاصّ، لكنّه ليس هُويّة أنتمي إليها وأُعرِّف نفسي بها بشكل صارم. وهذا بالطبع يمنح الأفراد أريحية سلوكية، وقدرة على التكيُّف مع المتغيّرات المُعاصرة، بدل الإقصاء أو الانعزال على أساس انتمائه لجَماعة مُختلفة عن باقي الجَمَاعات البشرية.

مواجهة أزمة المَعنى والشعور باللا جدوى الذي يجتاح أفراد هذا العالَم، تتنامى تجارب الانسحاب من الواقع بما تشمله من تعاطي المخدرات أو أقراص "DMT" أو الفطر السحري، بوصفها تجارب مُهلوسة وحالمة ومنفصلة عن الواقع، لتخفيف وَطأة إدراكنا.

في مواجهة أزمة المَعنى وغياب الأفق الوجودي الذي يمنحه الدّين وممارساته للحياة، ينهج النّاس في سلوكهم اليوم أحد ثلاث مَسَارات: إمّا الانهماك الكثيف بأنشطة جسدية وإرباك مُكثّف للحواس لتخفيف إدراكهم بأزمة المَعنى، وإما محاولات للانخراط بممارسات بديلة عن الممارسات الدينية تمنحهم الشعور نفسه بالمقدَّس والجَمَاعة، وإمّا الغرق في فخّ العَدَمية والتدهور السلوكيّ وعدم المبادرة إلى أيّ شيء، وهو شكل من أشكال الاحتجاج على الواقع المَأزوم كما أشار إلى ذلك علي عزّت بيغوفيتش من قبل.

 غياب المَعنى ليسَ أزمة هامشية أو عَرَضية ولكنّها أزمة بُنيوية مرتبطة بطبيعة العالَم العلماني والديمقراطي الذي نوجد به

 طقوسية وروحانية للمُلحدين:

  1. كتاب الفيلسوف الأميركي سام هاريس "الصحوة، دَليلَك نحو روحانية بلا دين" (Waking Up: A Guide to Spirituality Without Religion).
  2. كتاب الفيلسوف الفرنسيّ أندريه كوميت سبونفيل "الكتاب الصغير لروحانية المُلحِد" (The Little Book of Atheist Spirituality).
  3. كتاب الفيسلوف البريطاني آلان دو بوتون "الدّين للمُلحدين، دليل غير المؤمن لاستخدامات الدّين" (Religion for Atheists: A non-believer's guide to the uses of religion).
ممارسة أنماط شعائرية منزوعة المحتوى اللاهوتي، ومن المُلاحَظ أنّ الارتكاز الأهمّ عندهم هو الديانة البوذية والممارسات التأمّلية بعيدا عن الديانات الإبراهيمية، وحساسية ذلك واضحة، خاصّة لدى سام هاريس الذي يُبدي كراهية وحَنَقا شديدَين تجاه المسيحية والإسلام.

"مَهما كان المُجتَمَع الحَداثي علمانيا، فإنّه يحوم حول طقوس مُماثلة للطقوس الدينية في الغايات والنتائج".

(إميل دوركهايم

 دوركهايم إلى أنّ جُزءا كبيرا من الممارسات البشرية في المجتمعات الحديثة ما هي إلّا امتداد أو تطوير شكلي للممارسات الدّينية القديمة، بحيث تُحقِّق الغايات والنتائج التي كانت تُحقِّقها الممارسات الدّينية والشعائرية. وهذا يُعيدنا للفكرة الأساسية التي تقول إنّ الدّين وحاجة الإنسان إلى المُقدَّس لا تنسحق أو تتلاشى، ولكنّها تُعيد استمداد نفسها من بدائل حديثة تُحقِّق للبشر الإشباع الوجداني نفسه.

 دوركهايم الدّين بوصفه نظاما مُوحَّدا من المُعتقدات والمُمارسات التي تدور حول قِيَم المُقدَّس والمُدنَّس، بطريقة تُوحِّد النّاس الذين ينتمون إليه، وبالتالي هناك ما يجب تقديسه وهناك ما يجب احتقاره (الحلال والحرام)، وهناك ممارسات ومُعتقدات تدور حول هذه القِيَم. من هنا ووفقا لتعريف دوركهايم للدّين، يُمكن أن نفهم هتافات مُشجّعي فريق كرة القدم في المَلعب، إنّهم يتجمّعون في مَكان واحد، يهتفون ويصيحون، ويقفزون، ويُهلّلون بعبارات مُوحَّدة، عبارات تُقدِّس الفريق الذي يُشجعونه، وتُدنِّس الخصوم أو الأعداء، وهي بذلك تَمنَح شعورا عاما بالانتماء لجماعة أشبه بالدّينية، ولهذا يحدث كثيرا أن ينخرط هؤلاء بأعمال عُنفية جماعية انتصارا لفريقهم المَهزوم.

الصوابية السياسية: الحلال والحرام الجديد

 "ما يَليق قوله" و"ما لا يليق قوله"

ويكمن الجوهر الأساسي للصوابية السياسية في أنّه يتعامل مع الخِطاب بوصفه عُنفا وأذى لا يجب تمريره، وبالتالي فحرّية التعبير أو حرّية الأفراد بتبنّي قناعاتهم هي مسألة مكانها القُمامة، إذ يجب أن تتبّع قواعد اللعبة الجديدة بصرف النظر عمّا تُؤمن به، لا يجب أن تقول ما تؤمن به، ولكن يجب أن تقول ما تُحدِّده أجندة الصوابية السياسية.

تبدو إذن الصوابية السياسية تحسينا وتقبيحا أخلاقيا قادما من الغَرب، فما يراه الغرب قبيحا فهو قبيح، وما يراه حَسَنا فهو حَسَن، وهذه مساحة جيّدة لفهم الاستلاب الثقافي من جهة. ويُمكِن سحب هذه لفكرة لأقصاها بالحديث عن حركة النباتيين، حيث التحريم يتّخذ صيغة علمانية بديلا من التحريم الدّيني.

الإرشاد المَعيشي والمُحلِّل النفسيّ: رجل الدّين الجديد

كان الوضع الابتدائي للمجتمعات البشرية مُحاطا بفهم دينيّ للوجود، من هنا كان النّاس لا يفهمون أنفسهم ومجتمعاتهم إلّا من خلال رؤية دينية ناظمة أو كُلّية، لذلك كانت المساحة بين "الدّيني" و"الدُنيوي" شبه معدومة تقريبا، وكان رَجُل الدّين يُملي على النّاس أدقّ تفاصيل حياتهم، إذ كان مَلاذا ومُستشارا للفرد حتّى في أكثر شؤون حياته دُنيوية.
أمّا في المجتمعات الحديثة اليوم، ومَع انفصال الشأن الدّيني عن الحياة العامّة للأفراد، فَقَد رجل الدّين -بشكل نسبيّ- قدرته على التوجيه الأخلاقي أو الإرشاد المَعيشيّ للأفراد، وصارَ الأفراد إذا ما واجهتهم مشكلة حياتية ما يلجؤون إلى الطبيب أو المعالج النفسيّ بحثا عن الطمأنينة والإرشاد والتوجيهات الحياتية.
 يُفسِّر الانتشار الواسع لرُوّاد الإرشاد المَعيشي (Life Coaching) ومُدرّبي التنمية البشرية، وكذلك التنامي المُطَّرِد للطبّ النفسيّ وعلم النفس، والفرق بينهم هو فقط مقدار عِلمية كلّ طرف أو استناده إلى الحقائق والبحوث العِلمية في مُقابل بيع الوَهم والعِلم الزائف، ولكنّها جميعها في نهاية المَطاف تؤدّي البديل نفسه، مع فرق الفاعلية بالطبع.

الاحتفالات السنوية الكُبرى: مواسم الحجّ والأعياد الجديدة

فعالية جماعية خاصّة يجتمع بها الأفراد من مختلف أطراف العالَم
على سبيل المثال، يُعَدُّ مهرجان "Donauinselfest" الغنائي الذي يُعقَد سنويا في النمسا واحدا من أكبر الاحتفالات الموسيقية، إذ يبلغ عدد الزُوّار والتذاكر المبيعة خلال ثلاثة أيام ما مقداره ثلاثة ملايين زائر من حول العالَم، وهو رقم يفوق حتّى أعداد الحجّاج المُسلمين سنويا المتوجّهين نحو الكعبة، ومثل ذلك مهرجان "Tomorrowland" المُقام في بلجيكا الذي يستقبل سنويا ما مقداره 400 ألف زائر من 83 مطارا حول العالم.

التأمّل والامتنان: البدائل العلمانية للصلوات الدّينية

 العوامل الكامنة وراء تعزيز الصحّة النفسية للمُتديّنين، وُجِدت عوامل عديدة، منها الدعم النفسي الاجتماعي الذي يتلقّاه الفرد من وجوده ضمن جماعة دينية، ومنها الأمل الدّيني والصبر والعزاء الذي يمنحه لأتباعه.

أهمّ الممارسات الموجودة لدى الأديان، والتي تُؤثِّر إيجابا على الصحّة النفسية لأتباعها، وهي الصلاة وممارسات الحمد والشُّكر، ومن ثمّ استخلصت آليات تأثيرها، لتخلص إلى ممارستين علاجيتين شهيرتَين اليوم في وسط الطب النفسيّ والعلاج النفسي للاكتئاب والقلق وهما: التأمّل الذهنيّ (Mindfulness)، والامتنان (Gratitude).(15)

مدرسة الحياة: المَعابد العلمانية والخطابات الوَعظية

هل سمعتم عن "مَدرسة الحياة" (The School of Life)؟ ربما نعم، لكن لمَن لم يسمع عنها فهي مدرسة استحدثها الفيلسوف آلان دو بوتون منذ 2008، وهي مُؤسّسة تعليمية يعمل من خلالها على عقد محاضرات دَورية في قاعات جَمَاعية ضخمة، مُقدِّما خُطَبا تتّصل بالحياة والفلسفة والأديان، وتتّخذ محاضرات هذه المدرسة أحيانا صِيغة وَعظية مليئة بالتوصيات، إذ قَد تُقدِّم مُرافعة عن اليأس، وأحيانا عن التخفُّف، وأحيانا عن السعادة أو عن الحبّ، ونحو ذلك.

 الخطوة القادمة عبر تحويل الإلحاد إلى مؤسّسة اجتماعية لها خطابها ولقاءاتها الدورية بطريقة تُضاهي الخطاب الدّيني ومُؤسساته.

أوّلا: اقتباس الجانب الشعائريّ من الأديان ومحاكاة الممارسات الطقوسية من الدين، إذ يبدو أنّها حاجة بشرية مُلِحَّة وضرورية بحد وصفه. وبالتالي يقترح بوتون للإلحاد الجديد أن يُنظِّم التجمّعات البشرية بشكل دوري للملحدين لتبادل المواعظ اللا دينية والإلحادية والفلسفية.
ثانيا: التعليم بالموعظة والتكرار، فالعصر العلمانيّ يثق تمام الثقة بالتعليم لجعل العالَم مكانا أفضل، ولهذا يُنفَق بشكل كبير على التعليم
 يُكرِّر المُلحدون مواعظهم الفلسفية كما تفعل الأديان بأتباعها كلّ يوم، إنّ عامل "التكرار" هو العامِل الأهم في خلق الفاعلية والتأثير، فالأديان مبنية على ثقافة التكرار وتدوير الحقائق العظيمة مرارا وتكرارا.
ثالثا: الارتباط الزمانيّ والمَكانيّ، أو صناعة التقويم الزمنيّ المُقدَّس، فهناك تقويم كاثوليكي، وتقويم هجريّ، ففي نهاية الشهر الفلاني ستتذكر هذا الحدث المُقدَّس، وفي بداية الشهر الفلاني ستتذكّر ميلاد هذا النبيّ، وفي هذا الأسبوع من السنة ستحتفل بالعيد، أو ستصوم. وكذلك على مُستوى المَكان، انظر الحَج على سبيل المثال، وانظر كيف تجعل الأديان من السفر فعلا مُقدَّسا بتحديدها لأماكن مُقدَّسة ضمن إطار زماني ومكاني دوري، من هنا يقترح بوتون مُتسائلا: لماذا لا نُسافر في موعد سنوي نحو قبر تشارلز داروين على سبيل المثال في مجموعات من كلّ أنحاء العالَم؟
رابعا: احتراف فن الخطابة، تقوم الأديان في جوهرها على أداء خطابي عاطفي مُؤثِّر بطريقة وثوقية مُقنعة. ومن هُنا يقترح بوتون أنّ أعلام الإلحاد يجب أن يحترفوا فَنّ الخطاب وأن يستخدموا خطابات شاعرية وعاطفية ومُؤثِّرة بأتباعهم أيضا.وده هاشم صالح 
خامسا: التعامل مع الأجساد، نحنُ لسنا عقولا فقط، وهذا ما تعيه الأديان جيّدا، فالأديان لا تُعطي أتباعها مواعظ مَعنوية فقط، لاحظ مثلا مسألة التوبة أو التطهّر من الذنوب، التي تأمر أتباعها بالاستغفار لكنّها تأمرهم أيضا بسلوك فعلي ومادي على مستوى الجسد، مثل الاغتسال أو الوضوء. ولذلك يقترح بوتون أن يستثمر الإلحاد الجديد هذا الفهم لإلزام أتباع الإلحاد بشيء من الممارسات الجسدية.

الفَن المُؤسَّس دينيا، فهو غالبا يقوم على التذكير: أوّلا التذكير بما تُحبّ، وثانيا التذكير بما تخشى وتكره. إنّ الفَن لدى الأديان أشبه بدعاية تُداعب حواسك المادية لتذكيرك بالحقائق الدينية، بالعقاب والثواب أو اليوم الآخر أو قصّة الخَلق. يقترح بوتون تقسيم المتحف إلى قسم للفَن الذي يتحدّث عن الحُب، وآخر يتحدّث عن الكَرَم، وهكذا يُعاد تعزيز وتغذية البشرية بالقِيَم اللا دينية

سابعا: التجمُّع، إنّ الأفراد في العالَم العلمانيّ يميلون نحو العُزلة والتفرّد، وينتهي بهم المطاف معزولين ووحيدين، فلاسفة وكُتّابا ومُخرجين. لكن ما تفعله الأديان التجمّع معا، وإنشاء المُؤسّسات الجماعية، وللتجمّع تأثيراته الإيجابية على مُستوى القُوّة والطاقة والشعور بالمعنى. وهُنا يُوصي بوتون المُلحدين بقوله: الانعزال لن يصنع شيئا، إذا أردنا تغيير العالَم فعلينا كوننا لا دينيين أن نتجمّع معا.

تبدو المقولات الكلاسيكية للتنوير عن إزاحة الدّين نهائيا ضربا من التزييف لحقيقة الواقع، ففكرة القطيعة التامّة مع الدّيني لا يُصدِّقها الواقع، بل على العكس، يبدو أنّ ما نشهده كونه صِيَغا تنويرية حداثية هو امتداد لما هو ديني بالأساس وإعادة تشكيل له أكثر من كونه إحداث قطيعة تامّة معه. لكنّ التيار التنويريّ المعاصر يبدو مُجيدا لفهم هذه المعادلة للاحتياج البشريّ الأصيل إلى المعاني المُقدَّسة والمتسامية. لكن يظلّ السؤال قائما على الجهة المُقابلة للنهر حول قدرة الأديان الكبرى وعلى المُجدِّدين فيها تجاه تشخيص واقعهم واستثمار أصالة وجودهم، وبالتالي حجز مساحة فاعلة في حياة الأفراد وفق صيغة العالم المعاصر كما هو اليوم.

***
الملايين دخلت الإسلام وآمنت به من خلال معاملة المسلمين الحسنة معهم، فتعرفوا على الدين من سلوك المتدينين كما حصل في اكتساح الإسلام لشرق آسيا دون حروب. وكذلك العكس صحيح، فإن انحراف الرموز الدينية عن الإسلام في معاملاتهم المالية أو علاقاتهم الاجتماعية والأخلاقية يصدّ العباد عن الدين والتدين، ولهذا فإن الله تعالى العليم بطبيعة النفس البشرية لم يُغفل الأثر السلبي لهذا المسلك "الصدمة الوجدانية"، فقال سبحانه: "ربنا لا تجعلنا فتنة للذين كفروا".

أبشع أنواع التنفير من الدين عندما يصبح المشايخ جسورا يمضي عليها الطغاة لنيل شهواتهم، أو يتبرع المشايخ بأن يصنع الجبابرة من فتاواهم أقطاب رحى يطحنون بها الشعوب ويغرقون الأرض بدماء الأبرياء ويملؤون السجون بصفوة المجتمع.

 المؤرخ ويل ديورنت في فصل "أخلاق رجال الدين" من كتابه الكبير "قصة الحضارة" عن أخلاق رجال الكنيسة المنفرة من الدين في إيطاليا بأنها أحط من أخلاق العسكر. ولعلنا اليوم نمر بالمنعطف التاريخي ذاته لأوروبا في حقبة القرون الوسطى وما بعدها في فساد رجال الدين النصراني وتحالفهم مع الإقطاعيين ضد الفلاحين الفقراء، ومع الملوك ضد الشعوب المقهورة، ما تسبّب بكفر الناس برجال دينهم وبكنيستهم وبالرب الذي يدعون إليه.

 التفريق بين "تقديس" علماء الدين، وهو الآفة المرفوضة، وبين "الاحترام
يأتي دورنا في إبراز الصورة المشرقة والمشرّفة لمئات الدعاة والعلماء والأكاديميين الشرعيين المُبَرَّزين الصادقين الممنوعين من الكلام، وعشرات المسجونين من الصادعين بالحق، وغيرهم ممن ثبتوا على ما كانوا عليه أو على الأقل لم يستجيبوا للباطل، فضُيّقت عليهم حركتهم في الحياة وخسروا مصالح كثيرة لكنهم صبروا واحتسبوا وكانوا منارات هدى يستدل بهم الشباب الحائر والجماهير المصدومة إلى سلامة الطريق ويضرب بهم المثل بالثبات على الحق، وبذلك تكون الصورة متكاملة ومتوازنة لتصدق وتصيب أحكام الناس على عالم الأشخاص والأفكار.

 محمد شحرور ودعم تسويقها ومن على شاكلته، وهو المعروف بتحريفاته المكشوفة لمعاني آيات القرآن الكريم، لذلك فليس من المستغرب قفز شحرور إلى الأضواء ليصبح مجتهدا ومجددا للخطاب الديني التنويري، وليس غريبا أن تتبنّاه حكومات، وينال جوائز الدولة، ويُحتفى به عند أعلى القيادات السياسية
 للإلحاد الرغبوي النفسي للأميركي بول فيتر صاحب الكتاب المثير "نفسية الإلحاد.. إيمان فاقد الأب"، وقد ترجمه مركز دلائل، فبعد أن درس فيتر حياة عشرات الأسماء من فلاسفة ومفكري وسياسيي الغرب وفتش عن أثر البُعد الوجداني في إلحادهم، مثل نيتشه، هيوم، راسل، هوبز، فولتير، فرويد، فيورباخ، هتلر، سارتر، سيمون دو بوفوار، إلخ، عقد فصلا تحت عنوان "الإلحاد السطحي: قصتي الشخصية" سرد فيه تجربته مع الإيمان بأريحية بالغة وقال صراحة: "العوامل الأساسية التي جعلتني ملحدا لم تكن فكرية، وإنما اجتماعية ونفسية".





عبد الرحيم علي ومحمد علي

 

الخميس، 29 أكتوبر 2020

خدن الفتاة

 الاكس واشقط وبوي فرند 

 أو خدين الفتاة أو خليل الفتاة أو رفيق الفتاة وصاحبها،


علي عزت بيغوفيتش

 فمنذ أن أصدر كتابه الأثير "البيان الإسلامي" استلم دفة الشهرة والعمق الفكري،

ترك الرجل تاريخا عاطرا من البيان الإسلامي والتنظير الفكري والحضاري لعودة الإسلام إلى استلام قمرة قيادة العالم، وكانت كتبه "البيان الإسلامي" و"عوائق النهضة الإسلامية" و"الإسلام بين الشرق والغرب" بمثابة درجات عالية في سلم صعوده إلى قمم الفكر الإسلامي، باعتباره أحد الأقلام النادرة التي أنجبها التعاطي الثقافي بين الإسلام والغرب، وقد كان -وفق المفكر عبد الوهاب المسيري- ذا ثقافة واطلاع غير معتاد على الفلسفات والمذاهب الفكرية الغربية.

قد كان كتاب بيغوفتيش "الإسلام بين الشرق والغرب" رؤية ناقدة بقلم حاد وجارح للجسد الفكري الغربي والأوروبي بشكل عام في تكامله بين قيم الليبرالية أو الماركسية الوحشية، وبين قيم العنصرية الكنسية التي جمعت بين قداسة الوهم وعنفوان الاضطهاد.

ويرى المفكر المصري الراحل عبد الوهاب المسيري حينها أن بيغوفيتش كان "المجاهد المجتهد الوحيد في العالم الآن، فقد كان يحلل الحضارة الغربية ويبيّن النموذج المعرفي المادي العدمي الكامن في علومها وفي نموذجها المهيمن، ثم يتصدى لها ويقاوم محاولتها إبادة شعبه" وفق ما يرى المسيري، وهو من أبرز الذين خبروا فكر بيغوفيتش وفقهه وثقافته، وقدم لترجمة بعض مؤلفاته المعربة.

أدرك بيغوفيتش -كما يرى المسيري- أن العالم لا ينقسم إلى ليبرالية واشتراكية في فكره وحضارته السياسية المعاصرة، بل إن المدرستين تصدران عن منبع فكري واحد، وأن هنالك رؤية موحدة يصدر عنها المذهبان حتى وإن ادعيا الصراع أو تصنّعا الحرب الباردة.


دكاتره او اطباء او حكماء بعد عصر مصطفي محمود

 خالد منتصر علماني 

ايمن الظواهري القاعدة 

احمد النفيس شيعي المنصورة 


ثالوث الامن والمال والعدل *******

  البلدان تحرص كثيرا على الاهتمام بهذه المفاصل الاساسية، وتسعى الى خلق حالة من الاستقرار فيها، فالأمن يعد اولى هذه الاثافي وأخطرها، فان تحقق، تحقق ما بعده من حلقات، اما المال فلا اعتقد ان نظرية (وسخ دنيا) مازالت سارية!! فلا حركة اقتصادية ولا حياة ولا رفاهية من دون المال،.. وقطعا، ان كل هذه التفاصيل ستبقى لا قيمة لها في حال غاب العدل، او اختفى..


تجريم الإساءة للأديان


 التاريخ يخبرنا عن حروب دينية ضارية حصدت الملايين، حتى بين أتباع الدين الواحد، كما حصل في أوروبا بين الكاثوليك والبروتستانت، وهي حروب امتدت لسنوات، كما الحروب الصليبية، وأخرى طائفية جرت في أكثر من بلد؛ لأن هناك من أساء للدين، أو أخطأ في فهمه، أو اعتقد بأن ايمانه أو معتقده هو الأنقى والأصفى والأصح.

إذا كان الرد على الحقد بالحقد، والكراهية بالكراهية، والعنف بالعنف، فإلى أين سيصل العالم؟ وكيف ستنتهي الصراعات؟ خصوصاً إذا توسل كل ذلك الدين مطية لتحقيق أهداف ومآرب لا إنسانية، مع الإيمان العميق بأن كل الأديان السماوية والرسل والأنبياء حملوا دعوة التوحيد والمحبة والسلام والتسامح، ولم يبشروا بالعنف أو التطرف.

في منحى الأزمة المستجدة في فرنسا، على ضوء الجريمة الإرهابية التي أودت بحياة مدرس فرنسي، واستتبعها هجوم بالسكاكين في باريس على سيدتين عربيتين، ثم ما تلى ذلك من مواقف وتصريحات رسمية وغير رسمية وإعلامية

تناولت المسلمين والدين الإسلامي بشكل مسيئ ومستفز، خصوصاً عندما اعتبرت هذه المواقف مجرد تعبير عن حرية الرأي، وهو ما أثار ردود فعل غاضبة في العالمين العربي والإسلامي، فإن هذا التبرير لا يستقيم مع حجم الإساءة للدين الإسلامي ورسول المسلمين النبي محمد  صلى الله عليه وسلم؛ بل هو تحريض معلن على الكراهية والفتن.

إذا كانت العديد من الدول الغربية، ومن بينها فرنسا قد جرمت معاداة السامية، باعتبارها أحد أشكال العنصرية، فالأولى تجريم معاداة الإسلام والمسلمين؛ منعاً للفتن؛ وتحاشياً لردود أفعال غير محمودة.

لا يجوز بأي حال من الأحوال الإبقاء على تبرير حرية الرأي ساحة مفتوحة للإساءة للدين الإسلامي الذي يعتنقه أكثر من مليار ونصف مليار إنسان ، أو أي دين آخر؛ لأن حرية الإيمان والمعتقد هي جزء من حرية الإنسان التي يجب احترامها، أما حرية الرأي؛ فإنها تقف عند حدود الآخرين ومعتقداتهم. 

المطلوب الآن من أجل وأد أية فتنة، أن تسارع مختلف الدول، وخصوصاً الأمم المتحدة إلى سن وإقرار تشريع؛ يجرم التطاول على الأديان تحت أية ذريعة كانت.


مخاطر مفهوم الجدارة بين النخب في الغرب والشرق

 يقبل الناس الاختلافات في الأجور ولكنهم يريدون إظهار الكرامة والاحترام للجميع. فالمجتمعات التي يُمنح فيها عمال النظافة الجيدون الاحترام بقدر الأطباء الجيدين تكون أكثر سعادة من تلك المجتمعات التي يظهر فيها الناس ازدراء للأقل موهبة والتي يقبلون فيها بسهولة أكبر التباينات في الأجور. لقد تراجع كثير من الأساليب التي جرى بها تعزيز هذا الاحترام، من خلال المشاركة في الألعاب الرياضية أو الخدمات الدينية.

من الواضح أن تحسين الفرص التعليمية، بحسب جدال توني بلير، أمر حيوي. ولكن إذا أصبحت المعركة هي التدافع على السلم الوحيد إلى القمة في السياسة أو الأعمال التجارية، فإن الجدارة ستؤدي حتماً إلى الغطرسة، كما توقع يونغ.

من المحتمل أن تكون الصين على النقيض من حجتي، وهي دولة تبنت مبدأ الجدارة منذ ألف عام أو أكثر. لا أحد يستطيع أن يشك في العيار الفكري للنخب في الصين، ولا في نجاحها في تأمين المزايا لأبنائها. فعندما زرت جامعة إقليمية في الصين قبل بضع سنوات، ودعني الرجل الثاني في التسلسل الهرمي الإداري، وهو عالم يحظى باحترام كبير، وقال إنه يأمل في رؤيتي في لندن. سألته: «ما الذي قد يأتي بك إلى لندن؟». أجاب: «ابني على وشك الانتهاء من دراسته في إيتون». هل ستنجح الصين في تجنب الانقسام الذي أصاب الغرب؟ إذا تمكنت من الجمع بين مزايا الجدارة دون غطرسة النخب، فقد يظل نموذجها السياسي قائماً. بالنسبة للغرب، الإجابة لا تكمن في الحد من عدم المساواة الاقتصادية فحسب، بل أيضاً في خلق شعور بأن كل شخص مهم بنفس القدر.


الأربعاء، 28 أكتوبر 2020

حرية التعبير شماعة ازدراء الأديان *****

  مادة «معالم المنهج الأزهـري»، ومـادة «قضايا عقدية»، ومـادة ِ «الفرق»، ومادة «تصحيح المفاهيم»، ومادة «تيارات ومذاهب»، ومادة «ضوابط الإفتاء»، وغيرها من المواد التى يستطيع الدعاة من خلالها أن يكونوا قادرين على تحديد قضايا الفكر الإسلامى الجدلية ًا لتحديد ًا جــاد الموقف الصحيح منها، بما يسهم فى الحد من ً والشائكة، وبحثها بحثا علمي أفكار التطرف والغلو والإرهــاب، ويساعد فى استقرار المجتمعات الإنسانية.

أكاديمية الداعية المـعـاصـر الـتـى تـهـدف إلــى تأهيل وتـدريـب رجال الأزهر المتفوقين،

فهم الـواقـع مثل علم الاجتماع وعلوم الاقتصاد والإدارة وعلم النفس والإعلام والاتصال الجماهيرى وعلم الجمال المجتمعى وعلم الأمن القومى، بالإضافة إلى بعض العلوم الشرعية مثل مهارة الإفتاء والتراث الإسلامى وأصـول الفقه والعقيدة واللغة ولذلك فالعلوم بالأكاديمية مقسمة إلى علوم لفهم النص وعلوم لفهم الواقع وعلوم لكيفية تطبيق النص بعد فهمه على الواقع المعقد بعد إدراكه.

مؤتمر «تحصين الشباب ضد أفكار التطرف والعنف» الذى تقيمه رابطة العالم الإسلامى بمقر الأمم المتحدة فى جنيف – سويسرا، خلال شهر فبراير الماضى.

********

تتحقق جريمة «ازدراء الأديان» بناءً على ركنين؛ الأول ركن مادي، يتمثل في استغلال الأديان السماوية في الترويج والتحبيذ باستخدام أي وسيلة من وسائل النشر لأفكار متطرفة تحت ستار مموه أو مضلل من الدين.

أما الركن الثاني، المعنوي: ويقصد به توافر القصد الجنائي واتجاه الإرادة إلى ازدراء الأديان السماوية أو تحقيرها أو إثارة الفتن أو الإضرار بالوحدة الوطنية والسلام الاجتماعي، لكي يخرج المنتمين إلى دين معين لي دخلوا في دين آخر ويعتنقوه، أي أن مناط الحماية القانونية بنص تلك المادة هو الوحدة الوطنية والسلام الاجتماعي وليس الأديان السماوية أو الطوائف المنتمية إليها.

يُمكن تقديم جو هاني أو أي شخص للمحاكمة، لمجرد أنه نشر مقال أو صور أو رسومات أو بأي وسيلة أخرى من وسائل النشر أو أي كلام عن دين من الأديان السماوية أو شعائره، وكان هذا الكلام يحمل رأي مخالف أو وجهة نظر مغايرة لما هو مستقر عليه.

تنص المادة 98 من قانون العقوبات المصري على الآتي: «يُعاقب بالحبس مدة لا تقل عن 6 أشهر ولا تجاوز 5 سنوات أو بغرامة لا تقل عن 500 جنية ولا تجاوز ألف جنيه لكل من استغل الدين في الترويج أو التحييذ بالقول أو بالكتابة أ بأي وسيلة أخرى لأفكار متطرفة بقصد إثارة الفتنة أو التحقير أو ازدراء أحد الأديان السماوية أو الطوائف المنتمية إليها أو الضرر بالوحدة الوطنية أو بالسلم الاجتماعي».

طيب في الممثلين والحجاب وكلام افلام مولانا والضيف ولا بحب السينما وى بوس وحضن مش ده مستقر عليه المجتمع . عدالة مشبوه فتيات التيك توك ولا مدينتي ولا البكيني والبركيني ولا راقصات الاجنبيات 

كما تنص المادة 160 من قانون العقوبات المصري على أنه «مع عدم الإخلال بأي عقوبة أشد يعاقب بالحبس مدة ثلاث سنوات وبغرامة لا تقل عن ألف جنية ولا تزيد عن 5 آلاف جنية كل من شوش على إقامة شعائر ملة أو دين أو احتفال أو رموز أو أشياء أخرى لها حرمة عند أبناء ملة أو فريق من الناس».

وفي أحداث الفتنة أو زعزعة الوحدة الوطنية، تكون العقوبة المشددة لمدة 7 سنوات، مع عدم الإخلال بأي عقوبة أشد منصوص عليها في قانون آخر، تكون العقوبة الحبس 3 سنوات لكل من انتهك حرمة القبور أو الجبانات أو دنسها، وتكون العقوبة السجن المشدد الذي لا تقل مدته عن 5 سنوات إذا ارتكبت أي من الجرائم السابقة لغرض إرهابي.

*******


حرب السيسي على الفقراء 1/10/2020

 تؤدي السياسات المالية والاقتصادية للحكومة المصرية إلى التسريع في نقل الثروات من الطبقتَين الدنيا والوسطى إلى الحكومة ونخب الأعمال، مع ما يترتب عن ذلك من نتائج كارثية على الأرجح.

توقّع البنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية، في أيار/مايو 2020، أن يسجّل نمو الاقتصاد المصري تراجعاً حاداً، لتصل نسبة النمو إلى 0.5 في المئة فقط في عام 2020، مقارنةً بـ5.6 في المئة في عام 2019. وتسبق هذا التباطؤ الاقتصادي زيادات متواصلة في معدّلات الفقر، ما يتسبب بتفاقم الهشاشة الاجتماعية للمصريين.

في عام 2019، أشار الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء في مصر إلى تسجيل زيادة كبيرة في معدلات الفقر، من 27.8 في المئة في عام 2015 إلى 32.5 في المئة في عام 2018. وتحدّث البنك الدولي أيضاً عن نمط مماثل، لافتاً إلى ارتفاع أعداد الأشخاص الذين يعيشون في الفقر من 22.7 مليون شخص في عام 2012 إلى 32.5 مليون شخص في عام 2017. بتعبير آخر، ازدادت أعداد المصريين الذين هم تحت خط الفقر بواقع 9.8 ملايين نسمة في غضون خمس سنوات. والسبب الأساسي هو السياسة المالية والاقتصادية التي ترمي إلى التسريع في نقل الثروات من الطبقتَين الدنيا والوسطى إلى نخب الأعمال.

تستند هذه السياسة إلى مرتكزات عدّة، أوّلها أن الحكومة تعتمد بشدّة على القروض، بدلاً من الضرائب، لتمويل عملياتها والمشاريع الضخمة في البنى التحتية. أما الإيرادات الضريبية فتُستخدَم على نحوٍ غير متكافئ في تسديد القروض والفوائد، ما يُفضي إلى نقل الثروات من الطبقتَين الدنيا والوسطى إلى الجهات الدائنة للنظام، الخارجية والداخلية على السواء. ثانياً، تواصل الحكومة خفض الدعم والإنفاق الاجتماعي. ثالثاً، يستمر العمل بالضريبة التنازلية التي تلقي بالعبء الضريبي على كاهل الطبقتَين الوسطى والدنيا. وفي الوقت نفسه، تستمر الحكومة في العمل على تنفيذ مشاريع ضخمة في البنى التحتية بقيادة الجيش، ما يُشكّل أداةً للاستحواذ على الأموال العامة، لا أداةً لتطبيق برامج الإنفاق الاجتماعي والحد من الفقر.

وقد أدّى الارتفاع في معدّلات الفقر إلى زيادة مستويات الحرمان الاجتماعي، والدليل على ذلك التراجع بمعدّل 9.7 في المئة في الاستهلاك العام للسلع والخدمات، مع انخفاض الإنفاق على خدمات مثل التعليم، والرعاية الصحية، والثقافة. والمناطق المدينية هي الأكثر تأثّراً في هذا الصدد، مع تراجع مستوى الاستهلاك بنسبة 13.7 في المئة، مقارنةً بـ5.1 في المئة في المناطق الريفية. فقد تراجع مستوى الإنفاق للشخص الواحد في المناطق المدينية بواقع 1400 جنيه مصري، من 10600 إلى 9200 جنيه، فيما تراجع بواقع 500 جنيه فقط في المناطق الريفية، من 7100 إلى 6600 جنيه.

الجانب الأول لهذه السياسة الذي يجب التوقف عنده هو الاعتماد الشديد على الاستدانة. فالنظام المصري يعوّل بشدّة على الاقتراض الخارجي والمحلي على السواء، لتمويل العمليات الحكومية ومشاريع البنى التحتية. والاقتراض لا يحمي الحكومة من الضغوط العامة فحسب، ما يتيح لها التصرف بنزعة سلطوية أكبر، بل يؤدّي أيضاً إلى نقل الثروات من الطبقتَين الدنيا والوسطى إلى أيدي الجهات الدائنة للحكومة. بتعبير آخر، ونظراً إلى هذا الاعتماد الشديد على الاستدانة مقروناً بالضريبة التنازلية، يُفرَض على المكلّف تسديد هذه القروض زائد الفوائد عليها. المكلّف العادي هو في الواقع بمثابة الوسيلة التي تُستخدَم لنقل الثروات إلى الطبقات العليا التي تملك المال لإقراض الحكومة، وإلى الجهات الدائنة الدولية التي تشمل المنظمات الدولية مثل صندوق النقد الدولي والبنك الدولي، والحلفاء الإقليميين، فضلاً عن الأسواق الدولية.

ومن نتائج سياسة الاعتماد على الاستدانة أن الجهات التي تملك أموالاً كافية لإقراض الحكومة، أي مالكي الدين الداخلي، تُحقّق منافع مباشرة من هذه العملية. وتتيح هذه السياسة أيضاً للنظام إعفاء الأعمال والشركات، لا سيما تلك الخاضعة لسيطرة الجيش، من الضريبة أو الاكتفاء بفرض ضرائب منخفضة على تلك الشركات، فضلاً عن إفادة الأثرياء من ضرائب منخفضة على مداخيلهم الشخصية. وهكذا فإن الاعتماد على المديونية يُمكّن النظام من حرمان المواطنين من إحدى الإيجابيات الأساسية للضرائب، وهي إعادة توزيع الثروات المملوكة من الأكثر ثراء.

تقوم الركيزة الثانية في المقاربة الحكومية على خفض الإنفاق الاجتماعي والدعم الحكومي. فعلى الرغم من تأثيرات جائحة "كوفيد 19" على الأسر المصرية، شهد عام 2020 تراجعاً شديداً في الإنفاق الاجتماعي والدعم الحكومي. وفي هذا الإطار، خفّضت الحكومة وزن ربطة الخبز المدعومة 20 غراماً في 17 آب/أغسطس الماضي، علماً بأن الخبز هو الغذاء الأساسي لنحو 60 مليون مصري. وفي 16 آب/أغسطس، أعلنت الحكومة عن زيادة سعر تذكرة المترو في القاهرة للسنة الثانية على التوالي. فقد أُلغي العمل بالتذاكر الأرخص التي يبلغ سعرها 3 جنيهات، فيما رُفِع ثمن الفئتَين الأخريين من التذاكر من 5 إلى 7 جنيهات، ومن 7 إلى 10 جنيهات. وفي 15 آب/أغسطس، أصدر الرئيس السيسي القانون 170 الذي ينص على حسم نسبة واحد في المئة من رواتب جميع الموظفين، و0.5 في المئة من الرواتب التقاعدية الشهرية لمدة عام كامل. سوف تُستخدَم هذه الأموال من أجل التصدّي للتداعيات الاقتصادية الناجمة عن الأوبئة والكوارث الطبيعية، وهو إجراءٌ إضافي يلقي بعبء الجائحة على كاهل الطبقتَين الدنيا والوسطى. وكانت الحكومة قد قررت، في 10 حزيران/يونيو 2020، رفع سعر التغذية بالتيار الكهربائي بنسبة 19 في المئة، وهي الزيادة السابعة منذ تسلّم السيسي سدّة الرئاسة في عام 2014. وقد أسفر ذلك عن ارتفاع مستوى التضخم، مع تداعيات شديدة على الفقراء، فقد بلغ معدل التضخم في مؤشر الأسعار الاستهلاكية 14.1 في المئة في المدن في أيار/مايو 2019، فيما وصل التضخم في أسعار المواد الغذائية الأساسية إلى 15.1 في المئة.

ثالثاً، يعود نظام الضريبة التنازلية بالفائدة على الأثرياء في مصر. في عام 2017، كانت نسبة 44 في المئة من الإيرادات الضريبية تُستمَد من الضريبة على القيمة المضافة والضريبة على السلع والخدمات، وكلتا الضريبتَين تُفرَضان على الاستهلاك، ما يعني أنهما تنازليتان. يُشار في هذا الصدد إلى أن متوسط إيرادات الضريبة التنازلية في دول منظمة التعاون والتنمية الاقتصادية هو 33 في المئة. وعلى صعيد الضريبة على الدخل الشخصي، وافق مجلس النواب المصري على قانون جديد لضريبة الدخل في 22 نيسان/أبريل 2020. يفرض هذ القانون ضريبة بنسبة 25 في المئة على المصريين الأكثر ثراء الذين يكسبون 400000 جنيه مصري، أي ما يوازي 25000 دولار أميركي. هذا المعدّل الضريبي المفروض على مستويات الدخل الأعلى متواضعٌ نسبياً وفقاً للمعايير الإقليمية والدولية. على سبيل المقارنة، تحتل مصر سابع أدنى مرتبة في أفريقيا في معدل الضريبة على الأكثر ثراء، في حين يبلغ هذا المعدل 35 في المئة في تونس و38 في المئة في المغرب. علاوةً على ذلك، يُسجّل معدل الضريبة على الشركات 22.5 في المئة، وهو خامس أدنى معدل في أفريقيا. من الواضح أن المنظومة الضريبية تنجح في تحميل العبء للطبقتَين الدنيا والوسطى بدلاً من طبقة الأعمال.

إضافةً إلى ذلك، تُلقي سياسة دعم توسّع الشركات العسكرية من خلال استخدام الأموال العامة بمزيد من الضغوط على الطبقتَين الدنيا والوسطى اللتين تتحمّلان الوطأة الأكبر للعبء الضريبي. تُفيد الأمبراطورية العسكرية المتوسِّعة في عالم الأعمال من مجموعة كبيرة من الإعفاءات الضريبية، وهي أيضاً مستثناة من الموجبات والتنظيمات الخاصة بالمشتريات التي تُفرَض على الشركات المدنية. ومن الأمثلة البارزة في هذا الإطار إعفاء الشركات المملوكة من الجيش من الضريبة على القيمة المضافة في عام 2016. ويحصل الجيش على إعفاءات ضريبية على الأرباح التي يجنيها من الفنادق المملوكة منه، ومن مبيعات المواد الغذائية الأساسية، ومن الرسوم الجمركية.

أخيراً، يعطي الإنفاق الحكومي الأولوية لمشاريع البنى التحتية الضخمة التي يقودها الجيش ويسيطر عليها، ما يشكّل فعلياً أداة للاستحواذ على الأموال العامة. وقد أتاحت هذه السياسة، مقرونةً بالإعفاءات الضريبية، للشركات المملوكة من الجيش الازدهار على حساب الطبقتَين الدنيا والوسطى، وكذلك على حساب القطاع الخاص المدني الذي يجد صعوبة كبيرة في المنافسة. على سبيل المثال، صرّح الرئيس السيسي، في تشرين الثاني/نوفمبر 2019، أنه أُنجِزت على امتداد الأعوام الخمسة الماضية مشاريع وطنية بقيادة الجيش تبلغ قيمتها 200 مليار دولار. ومن أجل وضع هذا الرقم في سياقه، نشير إلى أن حجم إجمالي الناتج المحلي المصري بلغ 303 مليارات دولار في عام 2019. ومن الأمثلة على هذه المشاريع الضخمة العاصمة الإدارية الجديدة. تُقدَّر كلفة هذا المشروع بـ58 مليار دولار، وتتولّى تنفيذه شركة مملوكة من الجيش بنسبة 51 في المئة، فيما تملك وزارة الإسكان نسبة الـ49 في المئة المتبقّية. ويؤدّي الجيش أيضاً دوراً بارزاً في تشييد البنى التحتية وصيانتها. مثلاً، في كانون الأول/ديسمبر 2016، أفاد كامل الوزير الذي كان آنذاك رئيس الهيئة الهندسية للقوات المسلحة، بأن الجيش مسؤول عن شق الطرقات وتطوير المشاريع التي تؤمّن فرصاً وظيفية لأكثر من مليونَي مواطن، وفرصاً في الأعمال لما يزيد عن 1100 شركة. يستحوذ الجيش، بدلاً من المواطن المصري العادي، على الجزء الأكبر من المكاسب التي تؤمّنها هذه المشاريع. ويستخدم الجيش هذه المشاريع لاختراق الاقتصاد على نحوٍ متزايد والسيطرة على الأموال العامة.

إذاً تتسبب السياسات الاقتصادية والمالية التي ينتهجها النظام بتفاقم الفقر ونقل الثروات من الطبقتَين الدنيا والوسطى إلى النخب. وإلى جانب الطبيعة السلطوية للنظام، فإن الدعم الدولي الذي يحصل عليه في شكل تدفقات مالية وقروض يساهم في تعزيز جهوده الآيلة إلى إثراء طبقة النخبة في الأعمال والمؤسسات العسكرية على حساب المواطنين. لقد حصلت الحكومة من حلفائها الإقليميين على دعمٍ مالي قدره 92 مليار دولار بين عامَي 2011 و2019، وتستمر في اقتراض مبالغ طائلة من المؤسسات الدولية. تتيح هذه الأموال للحكومة تنفيذ مشاريع ضخمة والإبقاء على منظومة الضريبة التنازلية. ويسمح هذا بدوره للأعمال والشركات المملوكة من الجيش بأن تزدهر، ما يساهم في تعزيز نفوذ المؤسسة العسكرية وشبكة المحسوبيات التابعة لها. وهذا الدعم الخارجي يحمي الجيش أيضاً من التدقيق العام، ويقترن مع الاعتماد المتزايد على الضرائب باعتبارها مصدراً للإيرادات الحكومية.

تترتب عن هذه المقاربة آثار خطيرة في المدى الطويل تذهب أبعد من الفقر المتزايد والحرمان الاجتماعي الذي يعاني منه المواطن العادي، إذ إنه من المحتّم أن يصبح هذا النظام أكثر قمعاً وسلطوية فيما يستمر في فرض سياساته القاسية. وهذا بدوره سيغذّي صعود المقاومة العنيفة للدولة. حتى لو لم تتبلور هذه المقاومة في إطار حركة سياسية متماسكة، لا بد من أن يتفاقم مستوى العنف الاجتماعي، ما يفضي إلى تداعيات مزعزعة للاستقرار في المدى الطويل. فضلاً عن ذلك، يؤدّي توسّع الأعمال والشركات المملوكة من الجيش إلى زيادة الضغوط على القطاع الخاص الاقتصادي فيما يسعى جاهداً للتنافس مع العملاق العسكري. وسوف تكون لهذا الأمر تأثيرات بنيوية طويلة الأمد على الاقتصاد والمنظومة السياسية، وهي تأثيرات يصعب العودة عن مفاعيلها وسوف تستمر على الأرجح إلى ما بعد السيسي ونظامه.

ماجد مندور محلل سياسي وكاتب عمود "سجلات الثورة العربية" لدى موقع "أوبن ديموكراسي". لمتابعته عبر تويتر @MagedMandour.


صورة من قاع المجتمع

  اختفاء فتيات، وظهور عنتيل الجيزة. هذه القضايا ليست مستحدثة، فهى تكرار لأحداث مشابهة فى السابق. فتاة تغادر بيت أسرتها بحثا عن علاقة عاطفية مع شاب، أو هربا من سوء المعاملة والضغط النفسى. وعلى الجانب الآخر يظهر شخص فى بيئة محلية يُقيم علاقات واسعة مع سيدات إما بالمال أو الابتزاز أو بالرضا، وبعد فترة زمنية تتداول مقاطع فيديو جنسية لهذا الشخص – الذى أٌصطلح تسميته بالعنتيل ــ مع هؤلاء السيدات، فتحدث الفضيحة، وما يترتب عليها من آثار قانونية واجتماعية.

 صحيفة «ديلى ميل» البريطانية أول أمس كان هناك حديث عن شخص «سادى» حصل على حكم بالسجن عشرين سنة، 

هذه صور من قاع المجتمع أو العالم السفلى الذى ينشط فيه كل صور الجرائم الشاذة والغريبة. قد تبهرك المجتمعات بجمالها، ورقيها، وجوانب الحضارة المنتشرة فيها، وتستغرب أن هناك جرائم بهذا الشكل تُمارس بين جنباتها، لكنه حال البشرية التى بها أنماط من البشر، بعضهم متدنى فى التفكير والمشاعر والسلوك.
علة ذلك أن المجتمعات الإنسانية المعاصرة باتت على درجة عالية من التعقيد، بحيث تتباين فيها أحوال البشر، وتتفاوت الضغوط الاقتصادية والاجتماعية، وتتنوع خلفياتهم التعليمية والمهنية، مع تفكك روابط المجتمع، يشعر المرء بأنه صار مرجعية لذاته، البعض يتخذ مرجعيات فيها روحانية وتدين وفلسفة، والبعض الآخر يتخذ مرجعيات لسلوكه فيها مادية مفرطة، وانتهازية، واندفاع غريزى، قد يتطور إلى نوعية من الجرائم الغريبة التى نراها.

يشكل ذلك تحديا متناميا فى المجتمع المعاصر، لم يعد يفلح معه الخطابات الدينية التقليدية، ولكنه يحتاج إلى خطابات جديدة تناسب نوعيات متداخلة من البشر، تختلف فى مستواها الاجتماعى والفكرى، ويحتاج كل منها إلى من يتحدث معه بلغته. وهو ما يثبت مجددا أن الدراسات الدينية لا يمكن أن تدرس بمعزل عن العلوم الاجتماعية، وذلك حتى يتسع أفق المشتغل بالخطاب الدينى، ويعى تحولات المجتمع، ويبتكر الخطابات التى تناسبها.

سامح فوزي ناشط مدني الشروق 


الروبل الروسي يهوي لأدنى مستوى في أكثر من 4 أعوام

 هبط الروبل الروسي أثناء التعاملات، اليوم الاثنين، إلى أدنى مستوى في أكثر من أربعة أعوام أمام اليورو متأثرا بانخفاض حاد في أسعار النفط واستمرار تضرر الأصول الروسية من تراجع شهية المستثمرين للمخاطرة.

موسكو تتهم فيسبوك وتويتر وغوغل باستهداف وسائل الإعلام الروسية

 غوغل وفيسبوك وتويتر تقيد الوصول إلى المواد في نحو 20 منفذا إعلاميا، من بينها “سبوتنيك” و”روسيا اليوم” و”روسيا -1″.

هيئة الرقابة الروسية “تؤدي محاولات السيطرة الأجنبية على الفضاء الإعلامي الروسي، أولا وقبل كل شيء إلى عدم تلقي مواطني روسيا معلومات موضوعية”.

“النداءات المتكررة بمطالب وقف الرقابة على وسائل الإعلام الروسية يتم تجاهلها”.

أحد الأخطار في المجال الرقمي هو الهيمنة واحتكار شبكة الإنترنت، هيمنة الشركات الغربية وخاصة الأميركية وعدم الشفافية وانعدام القواعد العامة.

كانت محكمة روسية فرضت، في شهر يونيو الماضي، غرامات مالية قدرها 4 ملايين روبل (نحو 58 ألف دولار)، على شركتي فيسبوك وتويتر.


توتر العلاقة بين الأبوين يؤدي إلى ضعف التحصيل الدراسي للطالب

 الضغوط النفسية داخل الأسرة تشتت انتباه التلميذ وتركيزه داخل القسم الدراسي وتؤثر على تحصيله العلمي.

تعتبر الأسرة أول الجماعات التي يعيش فيها الطفل ويشعر بالانتماء إليها ويتعلم كيف يتعامل مع الآخرين كما تعتبر المسؤولة عن توفير الاستقرار المادي والنفسي والاجتماعي للطفل، مما يؤثر على حياته المستقبلية خاصة الجانب التعليمي منها ونجاحه في المدرسة.

ويؤكد خبراء علم النفس أن العلاقات الجيدة بين أفراد الأسرة تنعكس إيجابا على التحصيل العلمي للأطفال في حين يتسبب توتر العلاقات بين الأبوين في تعكر الأجواء الأسرية حيث يسودها التشنج والتوتر والذي غالبا ما يؤدي إلى التفكك الأسري، ما يؤثر عميقا في نفسية الطفل الذي يتأخر دراسيا جراء معاناته من القلق الشديد ونقص الدافع والاهتمام للتعلم.

خلافات الزوجين لا بد أن تظل في حدود ضيقة لا تصل إلى الطلاب، الذين يختلف تأثرهم بها باختلاف المرحلة العمرية التي يمرون بها ودرجة الإدراك والفهم الموجودة لديهم.

راشد سعيد المهيري، مدير مكتب منطقة الشارقة الطبية، بالإمارات

 كلما كان الطالب في مرحلة مبكرة من الدراسة، أي في المرحلة الابتدائية كلما زاد تأثير هذه الخلافات عليه، مضيفا أن الشرود أثناء الحصة المدرسية والبحث عن رفاق يسمعون المشكلات ويشاركون صاحبها البحث عن الحلول، هي أهم ما يواجهه التلميذ الذي يعتبر والداه المنزل مسرحا لخلافاتهما الزوجية.

وأشار المهيري إلى أن درجة الاستيعاب التي تتوافر لدى التلميذ ترتبط بمدى انشغال ذهنه بقضايا لا علاقة لها بالدراسة ولا المراجعة، وكلما قل الهامش المخصص للدراسة نتيجة تفكيره في خلافات والديه، كلما ازدادت احتمالات تعرضه للفشل والرسوب.

بدورها شددت عفاف المنصوري الطبيبة النفسية للأطفال والمراهقين، على أن الضغط النفسي الذي يسلط على التلميذ بسبب توتر العلاقة بين أبويه يتسبب في تشتيت تركيزه داخل القسم ويفقده القدرة على الانتباه، وهو ما يؤثر في تحصيله العلمي.

 بعض الأسر لا يكون تقديرها لدور المدرسة ظاهرا، بل معدوما في كثير من الأحيان مما يجعل الأولياء لا يتوقعون النجاح المدرسي لأبنائهم، وهو ما ينعكس سلبا على نتائجهم الدراسية.



الثلاثاء، 27 أكتوبر 2020

-مابعد الدين والقومية

 ظاهرتان كبيرتان صنعت تاريخ الإنسان وتاريخ الإنسانية - على الأقل حتى اليوم - هما الدين والقومية.

 إرتبط الدين بالمجتمع الإقطاعى العبودى، بينما إرتبطت القومية بالمجتمع البرجوازى الليبرالى ، لكن المراجعة الفكرية وتجربة التاريخ تثبت أن هاتين القوتين ، الدين والقومية ، كانت دائما ثقافتان تعملان فى حياة الشعوب بإستمرار، وبمعزل عن التطورات الاقتصادية والاجتماعية وإلا بماذا نفسر سيادة الفكر الدينى فى دول لها كل ملامح الدول الرأسمالية كإيران والسعودية مثلاً، وسيادة الفكر القومى الليبرالى لدى شعوب قديمة لها كل ملامح المجتمعات الإقطاعية العبودية كبلاد اليونان القديمة وروما مثلاً ؟

 فقد إستولى الدين على حياة الإنسان منذ البداية لكنه - وبمرور الزمن - تحول

من دين سلام إلى دين سياسة ، وبدلا من أن يمنح الإنسان السلام منحه الحرب والصراع ، وإستمر ذلك هو الحال حتى ثارت أوربا - قائدة التاريخ الإنسانى - على الدين وقدمت للإنسانية ديناً بديلاً هو الوطن - وهوعزيز على الإنسان أيضاً - لكن المشكلة لم تنتهى ، فقد كان الدين البديل دين سياسة بدوره ، وتصارعت دول أوربا فيما بينها وأفنت بعضها البعض بدافع التعصب القومى فى حربين عالميتين لم تعرف الإنسانية لقسوتهما مثيلاً.

عرفت الإنسانية ديانتان عالميتان هما المسيحية والإسلام ، أما باقى الأديان الآسيوية الكبرى كالبوذية والهندوسية والكونوفوشية ، فلم تتطور فى أى لحظة من لحظات تاريخها إلى أن تصبح ديانات عالمية، وظلت عبر تاريخها الطويل محتفظة بدائرة إنتشارها داخل البيئة الآسيوية فقط - بإستثنائات قليلة - كما أنها لم تتطور لتصبح ديانات سياسية تماماً ، كالديانات الإبراهيمية الشرق أوسطية الثلاث ، اليهودية والمسيحية والإسلام. ولسنا هنا بصدد الحديث عن لماذا أصبحت المسيحية والإسلام فقط ديانتان عالميتان، ولكنا نود الحديث عن ماذا حدث عندما أصبحت كذلك؟

**********

الاديان باقية 

تشعر قطاعات عريضة من المتدينين فى كل الأديان بالغيرة على معتقداتهم الدينية، يستوى فى هذا أصحاب الأديان الكبرى، أو الذين يؤمنون بمعتقدات فلسفية أو وضعية. وتجد أحيانا أناسا يتقمصون دور «فرسان المعبد» يدافعون عن الدين، ويزأرون بغضب فى مواجهة من يسىء إليه، فى حين أنهم «غير متدينين»، لا يمارسون عبادة بانتظام، ولا يتسلحون بأخلاق وقيم. هؤلاء موجودون فى كل الأديان والمجتمعات.

نسمع أحيانا فى حوارات مع مثقفين غربيين أن المسلمين أكثر حساسية تجاه النقد الذى يمارس لمعتقداتهم الدينية فى بيئة غربية منفتحة تفعل الأمر نفسه مع المسيحية، وكم أسىء إلى شخص السيد المسيح،

أعقاب الحادث الإرهابى الذى وقع ضد صحفيى «شارل أبدو» ــ منذ سنوات ــ أن أكاديميا بريطانيا رفيعا هو «تيموثى جارتون آش» كتب مقالا حادا تمسك فيه بالليبرالية، باعتبارها منجزا غربيا، مؤكدا أن ممارسة الحرية تقتضى النقد، ونقد كل شىء، حتى لو كانت معتقدات دينية، وهذه هى شروط الحياة فى المجتمع الغربى.

هذا كلام فريق من الغرب يرى الحرية تسمو على المعتقد، وممارسة النقد هى جزء من الحرية، ولكن هناك الآن فريق آخر من أهل الغرب، خاصة بعد أن زاد تواصله مع مجتمعات وثقافات أخرى، أصبح أكثر ميلا إلى إدراك أهمية احترام المعتقدات الدينية لإدارة صحية للتعددية الثقافية ** علي راي بطيرك الروسية الارثوثكسية تعدد قوميات لا ثقافات مستحيل عادات وتقاليد ***، والعلاقات بين أهل الأديان والمعتقدات.

فى الواقع تحتاج البشرية إلى عقود طويلة تتخلص فيها من مخزون سلبى من التصورات النمطية عن الآخرين. نجدها ليس فقط بين أهل الأديان، ولكن بين أصحاب المذاهب داخل الدين الواحد، وبين سكان دول مختلفة، وأحيانا بين سكان أقاليم داخل نفس الدولة، ولن تستطيع البشرية أن تحقق ذلك إلا بمزيد من التواصل، والانفتاح، والثقافة، والحوار العاقل، وإدراك أن الآخر أيا كان لديه ما يقدمه للإنسانية من أفكار وقيم.

ليس الحل هو تبادل الإساءة، كما يروج الغاضبون فى كل زمان ومكان، ولكن الحل هو التجاوز عن الإساءة، وتقديم الصورة الصحيحة للدين والمتدينين. لن تتلاشى المسيحية إذا هوجم السيد المسيح، ولن ينهار الإسلام إذا تعرض النبى محمد إلى هجوم، وكم تحفل كتب التاريخ بأحداث وقصص وحكايات عن الهجوم الذى تعرضت له الأديان، ثم ما لبث أن تلاشى، وظلت الأديان باقية، بل واشتد حضورها وتأثيرها.


الاثنين، 26 أكتوبر 2020

النوم والموت

نخشى الموت ونحب النوم بالرغم من أنهما متشابهان بدرجة كبيرة ففى كل منهما نفقد الإحساس بمرور الوقت ولا نستطيع السيطرة على أجسامنا. نحب الـنـوم فهو راحــة للجسم ولا نستطيع مهما قاومناه إلا أن نستسلم لسطوته فى النهاية فالنوم «سلطان» كما يقولون دائما. عـالـم البرزخ لا نعلم عنه الكثير بعضها مشاهدات وبعضها استنتاجات مما ورد فى القرآن الكريم وبعض التفسيرات الخاصة به وبعضها من السنة النبوية الثابتة. للإمام ابن القيم الجوزية كتاب هام بعنوان «الروح» يكشف فيه عن العديد من الأســرار الخاصة بالروح والنفس من خلال تفسيرات مستقاة من كتاب الله والسنة النبوية.

ولكننا نخاف الـمـوت وذلــك لأسـبـاب كثيرة منها الخوف من الحساب جراء ما اقترفناه من آثام ومنها حبنا الشديد للدنيا بالرغم من ما نعانيه فيها من أحداث لا نرضى عنها... معاناة الحاجة والفقر والمرض والاكتئاب والخوف والتوتر وما إلى ذلك...اختصر المولى جل وعلا َْقنَا َ َقْد َ خل ذلك فى الآية الرابعة من سورة البلد «ل ِ َ نس َ ان ِ ف َى كَبٍد». ْالإ نجد ذكر الموت فى القرآن الكريم كثيرا وذكر النوم ايضا ففى الآية ٢٥٩ من سورة البقرة نجد ذكر عزير نبى الله الذى أماته الله مئة عام ثم بعثه نتيجة أنه مر على قرية خاوية فتعجب كيف يحييها الله بعد فنائها فأماته الله مئة عام ثم بعثه طالبا منه ان ينظر إلى حماره وإلى طعامه فوجد الحمار مجرد مجموعة من العظام النخرة 

وشاهد كيف كسى الله تلك العظام وعاد الحمار إلى سيرته الأولى وطلب منه أن ينظر إلى طعامه وشرابه كيف أنهما بقيا على حالتهما بدون أى تغيير بالرغم من مـرور كل تلك المدة ويقال إن الطعام كان عبارة عن تين ولبن وهما من الأطعمة المعروف عنها سرعة التلف والعطب. اما قصة الفتية المؤمنين فى سـورة الكهف وكيف أن الله أرسلهم فـى سبات عميق لما يزيد على ثلاثمائة عـام وعندما زالـت الغمة واستيقظوا ظنوا أن نومهم قد استغرق يوما أوبعض يوم. والحقيقة أن النوم كالموت ولا يجب أن نخشى هذا ولا ذاك ففى الأول وفى الآخـر نحن فى حاجة إلـى رحمة إلـه وفضله وبدونهما فإننا هالكون لا محالة.

 

لا أحد يستطيع إلزام التجار بأسعار معينة لان السوق تخضع اليات العرض والطلب

 البعض يـوجـه الـلـوم على الـتـجـار برفع الاسعار دائما لماذا؟

 - أى ارتفاع أسعار ناتج عن شيئين أما ناتج عن سوء توزيع أو ناتج عن زيادة الطلب والاثنان نحاول بقدر مانستطيع أن نقوم بعمل مراعاة لهذه المعادلة، فإذا كانت بسبب سوء توزيع فنحن نحاول ان نـوزع فى كل مكان، فلدينا اكثر من ٤ آلاف مـوزع على مستوى الجمهورية فى كل المناطق، بالإضافة إلى أن المعارض والنشرات الـدوريـة بالأسعار الجديدة التى يتم الافصاح عنها ومراقبة الأسعار واختلاف الأسعار والتقارير السنوية والنصف سنوية وبيانات كثيرة يتم الافصاح عنها كغرفة وكاتحاد وغيرها من البيانات فهذا يساعد الباحثين ويتم توزيعها فى


قيم الأسرة المصرية

 الفنانة التونسية سارة حناشي

الحمدلله انها مش مصرية و لا رانيا يوسف كانت قيم الأسرة المصرية انهارت

كاش مايوه على السجادة الحمراء في مهرجان الجونة

ارتدته بـ”قميص النوم”، مؤكدين أنها تغلبت على الفنانة المصرية رانيا يوسف في الجرأة والإثارة.
الشعب المتدين بطابعة شوية وهيخلي سارة حناشي تريند ويفضل يتأمل في صورها ويفصصها

 شعار الإغراء


الدين لايجوز أن يؤخذ بالعقل

 لدين لايجوز أن يؤخذ بالعقل ، الدين شرع نأخذه من الكتاب والسنة والإجماع والقياس

فكما قال علي "كرم الله وجهه" :
لو كان الدين بالرأي لكان مسح باطن الخف أولى من ظاهرها"، مسح باطن الخف أولى من ظاهره.
العقل في التفكر والتدبر في خلق الله في الإبداع والعلم والتعليم والإختراعات .

 الناشطة  أمل الشهراني موجة غضب واسعة بين المغردين إثر إعلانها رفضها لبعض الفتاوي الدينية وأحكام  الإسلامي.

وهند قحطاني تقليد
“تصلين وتحطين مناكير؟”: “الحمد لله إن ربي خلقني بعقل وقالي فكري، أي فتوى لا تدخل دماغي لا أعمل بها”.

التطبيع مع السودان

تقولون إن الفرنسيين يستطيعون التطاول على الإسلام والمسلمين لكنهم لا يستطيعون التطاول على إسرائيل والإسرائيلين فهذا ممنوع في قوانينهم.وهذا صحيح.وأنا أقول لكم عندما تصبحون بقوة إسرائيل ونفوذها لن يتجرأ عليكم أحد، أما وأنتم على هذا الحال فستبقون ملطشة للي بيسوا وما يسواش.وسلامتكم

قبل خمسين عاماً كان الحكام العرب يريدون تحرير فلسطين وإلقاء اسرائيل في البحر، واليوم يتوسلون الى إسرائيل كي تبقيهم على عروشهم وان لا ترميهم في البحر.

على خلفية اتفاقيتي السلام التي أبرمت بين إسرائيل ودولة الإمارات ومملكة البحرين واتفاقية التطبيع مع السودان وإعلان رئيس الوزراء نتنياهو والرئيس ترامب بأن دول أخرى ستقيم علاقات سلمية مع إسرائيل، هل بات الصراع العربي الإسرائيلي على وشك الانتهاء؟

 **

انت اساسا عامل مهرجان للعرى والفضيحه يعنى مطبع مع نفسك .مش هتطبع مع اسرائيل ولا فرنسا؟

رجل الأعمال #نجيب_ساويرس ينتقد الهجوم على #مهرجان_الجونة واتهامه بالتطبيع، على خلفية تكريم الممثل الفرنسي «جيرارد ديبارديو» المعروف بدعمه للكيان الصهيوني