الجمعة، 31 يوليو 2020

مارسيل غوشيه

( الثورة الإنجليزية وبعدها الثورة الأمريكية، ثم الثورة الفرنسية ووضعتها على مستوى الإنسان أكثر من ذلك، سوف تعمل تلك الثورات على جعل السلطة تنبثق من تحت، عوضاً عن الإتيان بها من فوق، وسوف تجهد على إنشائها بناء على فعل واع ينبع من إرادة المواطنين). ويرى غوشيه إن الخروج من الدين، لا يعني التخلي عن المعتقد الديني، وإنما الخروج من عالم يكون الدين فيه بحد ذاته منظماً بنيوياً، يوجه الشكل السياسي للمجتمعات ويعين البنية الاقتصادية للرباط الاجتماعي، وهذا القضية تندرج في إطار يتناقض مع فهم الظاهرة الدينية من منطق البنية الفوقية، فالمجتمعات الخارجة على الدين هي بالتحديد المجتمعات التي يمكن فيها اعتبار العامل الديني بنية فوقية بالمقارنة مع بنية تحتية تعمل في غيابه على نحو تام، وهذا خطأ، بيد أن خداع النظر هو ملازم لبنية المجتمعات الحديثة، وبالمقابل في المجتمعات التي سبقت هذا الحدث، يشكل العامل الديني جزءاً لا يتجزء من النشاط الاجتماعي، فالخروج من الدين هو في المحصلة الانتقال إلى عالم يستمر وجود الأديان فيه، ولكن ضمن شكل سياسي وتنظيم جماعي. (4) وأن الخروج من الدين لايزال مستمراً، فالخروج من الدين في أوربا يتواصل من حيث كان قد ابتدأ ، بل هو يصل إلى نسبة مذهلة، أذ تسجل انهيار بالعبادات والتراجع في الانتسابات، وتناقض الأرشادات الربانية، وقبل كل شيء ربما اضمحلال المؤسسات الدينية، فالكنائس لم تعد فعلياً تتمتع بالسلطة في تحديد الإيمان ولا تستطيع فرض أركان العقيدة، وذلك حتى في نظر أولئك الذين لا يزالون يعتبرون أنفسهم أتباعهم المخلصين، وهي أقل شأناً من ذلك بكثير في ما يتعلق بتحديد الخيارات السياسية أو ضبط الأخلاق. ويذهب غوشيه أنه بعد الثورات على الكنيسة بدأ المفكرون بقبول وطرح اراء حول الدين وأي دين يقبل، فبدى لهم أن الاخلاق هي المعيار الوحيد لقبول الدين، وصحيح أنه ليس للدولة دراية بشؤون الدين ولا تمتلك أي ديانة، ولكن ذلك لايدل بالضرورة على عدم اكتراث كامل من جانبها يقودها إلى أن تقبل من دون تميز أي مذهب يعرض نفسه على الناس تحت أسم الدين، فلابد للدولة أن تحكم عليها من المنظار الاخلاقي. والمهم في الدين هي القدرة على تقديم فكرة شاملة للعالم وللإنسان وقادرة على البرهنة على صحة الخيارات الشخصية والجماعية بشكل تام ونهائي، ولابد أن يكون لدينا دين في حدود معينة، يدخل في محل معيار ملزم وهو توافق هذه الرؤية للعالم مع الرؤية الديمقراطية السياسية ويحدد هذا المعيار اسم عقائد مدركة وعقلانية. (5) ويرى غوشيه أن الديمقراطية قوضت الدين، فأدى إلى انسحاب الدين من العالم المعاصر، ومن جهة اخرى تسببت الثورة العلمية في تراجع المنظور الديني للعالم المادي وهو ما أضعف تأثير الدين على التفكير العلمي ومناهج تفسير العالم المادي، وأن انسحاب الدين يظهر بشكل أكبر في الحقل السياسي والعلمي، حيث الدين منسحب تماماً إلا على صعيد المجال الخاص، ولكن مع ذلك يحافظ الدين على البعد الروحي.  (ونحن بدورنا لا نوافق غوشيه على طرحه انسحاب الدين عن العالم المعاصر، فكثير من الدول تحكم بالدين، ويكون أصل قوانينها الدين، وعلى الرغم نرى في الحكومات التي تدعي الحكم بالدين هي غير موفقه ومنصفه اتجاه شعبها). ويناقش غوشيه في عالم الحداثة، وتشكلها وتأثيرها على مصير الدين من منطلق أساسي يعتبر فيه أن زمن الحداثة الغربية وخاصة المجتمع الأوربي، هو زمن الخروج من الدين، ويعني غوشيه بالخروج من الدين ليس تهميش للدين ولاتمثل قطيعة مع الإيمان بالله، ولا تعني أن الناس باتوا لا يؤمنون بالله فهم لم يكونوا أقوياء الإيمان من قبل في كل الاحوال، إن إحدى أولى المؤشرات الصارخة على الدخول في الحداثة بصفتها خروجاً من الدين هي الإصلاح البروتستانتي الذي ولد رد فعل على ماعرف بالإصلاح الكاثوليكي. والدين عند غوشيه هو في اصله دين البشر للعالم الآخر وللكائنات العلوية وللقوى الفائقة، والدين يتضمن أولاً مبدأ الخارجية، أي القول بأن المجتمع يستمد قوانينه من خارجه لا من ذاته، ويتضمن ثانياً مبدأ المغايرة، أي القول بأن البشر مدينون بمعنى وجودهم إلى غيرهم وليس إلى بشر مثلهم، ويتضمن ثالثاً مبدأ الانفصال، أي القول بوجود فارق أو مسافة بين المجتمع ومصدره، بين الجماعة والمبدأ المؤسس والمشرع لها. وهذا البنيان الكامل للدين اخذ بالتفكك شيئاً فشيئاً في مجهود استغرق خمسة قرون وصولاً إلى عصرنا، بموازاة الإصلاح الديني، ثمة حدث برز على أنه معاصر، هو ظهور السياسة الحديثة الذي ولد على مدى قرن كامل مفهوم الدولة الحديثة، يمكنك أذن أن نرى كيف أن مساراً سياسياً ومساراً دينياً يغيران معطيان الإيمان بشكل كلي، في هذا السياق الخطي للتاريخ، احتلت السياسة الجغرافية التنظيمية والمعرفية التي كان الدين يسكنها، ويستمد قوته في المجال العام، وتشكيل وعي الإنسان، ومن ثم تجدد الوعي الاجتماعي بالتغير الحاصل، ونزع الطابع اللاهوتي عن مسار التاريخ، ومعه تسقط التبعية الدينية، وأنتقل الفرد والمجتمع إلى عصر عرف تحولاً كبيراً للايديولوجيا بتعبيراتها الجذرية والمعتدلة خلال الثلاثين سنة الماضية، مما أدى بدوره إلى إدخال الدين في عالم الاستقلالية الديمقراطية المعاصرة. وبذلك يرى غوشيه أننا نجد أنفسنا  في عصر يتجه فيه المعتقد الديني إلا يكون سياسياً، فيما يتجه المعتقد السياسي ألا يكون دينياً، وهذا يدخلنا في عصر جديد من تاريخ الإنسانية، يتميز بحسب أطروحة غوشيه بأربع خصائص أساسية يمكن أجمالها فيما يلي:

1-  تراجع الدين في تكوين مؤسسات الدولة والمجتمع المعاصر.
2-  خصخصة الدين، واحتلال البعد الفردي للدين مكان الصدارة أمام المعتقد الجماعي ودوره في الحياة العامة الأوربية خاصة.
3-  الفردانية الدينية، حيث أصبح الدين تفسيراً وممارسة، يخضع لنوع من التصور الفردي، بعيداً عن مفهوم الجماعة للدين الذي كان سائداً إلى حدود القرن التاسع عشر.
4-  الابتعاد عن الممارسات الدينية الكنسية، حيث ظهرت سلوكيات غير مؤسساتية للدين تؤمن بالنسبة الدينية، وتخرق النسق المعرفي الكنسي للدين، ويظهر ذلك في موجه الخروج الكبير عن نمط المنظومة الدينية، بأعتبارها نسقاً واحداً وثابتاً ولا يتحقق الإيمان إلا بالتبعية الدينية للكنيسة، إذ أثبتت الدراسات المتعددة في مختلف الدول الأوربية، ازدياد مهماً في نسبة المتدينين المخالفين للثقافة الدينية والسلوكية للكنيسة الكاثوليكية والبروتستانتية. (6) 
ومع ذلك لايزال المعتقد الديني يخط مساره دون أن يفقد مكانته الضمنية، في التفاعلات المجتمعية في زمن الحداثة والفردانية المعلمنة، ومن المؤشرات القوية على ذلك عودة الدين للمجال العام، وكذلك ظهور موجات جديدة من الأصوليات الدينية المركبة، التي تختلف عن الدين التقليدي المعروف تاريخياً، وفي هذا السياق يمكن للأصولية الدينية أن تغوي هؤلاء الشباب ويعتبرون قضيتهم شيئاً نبيلاً، إنهم يشعرون في أعماقهم بأنهم يتحولون إلى أشخاص جديري بالتقدير ويصبحون شخصيات مقسرة من خلال إنكار ذواتهم كأفراد وفقاً لمعاييرنا المعتادة، ولهذا يجب التنبيه إلى الحل العلمي لظاهرة الإرهاب في وسط الشباب، والذي يكمن في إيجاد سبل لتحقيق الفرد ذاته وسط مجتمع معقد التنظيم ومتعدد التفاعلات، وهذا منوط بداية بالتفكير المتعمق حول التعليم. ويرى غوشيه في الإسلام هو عقلنة للفكرة التوحيدية، أي أنه يقوم على تصور عقلاني للكائن المطلق، أذ أن الإسلام لا يتناقض مع الحداثة السياسية التي تكونت خارجه، وذلك لأنه يتضمن فكرة الفصل بين الديني والسياسي، والمذهب الإسلامي هو أكثر عقلنة، وينتج عن ذلك مذهب توحيدي أكثر جذرية وأكثر صرامة من مذهب اليهود الذي يقوم على عقيدة الشعب المختار، ومن مذهب المسيحيين الذي يقوم على عقيدة التجسيد، ويذهب غوشيه إلى وجود نزعة فلسفية في الإسلام، وأرادت من فكرة الله (جل جلاله) إبرازها من زاوية العقلانية، وكان ثم عدد كبير من الفلاسفة عملوا على بلورتها، ولكن هذا الفلسفة سرعان ما خفت نورها بعد توهج رائع، وذلك لعدة أسباب بسبب عدم تسامح الفقه، وبسبب النزعة الحرفية في قراءة النص. والفلسفة الإسلامية عقلانية في مقدماتها، لكن هذا العقل يذهب نحو الإيمان، ويقود إلى التأمل الصوفي لمعطى الوحي. والإسلام ليس غريباً عن الثقافة الغربية لوجود قرابة عميقة، بين هذا الدين والمسيحية بأعتبارهما دينين توحيديين، حتى ولو أنه من داخل هذين الدينيين هناك أختلاف عميق في المضامين الدينية، ويرى في الإسلام ليس دينياً مقاوم للعلمنة. (7)

"عودة السحر إلى العالم Reenchantment of the world"، عوض "نزع السحر عنه desantement of the word"،
فعودة الدين في زمن الحداثة لا يتطابق مع شكله المُعتقد والمُمارس في زمن ما قبل الحداثة، إذ إن العودة في زمن الحداثة تختضب بما هو دنيوي (أي علماني)، وذلك ما يتجسد في مجموعة من الأنساق أهمها نسق السياسة وحقل المعرفة.


الخميس، 30 يوليو 2020

وهديناه النجدين}

(النجدين): النجد: الأرض المرتفعة، وجمعه نجود، ومنه سميت بلاد نجد بهذا الاسم؛ لأنها مرتفعة عن غيرها.
والمقصود: الطريقين، طريق الخير والشر. وقيل: النجدين، بمعنى الثديين، وهو مروي عن ابن عباس وعلى لأنهما كالطريقين لحياة الولد ورزقه، أي: إن الله يهدي ويرشد الرضيع إليهما دون إرشاد أو دلالة من أحد.
فكأن تسمية الطريقين – الخير والشر- بالنجدين لوضوحهما، كالأرض المرتفعة الواضحة.
وخلاصة المعنى: أن الله تبارك وتعالى أنعم على الإنسان وعرفه طريقي الخير والشر، عرفه طريق الخير؛ كي يسلكه ويلزمه، كما عرفه طريق الشر؛ حتى يجتنبه، ويبتعد عن مسالكه وبهذا لا يكون للعباد على الله حجة يوم القيامة.

"لا نعني تقنينها"..مصر تعلن إخضاع تجارة الجنس والمخدرات والسلاح والدروس الخصوصية لضريبة الدخل

أعلنت مصلحة الضرائب المصرية، الأربعاء، أنها قررت تطبيق قانون ضريبة الدخل على تجار المخدرات والدعارة حال القبض عليهم، وذلك بحسب ما نقلته وسائل إعلام مصرية عن رئيس الإدارة المركزية لمصلحة الضرائب.

وفي السياق ذاته، أكد فؤاد أن "الدروس الخصوصية ستخضع أيضاً لضريبة الدخل؛ إذ أنها تندرج تحت بند النشاط المهني الذي يعتمد على الفكر وليس على رأس المال"، مشدداً على أن ذلك لا يعني أن "الدروس الخصوصية أصبحت شرعية، أو أن تلك الخطوة تتناقض مع ما تقوم به الدولة في مكافحتها".


الأربعاء، 29 يوليو 2020

هانس يواس يحاول إعادة السحر إلى العالم

عالم الاجتماع هانس يواس يرى أن الوقت حان كي يوضع حد للمواجهة بين علم أديان يرى نفسه تجاوزا للعقيدة وبين عقيدة تشعر بأن العلم يهددها.

يطرح كتاب “سلطات المقدّس. طرح بديل لسردية زوال السحر”، لعالم الاجتماع الألماني هانس يواس، مكانة المقدّس في الحياة الاجتماعية المعاصرة، وفي رأيه أن الرؤية الخطّيّة لعلمانية تؤمن بانحدار متدرج وعالمي للديانة، والفهم الصّوفيّ لعودة الدينيّ ليسا مناسبين لمقاربة هذه الظاهرة المعقدة، ومن ثَمّ يستحضر ويناقش النماذج الكبرى التي صاغتها الفلسفة وعلم الاجتماع منذ القرن الثامن عشر.

كيف يمكن التفكير في حاضر الديانات ومستقبلها عبر العالم؟ هل ينبغي الرجوع إلى سردية “زوال السحر عن العالم” التي اقترحها ماكس فيبر، أحد الآباء المؤسسين لعلم الاجتماع، والتي تعتقد أن الديانات مآلها التراجع بشكل لا رجعة فيه، كلما ازداد العالم حداثة؟

 فلا يوجد مسار شامل يحوي إبطال صفة القداسة عن كل المقدسات وكل المثل العليا، كما لا يوجد خنق لإمكانية ظهور مثل عليا جديدة.

في مصطلح “زوال السحر عن العالم” اقترح ماكس فيبر تلخيص تطور عام للبشرية عبر تاريخها الطويل، وبين أن التاريخ الديني للبشر موسوم بإزالة تدريجية للسحر الذي ظهر مع الديانات الأولى، في اليهودية القديمة
الدينامية التحديثية المميزة للمجتمعات الغربية، التي تتقدم فيها العلمانية، أي زوال السحر، والعقلانية يدا بيد.
 أما العالم الذي فقد سحره، فهو عالم الحداثيين الذين أداروا ظهورهم للمعتقدات والممارسات التي لها علاقة سحرية بالطبيعة وبالآخرين. وغنيّ عن القول إن عالم السحر في المجتمعات الأخرى ليس عالم خرافات وأساطير، وحياة متخيلة وسط مخلوقات عجيبة، بل إن تلك الشعوب تملك أونطولوجيا أخرى، مسكونة بهويات تخالف الهويات الطبيعية للغربيين. تلك المجتمعات تربطها مؤسسة دينية، فالدين عندها له وظيفة شاملة، فهو يسمُ كل الأنشطة والأحداث والحركات، حتى اليومية منها، أي أنه يشكل المجتمع نفسه، وهذا هو الحبل الذي قطعته الأزمنة الحديثة

الدين لا مستقبل له في المجتمع الحديث، الذي يخصص أهم طاقاته في أنشطة علمانية عقلانية.

زوال السحر عن العالم، مستشهدا بالديانة الطبيعية عند ديفيد هيوم، وتأويلية التجربة الدينية الفردية لدى وليم جيمس، وتمفصل سيميوطيقا بيرس لتلك التأويلية، وعلم الاجتماع التاريخي للمسيحية لدى أرنست تروتلتش، وختاما نظرية العصر المحوري لكارل ياسبرس، ليفكك الفكرة التي تؤكد أن المؤمنين عاجزون من حيث المبدأ على تحليل الديانة تحليلا علميا دون حكم مسبق.

التاريخ الديني للبشر موسوم بإزالة تدريجية للسحر الذي ظهر مع الديانات الأولى، في اليهودية القديمة مثلا

ويواس يعترف بحقيقة الظواهر الدينية وثباتها، فهي ليست ظواهر ثانوية ناتجة عن التنظيم الاجتماعي كما يعتقد ماركس، ولا هي تصورات مضللة كما قال فرويد، ورغم ذلك لا يدافع يواس عن أطروحة كونية الديانة، لكونه غير مقبول بعد الانتقادات الموجهة للدين، والتيارات المناهضة التي عرفتها أوروبا منذ القرن الثامن عشر، وبعد مسارات العلمنة التي أدت إلى التخلي، طوعا أو كرها، عن التقاليد الدينية، دون أن تظهر ديانات جديدة.

وفي رأيه أن الوقت حان كي نضع حدّا للمواجهة بين علم أديان يرى نفسه تجاوزا للعقيدة، وبين عقيدة تشعر بأن العلم يهددها، ولا بدّ من وضع خطة جديدة لجدل يجمع المؤمنين وغير المؤمنين، يمرّ عبر العودة إلى حوار جديد بين الفقه وعلوم الأديان (تاريخ الأديان، سيكولوجيا الأديان، سوسيولوجيا الأديان)، ذلك الحوار الذي كان مثمرا قبل أن تبطله الأفكار المسبقة عن العلمانية.

والخلاصة أن الديانة والسياسي في حال توتر دائم، وهما يهددان دائما ببناء خصوصية أخلاقية، مثل بعض ظواهر التقديس الذاتي الجماعية، لمجموعات إثنية أو دينية، ولكن العالم في نظر يواس هو عالم إنساني، يمكن أن يكون فيه للسحر مكان، يُعترف به كإمكانية دائمة، دون أن تكون ثقافتها عتيقة عفا عليها الزمن كما يزعم الحداثيون.


الثلاثاء، 28 يوليو 2020

البعد الثالث والرابع

للبعد الثالث، إنه أكثر الأبعاد أُلفةً بالنسبة لنا، نعيش فيه، نتواصل مع الكون من خلاله، حتى أن أفكارنا، صُوَرُنا عن العالم، تتكون بطريقة ثلاثية البعد،
الارتفاع او الفضاء 

 يجب أن نتعامل مع أربعة أبعاد على أنها جميعا من نفس النوع

كيف يمكن لنا إن اعتبرنا أن الزمن هو بُعد رابع بعد قياس كُلٍّ من الزمن والمسافات المكانية بنفس الطريقة؟

مفارقة التوأم: كلما ازدادت سرعتك لتقترب مثلا من سرعة الضوء يتباطئ الزمن في الساعة خاصتك فتمر عشر دقائق عليك بينما تمر خمس ساعات على صديق يتواجد على الأرض

سرعة الضوء بنفس القيمة: 300 ألف كم/ث. كانت تلك الكارثة كفيلة بإزالة قداسة الزمن والمكان النيوتني لإضفائها على هذا الثابت الجديد، سرعة الضوء، فلكي نحافظ على قوانين الفيزياء صحيحة في كل الأطر المرجعية سوف نضطر إلى التلاعب في قيم كالزمن والمسافة بين الأحداث، إذا كان مسرح نيوتن الخشبي متكون من الزمن والمكان، فإن تلك الخلفية الثابتة في مسرح أينشتين هي سرعة الضوء.


الاثنين، 27 يوليو 2020

محمود حميدة فنان مصري يستهويه العصيان

إنه الفنان المصري محمود حميدة، الذي بدا دوره الأخير في مسلسل “لما كنا صغيرين” الذي عرض أخيرا كرجل أعمال وتاجر مخدرات وأستاذ جامعي يحتوي الشباب، متسقا مع تركيبته الشخصية التي تحمل في جوهرها مجموعة من التناقضات، وكأن شخصية “سليم” السلطوي هو حميدة في الحقيقة، مع الفارق في التشبيهات والمهام.

وجدت فئة من الشباب تتمرد على المجتمع بطقوسه وأعرافه، في شخصية حميدة، القدوة للتحرر من هيمنة الموروثات، وأن الناس وحدهم من يحددون نمط حياة الفرد، لذلك تجد أن أغلب الذين يدافعون عنه ويمجدون أقواله المتمردون. وهو تماهى بذكاء شديد مع الشباب، وأصبح يوجه خطابه إليهم ويلعب على وتر غضبهم من السجن المجتمعي، واكتسب جماهيرية استثنائية عند الجيل الصاعد، وبعض الذين يسايرونه في الفكر والثقافة والعصرنة من باقي الفئات.

وعندما سئل عن إمكانية طلب ابنه أن يتزوج من راقصة، أجاب “بالطبع سأوافق، طالما أن هذه رغبته الشخصية، ولا يجب أن يتدخل الآباء في اختيارات الأبناء ولو كانت خاطئة”، ما أثار حفيظة البعض، واتهموه بأنه يشجع على تمرد الأبناء.

حميدة لا يترك مناسبة إلا ويؤكد أنه مصاب بجنون العظمة، ومنذ صغره كان يتعالى على والده، ما تسبب له في مشكلات وأزمات عائلية استغرقت سنوات من القطيعة

وضع نظرية “الدفع مقابل الظهور”، حيث ما زال يتباهى بأنه أول فنان يشترط الحصول على أجر نظير إجراء حوار صحافي أو تلفزيوني، وبرر ذلك بأن “والده لم يعلمه مجانا حتى يظهر في الإعلام بدون مقابل”، ما جعله يُتهم بالتجارة بشهرته ودعاه كثيرون إلى انتقاء كلامه لتجنب خسارة الناس، لكنه رد بالقول “خسارة الأشخاص لا تؤلمني وتتسق مع شخصيتي”.


بمناسبة سدّ النهضة.. جناية كهنة الدولة والدين

التهديد إلى مياه النيل فهو أكبر خطر على مصر منذ فجر التاريخ، وإلى جواره تهون أي كارثة، ولو كانت استعمارا عابرا، أو هزيمة في معركة، ما دام النهر يجري. وأمام هذه الأزمة الكبرى يشغلنا كهنة الدين، وصبيانهم من مشاريع الكهنة، بمعارك جانبية في فنون الإلهاء، عنوانها حرب البكيني والبوركيني في شواطئ قرى سياحية يسمع عنها الشعب ولا يحلم برؤيتها، فيستفز هؤلاء غيرة البسطاء على دينهم. وفي الوقت نفسه يطمئننا، بسذاجة، كهنة الدولة على مستقبل المياه، من دون أن يقدموا دليلا مقنعا يرد على صلف إثيوبي رسمي يقول إن نهر النيل صار بحيرة إثيوبية.

فليس الشعب المؤرق بالاستبداد والمحاصر بأزمات اقتصادية وضعف الرعاية الصحية مهموما بمن تسبح، في مكان مغلق، بالمايوه أو بغيره. ولكن الكهنة وصبيانهم يوحون إلى جمهورهم بأن زيّ البحر مقدّم على أركان الإسلام الخمسة، فترتبك الأولويات. كما يجيد كهنة الدولة رجّ القلوب، فتتغير خرائط المنافع والمضارّ، وفي هذا الترتيب يتراجع خطر إسرائيل، عدوّنا الصريح، الأول والاستراتيجي، ويمحو محرك البحث غوغل اسم فلسطين من خرائطه، ونحن نخوض معارك أخرى يقررها “الصنم الجديد”، وهو وصف منحه نيتشه للدولة.

الدولة تكذب على كل لسان للشر وللخير: وبأي كلام نطقت فهي تكذب. وكل ما في يدها، إنما هو مما سرقته. مزيف كل شيء لديها

 التنازل الطوعي عن جزيرتي تيران وصنافير المصريتين.
“الكهانة الوطنية” ساحقة وباطشة، تجرف في طريقها أي أمل في كفاءة التفاوض حول قضية مصيرية، بعد الاستخفاف بالكرامة الوطنية، والرفض الشعبي، واللامبالاة بأحكام قضائية تدعم الموقف السياسي والتفاوضي لو حسنت النية، بعيدا عن منطق “لا أريكم إلا ما أرى”، في اقتراب مما قاله موبوتو سيسي سيكو رئيس زائير بعد نوبة دماء: “تعلموا أن تطيعوا، وأن تغلقوا أفواهكم”.

 دستور 2014 لم يقنع بالإبقاء على المادة الثانية العنصرية، وإنما أضاف المادة السابعة، وبها يبدأ الباب الخاص بالمقومات الأساسية للمجتمع، وتقول “الأزهر الشريف هيئة إسلامية مستقلة، يختص دون غيره بالقيام على كافة شؤونه، وهو المرجع الأساسي في العلوم الدينية والشؤون الإسلامية، ويتولى مسؤولية الدعوة ونشر علوم الدين واللغة العربية في مصر والعالم.. وشيخ الأزهر غير قابل للعزل.. “. فماذا لو انتهى أمر الأزهر إلى خلفاء عمر عبدالرحمن وعبدالرحمن البر، أو تولاه يوسف القرضاوي المتحمس لمشروع أردوغان، بل يراه جديرا بقيادة الأمة الإسلامية؟

الوصاية الوطنية لا تعترف بنضج الشعب، فتسارع إلى مصادرة حقوقه في الاجتهاد والنقاش والمحاسبة. كما تحتكر الوصاية الدينية حقوق الاجتهاد في علوم الدين، وتتجاهل حقيقة أن الدين إلهي ومطلق، وأن الاجتهاد بشري ونسبي.

العلاقة عكسية بين ارتقاء الوعي والانهيار الذاتي لهذين الصنمين. صنم احتكار الوطنية وصنم التدين. أكرر: التدين لا الدين؛ فالدين من الله ولا يملك أحد تبديله أو تحريفه أو الإضافة إليه، وأما التدين فهو سلوك بشري. ويكون المواطن أكثر انتماء وإنسانية كلما اغتنت نفسه بالله، واطمأن بالإيمان الذي محله القلب، وليس بالتدين كسلوك ظاهري يحتمل شبهة النفاق الاجتماعي. وكلما اختل سلوكه، زاد حرصه على مظاهر التدين. فهل يكون اختلال الأداء السياسي وفساده سببا للتظاهر بالوطنية؟


علي البخيتي @Ali_Albukhaiti

لا وقت لترقيعات #محمد_شحرور ولا لفذلكات #عدنان_إبراهيم ولا لخرافات #الحوثي و #خامنئي ولا لتطرف #العريفي و #القرضاوي، ضعوا الموروث خلفكم، وإن درستوه فكتاريخ وعلم اجتماع، لا كنظام للدولة والمجتمع، كفانًا تخلفًا، ليبقى التدين حالة خاصة بين العبد وربه، دون أن يُفرض على المجال العام.

أتقرب إلى الله بنشر الكُفر وتعليم الزندقة لمكافحة الغباء| دعواتكم
Folded hands
لي بالتوفيق


Winking face

الصين ليست رأسماليّة

جامعة «هارفرد»، وعنوانه: «الرأسمالية، وحدها: مستقبل النظام الذي يحكم العالم». تُعَدُّ مقالته مثالاً على سوء الفهم الوقح للاختلافات المُهمّة بين الرأسمالية والاشتراكية (الحقيقية)

يقول ميلانوفيتش، «من أجل أن يكون رأسمالياً، على المجتمع أن يتميّز بحقيقة أن معظم إنتاجه يتمّ عبر استخدام وسائل إنتاج القطاع الخاص (رأس المال، الأرض)، وأن يتقاضى معظم العمّال رواتب (أي أن لا يكونوا مرتبطين قانوناً بالأرض، وأن لا يكونوا عمّالاً مستقلّين يستخدمون رأس مالهم الخاص)، وأن تُتّخذ غالبية القرارات المتعلّقة بالإنتاج والتسعير عن طريق اللامركزيّة (أي أن لا تفرضها الدولة على الشركات). تستوفي الصين جميع الشروط الثلاثة ليتمّ اعتبارها رأسماليّة».


الأحد، 26 يوليو 2020

سيطرة وادي السيليكون على تفاصيل الحياة اليومية.عمالقة التكنولوجيا

مع ارتفاع خطير في معدلات الانكماش وتضاؤل الإيرادات، غير أن عمالقة التكنولوجيا، وعلى رأسهم غوغل وفيسبوك وأمازون، حققوا وما زالوا يحققون نسب استخدام قياسية، أدّت إلى ارتفاع قيمتها السوقية وازدهارها.


إعلان سياسي سوداني ينشد فصل الدين عن الدولة

 السودان “دولة مدنية مستقلة ذات سيادة ديمقراطية تعددية لا مركزية، تقوم على فصل الدين عن الدولة”.

المواطنة هي أساس الحقوق والواجبات دون تمييز، ويكون الشعب مصدر السلطات، ويسود فيها حكم القانون والتداول السلمي للسلطة والتقسيم العادل للثروات”.

حماية حرية المُعتقد وحرية العبادة وحرية الفكر والممارسة الدينية، وألا يقوم أي حزب على أساس ديني، وإلغاء جميع القوانين التي تقوم على أسس دينية والرجوع للعمل بقوانين 1974 إلى حين التوافق على الدستور الدائم”.

 إعادة هيكلة القوات المسلحة والقوات النظامية الأخرى لتصبح قوات قومية تؤدي مهامها بموجب الدستور وتقوم بحماية الدستور والدفاع عن سيادة الدولة وأراضيها من المهددات الخارجية.


فورين أفيرز: ما الدولة التي ستصبح قبلة الأجانب بعد جائحة كورونا؟

اليابان لديها جامعات "ممتازة" بإمكانها استقطاب الطلاب الذين لم يعودوا راغبين الآن في المخاطرة بالدراسة في مؤسسات تعليمية باهظة التكاليف بالغرب، على حد تعبير غراسيا فرير.

تمضي الكاتبة في تعديد مآثر اليابان فتقول إنها دولة ظلت تعيش في تجانس منذ زمن بعيد، وستصبح بعد زوال الجائحة على الأرجح أكثر تنوعا وارتباطا بالعالم.


الجمعة، 24 يوليو 2020

علاء الأسواني: هل حانت لحظة الحقيقة في مصر؟



منذ بداية القرن العشرين وحتى اليوم لم يظهر ديكتاتور في أي بلد في العالم بغير أن يروج لنظرية المؤامرة بسبب مزاياها الكثيرة

الحاكم الديمقراطي يتابع دائما اتجاهات الرأي العام لأنه يريد أن يحتفظ بثقة المواطنين الذين انتخبوه أملا في إعادة انتخابه أو خوفا من سحب الثقة منه بواسطة ممثلي الشعب في البرلمان. على العكس من ذلك فان الديكتاتور مثل السيسي  لا يهتم كثيرا بآراء المواطنين لأنه يحافظ على السلطة بالقوة المسلحة، كما أنه عمليا يصنع الرأي العام وفقا للمقاييس التي يختارها. وهو يستعمل في ذلك أدوات ثلاث:

أولا: القمع
ـــــــــــــــــ
لا بد للديكتاتور من السيطرة الكاملة على كل مؤسسات الدولة وتوجيهها  وفقا لإرادته المنفردة  ولابد له من إطلاق يد رجال الشرطة في تعذيب المعارضين والتنكيل بهم . الديكتاتور يتعمد ممارسة القمع خارج أي توقع أو قواعد قانونية، فهو يلفق ذات التهمة لمجموعة من المعارضين لكن عقوباتهم تتفاوت فقد يقبض على ثلاثة أشخاص في مظاهرة سلمية فيعاقب أحدهم بالحبس عشر سنوات والثاني بخمس سنوات فقط وتتم تبرئة الثالث..
الغرض من هذا التنكيل المتفاوت هو إشاعة اليأس بين الناس من وجود أي قواعد للعدالة حتى يؤمن أفراد الشعب جميعا بأنهم حرفيا تحت رحمة النظام إن شاء عفا عنهم وإن شاء دمر حياتهم في أي لحظة.
الغرض أن يصل الرعب بالمواطن إلى درجة يحمد فيها ربنا عندما يعود آخر النهار سالما إلى أولاده.. هذه الدرجة الرهيبة من القمع لا تؤدي فقط إلى إشاعة الرعب بين المواطنين وإسكاتهم إلى الأبد لكنها تؤدى إلى ظاهرة خطيرة وهي تحول كثيرين إلى تأييد النظام تخلصا من العبء النفسي الذي يسببه التفكير المستقل.
بالإضافة إلى المنافقين الساعين إلى المناصب والمزايا هناك مصريون كثيرون أذكياء متعلمون يتجاهلون الحقائق الواضحة كالشمس ويستمرون في تأييد السيسي وتصديق أكاذيب الإعلام على سذاجتها إذ أنهم من فرط القمع أصبحوا يخافون من أي فكرة معارضة وهم يحسون باطمئنان وأمان ماداموا يقفون في طابور الطبالين والزمارين.
انيا: البروباغندا
ـــــــــــــــــــــــــــ                                            
مثل كل ديكتاتور، قام السيسي بالسيطرة الكاملة على وسائل الإعلام والغرض هنا ليس فقط حجب المعلومات عن الشعب ومنع نقد النظام وإنما الغرض الأهم هو صناعة حقائق بديلة. فعندما يتأخر الدعم عن الجنود المصريين في سيناء فتتم إبادتهم بالكامل على يد الإرهابيين تتم صناعة حقيقة بديلة تعتبر الشهداء بلغوا أقصى درجات البطولة لأنهم رفضوا ترك مواقعهم.
هذه الحقيقة البديلة التي تصنعها البروباغندا يتم زرعها في أذهان الناس لإخفاء الحقيقة الأصلية وهي ان هؤلاء الشهداء العظام قد دفعوا حياتهم ثمنا للإهمال وسوء التخطيط من إدارة الجيش التي تأخرت في إرسال الدعم لإنقاذهم.
كل حقيقة تكشف عجز النظام وفشله يتم إخفاؤها تماما وصناعة حقيقة بديلة كاذبة. لقد أدار السيسي أزمة سد النهضة بطريقة فاشلة ومتخاذلة وترك لأثيوبيا فرصة المماطلة حتى انتهت من بناء السد بل انه وفر غطاء شرعيا لسد النهضة (المخالف للقانون الدولي) عندما وقع في عام  2015 اتفاق مبادئ مع أثيوبيا يعترف بحقها في بناء السد بغير أن يضع شروطا محددة للحفاظ على حقوق مصر بل ان السيسي لم يضغط على السعودية والإمارات وهما دولتان حليفتان للسيسي لكنهما من أكبر الممولين المساهمين في سد النهضة.
هذه الحقيقة تم إخفاؤها في إعلام السيسي وصناعة حقيقة بديلة  تشيد بأداء السيسي العظيم وخرجت مانشيتات الصحف والمواقع الحكومية بعناوين مثل "السيسي يحل أزمة سد النهضة" وقد تلقف هذه الأكاذيب وصدقها مواطنون مقموعون مرعوبون من رؤية الحقيقة لأنها ستكلفهم ثمنا باهظا لا يريدون دفعه.
ثالثا: نظرية المؤامرة
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
منذ بداية القرن العشرين وحتى اليوم لم يظهر ديكتاتور في أي بلد في العالم بغير أن يروج لنظرية المؤامرة بسبب مزاياها الكثيرة: فهي تبرر بسهولة أية أخطاء أو جرائم يرتكبها الديكتاتور و تظهر كل معارضي الديكتاتور على هيئة عملاء وخونة كما انها تنشر بين الناس الخوف من أعداء (غالبا وهميين) الأمر الذي سيدفعهم  لتأييد الديكتاتور لأنه الوحيد القادر على حمايتهم من المؤامرة التي يدبرها الأعداء ضد الوطن.

لقد ظهرت علامات فشل السيسي الذريع في إدارة  أزمة سد النهضة وبعد أن كانت الدولة المصرية ترفض أساسا مجرد مناقشة فكرة إقامة سدود تمنع تدفق النيل صرنا الآن بكل أسف نتوسل إلى أثيوبيا حتى تؤخر ملء السد بالمياه وها نحن نرى أثيوبيا ترفض وتتعنت وكأنها تسخر من سذاجة وضعف الدولة المصرية.

هل يفهم أي مسؤول في نظام السيسي أن مائدة التفاوض تعكس موازين القوة ولا تنشئها؟ إذا كنت قويا ستفرض إرادتك  في المفاوضات ولا قيمة للضعفاء. هل هناك أخطر من إضاعة نصف حصة مصر من المياه وتبوير الأراضي الزراعية وهلاك المصريين؟

إن ماكينة البروباغندا لنظام السيسي تواصل اتهام المعارضين بالخيانة وكأن الوطن قد تجسد في عبد الفتاح السيسي وحده حتى لو فشل وتسبب في كوارث. إن الوطنية الحقيقية الآن يجب أن تدفع مصر إلى التمسك بحقوقها وفرضها بكل الوسائل على الجميع.
إن أدوات الديكتاتور لخداع الناس وتضليلهم لا تنجح إلى الأبد ولكن تأتي دائما لحظة تسقط فيها كل الأكاذيب التي خلقها الديكتاتور ويكتشف الناس الحقيقة، فيغادرون مقاعد المتفرجين لينقذوا بلادهم من الكوارث التي تسبب فيها الديكتاتور. عندئذ تكون هناك بداية جديدة على مسار صحيح فلا ينتظر الشعب البطل المنقذ وإنما يتولى مسؤولية الوطن بنفسه.. هل حانت لحظة الحقيقة في مصر.
الإجابة ستحملها لنا قطعا الأيام القادمة.
 الديمقراطية هي الحل





برنامج بايدن الانتخابي.. أخبار غير سارة للسعودية بخصوص اليمن وسياسات مختلفة بشأن إيران والخليج والشرق الأوسط


الثالوثُ المعطِّل لعملية الإصلاح

“الإعلام” بمختلف أشكاله وفضاءاته، و”المجتمع المدني” بمختلف فعالياته المحلية والوطنية و”النخب” على تعدد مشاربها الإيديولوجية وانتماءاتها الفكرية وميولها السياسية

الثالوث قلَّب الموازين رأسا على عقب وأنتجت تفاعلاته مجتمعاتٍ راقية وبلدانا متحضرة ذات هيبة وقوة هي التي تطبع المجتمع الدولي في زماننا الحاضر

بـ”العالم الثالث” أن لدينا نفس الرغبة والهدف والطموح في أن نكون أيضا دولا وحضارات متقدمة لها ميولها وجولاتها في المسرح الدولي الذي لم يعد يؤمن سوى بالقوي، قوة الأرقام وعظمة المنجزات لا قوة الشعارات والإنجازات الهزيلة التي سرعان ما تزول عند أول عاصفة ثقافية أو فكرية أو سياسية…

فقد تصبّ جهود الثالوث محليا ووطنيا كما يمكن أن تصب هذه الجهود –وهذا الأهم- في صناعة ثقافة واعية ورؤية مستقبلية تنعكس على الجميع انعكاسا إيجابيا ضمن نهضة شاملة تمس كل جوانب الحياة المختلفة.

السلطة الحاكمة والأحزاب السياسية والشعوب
الإعلام والنخب والمجتمع المدني

النخب:

هي المؤطرة لكل حراك والموجِّهة لكل نهضة فكرية أو معرفية أو حضارية، النخب هي ببساطة التي تجاوزت عموم الناس والشعوب بفهمها المتقدِّم وتأصيلها الاستشرافي، وقد تكون هذه النخب سياسية أو اقتصادية أو فكرية، لكن تبقى نخبا مشتتة الوجهة غير واضحة الرؤية، ما لم تنتظم في وحدات بحث يقدم نتاجها للهيئات المتخصصة رؤيتها للحل وتنظيراتها للاعوجاج الذي يطال المجتمع، وهذا الذي لا يوجد في عالمنا الثالث وفي الجزائر على وجه التحديد، يكفي أن نذكر أن في إسرائيل وحدها 1200 مركز بحث فاعل، وعلى هذا يمكن القول إن تخلف أي مجتمع سببه الرئيس هو تقاعس النخب عن أداء دورها، إما استسلاما أو تواطؤا أو كسلا فكريا وسلوكيا على حد السواء، وتجدر الإشارة أن الجزائر توفرت منذ استقلالها إلى اليوم على إطارات ونخب هائلة، لكن بعضها هاجر والبعض الآخر ضُيِّق عليه والبقية تقاوم على أمل أن يلوح أمل في المستقبل القريب أو المتوسط.

الإعلام:

يكفي في الجزائر مثلا عرض الإحصائيات التالية لتدرك كم للإعلام من أهمية إستراتيجية أدركت قيمته أنظمة الحكم في العالم بأسره ووظَّفته في البقاء والهيمنة: قرابة 17 مليون جزائري يشاهدون التلفزيون في أوقات الذروة يوميا، إضافة إلى أن أكثر من 19 مليون جزائري مشتركون في خدمة 3G وأن أكثر من 23 مليون جزائري مشترك في موقع التواصل الاجتماعي الشهير “فايس بوك”، إضافة إلى الإعلام الثقيل والمكتوب والإلكتروني والذي لا يزال متحكما فيه من قبل السلطة من جهة، وتقاعس أهل التخصص من جهة أخرى (ليس الأمر للتعميم طبعا) فإعلامٌ قوي معناه مجتمع قوي، إعلام واع معناه مجتمع متحضر يقدم المعلومة ويحارب الإشاعة والأهم من ذلك أنه يقف على مسافة واحدة ومتساوية مع الجميع.

المجتمع المدني:

يمكن تعريف المجتمع المدني باختصار مفيد في كونه تأطيرا للقدرات الشعبية ضمن فضاءات قانونية وخطط واضحة في مجالات محددة ومضبوطة تكون لها مخرجاتٌ مثمرة ومفيدة على مجالاتها من جهة وعلى الوعي العام من جهة أخرى، إضافة إلى أن المجتمع المدني هو النشاط الموازي للنشاط الرسمي الذي من المفترض أن يكون مستقلا عن الجهات الوصية والمؤسسات الرسمية لكي يؤدي دوره المنوط به على أكمل وجه، إلا أن في العالم الثالث وفي الجزائر على وجه التحديد تحاول السلطة تأطير هذا المجتمع بما يصبُّ في رؤيتها والتعامل بيد صارمة مع كل من يخالف توجُّهها أو أن يشتغل ضمن مساحات قد تقلق السلطة وتجلب لها إزعاجا غير مرغوب فيه.
حزمة القوانين والتشريعات والمراسيم التي وصفها المراقبون والمتابعون بأنها مجحفة وتحدّ من نشاط هذا الثالوث وتعطله عن الانتشار من جهة، وعن تحقيق رسالته من جهة أخرى.
قوى المجتمع المهيمنة والمتجذرة (عروش، رجال مال وأعمال، أعراف وتقاليد متجذرة…) والتي لا تقبل عادة أيَّ موجة تغيير (هذا واقعٌ يحتاج فعلا إلى دراسات سوسيولوجية معمقة) لأنها ترضى من حيث تعي أو لا تعي بالواقع الموجود، لأنها تخاف من عملية التغيير التي قد تؤدي حسبها إلى مستقبل غامض ومجهول المآلات ومنطق هذه القوى: “واقعٌ معلوم خير من تغيير مستقبلي مجهول العواقب..”




الإفتاء: التصدق بأموال الحج على الفقراء ثوابها أعظم من أداء المناسك

أكد الدكتور محمد وسام، مدير إدارة الفتوى المكتوبة بدار الإفتاء المصرية، على أهمية اغتنام فرصة عدم الذهاب لأداء فريضة الحج هذا العام بسبب أزمة كورونا وإخراج أموال فريضة الحج زكاة للفقراء والمساكين، لافتا إلى أن هذا يعادل فريضة الحج تمامًا بل وثوابه أعظم.


سحر الجعارة ناقصات عقل و المنكر

أكشاك الإنترنت للنهى عن المنكر


 الداعية «سالم عبدالجليل»، وكيل وزارة الأوقاف السابق، عن المسيحية إنها «عقيدة فاسدة»، لم يُحاكم بتهمة ازدراء الأديان، البعض يرى أن مجرد وقوفه أمام هيئة المحكمة هو إعلاء للدستور والقانون، لكن ما حدث كان العكس.

لم تتم محاكمة «عبدالجليل» على أساس «مدنى»، وكأننا نطبق القانون بشكل انتقائى.. أو أن مادة «ازدراء الأديان» مثلاً تطبق فى حالة إهانة الدين الإسلامى ولا تطبق فى حالات أخرى!.
مثل قضية الممثل وبناته شريف منير 
ولا ابن مجتمع الميم هشام سليم وسارة حجازي

نفس الأمر تكرر مع «عبدالله رشدى»، الذى احترف تكفير الأقباط والتحريض عدة مرات على إهدار قدسية الكنائس وهدمها واغتيال الأقباط واستحلال أموالهم وأعراضهم وممتلكاتهم، مروراً بتحديه السافر للدستور والقانون بتأكيده المستمر على أفكاره التكفيرية، وتحليل زواج القاصرات، والعداء السافر بل ومحاولة اغتيال رموز الاستنارة، وصولاً إلى التحريض على تختين الإناث.. والتطاول على قواتنا المسلحة.. لكنه لم يُحاكم!. بضد اسرائيل 

محاولة تجييش الرأى العام تجييشاً سلبياً، أو فيما يضر المصلحة الوطنية،

 من يستخدم صفحته أو المنبر أو المسجد للإساءة لأى شخص أو جهة أو مؤسسة، أو أى كيان من كيانات الدولة، سواء أكان إماماً أم إدارياً أم عاملاً، أم منتسباً بأى صفة إلى الأوقاف، فهو أمر مرفوض ولن نقبله

فعلى من تطبق محاكم تفتيش الشبكة العنكبوتية؟

هيئة «الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر»
تقديم الفتيات للمحاكمة بتهمة «إثارة الغرائز» التى ابتدعها «أبومجانص»، وهيئة «حماية الأخلاق»

التهم التى توجه للفتيات تبدأ من خدش الحياء العام لتصل إلى التحريض على الفجور والدعارة وتهديد الأمن القومى

 ما يثير التعجب هو الهجوم الممنهج على مواقع التواصل الاجتماعى (فيس بوك، تويتر، إنستجرام)، بزعم حماية القيم والشرف والعفة والكرامة من رقصات مثيرة جنسياً، وقد وصلت الاتهامات إلى حد التحريض على الفسق والفجور.. ولكن لم يحدث بالتوازى إغلاق للصفحات التى تحرض على تكفير الآخر وتسخر من عقيدته وتوفر الإطار النظرى لأى إرهابى لتفجير كنيسة أو منشأة عسكرية.. ولم يقدم أحدهم للمحاكمة؟!.
العالم متجه الي خراب ++++++++++

والأغرب أن حملة تطهير الإنترنت من الرقص والإغراء بالملابس المثيرة تحدث فى بلد به ملاهٍ ليلية، ويتقاضى الضرائب عن مهنة «الرقص» ويضع ضوابط رقابية لبدلة الرقص!.

الأخطر من كل ما سبق أن بالقانون مواد «سالبة للحريات» لم يتم تنقيتها، وتحتوى على جمل مطاطية يمكن أن تطال أى كاتب من تيار الاستنارة الذى تتربص به «كتائب الحسبة».. فحتى الآن مادة «ازدراء الديان» مثلاً لا تحدد بشكل قاطع ما هو «الازدراء» وما هى «الثوابت»، مما يضطر المحكمة للجوء إلى «مجمع البحوث الإسلامية» وهو جهة ليست محايدة فيما يتعلق بنقد الفكر الدينى بشكل عام.

وإذا كانت القيادة السياسية تطالب بثورة فكرية، فهذا لن يحمى أى كاتب من تهمة الطعن فى الثوابت وإنكار ما هو معلوم من الدين بالضرورة.. خاصة أن شيخ الأزهر الدكتور «أحمد الطيب»، والتابع له «مجمع البحوث الإسلامية»، يعتبر أن السنة النبوية الشريفة، (بما فيها من أحاديث ضعيفة)، تمثل ثلاثة أرباع الدين بينما القرآن الكريم يمثل الربع!.

كنا نعترض -فيما سبق- على أن نقد سياسات الحكومة يسهل وصفه بتهم من عينة «تكدير السلم الاجتماعى والأمن العام»، وهى التهم التى تنطبق فعلياً على «عبدالجليل ورشدى»، لكننا أصبحنا أمام حديث ضعيف يمكن أن ينقل أى كاتب إلى خلف القضبان.. رغم أن المملكة العربية السعودية أنشأت هيئة لمراجعة هذه الأحاديث واستبعاد ما يحرض منها على التطرف والإرهاب.. تخيل أنك تنتقد مثلاً تدريس «أكل لحم الأسير أو نكاح المتوفاة» فى المناهج الأزهرية فتُتهم بازدراء الإسلام.. وتتكرر مأساة سجن الباحث «إسلام بحيرى»!.

لابد أن نعترف بأن لدينا قوانين معيبة كان الأجدى تنقيتها لحماية الشرف والفضيلة.. فكيف يكون الرجل شاهداً على المرأة فى قضايا الدعارة، إنه القانون الذى يعاقب البغىّ ويبرئ طالب المتعة؟.

نفس الرجل -الزوج- يملك التنازل عن دعوى الزنا ضد زوجته، حتى لو صدر ضدها حكم نهائى، فهل هذا قانون يحمى «الشرف» أم أن الشرف ملكية خاصة للرجال؟!.

ما يحدث الآن من هجمة على السوشيال ميديا باسم «حماية الفضيلة» هو تهديد مباشر للحريات المنصوص عليها.. وقمة الهزل أن نتحدث عن «الفضيلة» ولدينا قوانين غير أخلاقية.

+++++++++++++++++

هل نحن ناقصات عقل ولَّا دين؟


 الثقافة العامة والمناخ السائد، فتّش فى ضمائر الرجال وعقولهم، فتّش فى وجدان المرأة عن إحساسها بذاتها، بقيمتها فى الأسرة فى المجتمع.. طموحها.. أحلامها.. القيود الحريرية التى تقيدها فى أسر «الكائن الضعيف» الذى يحتاج دائماً إلى الرعاية فى القفص الذهبى

تسلل داخل القفص الذهبى.. سجّل وقائع العنف الأسرى، الضرب، الشتائم، التعنت فى استخدام الطلاق، الاغتصاب الزوجى حتى لا تلعنها الملائكة

قف يوماً واحداً أمام محكمة الأسرة: استمع إلى شهادات حية من النساء حول قضايا النفقة والخلع والطلاق للضرر وإثبات النسب.. قضايا الميراث التى لم تفلت منها امرأة فقيرة ولا امرأة تنتمى للمجتمع المخملى.

دعك من إعلانات الأزياء والموضة والمجوهرات، من تلك «الصورة الذهنية» لنجمات السينما وموديلز الإعلانات، من تصريحات الوزيرات القوية.. دعك من صاحبات الرأى والفكر وحرية التعبير عن أنفسهن.. دعك منى أنا!.

انظر إلى واقع المدرّسة والممرضة والسكرتيرة.. إلى بائعة «الموضة» لمن تملك أن تشتريها.. إلى علامات القهر المحفورة على جبين «ربة منزل» تخشى أن تتحرر من عنف زوج أو إدمانه أو انفلاته الأخلاقى لأنها لن تجد إلا «الشارع» مأوى لها!!.

نحن مجتمع لا يحترم المرأة إلا إذا امتلكت السلطة أو السطوة أو النفوذ أو الثراء.. لكن المشهد العام مختلف تماماً: فى جلسة «دور المرأة فى دوائر صناعة القرار»، التى عُقدت على هامش أعمال منتدى شباب العالم بمدينة شرم الشيخ 2017، وجّه الرئيس «عبدالفتاح السيسى» عدة رسائل للمرأة المصرية، بدأت بتشخيص دقيق لواقع المرأة المصرية، فقال الرئيس: «إن الإرادة السياسية وحدها لا تكفى لتمكين المرأة، بل يجب تغيير الثقافة المجتمعية أيضاً».

لا تزال الثقافة السائدة رجعية ومتخلفة وسلفية، تحقّر من شأن المرأة باسم الدين،

«تمكين المرأة» ليس انحيازاً من القيادة السياسية للنساء، (لأن المرأة تمثل 54% من مجموع الأصوات التى حصل عليها «السيسى» فى الانتخابات الرئاسية عام 2014، ولا لأن القوة التصويتية لها تصل لحوالى 25 مليون صوت تقريباً)، بل هو تفعيل للدستور الذى ينص على مواد تعزّز حقوق المرأة، منها المادة 11 الخاصة بالمساواة بين الرجل والمرأة ونصها: «تكفل الدولة تحقيق المساواة بين المرأة والرجل فى كل الحقوق المدنية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية». ولسه في مجلة المجتمع القانون شيخة ازهر رئيسة وزرة 
ولكن المجتمع مازال لا يتقبل 

إن واقع المرأة -تاريخياً- مرهون بمنظومة الفكر الدينى السائدة: «لن يفلح قوم ولوا أمرهم امرأة»،
 «على جمعة» إن الرسول كان يقصد بقوله «الروم» وليس عموم الناس.

الدور التحريضى الذى تلعبه المؤسسة الدينية الرسمية ضد المرأة، بفتاوى تبرر «التحرش» بالمرأة، بزعم أنها أسقطت رخصتها الشرعية وخرجت «سافرة».. لأن «المتحدث الرسمى» نيابة عن الخالق أطلق فتاوى تحلل: (مفاخذة الصغيرة، ونكاح الزوجة المتوفاة، وزواج الرجل لابنته من الزنا على مذهب الشافعية والمالكية، وأكل جزء من المرأة حين الجوع القاتل، وتحريم تهنئة الزوجة الكتابية، واعتبار العلاقة الزوجية اغتصاباً).. والأدهى والأمر فتاوى تحليل سبى النساء وملك اليمين (سعاد صالح، عبدالمنعم فؤاد).. والتى أسست لسوق النخاسة والاتجار فى «الرقيق» بقرية مثل «الحوامدية»!.

وحتى تكتمل منظومة القهر فضرب النساء مشرعن، (تتفاوت الرؤى من الضرب بالسواك أو كسر ضلع)، وتستمر جرائم تشويه الأعضاء التناسلية للمرأة «الختان»، ويطل علينا من وقت لآخر مشروع قانون «زواج القاصرات».

الأدهى والأمر أن القانون والشرع لم يمنعا ميليشيات المشايخ من أن تؤسس جبهات «الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر»، وتمارس البلطجة الممنهجة، من خلال الاعتداء على مواطنة محجبـة لمطالبتها بارتداء النقاب أو ذبح امرأة مسيحية لأنها ترتدى الصليب، هذا بخلاف إلغاء جلسات «النصح والإرشاد» التى كانت تعيد الفتاة المسيحية إلى أهلها قبل اشتعال الفتنة الطائفية بسبب إسلامها لتتزوج (!!).

نحن نريد مجتمعاً لا يرفع شعار «ناقصات عقل ودين».. مجتمعاً متحضراً حاضناً للنساء، يدفعهن للأمام ولا يستخدمهن كوعاء للإنجاب.. هذه المنابر الثقافية والدينية تحتاج إلى نسف وليس إلى تغيير.