الاثنين، 30 سبتمبر 2024

نعيش من دون توقعات والانجاز

ماذا لو تحررنا من ضغوط الإنجاز وتبني فلسفة العيش ببساطة، بعيداً عن السعي المستمر نحو الكمال

هذا العبء الثقيل من التوقعات يجعلنا نفقد اللحظات الجميلة التي يمكن أن تكون بسيطة وممتعة، نصبح أسرى للقلق من المستقبل، خائفين من الفشل، ومقيدين بخوفنا من عدم تلبية المعايير التي وضعها لنا الآخرون أو التي وضعناها نحن لأنفسنا.

العيش من دون توقعات هو قرار شخصي يتطلب شجاعة كبيرة، قد يبدو الأمر صعباً في البداية، لكن مع مرور الوقت يصبح هذا النهج مصدراً عميقاً للسلام الداخلي، أن تعيش من دون توقعات يعني أن تعيش اللحظة بكل تفاصيلها، أن تسمح لنفسك بالاستمتاع بالوقت الذي تقضيه من دون تفكير فيما إذا كان ما تفعله يفي بمعايير النجاح. 

التخلي عن التوقعات لا يعني بالضرورة التخلي عن الطموحات أو الأهداف، بل يعني أن نتعامل مع الحياة كرحلة، وليست محطة يجب أن نصل إليها بأي ثمن، النجاح والإنجازات تصبح ثانوية عندما ندرك أن السعادة الحقيقية تكمن في القدرة على الاستمتاع بالحاضر من دون الشعور بالذنب أو الضغط. كتاب فن الحضور 

العيش من دون توقعات يعني الحرية الحقيقية، إنه يعني أن نمنح أنفسنا إذناً بأن نكون كما نحن، من دون الحاجة لإثبات أي شيء لأي شخص، قد نجد أنفسنا نحقق إنجازات غير متوقعة عندما نتوقف عن قياس حياتنا بمعايير الآخرين، وقد نشعر بالرضا الداخلي عندما ندرك أن قيمتنا لا تعتمد على ما نحققه، بل على من نكون في جوهرنا.

 السلام الداخلي، حيث نجد أنفسنا قادرين على مواجهة العالم بثقة أكبر، لأننا لم نعدْ نهتم بما يراه الآخرون أو ما ينتظرونه منا. بديلاً عن ذلك، نعيش لأجل أنفسنا، نبحث عن السعادة في اللحظات البسيطة، ونتعلم كيف نحتضن الفشل كما نحتضن النجاح. إنه مسار يحتاج إلى الصبر والوعي، ولكنه يستحق الجهد، ففي اللحظة التي نتخلى فيها عن عبء التوقعات، نبدأ حقاً في العيش، ونكتشف أن الحياة في جوهرها تكمن في لحظات الحاضر التي تمنحنا القوة والطمأنينة.


كتاب «الرأي العام والإشاعة»، عبد المنعم سامي النميمة والشائعات والكذب

  لا يحرف الخبر في اتجاه التهدئة، بل في اتجاه التصعيد، وعليه، فإنه كلما انتشرت الإشاعة يتقلص الخبر ويصبح وجيزاً وتطغى المادة المحرفة

 يختار التفاصيل التي تروقه وهو يعمم الإشاعة

*

بالدوكسا (Doxa)، والإبستيمه (episteme)

وجهات النظر الخاصة والأذواق والتفضيلات الشخصية. وكما أن المرء لا يسعه أن يجادل غيره في أذواقه، فلا يسعه -من حيث المبدأ- أن يجادله بجدية في آرائه

أنا أرى ذلك، أنا أشعر بذلك، أنا أحس بذلك، أنا أعتقد ذلك؛ ولأنها تحصيل حاصل (توتولوجية) في نهاية المطاف: أنا أرى ذلك لأنني أرى ذلك ببساطة، فرأيي الشخصي هو حقي وحريتي الخاصة، بل أحد الحريات المُبجَّلة في واقع الأمر؛ حرية الرأي. وفي مقابل ذلك،

 الإبستيمه هي المعرفة المبنية على أساس متين، على "الشيء في ذاته"، وليس على بعض الأذواق والتفضيلات الشخصية. المعرفة ترمي إلى الحقيقة —هذا هو مبتغاها— والحقيقة كُليَّة ومُلزِمة وليست مجرد رأي. لا بد للمعرفة أن تُثبَت، أن تُبنى على حجج متينة وأدلة واقعية وموضوعية محايدة، ولا بد لكل ذلك أن يكون مبنيًّا -في نهاية المطاف- على اللوجس (على العقل والمنطق)

 اللوجس هو الاسم الإغريقي المُبكِّر لما سيسميه جاك لاكان، بعد مضي 2500 سنة، بـ"الآخر الكبير"، الذي يضمن للمعرفة كُليَّتها وطبيعتها المُلزِمة

اللوجس هو المرجعية التي يتعيَّن علينا جميعا أن نتوجَّه إليها عندما نتوخَّى المعرفة. ويعود هذا التقابل الصارم بين الدوكسا والإبستيمه، بين الرأي والمعرفة، إلى الأسس السقراطية للفلسفة

 ما يُعيِّن الشائعات هو أن لا أحد يتبنَّاها حقًّا، وإنما يقول الجميع: "سمعتُ أنَّ ..."، "يقول الناس ..."، "يُقال إنَّ ..."، "يُشاع أنَّ .

 تتحول النسمة بسهولة إلى عاصفة، إلى إعصار

ثمة شائعات تُختلَق عمدًا وتُنشَر وفقًا لخطة مُبيَّتة، لكنها لا تُؤدِّي غرضها كشائعات إلا إذا بدت بلا مصدر مُتيقَّن منه.

 الشائعات تُعتبر أقل قيمة من الآراء، حيث لا يمتلك أحد الشائعة كملكية شخصية

 الشائعات كانت دائمًا أداة قوية لتشكيل الرأي العام وتدمير السمعة.

من الصعب محو آثارها حتى لو كانت غير صحيحة.


لم نعد نقرأ أخبار الحكومة للأسف والفراغ الاعلامي . نشر الشائعات وهدم رموز المجتمع *************************

أشعر بحزن عميق!

  بقلم   محمد أمين    ٥/ ٩/ ٢٠١٩

لم نعد نقرأ أخبار الحكومة للأسف.. لم نعد نعرف فيم تفكر؟.. ما هى خطتها؟.. ما تفسيرها لما يردده الرأى العام؟.. فلم تعد تصدر «بيانات رسمية» بالمعلومات.. أصبحنا نقرأ نفى الشائعات لنعرف الأخبار.. معناه أنه لا يوجد لدينا جهاز إعلام رسمى.. إنما لدينا جهاز رسمى لنفى الشائعات.. تخيل أن تقرأ فى الصباح نفياً لحوالى ١٢ شائعة فى موضوعات «حساسة» جداً!
ومن العجيب أنها تمس صميم الحياة اليومية.. ولم تسبقها الحكومة ببيان رسمى.. ولم تقدم المعلومات التى قدمتها فى «عملية النفى».. لم يُصدر المتحدث الرسمى بياناً فى أى قضية.. يتركون الناس أسبوعاً ثم يصدر النفى بالجملة.. لماذا؟.. سمعنا شائعات عن شهادات القناة، وتراجع المرور، واستقطاع بعض المدخرات لسداد «الديون».. فالصمت ليس من ذهب!
هناك أيضاً شائعات عن الدولار الجمركى وأثره على زيادة الأسعار.. لماذا لم تشرح الحكومة للناس؟.. لماذا لم تُصدر بياناً، واكتفت بالخبر فقط؟.. وهناك أيضاً شائعات عن استيراد ألبان فاسدة للأطفال، وفرض رسوم على خدمة الطوارئ بهيئة الإسعاف.. كيف استسلمنا لكل هذه الشائعات؟.. كيف سمحنا لها أن تعيش بيننا؟.. لماذا لم نواجهها بأخبار صحيحة؟!
وقس على هذا ما قيل عن اللعب فى معاشات الأبناء.. خاصة الابنة غير المتزوجة فى معاش والدها.. وفصل أيام الحضور بين الطلاب والطالبات فى الجامعات.. وهلمّ جرا.. أين نحن من كتائب تعمل على الشوشرة.. أين نحن من كتائب تحاول ضرب الاستقرار فى مصر؟.. كيف نسمح بهذا، وننتظر حتى يمر أسبوع؟.. المهم أن الشوشرة تحدث دائماً خلال سفريات الرئيس!
أشعر بالحزن أن التعليمات تصدر بنشر الخبر مجرداً فى سطرين فقط.. ثم يكون هناك «لغط».. ثم يصبح مثل كرة الثلج.. ثم تصدر تعليمات رسمية بالنفى.. فهل يعقل هذا بذمتكم؟.. اتركوا العيش لخبازيه.. هناك خدمة خبر لا تقل أهمية عن الخبر.. وهناك شرح لابد أن يُقدم مع الخبر.. وهناك «بيان» لابد أن يصدر مع أى قرار، ولا ينبغى أن يترك سؤالاً دون إجابة!
ويؤلمنى فعلاً أن تظهر مصر كأنها تبدأ «من الصفر».. ويؤلمنى أكثر أن يُنظر إليها باعتبارها «لا تعرف» وليس هناك من يعرف.. هل مصر فعلاً تتخبط؟.. ألا يوجد فيها من يملك أن يصنع إعلاماً مهنياً محترماً؟.. هل كتيبة الشائعات المعادية أقوى من مصر؟.. مصر ليست دولة من الصفر.. وتملك إعلاميين ينشرون الإعلام فى المنطقة.. ويعلّمون الغير أصول الإعلام!
وأخيراً، مصر ليست «دولة مبتدئة».. لدينا تاريخ طويل فى صناعة الإعلام.. اعتمدت عليه دول المنطقة مقروءاً ومسموعاً ومرئياً.. فلماذا أصيب الإعلام بالفشل، وظهرت الشائعات، وأصبحنا نعرف الأخبار من النفى الرسمى؟.. هذه مسألة تحتاج إلى نقاش طويل وعريض!.

*
الفراغ الإعلامى

 د. عمار على حسن    ٢٠/ ٩/ ٢٠١٩

مع «ثورة الاتصالات»، ولذا لن ينتظر الجمهور طويلا أمام إعلام لا يقدم له الحقائق، ولا يبذل جهدا واضحا فى سبيل بلوغها، إنما سينصرف إلى إعلام آخر، إن لم يقدم له الحقيقة، فعلى الأقل يطرح رأيا مختلفا، أو يحرص على تنوع الآراء حول القضايا اليومية المتجددة، التى يؤثر أغلبها على حياة الناس، ويعمل على تمثيل المواقف حول المصالح المتعددة، بل المتقابلة والمتناقضة أحيانا.

وقد يكون الإعلام الرسمى والتقليدى حافلا بمن يظنون أنهم يمتلكون زمام الموقف، ويسيطرون على أسماع الناس وأبصارهم، بما يتوهمون أنها لحقيقة المطلقة

والفراغ الإعلامى فى الساحة العربية ليس بمسألة جديدة علينا، ففى ظل بيئة سياسية مغلقة، وجدت إذاعات وفضائيات أجنبية فرصا سانحة للتسلل إلى البيوت، كى تملأ فراغا، مستغلة إخفاق وسائل الإعلام المحلية فى فعل هذا. وهنا يقول الخبير الإعلامى الكبير السيد الغضبان، وهو ممن ساهموا فى صناعة تجربة «صوت العرب» فى عصرها الذهبى: «شعر المواطن العربى بفراغ إعلامى لسنوات طويلة فيما يتعلق بالأخبار، وكان هذا الفراغ الإعلامى هو المناخ الملائم الذى يسمح لأى وسيلة إعلامية تتمتع بقدر مناسب من الحرية والاستقلال أن تملأه، وأن تجذب الجماهير العربية العريضة التى تتوق إلى إعلام يقدم لها أكبر قدر من الأخبار المحجوبة عنها، ويقدم لها الموضوعات السياسية بقدر معقول من الموضوعية».

لا يوجد فراغ إلا وهناك من يسعى إلى ملئه دوما، فإن لم يفعلها الأقرب إليه، جاء الأبعد مهرولا ليقوم بهذا.
إنه قانون الطبيعة، وسنة الحياة، ومسار التاريخ، الذي لم يخطئ مرة.
والسياسة ليست استثناء
، فإن فرغ مسرحها لأي سبب، جاء من يشغله على عجل.

ضرورة إعادة عجلة السياسة إلى الدوران

هل الفراغ السياسى فى أى مجتمع ينتظر بالضرورة خطابا وفعلا سياسيا ليملأه؟.. يبدو هذا سؤالا مهما لاسيما فى الحالات التى يكون فيها مثل هذا الفراغ مقصودا، بغية هبوط اهتمام الناس بالشأن العام إلى حده الأدنى، أملا فى تلاشيه، حتى لا تتشكل كتلة حرجة يمكن أن تقود احتجاجا، أو تفكر نخبة فى صناعة بديل، يلتف قطاع من الشعب حوله، وحتى لا يسلك الجمهور أى سبل للضغط على صناع القرار ومتخذيه، وربما لا يجد كثيرون منهم بدا من الصمت، أو الانشغال بأعبائهم اليومية الثقيلة، لاعنين السياسة ومشتقاتها، كما سبق أن فعل الإمام محمد عبده بعد تجربته القاسية مع الثورة العرابية. مثل هذه الحالة من الفراغ لا يمكن لها أن تستقر وتستمر، 

لأن نزوع الجمهور إلى المشاركة، بمختلف درجاتها، لا يتوقف، حتى لو كانت مشاركة سلبية، أى عدم الاستجابة لتعبئة السلطة له، إذا دعاها ظرف أو هدف لهذا، أو الكف عن تقريظ أداء المسؤولين من خلال وسائل التعبير التى يتيحها الإعلام البديل، أو وسائل التواصل الاجتماعى، بل ربما الاكتفاء بتحبيذ آراء ناقدة، أو محايدة، أو متسائلة. ويكون على السلطة وقتها أن تسعى هى إلى شغل الفراغ، ليس من خلال احتكار وسائط التعبير التقليدية والحديثة فحسب، بل أيضا عبر الاستجابة السريعة للمطالب الخدمية البسيطة والحياتية، وسن القوانين التى تقيد التعبير والتدبير السياسى، ودفع أحزاب أو حركات سياسية لتلعب دور المعارضة الشكلية، والنيل من سمعة رموز السياسة المعارضين أو إنزال العقاب المادى بهم، لترويع البقية من جهة، وإيجاد فرصة لثرثرة من جهة ثانية، يتم فيها تفريغ الطاقات، وإنهاك النفوس وإخمادها.

وقد يتم اللجوء إلى ملء الفراغ السياسى بما هو ليس سياسيًا، مثلما يتم فى لفت انتباه الناس بشدة فى اتجاه المشكلات الاجتماعية الطارئة، والجرائم المنظمة، وقضايا الرأى العام غير السياسية، والفتاوى الدينية الشاذة، والفضائح الغريبة المثيرة، والأخبار اللافتة لنجوم الفن والرياضة، وكسر حرمة الحياة الشخصية لبعض المشاهير، والتركيز على الأزمات والأحداث الخارجية الكبرى التى تجرى فى الإقليم والعالم، واستثمارها فى تكريس القائم، ومدح السائد.

*
Sep 5, 2019

صناعة الإعلام

 المقولة الشهيرة “كلام جرايد”.. وربما ما يزيد الطين بلّة، تواضع المستوى المهني وانحسار “القدوة”، وتحول كل النماذج الإعلامية العربية بشكل أو بآخر من أداة “تثقيف” إلى وسيلة “تصفيق”!

*

Nov 19, 2020

 حروب الجيل الرابع، والتي أبرز مظاهرها هو نشر الشائعات، وهدم رموز المجتمع وتدمير التعليم، والتي تصدر عن جهات موجهة لها أهداف خبيثة معادية للوطن.

الفكاهة والمرح، ما يدفع هذه الجهات للتطاول على القيم الثابتة والراسخة داخل المجتمع، بل ووصل الأمر إلى القرآن الكريم والأحاديث النبوية المشرفة، في إطار السعي لبث الطاقه السلبية ما يقلل من الانتماء للوطن والمؤسسة ويهدم القيم ويثبط الهمم عن الجد والاجتهاد. 

واقعة الأوضاع المخلة بين طالب وفتاة بجامعة الأزهر 

جامعة الأزهر: جهات خبيثة تسعى لنشر الشائعات وهدم رموز المجتمع

افضل اعلامي 

محمد علي خير

* Jun 1, 2021

الشائعات تنافس الإعلام

 الشائعات التي تناولت القطاع الصحي احتلت النسبة الأعلى، تلتها شائعات الشأن العام، ثم شائعات القطاع الأمني، فالقطاع الاقتصادي، وتساوت الشائعات التي تناولت القطاع السياسي مع شائعات القطاع الاجتماعي.

 الشائعات تتعلق بأبرز ما يهم المواطن الأردني إذ أن اللقاحات وفايروس كورونا يحتلان الأهمية لديه إضافة إلى قضايا الشأن العام، في حين يصر المسؤولون الحكوميون على انتهاج سياسة التعتيم ومنع النشر وحصر المعلومة بإصدارها عبر المؤسسات الحكومية في حال تم الإفصاح عنها.

تأخر المعلومة يعتبر أحد العوامل الرئيسية لانتشار الشائعات، خصوصا في وقت الأزمات والأحداث التي تثير الجدل واهتمام الرأي العام. وهو ما تكرر في عدة مناسبات طالت حتى العائلة الملكية في قضية الأمير حمزة التي أخذت اهتماما واسعا داخليا وخارجيا.

*

#مصطفي_أبو_تورتة


  بقلم   د. ثريا أحمد البدوى    ٥/ ١٠/ ٢٠١٩

نحتاج إلى ممارسات أكثر ديمقراطية على المستوى الشخصى داخل الأسرة، والمهنى فى العلاقة بين الرئيس والمرؤوسين، والمجتمعى على مستوى الدولة والشعب.. والأهم علينا إعمال العقل على المستوى الذاتى.. والتفكير الصحيح فيما نستقبله من معلومات من أى شخص أو وسيلة.. وعلينا التأكد والبحث عن الحقيقة من عدة مصادر.. وألّا نعتمد على شخص ثقة، أو إعلامى ذى ثقل، أو سياسى خبير فى فهم ما يحدث حولنا من أمور.. لا نحتاج فى هذا العصر التكنولوجى المنفتح إلى وصاية من أحد علينا.. ولسنا مُسيَّرين لتحقيق أهداف الآخرين الشخصية أو السياسية أو الربحية.. بل مُخيَّرون.. لدينا عقل يمكنه أن يبحث ويفتش ويسأل ويتقصى ويستوعب ويفكر وينقد.. عقولنا ليست مِلْكًا لأحد يتلاعب بها كيفما يشاء.. عقولنا لنا.. وعلينا إعمالها وإدارتها كما أمرنا الله سبحانه.. وإذا جاءنا مَن يُنبئنا بموقف، أو حدث، أو رأى، أو معلومة.. فلنتبين.. حتى لا نظلم أو نُظلم
الأستاذ بكلية الإعلام جامعة القاهرة

مازلنا شعبًا تحكمه الأهواء والاستمالات العاطفية وتدغدغه المشاعر.. شعوب أنهار كما سطّرها جمال حمدان فى كتابه الرائع 
«شخصية مصر».. أو حشد أنثوى ومنقاد وتابع وعاطفى يسهل التأثير عليه، كما أشار جوستاف لوبون، وكما مارس هتلر تأثيره ودعايته فى الحشد الألمانى، وكما كان يسيل لعاب الكلب فى مفهوم المنبه والاستجابة لإيفان بافلوف.. وعقلى لا يفصل أبدًا بين استجابة واستقبال المصريين لتورتة «مصطفى» وبين فيديوهات «الأسبانى» و«غنيم»، وإعلاميى الفضائيات، وبعض السياسيين، وكذلك ممارسات الأهل الإغوائية فى التأثير على أولادهم لتحقيق الاستجابة المرجوة.. النماذج كثيرة فى حياتنا الخاصة والمجتمعية.. وقد تعاملوا معنا جميعًا من هذا المنظور.. يوجهون لنا رسائلهم وكأننا لا نعى ولا نفكر.. يتعاملون معنا كحشد مُسيَّر.. كقطيع سهل توجيهه.. رَوَت وكتبت الفتاة قصتها وفضحت خطيبها.. وصدّقها كثيرون وتبنوا وجهة نظرها.. ولم نفكر فى أن نسمع الطرف الآخر ومبرراته.. وأن نتحرى صدق الرواية قبل الحكم على الرجل.. وأن نحاول أن يكون لنا معنى منفصل للأحداث.. ولكن صدَّقنا.. وحكمنا عاطفيًا وتخيلنا موقف الفتاة المحزن، كما عاش البعض فى ظلم الدولة لـ«محمد الأسبانى»، وصعب على البعض ما آل إليه «غنيم».. ولكن لم نفصل بعد ذلك بين تخيلاتنا وإدراك الموقف الحقيقى.. ولم نُعمِل العقل فى استيعاب القصص والروايات المرسَلة.. ولم نحاول تقصى الحقيقة من أطراف أخرى أو مواقع أخرى.. قادتنا مشاعرنا وظروفنا وتحيزاتنا نحو التصديق.. نحتاج إعلامًا يبنى ولا يهدم، ينشر الوعى وينير ولا يوجه أو يؤثر.. نحتاج إلى مدرسة وجامعة تُنمِّى التفكير النقدى بصورة عملية تطبيقية وليست نظرية..

Oct 5, 2019
6/12/2019
مواجهة الاشاعات السيطرة علي الاعلام 

لا تسطيع ان تحكم المواطن العادي البرلمان
عندما يزيد عن 5 الف يعتبر منصة اعلامية كيف يتحكم في المواطن العادي
تشير واتصال الناس ببعض بل بالعالم +++++++
الدولة تفرض سيطرتها 
يمسك شك مشير بوستت لمحمد علي مثلا ويفتش موبيله جماعة محظورة 
رجعوا تاني السلطات الرقابية

Jul 5, 2021

انتشار الشائعات في البلاد وتأثيرها على الرأي العام وزعزعة الاستقرار، لكنها في نفس الوقت تتجاهل حقيقة أن ضعف الإعلام الأردني ماديا ومهنيا دفع المواطنين إلى الاعتماد على المصادر الأجنبية ومواقع التواصل لمعرفة ما يجري حولهم.

معرفة أسباب نشوء الإشاعة والأخبار المضللة أو المنقوصة ومعاينة آراء المؤثرين وقادة الرأي ونقاشاتهم، بعد أن تعدت الشائعات المستويات الحكومية لتطال المؤسسة الأمنية والقوات المسلحة.

 ما يقلق السلطات أن الشائعات والأخبار المضللة تربط المؤسسة الأمنية بشبهات فساد متنوعة وهي تحمل أهدافا ونوايا واضحة لزعزعة احترام المؤسسة التي تنال ثقة المواطنين أكثر من غيرها.

 مصادر الشائعات خارجية عبر وسائل إعلام أجنبي وداخلية عبر مواقع التواصل الاجتماعي، إلا أنها مازالت تتجاهل حقيقة أن ضعف الإعلام الأردني سواء الخاص أو العام هو من دفع المواطنين إلى الاعتماد على المصادر الأجنبية ومواقع التواصل لمعرفة ما يجري حولهم.

وتمنع الحكومة الأردنيّة في كثير من الأحيان المعلومات عن الصحافة، وأصبح حظر النشر مرافقا لأي قضية تشغل اهتمام الأردنيين، فلا تجد وسائل الإعلام الخاصة إلا مواضيع الترفيه لتملأ المساحة الفارغة لديها، وبعضها ينزلق إلى ممارسات غير مهنيّة لكنها تبقى بالنسبة إليها أخف ضررا من التورط في الحديث عن الأزمات السياسية والاقتصادية الممنوعة من التداول الإعلامي.

هذا العصر المعقد بالأحداث السياسية والاقتصادية والعلمية، أصبحت المعلومات تخضع كما في علم الاقتصاد لنظرية العرض والطلب، فإذا كان الطلب على المعلومات أعلى من المعلومات المعروضة، ستأتي الإشاعة لتحل وتغطي النقص المعروض من المعلومات.

ويؤكد خبراء في الإعلام أن الإشاعات والأخبار الملفقة هي الوقود الذي يغذي به أصحاب الأجندات مُتابعيهم لاستقطاب الرأي العام أو تصفية حسابات شخصية وسياسية

والخطير في الشائعات هو أن أغلبها تبقى مستمرة وتمتد دورة حياتها طويلا رغم نفيها أكثر من مرة ورغم إثبات عدم صحتها، إلا أنها تبقى مزروعة في أذهان الأردنيين على أنها حقائق؛ ولا يحصل نفي الإشاعة على صدى كبير كما تحصل عليه الإشاعة نفسها، ولا يتم تعديل الصورة الكاذبة التي صدقها الرأي العام منذ البداية، فتتراكم المعلومات الكاذبة وتكون محركا للمواطنين في تأزم الوضع السياسي.

 الضغوط النفسية والاقتصادية التي يعاني منها المواطن، والتي أثرت على طرق التفكير وأدوات التحليل، بالإضافة إلى ضعف برامج التربية الإعلامية التي من شأنها صقل قدرة شريحة اجتماعية واسعة وتمكين الرأي العام من تمييز الغث من السمين.

 في وقت الأزمات والكوارث والحروب يزيد الطلب على المعلومات، لذلك على الحكومات التحرك الاستباقي لكشف المعلومات بالسرعة الممكنة، حتى تقطع الطريق على أي جهة تريد استغلال الظروف لتمرير أجندتها الخاصة، داعيا إلى مواجهة الإشاعات من خلال التربية الإعلامية والالتزام بأخلاقيات المهنة الإعلامية والصحافية في نقل الحقائق، وذلك بعد التمحيص والبحث والتأكد من المعلومات.

في الأردن أن الإعلام الرسمي ينشغل بالترويج للسلطة وإنجازات الحكومة متجاهلا المعلومة التي يبحث عنها الشارع الأردني، وساهم هذا في انتشار الأخبار الكاذبة وغير الدقيقة، حتى باتت ظاهرة تؤرق الحكومة وتبحث عن حلول تدور جميعها في نفس الإطار وهو طرح مشاريع بعيدة عن أصل الداء.

 مكافحة الإشاعات بمختلف أشكالها وأنواعها ودرجة انتشارها تكون من خلال إتاحة المعلومات العامة للمواطنين وحق الحصول عليها.

الرد على الشائعات بالحقائق وليس السبّ

* Aug 6, 2021

ما المصدر غير الموثوق؟ فهل تعتبر قنوات كالـ«بي بي سي» و«دي دبليو» الألمانية وشبكة «آر تي» الروسية مصادر غير موثوقة؟ وماذا عن أجندات الثورة الصناعية الرابعة المنشورة على الملأ على مواقع رسمية كموقع الحكومة البريطانية والمنتدى الاقتصادي العالمي؟ وإن لم يكن كل ذلك كافياً، فهل تعتبر المصادر الأكاديمية كجامعات هارفارد وأكسفورد والـ«أم آي تي» (MIT) بمناهجها الجديدة والتي تتناول تكنولوجيا النانو ودمج البيولوجيا بالتكنولوجيا، هل تعتبر تلك مصادراً كافية لتنبئنا بمستقبل تكنوقراطي تحكمه المدن الذكية أم سنبقى ندفن رؤوسنا في الرمال؟

 السؤال الأهم فهو: هل يحق لنا أن نسم أي رأي لا يعجبنا بوسم «الشائعة» حتى إن كان مبنياً على الحقائق والبحث العلمي؟ وهل لنا الحق في تكميم الأفواه التي عبرت عن مخاوف منطقية بكل حسن نية، أو سردت الحقائق المُرة فحسب؟

تدليس «البحث العلمي» لتمرير أجندات مريضة عن طريق تمويله من الجهات الداعمة لها، أصبحت الحقيقة أكثر ضبابية، وصار البحث عنها أكثر إلحاحاً، وللأسف فقد أصبح العلم كهنوتاً أشد وطأة من الكهنوت الديني المتطرف!

هنا نحتاج إلى فلسفة العلوم، وهي تخصص دقيق يُعنى بتفكيك الخطاب العلمي وتحليل أدوات بحثه، وكذلك يلزمنا الكثير من القراءة والبحث الموضوعي من عدة مصادر، لا من تلك التي تروق لنا فحسب!

الجانب الجيد في الموضوع– ولا أعلم إن كان إيجابياً بالفعل- هو مدى صراحة تلك الجهات الداعمة والممولة لأجندات كبرى كالثورة الصناعية الرابعة والتحول إلى الاقتصاد الرقمي المبني على بياناتنا الشخصية والبيولوجية biometrics بكل تفاصيلها الخاصة human capital، فعلى سبيل المثال، كل ما عليكم فعله هو تصفح محتوى المنتدى الاقتصادي العالمي لمعرفة إلى أين قد يتجه العالم. إذاً هل تقع كل هذه المعلومات تحت بند «الشائعات»؟ وهل هي فعلاً مجرد «مؤامرة» إن كانت هذه الأجندات تطرح على الملأ في المواقع الرسمية؟

*
Aug 15, 2021

خبراء في الإعلام يؤكدون أن الإشاعات والأخبار الملفقة هي الوقود الذي يغذي به أصحاب الأجندات مُتابعيهم لاستقطاب الرأي العام.

Sep 28, 2021

"الحقيقة هي أن مئات قد ألقوا وراء القضبان بسبب منشورات على مواقع التواصل الاجتماعي، والأخبار الكاذبة لم تتوقف". 

"الشائعات تزدهر في بيئة يتم فيها حجب الحقيقة. يتم مكافحة الأخبار الكاذبة والشائعات من خلال الحفاظ على حرية تداول المعلومات، وليس بالسجن".

مطلع عام 2020 تمت محاكمة عدد من الأطباء والصحفيين ومستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي بتهمة نشر أخبار كاذبة بعد أن انتقدوا طريقة تعامل الحكومة مع وباء كورونا أو شككوا في العدد المعلن للإصابات.

-*Nov 20, 2021

المعلومات المضللة

Nov 22, 2021

إشاعة الأمن والأمان.. بالإشاعات!

 اشاعة الامن والامان في المجتمع بدلاً من الصمت أمام الاشاعات والاخبار الكاذبة!.

لماذا انصب جل الاهتمام على الاستقرار السياسي، وهدوء البرلمان، ليكون هدفاً بحد ذاته، بينما تناست وزارة الداخلية ان الاستقرار السياسي منقوص ما لم يكن مقروناً باستقرار مجتمعي واقتصادي ونفسي في المجتمع، الا ان أجهزة الأمن فشلت، في تحقيق كل ذلك،

جهاز أمن الدولة وإدارة الجرائم الإلكترونية
لا أرى لا أسمع ولا أتكلم!.

*
Dec 19, 2021

الشائعة ليست كاذبة بالضرورة


 أقدم الوسائل الإعلامية في التاريخ، فقبل اعتماد الكتابة كانت المشافهة هي قناة التواصل الوحيدة بين المجتمعات. وكانت الشائعة وسيلة لنقل الأخبار وبناء السمعة أو تقويضها وتأجيج الفتن والحروب.

ويبدو أن حضور الصحافة ومن ثم البث الإذاعي وختاما فورة الإعلام المرئي والمسموع، لم تستطع إخماد الشائعة. فبرغم تكاثر الوسائل الإعلامية، لا تزال العامة تستقي الكثير من معلوماتها من المحادثات الشفوية، بل إن جل ما فعلته الوسائل الإعلامية الأولى، بعيدا عن إخماد الشائعات، كان جعلها أكثر تخصصا، بحيث باتت كل وسيلة تنشر الشائعات في مجال محدد وخاص بها. 

ما يميز محتوى الشائعة ليس طابعها المثبت أو غير المثبت، وإنما مصدرها غير الرسمي.

برغم عدم الاعتراف بصدقية هذه المصادر، فإنها تبقى “رسمية” أي مؤهلة قانونيا لبث المعلومات.

 نطلق من ثم تسمية “شائعة” على ظاهرة بروز معلومات وانتشارها في المجتمع لم تؤكدها المصادر الرسمية علنا، أو على العكس عمدت إلى تكذيبها.

فمفهوم المصدر “الرسمي” مفهوم سياسي يحكمه توافق هوية الجهة التي تتمتع بسلطة قانونية تخوّلها الحديث في هذا الموضوع أو ذاك، وإن لم تكن هذه الجهة غير مؤهلة لذلك على المستوى الأخلاقي. وانطلاقا من هذا الواقع يمكن القول إن السلطة هي موضوع الشائعة. فإذ تفضح الشائعة الأسرار وتقترح الفرضيات، تجبر السلطات على الكلام، وإن كانت تنكر على هذه السلطات الحق في أن تكون المصدر الوحيد المخوّل الكلام.

أضف إلى أن التداول في الشائعة يبقى وليد فعل عفوي وتلقائي لا ينتظر دعوة من أحد. والشائعة كثيرا ما تعبر عن موقف معارض، خصوصا أن التكذيب الرسمي لها لا يقنع الجماعة، كما لو أن صفتي “الرسمي” و”الموثوق به” لا يمكن أن تجتمعا. ومن ثم تشكل الشائعة شاهدا على الارتياب في السلطات وفي هوية من يملك حق التحدث في هذا الموضوع أو ذاك. وإذ تحمل الشائعة معلومة موازنة وأحيانا مناقضة للخبر الرسمي، يمكن اعتبارها سلطة مضادة.

15 يناير 2022






الجمعة، 27 سبتمبر 2024

جيل مثقفي ما بين الحربين العالميتين (1914- 1945) جلال امين

  الانفتاح الاقتصادي في عهد السادات خلق طبقة متوسطة مشوهة وجشعة وسقيمة التطلعات، وأسوأ خُلقاً وأقل إخلاصاً لفكرة الطبقة العاملة،

 الحقبة الزمنية التي تلت الانفتاح ونتجت عنه اسم «العصر الأميركي»، لأنها تميزت بالتبعية السياسية للولايات المتحدة الأميركية وبخلق نمط استهلاكي في المعيشة.

 ديمقراطية يوليو المنقوصة

مجانية التعليم، وخلقت تكدساً في المدارس أضرّ بجودة تدريس اللغة العربية.

إصلاحاً تعليمياً على الطريقة الأميركية بدأ من العراق 

لتصدير النموذج الغربي في الحياة والتفكير وصناعة دعاية للقيم والنظام الأميركيين. وهذا أضر باللغة العربية التي استُبدلت بالإنكليزية. لكن أمين تجاهل أن التعليم الأميركي في مصر لا يتلقاه سوى شرائح محدودة من المصريين، وهم أبناء الطبقات الثرية.

 تزاوج رأس المال والسلطة في عهد مبارك.

غلبة التفكير المادي وحلول الاهتمامات المادية محلّ الأخلاقية، وهو ما أطلق عليه عصر الاقتصاد، منادياً في الوقت ذاته بحدوث ثورة روحية، قائلاً إن إصلاحاً اقتصادياً ليس حلاً للأزمة الراهنة.

الحراك الاجتماعي السريع الذي أحدثته التطورات الاقتصادية التالية لـ «ثورة يوليو»

ولادة طموحات مفرطة لدى البعض للصعود الاجتماعي من ناحية، وشعور بالإحباط والإخفاق لدى من عجزوا عن تحقيق ذلك الصعود من جهة أخرى. أضف إلى ذلك حالة التغريب التي صنعها الانفتاح وقبلها النكسة والهزيمة أمام إسرائيل في 1967.

تشدد الخطاب الديني، وفقاً لأمين، هو رخاوة الدولة المصرية في ميدان الاقتصاد وفي مواجهة والفساد وأعدائها الخارجيين، بالإضافة إلى فتح السادات المجال العام أمام الإسلاميين لمواجهة الشيوعيين وتيار اليسار بأكمله الذي كان ضد سياساته الاقتصادية والخارجية، بخاصة سياسة السلام الذي عقده مع إسرائيل.

 تحول نوعي للخطاب الديني إلى الأسوأ مقارنة بحقبة ما قبل نظام يوليو 52.

1926 الشاعر الهندي طاغور 

 الدين هو لون من ألوان التعبير الإنساني عن العواطف والميول والمثل العليا، وإن هذا اللون من ألوان التعبير متصل أشد الاتصال بأمزجة الأفراد والأمم (....) فمن الثروة للإنسانية أن تحتفظ بهذه الألوان المختلفة التي عبرت بها الأمم والشعوب عن عواطفها وميولها إلى الحق الذي لا حد له، ومن يحاول محو دين من هذه الأديان إنما يبدد نوعاً من الثروة التي تحرص عليها الإنسانية»

الانفتاح الاقتصادي في عهد السادات خلق طبقة متوسطة مشوّهة وجشعة

أرجع كل مشكلة التدهور الثقافي إلى نظام يوليو 52 وما تلاه. 

رغم أن أمين أستاذ للاقتصاد، إلا أنه عظّم من العوامل الثقافية باعتبارها حلاً لمشكلات المجتمع



الخميس، 19 سبتمبر 2024

لا وجود تقريباً للعصبية الوطنية الجامعة، وإنما كل المحبة والتعصب للطائفة

 لم يظهر فولتير عربي ولا سبينوزا عربي ولا كانط عربي... إلخ. وما دام الأمر كذلك فسوف تستمر الطائفية في الهيمنة على عقول الناس، بخاصة عامة الشعب البسيط، بل وحتى قسم كبير من المثقفين أو أشباه المثقفين.

لولا هذه المجازر، لولا هذا الجو المشحون بالتعصب الطائفي والمذهبي، لما ظهر فولتير ولا ديدرو ولا جان جاك روسو ولا الموسوعيون ولا كل فلاسفة الأنوار

 المشروعية الإلهية على المجازر الطائفية بل ويعدّها تقرباً إلى الله تعالى. وبالتالي فهناك فهم طائفي للدين وفهم غير طائفي. هناك فهم آخر للدين ممكن غير فهم «الإخوان المسلمين» والخمينيين وبقية الظلاميين.

 التطور اللاهوتي الهائل، هذه الثورة الفكرية التنويرية، لم تحصل حتى الآن إلا في أوروبا والمسيحية الأوروبية.

التنوير العربي سيؤدي إلى المصالحة التاريخية بين الدين والفلسفة، بين الإيمان والعقل، بين الإسلام والحداثة


الأربعاء، 18 سبتمبر 2024

الدولة المعاصرة ديموقراطية

(ديموقراطية/ رئاسية/ برلمانية/ فردية/ دكتاتورية/ شمولية/ ملكية/ جمهورية/ ذات تعددية حزبية، أو غير ذلك)، أياً كان مسمّاها ولقبها، فجميعها غدت تتحكم في الدولة من خلال النخبة المصغرة الحاكمة، والتي لا تتعدى، في أحسن الأحوال، بضع مئات من الأشخاص، وتنخفض في بعض الدول إلى ما بين عشرين وثلاثين شخصاً، ومن ثمّ فإنّ القاسم المشترك للأنظمة الحاكمة اليوم هو عدم ديموقراطيتها أو قل دكتاتوريتها، سواء دكتاتورية الفرد أو الحزب الحاكم أو النخبة التي يُفترض أن تمثّل الأغلبية التي انتخبتها، لكنها اختزلت وغدت بيد نخبة حاكمة محدودة، هي من تتحكم في مصير الدولة ومفاصلها، ولذا أضحت الأنظمة المعاصرة قاطبة أنظمة لا ديموقراطية، وتلاشت ديموقراطيتها أمام تقهقر وتراجع تداول السلطة واقتسامها الحقيقي بين الشعب المكون لتلك الدولة.

 حقيقة الديموقراطية في الدول الغربية أمام استبداد وتفرُّد النخب الحاكمة فيها، كما هو مسلك الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، أو ريشي سوناك في بريطانيا، أو رئيس وزراء كندا جاستن ترودو، ومستشار ألمانيا، وغيرهم، وقد تكشّف ذلك أكثر في الإبادة الجماعية بغزة.

 الغرب يرى أن الديموقراطية - على مساوئها - حق لهم فقط، وهو بواقع تعاملهم، أمر لا تستحقه الدول الأخرى، ولذا، فهم يجردون إنساننا من حقوقه ودولنا من سيادتها وشعوبنا من ثروات بلادنا، وتقييد هويتنا الفكرية والثقافية والسياسية والاجتماعية، بل ويسعون جاهدين إلى القضاء على هوياتنا الثقافية.

فتباً لهم ولديموقراطيتهم القائمة على الاستبداد والتفرد والظلم واضطهاد الشعوب الأخرى، ولنتبصر بالدولة المدنية في المدينة المنورة، التي أقامها الرسول، صلى الله عليه وسلم، بوضع أول دستور مكتوب تعرفه البشرية بمفهوم «النظام الأساسي للدولة».


الاثنين، 16 سبتمبر 2024

الملكية المصرية وناصر والعالم العربي طارق عثمان

 1

فاروق عند النهاية

 حكمت مصر 150 عامًا كانت فيهم، خاصة منذ منتصف القرن التاسع عشر، المَلَكية الأغنى والأشهر في كل المنطقة من الخليج إلى شواطئ المغرب على المحيط الأطلسي. لكن في 23 يوليو 1952

قول منسوب إلى فاروق أن في المستقبل القريب لن يبقى في العالم إلا ملوك الكوتشينة الأربعة وملك بريطانيا. والدلالة أنه اعتقد بزوال ملكه وحكم عائلته قبل أي انقلاب عليه أو تحرك جدي ضده.

فاروق رأى قبل أن يرى غيره أن ملكه ذاهب. ولعله اقتنع أن ذلك هو الاتجاه الطبيعي لتطور حركة المجتمع في مصر. الرجل رأى الضعف الشديد الذي حل بكل مؤسسات الحكم في مصر في نهايات الأربعينات وبدايات الخمسينات، بما في ذلك أهم الأحزاب التي طالما مثلت الطبقات الأوسع في المجتمع.

وبالفعل فإن فاروق مات في سن الخامسة والأربعين بلا جاه ولا عز، بعد وجبة عشاء في مطعم في روما. وبالرغم من أن ابنه - أحمد فؤاد الثاني - هو رسميًا آخر ملوك مصر، إلا أن فاروق واقعيًا كان الملك الأخير، كان من انتهت على يديه دولة أسرة محمد علي - تلك الدولة التي صاغت في بداياتها، في النصف الأول من القرن التاسع عشر، شكل العالم العربي الجديد، كما سنرى في الحلقة القادمة من هذه السلسلة.

2

احتمالية إمبراطورية

محمد علي أسس أول دولة حديثة في المنطقة من الخليج الى شواطئ المغرب على المحيط الأطلسي

الحداثة جيش صناعة زراعة تعليم خارج الازهر 

لكن تلك الدولة لم تكن لا مصرية ولا عثمانية وبالطبع لم تكن عربية.

رأى في مصر - في لحظة دخول نابليون وحكم الفرنسيين للبلد - عدم قدرة العثمانيين على مواجهة الغرب. لذلك، ورغم أن الباشا أخذ بعضا من التراث العثماني

دولته كانت في أساسها مشروع عائلي بُنىَ على طموح شخصي

المهم للمنطقة أن انهيار احتمالية إمبراطورية لأسرة محمد علي أنهى معه فكرة وجود دولة قوية تفرض سيادتها على كل شرق البحر الأبيض المتوسط. وحيث إن ذلك حدث في مرحلة ضعف عثماني شديد، فإن المنطقة كلها - وما بعدها في آسيا وإفريقيا - بدأت تكون مفتوحة أمام مطامع أوروبية

إسماعيل الرائع والكارثي (3)


 بداية العصر الليبرالي لمصر - ومصر وقتها (عن حق) مركز الشرق، وعليه ما كان في مصر في ذلك الزمان من ليبرالية وصلت إشعاعاتها إلى الجزيرة العربية شرقًا وإلى مراكش والرباط غربًا.

الليبرالية هنا تتعدى فكرة التنوع الثقافي. إسماعيل نقل رؤية أسرة محمد علي من فكرة تثبيت السيطرة على مصر وجعلها مملكة عائلية ومن فكرة الدولة المحاربة لتوسيع ممتلكاتها في الشرق، إلى فكرة الدولة الناعمة برفاهية الثراء والسلام والتقدم - وبالطبع الثقافة التي تستحق تلك الكلمة، بما في ذلك الاهتمام الشديد بالجمال بكل معانيه. تلك كانت الليبرالية التي خرجت من تطويرات عصر إسماعيل.

 خطأ، لأن إسماعيل لم يتصور أن مصر ستكون جزء من اوروبا بمعنى انتماء ثقافي. إسماعيل أراد مصر في شكلها، في تحضرها، في رقي أساليب الحياة فيها، وفي صورتها الجمالية، لا تختلف عن مدن مثل باريس وڤيينا وبروكسل وروما. بهذا المعنى أراد إسماعيل مصر قطعة من أوروبا. والذي حدث أنه، طيلة أكثر من نصف قرن بعد انتهاء عهد إسماعيل، كانت الأجزاء الأهم والأوضح من القاهرة والإسكندرية بالفعل كذلك.

 الثمن كان باهظًا. إسماعيل أفلس مصر.

- تدخلت بريطانيا لدى البلاط العثماني واستصدرت فرمانًا بعزله وتولية ابنه توفيق خديوي جديد لمصر.

ثمن مشروعه كان بداية تدخل غربي - بريطاني في الأساس - في مصر، تطور بسرعة بعد ذلك إلى احتلال كامل. و كان وقوع مصر تحت السيطرة الغربية المباشرة بداية هيمنة اوروبية كاملة على كل المشرق.

 إسماعيل في وجداننا الحاكم الرائع و الكارثي في آن واحد.

لحظة القمة (٤)


مصر وقتها أغنى دولة في الشرق من شبه الجزيرة العربية الى شواطئ المحيط الأطلسي مرورًا بأغلب إفريقيا. والغنى هنا مطلق كما هو نسبي،

روعة العشرينات والثلاثينات للملكية المصرية، ذلك أن المجتمع المصري وقتها كان قد استوعب موجات من الهجرات من كل الشرق، ومن عدد من دول أوروبا المطلة على ساحل البحر الأبيض المتوسط، كما من اليهود ومن عدد من دول أوروبا الشرقية، جعلت منه في تلك الفترة من أكثر المجتمعات في العالم تعددية من ناحية الثقافات الموجودة على أرضه.

 الليبرالية المصرية المتفتحة وقتها. التعبير كان من خلال دستور مصري في 1923، كان الأول في كل المنطقة الذي يستحق عن حق كلمة دستور.

 لحظة القمة تلك كانت قصيرة، ذلك أن الأربعينات وبدايات الخمسينات من القرن العشرين

صعود القومية العربية في الاربعينيات (5)


نضج فكرة القومية العربية كان في الشام. ولم يكن ذلك غريبًا، لأن بزوغ القومية العربية في شكلها الحديث كان أيضًا في الشام، في نهايات القرن التاسع عشر.

الهوية الدينية (إسلامية أو مسيحية بتنوعات المذاهب و الطوائف) تراجعت الى حدٍ واضح أمام فكرة الانتماء إلى ثقافة عربية بدت وقتها في مرحلة نمو وتطور قائم على مزج ما يؤخذ من الغرب مع ما يُعاد اكتشافه من التراث.

 العروبة - فكرة قومية قديمة

نجاحات الدولة المدنية، خاصة في مصر في العشرينات و الثلاثينات (موضوع المقال السابق في هذه السلسلة) و التنوع والثراء الاجتماعي الذي نتج عن هذه النجاحات أعطى الأفكار التي ظهرت في الشام في بدايات القرن قوة دفع، لأن الكثير من المثقفين المصريين رأوا في فكرة القومية العربية التي أتتهم من الشام تعبيرًا عن صداقات وصلات قرب (وأحيانًا قربى) ولاشك تعبيرًا عن اتصال ثقافي متين وعريق.

يارات الاسلام السياسي بأنواعها رأت في القومية العربية خطرًا. من ناحية، فكرة هوية مدنية بعيدة (عن قصد) عن الدين و مُحاوِلة تحجيم دور الدين في العمل العام، وخاصة السياسي

 جزء من نجاح تيارات الاسلام السياسي في مصر في الثلاثينات والاربعينات قام على رفض التغريب والنقل من أوروبا من منطلق ديني

 الأربعينات شهدت إعادة تشكيل المنطقة بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية في ١٩٤٥. الحرب غيّرت من توزيع الثروة في أغلب دول المنطقة كما بين دول المنطقة. داخل الدول، افتقرت الطبقات الوسطى نتيجة نقص في الوظائف وكساد أعقبه ضوائق مالية ثم تضخم. التغير ما بين الدول جاء نتيجة دخول البترول كالطاقة الأهم في العالم، وعليه بدا ميزان الثراء في المنطقة يميل ببطئ ولكن بحسم ناحية الدول المصدرة للبترول التي كانت وقتها ناشئة في الجزيرة العربية.

جمال عبدالناصر بداية المشروع (6)





"الكارو والمرسيدس".. رحلة لتتبع حداثة لم تكتمل في المشهد الثقافي المصري هبة شريف

 فرض طرق الإدارة الحديثة في عهد محمد علي أو الاشتراكية في عهد عبد الناصر "لم يصاحبه استعارة قيم الحداثة الأخرى مثل الحرية والديمقراطية والمساواة أمام القانون.. لأن هذه القيم كانت ستهدد طبعا النظام السياسي من أساسه."

أحمد لطفي السيد أو فرح أنطون أو قاسم أمين ومحمد عبده حاولوا من خلال كتاباتهم التعريف بأفكار الحداثة التي يبغون تحقيقها. "ومع ذلك ظلت تلك الأفكار مقتصرة على النخبة وعلى العاصمة."

تعليم مجاني الناصرية  لم يتحقق حلم مصر الحديثة.. فأصبحت الدولة تتحكم في مصائر البشر.. وأممت مثلا كل الصحف ومعظم دور النشر.. وانحسر الخطاب الذي كان من قبل متنوعا ما بين إسلامي وليبرالي واشتراكي وشيوعي ليصبح خطابا رسميا واحدا اختزل الحرية والتقدم في التحرر من الاستعمار

تغول الدولة الشمولية صاحبة الصوت الواحد والرأي الواحد فقد رضي المفكرون المصريون بتنحية أفكار التجديد التي كانت تنادي بالديمقراطية والحرية لصالح هذا الخطاب الأوحد." وصار المثقفون المصريون جزءا من دائرة المستفيدين من النظام الحاكم بسبب تشابك مصالحهم مع مصالح الدولة.

عقد التسعينات شهد اتجاها إلى الخصخصة واقتصاد السوق.. فتغير المجتمع المصري بصورة خاصة تبدلت فيها الرؤى والمواقع أكثر من مرة وبسرعة بشكل لم يتح للمجتمع أن يستوعب نتائج كل تجربة بشكل عميق.

 شكل الحياة الحديث لم يقض تماما على الشكل القديم.. فنشأت "حداثة هجينة أو منقوصة".

تسوق الكاتبة مثالا هو فيلم قنديل أم هاشم (المأخوذ عن رواية يحيى حقي) حيث يخلص الطبيب الذي تلقى تعليمه في الخارج إلى أنه لا بد أن يستوعب ما هو موجود إلى جانب ما هو علمي. فالحداثة في مصر "حداثة منقوصة" لم تتحقق لأنها لم تدخل في نسيج المجتمع المصري بل فرضت عليه فرضا من قبل النخبة الحاكمة.

 الإعلام الخاص في مصر يملكه رجال أعمال لهم مصالحهم وحساباتهم مع السلطة الحاكمة. لكن هذا القطاع الإعلامي يعيش على الإعلانات وعلى نسبة المشاهدة. فإذا لاحظ تراجعا في نسبة المشاهدة يبدأ يغير من سياساته باستثناء بعض القنوات التي أنشئت لهدف معين.

المشاهد في النهاية هو الذي يضغط على هذه القنوات لتغيير خطابها. وذلك بخطوة بسيطة هي أن ينصرف عن مشاهدة هذه القنوات.

محاولات التحديث الفوقية لم تأت بثمار نتيجة لتفريغها من مضمونها الذي يعتمد بالأساس على الحرية والديمقراطية والمساواة أمام القانون. وترصد أن النخبة المثقفة انحازت للسلطة تارة ولاذت بالتعالي عن أذواق الناس تارة أخرى ورسمت حدودا بين ما هو راق وهابط تارة ثالثة متسلحة بعلم وثقافة ومعرفة باللغات وغير ذلك.

2011 من الزاوية الثقافية. وتتساءل: هل يختفي الخطاب المتنوع الذي ظهر بعد الثورة معبرا عن كل الأفكار التي تدور في المجتمع المصري بتياراتها المختلفة ليتم فرض خطاب رسمي واحد في استدعاء صريح لنفس سيناريو الخمسينات الذي أضر كثيرا بمسيرة الحداثة في مصر؟