الاثنين، 28 فبراير 2022

"هوس عربي معاصر".. لماذا يُصدِّق الناس الأبراج النجمية

Jan 31, 2021 Nov 26, 2021

ملوك الكلام 

حيلتان نفسيتان تجعلاننا نؤمن بأن تلك هي فعلا سماتنا

 تأثير فورير - تأثير بارنوم

ظاهرة نفسية تشير إلى ميل الأفراد إلى رؤية كلام المنجمين على أنه دقيق وأنه وصف شخصياتهم التي يفترض أنها صممت خصيصا لهم، ولكنه في الواقع عادة ما يكون غامضا وعاما لدرجة أنه يمكن أن ينطبق على طائفة كبيرة من الناس.

الحيلة النفسية الثانية فهي ما نُسمِّيه"النبوءة المُحققة لذاتها"،
 وتعني التنبؤ الذي يجعل من نفسه صحيحا بشكل مباشر أو غير مباشر، مثل أن تقول لزميل لك قبل اختبار القدرات في إحدى الجامعات مثلا إنك تعرف أنه سيرسب، هنا سيتولّد لديه شعور شديد بالخوف من الرسوب، فيتسبّب ذلك في حالة توتر تمنعه من الانتباه في الاختبار فيرسب بالفعل. رسوبه لم يكن بسبب أنك توقّعت ذلك، لكن لأنك دفعته لكي يرسب بالفعل.

في عالم الأبراج كل ما تحتاج إليه إذن هو تنبؤ واسع فضفاض، يمكن تركيبه على أي شيء، سيقول البُرج إنك سوف "تحصل على حب جديد هذا الأسبوع"، ثم ترى فتاة ما، أية فتاة، فتسعى لتحقيق النبوءة دون أن تدري، تحاول التقرب منها، ثم تقول لنفسك إن النبوءة تحققت، لكنك أنت مَن حققها مُتعمِّدا.

الأمر إذن أنك مَن تنحت من شخصيتك بحيث تتناسب تماما مع قالب تنبؤات الأبراج وليس العكس، لكن لأن السيالات العصبية تجري في أدمغتنا بسرعات هائلة، فإنك لا تُدرك ما حدث للتو، ويبدو الأمر أنك رأيت تصوُّرا ما لأحد الأبراج يحكي عن طبيعة شخصيتك، ثم وجدته بالفعل في شخصيتك، لهذا السبب فإن الأبراج تبدو ساحرة بالنسبة لنا، لكن هل تعرف متى تكون ساحرة أكثر من أي وقت آخر؟! في أوقات التوتر واللا يقين.

عصر الشك 

 نحن البشر، كائنات تكره اللا يقين، تود دائما أن تتحكم في العالم المحيط قدر الإمكان، ولأن ذلك مستحيل الحدوث فإننا طوّرنا آليات نفسية كثيرة للتكيُّف مع ذلك، منها مثلا"وهم التحكم" (Illusion of control) ويعني إعطاء نفسك احتمالات أكبر في قدرتك على التحكم بأمور تقول الحقيقة الموضوعية إن الاحتمالات فيها أقل من ذلك، هذا هو ما يدفع البعض للاستمرار في المشاركة في مسابقات المليون والمليار واليانصيب وإلخ، لأنه في أعماقه يظن في نفسه قدرة على التحكم في أمر بهذه العشوائية.

لماذا يلجأ كثيرون إلى المنجمين 

 لجأ هؤلاء للمنجمين لأسباب مختلفة، فمنهم من أودت الجائحة بحياة عزيز له، ومنهم من يبحث عن مهنة جديدة بعد أن فقد وظيفته في أحد المطاعم أو قطاع الترفيه، وآخرون يستثمرون وقت الفراغ الذي زاد بعد البقاء في المنزل. لكن القاسم المشترك بين هؤلاء هو أنهم يبحثون عن الدعم والترابط واستكشاف الذات.

سنوات انعدام الاستقرار بعد وصول ترامب إلى سدة الرئاسة وخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي

منصة "تيك توك" الأسرع انتشارا بين منصات التواصل الاجتماعي على مدار العام الماضي، على تعريف رواد المنصة على لغة الأبراج

خارج نطاق العلم والدين

التنجيم والعرافة وقراءة أوراق التاروت

بدأت غولدستاين في استشارة المنجمين منذ بضع سنوات بسبب اهتمامهما بالممارسات الروحانية غير التوحيدية. وكشأن الكثيرين من أبناء جيلها، اكتشفت أن التنجيم يساعدها على رؤية العالم بطريقة مثيرة، أقل تعصبا من الأديان الرسمية. وتقول غولدستاين: "التنجيم يوفر اللغة فقط لفهم الحقائق".

استطلاع للرأي أجراه مركز "بيو" للأبحاث إلى أن أكثر من 60 في المئة من أبناء جيل الألفية في الولايات المتحدة يؤمنون بالروحانيات، وهذه المجموعة أقل استعدادا من الأجيال التي تسبقها للإيمان بوجود الله أو التمسك بالدين.

إن التنجيم منبوذ من العلم والأديان السماوية، كالمسيحية، ولهذا احتل مكانة عجيبة في المجتمع، فأصبح خارج نطاق العلم والدين. وقد يلجأ إليه الباحثون عن جسور بين العلم والدين أو الأشخاص الذين لم يجدوا في كليهما إجابات شافية لأسئلتهم".

اللجوء للنجوم لتهدئة المخاوف

 المهووسين بالتنجيم، يلجؤون للمنجمين بدافع الفضول، أو استكشاف النفس والتحليل الذاتي أو البحث عن إطار أكبر لمشاعرهم أو الصراعات التي تعتمل في نفوسهم. ولهذا يستخدم الكثيرون لغة التنجيم في جلسات العلاج النفسي، فيبررون التقلبات المزاجية لشريك الحياة بحركة برج الجوزاء، أو يفسرون التغير المفاجئ في الحياة المهنية بعودة كوكب زُحل إلى موضعه.

"إذا كان التنجيم يطمئن الناس ويساعدهم في تفسير ما يحدث في حياتهم، فإنه ليس سلبيا".

الاستشارة التقليدية البديلة

أصبحت ألتمان مؤخرا مصدرا للمعلومات حول تنبؤات النجوم والكواكب عن أسعار البيتكوين وحركة الأسهم في البورصة. إذ تخصصت ألتمان في التنجيم المالي وتعتزم أن تمتهن هذا المجال. وتقول إن عدد المشتركين الآن في تحليلاتها الحصرية التي تبثها أسبوعيا عبر الإنترنت يقدر بنحو بضعة آلاف، وتتراوح أسعار الاشتراكات ما بين 7.77 دولار و49.9 دولارات شهريا. ويواظب آخرون على حضور الدورات التي تعقدها عبر الإنترنت للتعلم من خبراتها في المجال المالي.

 بفضل خوارزميات التواصل الاجتماعي وقلة مظاهر الدعم الروحاني في الحياة المعاصرة، يبدو أن سوق التنجيم ستظل رائجة.

Feb 19, 2021

 دراسة جديدة أن الأشخاص الذين يؤمنون بعلم التنجيم والأبراج الفلكية يميلون إلى أن يكونوا أكثر نرجسية وأقل ذكاء.




الشباب في مصر كثير من الاقتصاد وقليل من السياسة *********

 تخريج الكفاءات شباب مسيّس

 الاستعانة بها في الحكم من نواب ووزراء ومحافظين وغيرهم من ذوي الطابع التكنولوجي والرقمي، وهو ما يصب في خانة الاقتصاد.

نحصر فعالية المؤتمرات التي تعقد من حين لآخر في الاقتصاد وجدواه، والذي يحقق تقدما مهما في مصر بشهادات دولية عدة. متحيزه في مصادر دولية اخري راي تاني  اخرهم فيلم التحدي عيد ميلاد السيسي 

تنصب مؤتمرات الشباب المحلية أو ذات الأبعاد الخارجية على الاقتصاد بفروعه المختلفة، فالدورة الرابعة لمنتدى شباب العالم التي أعلن عن انعقادها في يناير المقبل في شرم الشيخ سوف تهتم بالتنمية المستدامة ومكوناتها، وتحرص الدورات الشبابية التي تقدمها جهات حكومية عبر قنواتها على الاستفاضة أيضا في القضايا الاقتصادية.

الدولة المصرية بحاجة إلى روح شابة من خارج الإطار الحكومي التقليدي،

البيروقراطية الكلاسيكية في مصر.

بدونها سوف تبقى عاجزة عن تقديم الحد الأدنى من متطلبات المعيشة للمواطنين وتقليص الأعباء التي ترهقهم، ويمكن أن تخرجهم عن السياق المرجو لنموذج الدولة المستقرة.

 فمنح أولوية لقطاع الاقتصاد يتسق مع هوى الحكومة باعتباره رافعة مهمة في تقدم الدولة، لأنها غير معنية كثيرا بإحداث نقلة نوعية في الفضاء السياسي وإدخال إصلاحات حقيقية في هذا المجال.

 تأهيل الشباب وتدريبهم، مثل البرنامج الرئاسي للشباب، والأكاديمية الوطنية، وتنسيقيات شباب الأحزاب التي يتزايد دورها السياسي. الرد الحكومي

التكيف مع النظام الحاكم وخطابه، وبالفعل خرّجت عددا منهم أصبحوا أعضاء في مجلس النواب وقيادات في بعض الأحزاب، ومسؤولين في وزارات، وسوف يخرج من بينهم كوادر مستقبلا يجري إعدادهم لنشرهم في مجالات متعددة.

بينما في السياسة ليس من السهولة أن تتم قولبة المتدربين وحشو مفاهيم صماء في أذهانهم، لذلك يأتي السياسيون الناجحون غالبا من أسفل إلى أعلى، وما تقدمه الدورات والمنتديات والأكاديميات في التأهيل عبارة عن ضخ من أعلى إلى أسفل، وهي الصورة التي لا تتناسب مع طموحات مصر لتكون عصرية، ما يفرض التخلي عن الجزر السياسي ليتواءم مع المد الاقتصادي الذي حقق تقدما لافتا خلال فترة وجيزة.

 جعلت المتدربين في جهات رسمية نمطية قليلي الخبرة وأصواتهم قد تكون غير مسموعة بالشكل الكافي، والأدهى أنهم لا يعبرون عن روح الدولة الشابة، لأنه تم غرس مفاهيم يقوم عدد كبير من الشباب بترديدها تلقائيا من دون وجود حد أدنى من الاشتباك السياسي المتعارف عليه، والذي يوفر لأصحابه قدرة عالية في أمور المناورة ودهاليزها.

 تأهيل فوقي يضفي على الشباب طعما سياسيا واحدا يقوم على الحشو والتلقين ويبتعد عن الاحتكاك بالشارع، وإن حدث تظهر على كوادر الشباب علامات باردة أشبه بالمعلبات التي إذا تم تسخينها تفقد جزءا كبيرا من رونقها.

يسير التأهيل الاقتصادي في طريق ويسير نظيره السياسي في طريق آخر، ولا يلتقيان عند المنطقة التي تريدها الروح الشابة لمصر،

تحتاج الروح الشابة انفتاحا كبيرا في المجال السياسي، وتدريبا واسعا للكوادر الذين تعتمد عليهم ويتم التقاطهم من بين الناس وليس اختيارهم بحكم الوظيفة والمصلحة والقرابة والنسب، فمن مهام السياسي الناجح أن ينصهر في المجتمع الذي يمثله، ويعرف مشاكله وأوجاعه ويعمل على حلها بما يتناسب مع ما يريده وليس ما تريده المجموعة الحاكمة.

محمد أبوالفضل

يشعر مصريون برضا نسبي عن الأداء في المجال الاقتصادي للشباب، ولا يشعرون بنفس الدرجة من الرضا عن الأداء السياسي عندما يشاهدون أحدهم يتحدث في برنامج من برامج المساء المتشابهة على الفضائيات المصرية عن الإنجازات التنموية بلا وعي سياسي كاف.

*Nov 21, 2021

غياب الالتزام في ظل السلوك الفارغ حتماً سيؤدي الى تفكك الهوية ، خاصة عندما ينتاب الشباب درجة عالية من القلق والتوتر ، وعدم وضوح الرؤية وضغوط معيشية واجتماعية مرتبطة بمستقبله وحياته الاجتماعية ، ولا يعرف كيف يحل ازماته حتى لو امتلك المهارات وحتى لو كان لديه نضج ، فيجد نفسه امام سلوك جامد ، وهذا الضغط سيؤدي به الجنوح والانحراف كالسرقة والادمان وشرب الخمر والبلطجة ... الخ لوجود اضطرابات نفسية في مسعى منه لتحقيق ذاته وهذه مقرونة بالهوية الوطنية ، فكيف ستعمل على تعزيز الانتماء في ظل تلك الظروف ، هل بقوة المدفع وهذا غير سليم ، خاصة في ظل استفحال الافكار المتضاربة لدى الشباب .

*


النووي المالي

 آخر سلاح بيد الغرب ضد روسيا، والتاريخ يفيدنا أن الاقتصاد والمال هما لب المصالح للدول العظمى وأن بدايات التراجع والانهيار تبدأ باستخدامه على قاعدة.. عليّ وعلى أعدائي ..لكن النهايات ليست بيد من يستخدمه ضد خصمه، والمحصلة أن الأزمة الاوكرانية أوصلت العالم إلى بدايات السقوط الغربي أمام عودة الدب الروسي لمصلحة المارد الاقتصادي الصيني الصاعد.

الآن، تغيرت اللعبة وبات بديل الأسلحة النووية التقليدية هو استخدام السلاح المالي النووي الذي قد يكون فتاكا وأكثر تأثيرا، ذلك لأن تأثيره لا يقف عند حيز مكاني وأضرار بشرية وبيئية كما هو الحال مع الاسلحة النووية، بل يمتد إلى عصب اقتصاد الدول المتصارعة، فساحته هي التحويلات المالية والبنوك والبورصات والعملات وأسواق الصرف وحركة الأموال والتجارة الدولية واحتياطيات النقد الأجنبي.

في حرب أوكرانيا الحالية أشهر الجميع كل أسلحته الاقتصادية والمالية والنقدية، بما فيها تلك التي كانت بعيدة عن الصراعات السياسية والجيوسياسية مثل شبكة سويفت المعنية بالاتصالات والتحويلات المالية العالمية بين البنوك.

روسيا استهدفت منشآت نفط وغاز في أوكرانيا، ولوحت مصادر روسية بإمكانية استخدام سلاح النفط والغاز الروسي في المعركة الحالية ضد الغرب، وهو سلاح فتاك اقتصاديا، خاصة أن روسيا تمد أوروبا بنحو 40% من احتياجاتها من الغاز، كما تمد أسواق العالم بالحبوب والسلع الغذائية والفحم والمواد الأولية والمعادن وغيرها.


العالم العربي ********************

Mar 4, 2021 Dec 11, 2021

قومية العربية دلالات لغوية وسياسية قد لا تدل على العروبة

  ينفي المؤرخ العراقي «د. عبدالعزيز الدوري 1919- 2010» في كتابه « التكوين التاريخي للأمة العربية» الذي يعد واحدًا من أهم المراجع في القرن العشرين، مصطلح «العرب» كدلالات بشرية بل يؤكد أنه وصف للحال من حيث التشابه بسمات متقاربة الأصل كاللغة أو الموقع .

 مفهوم «القومية العربية» هو مفهوم أوروبي مستورد

في المقابل ربط مفكرون قوميون من ذوي النزعة الإسلامية كعبدالرحمن الكواكبي ومحمد عزة دروزة، بين العروبة والإسلام مؤكدين أن الإسلام كان وسيلة للعرب إلى الحضارة والتمدن

 أما بعض المفكرين القوميين اليساريين وفي صفهم يقف «البعثيون» فقد فصلوا بين العروبة والإسلام تحت شعار « أمة عربية واحدة ذات رسالة خالدة» وفي الطرف المقابل بفرق أصحاب الاتجاه الإسلامي السلفي وفي صفهم جماعة الإخوان المسلمين الإسلام عن العروبة، بل يعتبرون العروبة انسلاخًا عن الإسلام وتمردًا عليه، واخترعوا شعارًا – انتخابيًا - لخصوه بعنوان ( الإسلام هو الحل).

وسط غبار معمعة الصراع الذي دام أكثر من قرن بين «العروبيين» و»الاسلامويين» والذي لم يحسم لحد الآن، وبعد عدد من الأحداث الزلزالية المدمرة، كنكسة عام 1967م، وتوقيع اتفاقية «كامب ديفيد» بين مصر وإسرائيل، والاحتلال الصدامي للكويت في عام 1990م، تشكل اتجاهان آخران، اتجاه قُطْري تبناه ليبراليون يعيشون حالة من التقمص الوجداني، مبهورين بالغرب، ويرفعون شعارات قُطْرية، يدعون إلى إبراز الهوية الوطنية فقط دون غيرها والمحافظة عليها من الذوبان. واتجاه آخر ذو نزعة اقليمية، كأولئك الذي يرفعون شعارات «الهوية الفرعونية « في مصر، وجيرانهم في شما أفريقيا الذين يرفعون «الهوية الأمازيغية. وفي صفهم الأكراد في شمال العراق، وشمال شرقي سوريا، وهم الذين بإصرار داخلي وبدعم خارجي يطالبون بالاعتراف» بالهوية الكردية» وسيادتها السياسية والاقتصادية والثقافية في المناطق التي يقطنونها. وهناك جماعات أخرى في لبنان وفي سوريا يطالبون بإحياء «القومية الفينيقية

وفي غياب أي دور فاعل للمنظمات السياسية الإسلامية والعربية، كمنظمة التعاون الإسلامي، ورابطة العالم الإسلامي، وجامعة الدول العربية انسلخت مساحة جغرافية كبيرة من جسد الوطن العربي هي « جمهورية جنوب السودان» التي تضم عددًا من القبائل الأفريقية مثل الدينكا، والنوير، والشيرلوك، والشلك، والآشولي، والجور. تلك الجمهورية التي اتخذت من اللغة الإنجليزية لغة رئيسة لها، إلى جانب عدد من اللغات المحلية، كلغة باري، ولغة الندوقو ولغة الباي ولغة القولو، ولغة السيري، ولغة البلندا. وتعتبر هذه الجمهورية من الدول القليلة جدًا في العالم التي لا تملك قومية وهوية مشتركة بين شعبها، وبرغم كل هذا أصبحت دولة ذات سيادة وحدود ومعترف بها دوليًا. وبعد اندلاع أحداث ما يسمى «بالربيع العربي» كادت دول عربية أخرى، أن تتشظى وتتحول إلى كانتونات طائفية وعرقية.

أمام كل هذه التحديات السياسية والاقتصادية، والتجاذبات الإقليمية والدولية، والاختلالات الهيكلية والبنائية في جسد الإقليم العربي، وفي الوقت الذي يشهد فيه العالم في غربه وشرقه قيام تحالفات سياسية واقتصادية بين دول مختلفة اللغات ومتعددة القوميات، كـ «الاتحاد الأوروبي» المكون من (27) مملكة وجمهورية أوروبية. و»مجموعة البريكس» التي تضم كلًا من البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب أفريقيا، و»منظمة شانغهاي للتعاون « التي تضم ست دول هي الصين، وروسيا، ووكازاخستان، وقيرغيستان، وطاجيكستان، وأوزبكستان. يقف العام العربي في مفترق طرق، بل أصبح كلأً مباحًا في كثيرٍ من أصقاعه، ومحطًا لأطماع إقليمية وخارجية، حيث تداعت عليه الأمم كما تتداعى الأكلة الى قصعتها – كما أخبر بذلك نبينا محمد (ص) - ناهيك عن التشرذم الطائفي الذي وصل إلى حد الاحتراب الداخلي. حقًا إن الأمن العربي أمام اختبار قاسٍ وصعب.

حينما تعلو أصوات في أكثر من قطر عربي تطالب بمشروع إصلاحي على غرار المشروع السعودي الشجاع، وتتمنى قيادة كقيادة الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، الذي تبنى رؤية حضارية وإنسانية متكاملة، أثبتت نجاحًا منقطع النظير، هل يجتمع الإسلامويون، والعروبيون، والقُطريون، وأصحاب الأديان والثقافات واللغات الأخرى داخل محيط العالم العربي على رؤية جامعة، تحتضن كل الأطياف، وتحفظ لكل اتجاه هويته، وتجمعهم على كلمة سواء، خلف قيادة توفرت فيها كل شروط القيادة الحكيمة، و اجتمعت بها كل المشاعر الإنسانية؟ ولا يخالجني شك أن كل هذه الشروط وجميع تلك الخصال متوفرة بالقائد الشاب الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز؟.

*

الرابطة العربية والجوار الإسلامي

رفيق عبد السلام تونسي اخواني 

علاقة العرب بأنفسهم ومخزون هويتهم الجمعي
 الرابطة العثمانية المشتركة في مواجهة الضغوط السياسية والعسكرية للقوى الأوروبية الصاعدة، وتبلور ما عرفت وقتها بالجهادية الإسلامية. دافعوا بحماسةٍ منقطعة النظير عن التآخي العربي التركي، وحماية ما سموها بيضة الإسلام المهدّدة،

العرب والترك وشعوب البلقان وغيرهم كانوا جزءا من حالة ثقافية وسياسية عالمية، تتسم بصعود القوميات ومفاهيم تقرير المصير على أنقاض الإمبراطوريات القديمة المنهارة.

الجدل الذي كان وما زال قائما بين المؤرخين والمفكرين السياسيين بشأن فكرة القومية وأصلها وفصلها، وما إذا كانت مجرّد صناعة مستحدثة من الدولة، أو هي بناء متخيل بالأساس، أو بناء تراكمي على معطى الإثنيات التي تمد عروقها في التاريخ، أو هي قومية دستورية على طريقة الفيلسوف الألماني، هابرماس، الثابت في ذلك كله أنها أكثر الحقائق السياسية صلابة ومقاومة في عصرنا الراهن، بما يفوق قوة الأيديولوجيات والعقائد والأديان.

مسار العرب الحديث كان الأكثر وجعا ودرامية من غيرهم، حيث انتهى بهم المطاف إلى كياناتٍ مبعثرة، تتقاذفها لعبة الأمم والصراعات البينية والانقسامات الطائفية والعرقية، ولم يحققوا شيئا يذكر من طموحاتهم القومية. الشام موطن العروبة ومهد حلم الوحدة العربية يسير اليوم نحو مزيد من التمزّق، العراق موحّد ظاهريا، ولكن الانقسامات الطائفية والعرقية والتدخلات الخارجية تنخره، السودان انقسم بين شمال وجنوب، وهو معرّض لما هو أكثر، ليبيا نفسها مهددة بالتقسيم.

الايراني، بما في ذلك الإسلامي، هو قومي بشكل أو بآخر، على الرغم من بروز المعطى المذهبي الشيعي

حدهم العرب انتهوا إلى حالة من التبعثر السياسي الهائل، على الرغم من وجود رباط لغوي وثقافي ومخيال مشترك. واليوم، مع تتالي مسار الانحدار والتفكك، يبدو أن غاية المنى أن يحافظ العرب على كياناتهم القُطرية الهشّة من أصلها، وألا يمعنوا أكثر في مزيد التشرذم والانحدار إلى ما دون الدولة "الوطنية".

خلافا لذلك، تمكّن الإيرانيون من انتزاع نواة قومية متماسكة نسبيا، تضمّ قومياتٍ مختلفة مع غلبة العنصر الفارسي. خرج الأتراك منهزمين من الحرب العالمية الأولى، وخسروا أراضي كثيرة، لكنهم استنقذوا نواة صلبة في قلب الأناضول. أسس الباكستانيون قومية إسلامية متمايزة عن أقرانهم الهنود في شبه القارّة الهندية. أما العرب فقد انتهى بهم حلم المملكة العربية الكبرى التي كان من المنتظر أن تضم في البداية الحجاز وبلاد الشام والعراق، وتتوسع نحو ضم بقية العرب، انتهى بهم المطاف إلى مملكة صغيرة في صحراء الأردن، بعدما عبث الإنكليز بالشريف حسين وأبنائه وبدّدوا طموحاتهم... نخلص من ذلك كله إلى خلاصاتٍ لا بد من البناء عليها، إذا أراد العرب إنقاذ وضعهم، واستعادة قدر من تعافيهم السياسي وتوازنهم التاريخي المفقودين.

 لا سبيل لنهوض الإسلام من دون نهوض عربي فاعل، لأن العرب هم مادة الإسلام ومعدنه

*Jun 20, 2021

لعرب يملكون كل شيء إلا العقل. ولا شىء

ماديا لا ينقص العرب شيء لكي يكونوا أمة متقدمة، مهيمنة يخطب الآخرون ودها ورضاها. ولكن كل شيء في حياتهم، الظاهر منها والباطن يوحي بالتخلف. وأي نوع من التخلف؟ ذلك التخلف الذي ما من أمل في نهايته والقضاء عليه. ليس كابوسا لنستيقظ فينقضي. ليس أزمة مؤقتة تمر فتُنسى. قدر صار جزءا من الفلكلور المحلي.

لكن هل يُعقل أن هناك أمة ثرية يكره أفرادها بعضهم البعض الآخر مثلما يفعل العرب؟ الكراهية تنسف كل شيء. لا أقصد هنا المحبة وحدها بل كل ما يحث الإنسان على فعل الخير ومنه العمل. إما أن نكره وإما أن نعمل. عبر العقود الأربعة الأخيرة انتقل الشباب العربي من مجال حب العمل إلى فضاء الكسل والاسترخاء المريض. لقد فجعت حين اكتشفت أن المقاهي في مدن عربية عديدة تكتظ منتصف النهار أي في ذروة ساعات العمل.

الأمية الثقافية هي واحدة من أهم علامات التخلف.

مثقفون لبنانيون “كبار وحداثويون كما يتم استعراضهم” ينظرون بعيون منبهرة إلى حسن نصرالله وهو يبصق في وجه الحضارة الحديثة بأتفه وأسخف نظرياته عن المقاومة فيما هم يعرفون أنه مجرد خادم لأكثر أنظمة العالم السياسية تخلفا وانحطاطا. ما معنى ذلك؟ العناد؟ لقد أفلس لبنان وهو البلد المؤهل للعيش في حرير السياحة العربية. السياحة في لبنان بالنسبة إلى العربي ليست كالسياحة في أي بلد أوروبي. هذا ما عرفه اللبنانيون عبر عقود من الزمن يوم كان لبنان واحة للحرية. ولكن حزب الله وضعه على جمر لم يكن قدره وهو ما يرغب فيه أعداء لبنان. أتخسر إسرائيل شيئا لو أن لبنان غدا من غير كهرباء ولا خبز ولا ماء ولا دواء؟

يكمن السر في الفساد. هل نحن الأمة الأكثر فسادا في العالم؟

*

هل اختفى العرب أم تحوَّلوا أشباحاً


Aug 24, 2021
Oct 30, 2021

استيقظت قبل عقد على الحلم العربي الكبير، مقاومة الاستبداد والفساد وبناء مجتمع الحرية، بناء المشروع الديمقراطي العربي

 أغلب البلدان العربية لم تتمكَّن من الوقوف على ما آلت إليه أوضاعها بعد انفجارات 2011، وساهم وباء كورونا منذ سنتين في تعميق درجات الفراغ والغياب الحاصليْن في الفضاء السياسي العربي. ونتصوَّر أنه، أمام معطياتٍ مُماثلةٍ تحصل في التاريخ، يَسْهُل الاندحار والسقوط كما يَسْهُل الانقراض..

لم يتمكّن العرب من التصالح بعد مع ذواتهم ومع العالم من حولهم، ومنذ ما يزيد عن قرنين وهم يتحدّثون باللغة نفسها ويُرَكِّبون الأسئلة التي لم تعد مطروحة

نحن نعيش في زمنٍ اختلطت فيه قواعد الحرب والإبادة الجماعية والسلام. زمن عادت فيه لغة الطوائف والأعراق إلى الظهور، وتحوّلت كثير من مجتمعات المشرق والمغرب العربيين إلى مجتمعاتٍ منقسمة. اختفى الوطن واختفت الأوطان الصغرى، كما اختفى مشروع الوطن الواحد والكبير، واختفى أيضاً مشروع تحرير فلسطين. انتصبت أشجار النسب وأساطير الأصول، لِتحوِّل كثيراً من بلدان المشرق العربي، ليبيا وسورية واليمن .. إلى فسيفساء تنتظر مِقَصّ المُتَربِّصين بالجغرافيا العربية من القِوَى الإقليمية والدولية. وفي مثل هذه الأحوال، يصعب النظر والبحث في السُّبُل والمخارج التي يستعيد فيها العرب قدرتهم على الفهم والمواجهة والفعل.

حَوَّلَت مظاهر التبعية أغلب الدول العربية إلى مجرّد دويلاتٍ، مُنَفِّذَةٍ لبرامج وخُطَط يسطِّرها الآخرون، وهذا الأمر بالذات يقدّم الدليل على الاختفاء الذي يُرَاد منه مَحَو مشروع النهوض العربي من الخرائط، وتطلُّعات النهوض الممكنة التي تَغَنَّت بها، وبحماسٍ كبير، أجيال من العرب، فكيف تَمَّ وَقْف المشروع العربي في الوحدة والتنمية والتقدّم؟ كيف تقوم اليوم، دولة الكيان الصهيوني بتعزيز حضورها وترسيخ آليات اختراقها، بِمَدّ جسورٍ من الصِّلات مع أغلب البلدان العربية؟

لا نَتَرَدَّد في وصف الحال العربي اليوم، بأنه يقدّم صورة واضحة عن صور الاختراق الصهيوني الجديد، حيث عُقِدَت معاهدات تعاونٍ مع دول عربيةٍ كثييرة، معاهدات قُدِّمت فيها مبرِّرات ومعطيات تكشف مظاهر كثيرة دالة على اختفاء العروبة والعرب. وفي فلسطين المحتلة، تزداد الأوضاع سوءاً، وتزداد مِحْنَة الفلسطينيين بانقسامهم من جهة، وبسياسات الحكم الذاتي وإجراءات أوهامه من جهة أخرى، إضافة إلى جبروت الاحتلال الصهيوني وعنصريته.

ففي سورية وليبيا واليمن، وبعد مِحَن التهجير واختراق الفلول الإرهابية ومليشيات القِوَى الدولية لهذه المجتمعات، وفي غياب الحدود الدنيا للتضامن العربي، نزداد مرةً أخرى تَأكُّداً من اختفاء العرب.. وعندما نُتابع ما يجري اليوم في تونس، وما يجري بين المغرب والجزائر، تزداد الصورة وضوحاً، تَكبُر صورة الاختفاء فتملأ الأعين وتَشُدُّ الأنفاس، تغيب أدوات الحوار وتحضر، في المقابل، لغة السلاح والحرب، لغةٌ تحضر فيها إسرائيل للانتصار لطرفٍ على حساب آخر، فمن يمكن أن يتحدّث اليوم عن العروبة وعن العرب؟

لم يتمكّن العرب من التصالح بعد مع ذواتهم ومع العالم من حولهم، ومنذ ما يزيد عن قرنين وهم يتحدّثون باللغة نفسها ويُرَكِّبون الأسئلة التي لم تعد مطروحة، لم يتخلصوا من أعباء الموروث وقيوده، على الرغم من كل صور المثاقفة التي حصلت في مجتمعاتهم تحت ضغط الحتميات التاريخية التي تساهم في تغذية المجتمعات والثقافات وتقويتهما وتطويرهما في التاريخ. ونتصوَّر أنه لا يمكن تجاوُز استقطابات سياسية كثيرة حاصلة اليوم، في تونس وفي لبنان والسودان والمغرب، على الرغم من الاختلافات العديدة بين المجتمعات والأنظمة السياسية التي ذكرنا، إلا أنها تظلّ مشدودةً إلى نظام مشترك في القيم، وخطأ التيارات السياسية الحداثية والمُحَافِظة يتمثل في نسيانهما معاً، حاجتنا الماسّة إلى ثورة ثقافية تمكِّننا من التخلص من قيود الماضي، والشروع في بناء مشروع في التقدم يرتبط بأسئلتنا الجديدة ومرجعياتنا المرتبطة بمختلف التحوُّلات الجارية في مجتمعاتنا وفي العالم، وبمختلف مساعينا الهادفة إلى الانخراط في امتلاك ثقافة عالمٍ نحن اليوم جزء منه.

Nov 25, 2021
*

الأرقام التي تصف حالة التخلف والتراجع والبؤس التي يعيشها في جوانب الحياة كافة، اقتصادية كانت أو سياسية أو اجتماعية، وفي طبيعة أخباره المستدعية للكآبة والحزن التي تملأ منصّات الإعلام المرئي والمسموع والمقروء. وحدها منصّات الإعلام الرسمي هي ما يرسم صورة "إيجابية" مغايرة للواقع البائس، إذ تمتلئ بالأكاذيب والإنجازات والبطولات الوهمية، وهي تدور حول شخصية الزعيم وظلاله وأتباعه من نخبٍ مطبّلة مسخّرة لخدمته. أما الصورة الحقيقية فهي موجودة في الشارع الذي يعكس الصورة الحقيقية للواقع البائس.

تعيش البلاد العربية اليوم حالة استبدادٍ شامل، وتخلّف اقتصادي، وشبه انهيار في بعض الأصقاع، وجوع وشظف عيش، ومديونيةٍ هائلة، وبطالة متفشّية، وبؤس اجتماعي، وحتى في البلاد التي تتمتع ببعض الثروة، فإنّ خيراتها منهوبةٌ ومصروفةٌ على نزوات الحاكم ومغامراته، ومشروعاته المجنونة، فهو مسكونٌ بهاجس تحقيق إنجازاتٍ فرديةٍ ربما ليست لها علاقة بمعالجة مشكلات شعبه الحقيقية، والأدلة أمام كل ذي بصر وبصيرة.

منذ انهارت دولة الخلافة العثمانية قبل نحو مائة عام، وكان العالم العربي جزءاً منها، قطّعت اتفاقات سايكس وبيكو أوصاله، وحوّلت الضواحي والمشيخات والنواحي إلى دول لكل منها جيش وعلم ونشيد وطني، وعلى الفور نشأت إثر الهزيمة المنكرة للأمة حركات التغيير والتحرير التي قاومت المستعمر، ومن ورثه من وكلاء استمرّوا في حكم البلاد باسمه ومباركته، فخرجت البلاد من مرحلة الاستعمار الأجنبي إلى مرحلة "الاستعمار الوطني". وبسبب هذا الواقع البائس، تفجّرت في البلاد حركاتٌ وتحرّكاتٌ هدفها استعادة الأوطان المسلوبة ممن سرقها، وانتهجت، في سبيل تحقيق هدفها، عدة طرق، كلها لم تنجح، في النهاية، بغض النظر عن أسباب الفشل. وبعجالةٍ يمكن لنا أن نحصر الطرق التي سلكها المصلحون وطلاب الحرية (والمغامرون والثوار أيضاً) على النحو التالي:

 أولاً: الانقلابات العسكرية، أو طريق القوة في التغيير، وقد بدا في مستهل هذا الطريق أنّ الشعب في طريقه إلى نيل حريته، إلّا أنّ ما حصل أنّ كلّ أو جلّ قيادات الانقلابات التي وقعت في بلاد العرب (بعضهم سمّاها ثورة!) تحولوا إلى أن يكونوا "جمل محل جمل برك" بالتعبير الدارج، فقد جلس الدكتاتور الجديد على كرسي الدكتاتور القديم، و"هندس" علاقاته جيداً مع القوى الإقليمية والدولية المتحكّمة بمصائر الشعوب، وضمن سكوتها أو "تطنيشها" عما يرتكبه بحق شعبه، مقابل الحفاظ على مصالحها في بلاده (يسمّونها الالتزام بالاتفاقات الدولية!). وفي المحصلة، لم تجرّ الانقلابات إلا الويلات على البلاد والعباد، فكانت لعنةً على كل مشاريع التغيير والإصلاح، مع بعض إنجازات هنا أو هناك مما لم تؤثر كثيراً على الواقع البائس.

تعيش البلاد العربية اليوم حالة استبدادٍ شامل، وتخلّف اقتصادي

 أما طلاب التغيير بالثورة والقوة، وحشد التأييد الشعبي، فنالهم هم أيضاً ما نال من انتهج طريق التغيير السلمي، فقد سُرقت الثورات، وشُيطنت، ودعمت الثورات المضادّة المتضرّرين داخلياً وخارجياً بتخريب منجز الثوار، كي يقولوا للجميع إنّ طريقكم لا يجلب غير المآسي والكوارث، فكان طريقاً عبثياً لم يفضٍ إلّا لمزيد من البؤس والخذلان والفشل.

أما دعاة التغيير السلس عبر دمقرطة البلاد، من بعض أهل العلمنة وزبائن منظمات المجتمع المدني الممولة بشكل شبه كامل من الخارج، ومعهم تيارات اليسار أو فلوله، فقد انخرطوا في مشروع الحاكم على نحوٍ أو آخر، وأصبحوا جزءاً من المشكلة، بدلاً من أن يكونوا هم الحل، فقد استمالهم الحكم، واشترى كثيرين منهم، أو زجّ من عصى في السجن، وكمّم أفواه الباقين، فكان خيارهم هو الآخر بلا فائدة.

بالجملة، لا الثورة، ولا العمل السلمي، ولا التغيير بالقوة، ولا التغيير عبر النظام السياسي القائم، أدّى إلى النتيجة المرجوّة في بلاد العرب، فما هو الطريق الموصل إلى النجاة في ظل هذا الواقع؟ هذا سؤال مطروح على الجميع، وربما يكون الجواب في الجمع بين كلّ تلك الأساليب، وفق خلطة سحرية، وبمقادير غاية في الدقة، متى ما تم فكّ شيفرتها ربما وقع التغيير.

لم تستفد الثورات المتأخرة في السودان ولبنان والجزائر مما لحق الثورات العربية الأولى في تونس ومصر، والثورات التي تلتها في كلّ من اليمن وسورية وليبيا، إذ ما زالت الأوضاع في البلدان المذكورة على حالها، كما تضاعفت المخاطر والتحدّيات وتراكمت أمام الشعوب خيباتٌ مضاعفة، من أنظمتها الفاسدة ومن النخب المعارضة للاستبداد والفساد، والعاجزة، في الآن نفسه، عن بناء وحدتها ووحدة شعاراتها ومواقفها، ثم بناء المسالك القادرة على تركيب الخطوات المناسبة لأوضاعٍ أصبح من الصعب معرفة كيفيات تجاوزها، وذلك بسبب الأيدي والأصابع التي ملأت الأوطان بمليشياتٍ تابعةٍ للقوى الإقليمية والدولية، وقد استوت جميعها بجانب الأنظمة المعتلّة والخائفة، فضاق الحال بالحال، وأصبح الْمَخْرج القريب والمناسب صعب المنال... وكلّ ما ذكر يدفعنا إلى مواصلة التفكير مجدّداً في النهوض العربي، وفي الثورة العربية الشاملة.

*

الهوية والمشروعات 

حسن نافعة 

 معظم الدول العربية القائمة مجرّد كيانات قُطرية هزيلة ذات حدود مصطنعة رسمتها المصالح الاستعمارية وحدها، ومن ثم ينبغي إزالتها وإقامة كيانات كبرى تحل محلها، تارة تحت مسمّى "القومية" وأخرى تحت مسمّى "الخلافة". معنى ذلك أن الدولة الوطنية في العالم العربي حشرت، منذ بداية نشاتها بين تيارين معاديين، يريد كلاهما تجاوزها. الأول: يطالب بإقامة دولة عربية موحّدة تمتد من المحيط إلى الخليج ويرفرف عليها علم العروبة. والآخر: يطالب بإعادة بناء اميراطوية إسلامية يرفرف عليها علم الخلافة، على نمط الدولة الأموية أو العباسية.

ولأن الأجيال التي رفعت لواء هذه الشعارات الطموحة فشلت في تحقيق أيٍّ منها، فقد بات عليها أن تسلم الراية منكسةً إلى أجيال لاحقة فرض عليها القدر أن تعيش في كياناتٍ حوّلتها الحروب الأهلية والصراعات البينية إلى ركام وأنقاض، أو في كيانات حولها الاستبداد والفساد إلى أشباه دول. وهذا هو المأزق الذي يواجهه الشباب العربي في المرحلة الراهنة.

في داخل كل دولة عربية تقريباً صراعات بين كل المكوّنات العرقية والطائفية والدينية: فالعرب في حالة صراع مع غير العرب ومع بعضهم بعضا

لا يشكل "العالم العربي"، وفق المنظور العلمي وليس الأيديولوجي، كياناً سياسياً أو عرقياً أو دينياً أو طائفياً أو اجتماعياً واحدا أو متجانساً. فهو مقسّم سياسياً إلى 22 دولة مستقلّة، لكل منها نظام سياسي خاص بها، وبعضها يخلو حتى من مجرّد وجود أحزاب أو حركات يسمح لها بممارسة النشاط السياسي.

صحيحٌ أنها دول يجمعها إطار مؤسسي واحد هو جامعة الدول العربية، لكنه كان وما يزال إطارا هشّا ومجرّد مظلة لكيانات صغيرة منفصلة، ولم يشكل أبدا نظاماً إقليميا فاعلاً يتمتع بإرادة حقيقية مستقلة عن إرادة الدول الأعضاء أو بسلطاتٍ وصلاحياتٍ "فوق قُطرية".

والعالم العربي هو أيضا متنوع الأعراق، فإلى العرب، غالبية سكانه، ينتمي ملايين من هؤلاء السكان إلى قومياتٍ وأعراقٍ أخرى، كردية وتركمانية وشركسية وأرمنية وأمازيغية وأفريقية وغيرها. وهو عالمٌ متعدّد الأديان أيضا، فإلى المسلمين، وهم الأغلبية الساحقة، يشكّل المسيحيون نسباً لا يستهان بها من سكان بعض الأقطار التي تضمّ أقليات دينية أخرى متنوعة. أما عن الطوائف والملل والنحل في العالم العربي فحدّث ولا حرج، فالمسلمون سُنَّة وشيعة ودروز وعلويون وغيرهم، والمسيحيون أرثوذوكس وكاثوليك وبروتستانت وأقباط وموارنة .. إلخ. وإذا نظرنا إلى العالم العربي من منظور تنموي، نجد أن سكانه يتوزّعون بين بادية وحضر، ومزارعين ورعاة، وما يزال مستوى التصنيع والتقدّم العلمي والتكنولوجي فيه محدوداً للغاية. وعلى الرغم من سيادة النظام القبلي في بعض دوله، إلا أن القبائل العربية عادة ما تكون متداخلة وعابرة للحدود السياسية والدينية والطائفية في أحيان كثيرة، ففي داخل القبيلة الواحدة، يمكن أن يوجد السنّي والشيعي، بل المسلم والمسيحي.

صراعاتٌ تتخفّى حالياً وراء عباءات عرقية أو دينية أو طائفية أو قبلية، على رغم أنها في حقيقة أمرها صراعات سياسية في المقام الأول، ففي داخل كل دولة عربية تقريباً صراعات بين كل المكوّنات العرقية والطائفية والدينية: فالعرب في حالة صراع مع غير العرب ومع بعضهم بعضا، والمسلمون في حالة صراع مع غير المسلمين ومع بعضهم بعضا. وهناك صراعات فيما بين الدول العربية، وبين الدول العربية وجاراتها غير العربية. ولأنها صراعاتٌ تفاقمت في الآونة الأخيرة، وبدأت تأخذ شكل حروبٍ أهليةٍ وإقليميةٍ ودوليةٍ مدمرة وباهظة الكلفة إنسانياً ومادياً، يعتقد بعضهم أن المنطقة العربية لن تعرف الاستقرار والهدوء، إلا إذا أعيد رسم خرائطها وحدودها على أسس جديدة تختلف كلياً عن التي تم اعتمادها في اتفاقية سايكس – بيكو عام 1917، حين كانت دول الاستعمار الأوروبي تقتسم في ما بينها تركة إمبراطورية عثمانية آيلة للسقوط. 

ومع التسليم بأن الحدود التي رسمتها تلك الاتفاقية لم تأخذ في اعتبارها سوى مصالح الدول الاستعمارية، على الرغم من حرصها، في الوقت نفسه، على إرضاء بعض الأسر أو القبائل العربية المتعاونة مع بريطانيا إبّان الحرب، إلا أن السؤال الذي يطرح نفسه تلقائيا هنا ينبغي أن يدور حول الأسس التي يتعيّن الاستناد إليها لتصبح الحدود الجديدة قابلة لتحقيق الأمن والاستقرار وقادرة على استعادة الهدوء للمنطقة.

عجزت النخب الحاكمة في معظم الدول العربية عن تأسيس نظم سياسية تتّسع لمشاركة كل التيارات الفكرية والسياسية، وتكفل حقوق المواطنة للجميع، بخاصة حقوق الأقليات

 نعترف بأن فشل الدولة الوطنية في العالم العربي لا يعود فقط إلى تنوعه الديني أو الطائفي أو العرقي، ولا إلى المحاولات الرامية الى تجاوز الدولة العربية واختطافها من جانب التيارين القومي والإسلامي، كلّ لأسباب ودوافع أيديولوجية مختلفة، وإنما يعود، أولاً وقبل كل شيء، إلى عجز النخب الحاكمة في معظم الدول العربية عن تأسيس نظم سياسية تتّسع لمشاركة كل التيارات الفكرية والسياسية، وتكفل حقوق المواطنة للجميع، بخاصة حقوق الأقليات.

لذا يمكن القول إن الأقليات العرقية والدينية والطائفية ربما لعبت الدور الأخطر في تقويض أسس الدولة الوطنية في العالم العربي، خصوصاً في الحالات التي حاولت فيها تلك الأقليات تغطية انتماءاتها الطائفية بعباءاتٍ أيديولوجيةٍ قوميةٍ أو إسلاميةٍ أوسع. وربما لا أكون مبالغاً إن قلت إن معظم البؤر الساخنة حالياً في العالم العربي تعكس "انتفاضة أقليات" بأكثر مما تعكس ثورات شعوب.

لكن هل ستؤدّي إعادة رسم الحدود في الوطن العربي على أسس طائفية أو عرقية إلى إعادة الاستقرار والأمن للمنطقة ككل، أو حتى للطوائف المنتفضة الآن، والتي يتعيّن الاعتراف بأن بعضها عانى كثيراً من قبل؟ أشكّ كثيراً، وأعتقد أن العكس ربما هو الأصح.
قيام دول جديدة في العالم العربي، بغالبيات شيعية أو علوية أو درزية أو مسيحية أو كردية، لن يحلّ أي مشكلة، وإنما سيؤدّي فقط إلى استبدال غالبية متحكّمة بأخرى، ربما تصبح أكثر تسلّطا واستبدادا، ومن ثم فقد لا تتورّع بدورها عن اضطهاد الأقليات التي تتحكّم فيها. أما إقامة دويلة لكل طائفة أو دويلات طائفية نقية وخالية من الأقليات، فلن يكون لها سوى معنى واحد، دخول المنطقة في عمليات تطهير عرقي متبادل، وبالتالي اتساع نطاق الحروب الأهلية واشتداد أوارها وامتدادها مكانياً إلى مناطق جديدة، وزمنياً إلى ما لا نهاية. وإذا استمرّت أوضاع العالم العربي على ما هي عليه، فستنزلق المنطقة حتماً، بوعي أو من دون وعي، إلى مصير أشدّ ظلاما.

حين تقوم في العالم العربي دول وطنية ديمقراطية حقيقية، يصبح طريق التكامل والوحدة أمامها ممهّدا وقادرا على اختيار النهج الأكثر تعبيرا عن إرادة الشعوب

الوضع الإقليمي المحيط بالعالم العربي يبدو بدوره ضاغطا بشدّة في اتجاه مزيد من تفتيته وتشرذمه، فحول العالم العربي ثلاثٌ من دول الجوار، تملك كل منها مشروعا توسّعيا بطبيعته. فهناك إسرائيل، بمشروعها الصهيوني الهادف إلى إقامة دولة يهودية خالصة على أرض فلسطين التاريخية وقادرة على الهيمنة بشكل مطلق على منطقة نفوذٍ تمتد من النيل إلى الفرات. ولأنها دولةٌ تقوم على أسس دينية أو حتى عرقية، إذا افترضنا جدلا أن يهود العالم يشكّلون قومية قائمة بذاتها، فلن تشعر بالأمن الكامل إلا حين تنجح فعليا في تفتيت المنطقة المحيطة بها إلى كياناتٍ طائفية أو عرقية تشبهها. 

وهناك إيران بمشروعها إلهادف إلى توحيد الشيعة في المنطقة تحت راية نظام ولاية الفقيه الذي استحدثته ثورتها الإسلامية منذ وصولها إلى السلطة عام 1979، وهو مشروعٌ لن يكتمل بدوره إلا بتفتيت العالم العربي وتفجيره من داخله، بإشعال الصراع بين الشيعة والسنة.

وهناك تركيا بمشروعها الهادف إلى استعادة أمجاد الامبراطوية العثمانية، خصوصا بعد تمكن حزب العدالة والتنمية، ذي التوجه الإسلامي، من السيطرة على مقاليد السلطة في تركيا منذ عام 2002. صحيحٌ أن المشروع العثماني يبدو حاليا في حالة تراجع وانحسار، لكن المشروعين الآخرين في حالة تمدّد وازدهار، ويتصارعان للفوز بتركة العالم العربي، رجل المنطقة المريض.

كان في وسع العالم العربي مواجهة كل هذه المشروعات، ووضع حدٍّ لطموحاتها التوسّعية، لو كان لديه مشروعه الخاص، وهو مشروعٌ لا يمكن إلا أن يكون توحيديا أو تكامليا، على نمط مشروع التكامل والوحدة في التجربة الأوروبية على الأقل، بحكم روابط ثقافية وتاريخية عميقة تربط بين أجزائه. غير أن إخفاقة في تهيئة سبل الوحدة والتكامل ومقوماتهما أدّى ليس فقط إلى انهيار حلم الوحدة العربية والإسلامية معا، وإنما إلى انهيار حلم إقامة دولة وطنية عصرية قوية على أي جزءٍ منه. الأخطر من ذلك أن تخلّي الأنظمة الحاكمة في العالم العربية عن القضية الفلسطينية الجامعة، وتسرع بعضها بالارتماء في أحضان إسرائيل، بدعوى مواجهة الخطر الإيراني المشترك، لا يحل أي مشكلة، وإنما يقرّب العالم العربي أكثر من لحظة الانهيار.

لن تقوم للعالم العربي قائمة إلا حين تتخلّى نخبه الحاكمة نهائيا عن فكرة التحالف مع إسرائيل، وتستعيد زمام الدفاع عن القضية الفلسطينية، وحين تدرك أن طريق النهوض من الهوة السحيقة التي وقع فيها يبدأ بإعادة الاعتبار للدولة الوطنية القوية وإعادة بنائها على أسس مدنية وديمقراطية تسمح لكل الأطياف والتيارات بالتعايش والمشاركة الفاعلة، فحين تقوم في العالم العربي دول وطنية ديمقراطية حقيقية، يصبح طريق التكامل والوحدة أمامها ممهّدا وقادرا على اختيار النهج الأكثر تعبيرا عن إرادة الشعوب.

*Feb 27, 2022

تعاظم شأن الدولة "القُطرية"، وتضخّم وعيها بالمصالح والهواجس الأمنية




دراسة حديثة كشفت أن لا علاقة بين الزواج والسعادة وهما أمران غير مرتبطين بالضرورة،

الاستغناء عن شريك الحياة يسبب السعادة أيضا *العزوبة **********

Aug 7, 2020 . Nov 21, 2021 Dec 2, 2021

  كاشفة أن مستويات السعادة لدى العزاب، لا تقل كثيرا عن المتزوجين وعن الأشخاص الذي دخلوا في علاقة وخرجوا منها

في مقابل ذلك يستمد العزاب المتعة من جوانب أخرى من حياتهم، مثل الصداقات والهوايات والوظائف.

أوضحت الدراسة أنه إذا كان شخص ما يتوق إلى شريك حياة منذ فترة طويلة لتأسيس عائلة وبناء حياة سعيدة معه، فإنه إذا لم يكن هذا الشخص سعيدا تماما في البداية، فمن المحتمل ألاّ يغير الزواج كل شيء بشكل جذري.

السعادة الحقيقية تتعلق بعقلية الفرد ذاته أكثر من فكرة الزواج”، موضحة “إذا تمكنت من العثور على السعادة والرفاهية كشخص منفرد، فمن المحتمل أن تحتفظ بهذه السعادة سواء كنت متزوجا أم لا.”

“إذا لم يكن الشخص سعيدا منذ البداية، فالزواج ليس دواءً سحريًا يخلق شخصًا سعيدًا تلقائيا”.

*

زوجو يعقل 

 لن يجد ذلك قبل أن يعرف هو بنفسه كيف يسعد نفسه.

مؤسسة الزواج التي استخدمها البعض في جهل وجعلها الشماعة التي يعلق عليها كل شيء، هذا ما تقوم به بعض الأسر التي تريد تزويج ابنها لكي يعقل ويتغير حاله للأفضل، وكأن الطرف الآخر هو المسؤول عن تغيير مساره وهذا أكبر خطأ تقع فيه الأسر.

عندما يعاني ابن أو ابنة نفسياً وإخفاء ذلك وعدم التحدث للطرف الآخر بظروفه النفسية؛ ليكون على بينة ووضوح وله حرية الاختيار في القبول أو الرفض، وفي حال القبول يعرف كيف سيتعامل معه ويراعي ظروفه النفسية.

نحن لسنا ضد زواج من يعانون نفسياً، لكن يكون على بينة ووضوح يدرك الطرف الآخر أن هذا لديه مشكلة وعلى هذا يترتب تعامل خاص وطريقة تعامل معينة وله حرية الاختيار.

بعض الأفراد الذين يقدمون على الزواج وهم غير مستعدون لذلك، ويتفاجؤون بمسؤولية الزواج وينتهي شهر العسل لتظهر الحقيقة أمامهم، وأنهم أمام ورطة كبيرة، لذا مهم عندما يقدم الفرد على الزواج يدرك ويعرف ماذا يريد، ويدرك أن هناك مسؤوليات جديدة، وشريكا يقاسمه الحياة وأدوار عليهما الاثنان.

للأسف يجبر بعض الأهالي أبناءهم على الزواج وهم ليس لديهم الرغبة فيه، وليسوا مستعدين لذلك الزواج وبعد الضغط عليهم والإلحاح يقبل الأبناء لكن يتفاجأ الجميع بحدوث الطلاق السريع.

الزواج له أسس لكي يقدم عليه الفرد، هل الشخص لديه الرغبة الحقيقية في الزواج؟، هل يتم اختيار شريك الحياة برغبته؟، هل هو ملم بمفاهيم الحياة الزوجية الأساسية في طريقة التعامل وخصائص هذا الزواج؟، هل هو مؤهل نفسيا لا يعاني من الأمراض النفسية الشديدة؟، هل هو سليم من التعاطي بكل أنواعه.

عدم إخفاء أي مرض يعاني منه الابن أو الابنة

ابتداءً من المؤسسات الاجتماعية في طرح الدورات المتخصصة في توضح خصائص الحياة الزوجية، والفروق بين الجنسين حيث اتضح أن أغلب المشكلات تقع لعدم معرفة طبيعة الرجل والمرأة،

الحياة الزوجية 

انسوا ما يقوله الفلاسفة والكتّاب والعلماء... السعادة صناعة شخصية


*Aug 15, 2021

التساؤل عن كيفية البقاء في زواج بدون حب،

مؤلفة كتاب "تاريخ الزواج" الصادر عام 2005- إن هذا النموذج أصبح سائدا منذ نحو قرنين فقط، "لقد وقع الناس دائما في الحب، وعلى مر العصور، أحب العديد من الأزواج بعضهم البعض بشدة. ولكن نادرا ما كان ينظر في التاريخ إلى الحب على أنه السبب الرئيسي للزواج".

ربما تم زواجك من الأساس بدون حب، أو أنك ارتبطت وفقا لأسباب منطقية وعقلية أو تقليدية، أو ربما كان ثمّ حب واختفى أو اتضح أنه كان انجذابا وشغفا وليس حبا.

"العيش تحت سقف واحد"، ولأسباب هامة مثل وجود الأطفال، أو أسباب مالية، إضافة إلى الاحترام المتبادل، قد تتجاوزين الرغبة في جعل زواجك أكثر دفئا.

هناك شيء ما جذبكما إلى بعضكما بعضا كي تتزوجا، هذا الشيء يمكن البحث عنه وبعثه من جديد.

*
السعادة الحقيقية تتعلق بالعقلية أكثر من الزواج، فإذا تمكنت من العثور على السعادة والرضا وأنت وحيد، فمن المحتمل أن تتمسك بهذه السعادة.

الأزواج الذين يتمتعون بحس الدعابة استمتاع بالحياة 

 المتزوجين، في المتوسط، يتمتعون بسعادة وصحة أكثر من غير المتزوجين

 تقديم الدعم لبعضهم بعضا بطرق قد لا يتمكن الأصدقاء أو أفراد الأسرة من تقديمها، كما أن مجرد معرفة أن لديك شخصا تتكئ عليه، يمكن أن يمنحك ذلك القوة والثقة لمواجهة التحديات التي تواجهها خلال حياتك.

 الزواج ينتقي الأشخاص الأصحاء والسعداء بالفعل، إذ يتمتع الأشخاص المرحون والمستقرون ومن يتمتعون بمظهر معقول بحظ أكبر لجذب الجنس الآخر والدخول في علاقات عاطفية والزواج، وبالمثل، فإن الأشخاص الذين يعانون من حالة صحية سيئة أو من يعانون من اضطرابات عقلية هم أقل حظا في الزواج، ويمكن أن يفسر هذا أن المتزوجين أكثر سعادة بشكل عام من غير المتزوجين.

توقعات غير واقعية تؤدي لشعورهن بخيبة أمل عند معرفة حقائق الزواج اليومية

سرعان ما يعودون إلى العادات القديمة بعد عرسهم،

يشعر كل من الرجال والنساء بتحسن كبير في الصحة العامة خلال فترة الخطوبة
 الصحة والسعادة هما من السمات الجذابة عند اختيار شريك الحياة، وأن الزواج السعيد والصحي يُبنى على يد أناس أصحاء وسعداء.

 السعادة والرضا وأنت وحيد، فمن المحتمل أن تتمسك بهذه السعادة سواء كنت ترتدي خاتما في إصبعك أم لا.



عزوف المصريين عن الزواج

May 4, 2020 Jun 7, 2021

عزوف المصريين عن الزواج والاستقرار السياسي

29 يوليه 2017

تراجع الوضع الاقتصادي والقوة الشرائية لأبناء الطبقة الوسطى في المدن خلال العامين الأخيرين وخاصة مع تحرير سعر الصرف إلى زيادة عزوفهم عن الزواج.

شباب الطبقة الوسطى أصبح يعتبر الزواج عبئاً اقتصاديا واجتماعيا أكثر منه حلماً يسعون إلى تحقيقه، وإلى أن الأزمات الاقتصادية المتراكمة تخنق العائلات الجديدة فتدفع نسبة ليست بقليلة إلى الطلاق خاصة وإن وضعنا في اعتبارنا أن أعلى نسب طلاق كانت في اعمار بين ٣٠ و٣٥ للذكور و٢٥ و٣٠ للإناث.

هكذا تدفع ارتفاع أعباء المعيشة في المدن وخاصة القاهرة إلى تراجع الشغف بتكوين الأسرة وزيارة الميل نحو الطلاق والانفصال.

فمنظومة الإيجار الجديد وشقق الإسكان الاجتماعي حلت نسبيا معضلة الحصول على سكن للزواج مقارنة بالثمانينيات والتسعينيات.
السؤال الثاني هل مغالاة عائلات الشابات تكمن وراء تراجع نسب الزواج؟
الإجابة أيضا لا. فنحن نشاهد رؤية العين كيف أن تعقيدات الزواج المالية من حيث المغالاة في المهر والشبكة بالنسبة للطبقة الوسطى اقتربت أن تكون في طي النسيان، بل أن تراجع المغالاة امتدت للريف وخاصة في الوجه البحري.
هنا يطرح السؤال الثالث وهو هل تكاليف ما بعد الزواج هي السبب؟

والإجابة هي نعم. ففي أوساط كثيرة يتعامل فيها الشخص مع شباب في العشرينيات وبداية الثلاثينيات من عمرهم يسرد الشباب نفس الإجابة تقريبا وهي أن الزواج أصبح عبئا من الصعب احتماله من مصروفات ما بعد الزواج وتعليم الأطفال.

ولكن ما هي الدلالات السياسية لكل ما سبق؟ الدلالات ستحملها السنوات المقبلة، حيث سترتفع بالضرورة نسب الباحثين عن التمرد على السلطة في المدن، حيث تشير دراسات الديموجرافيا السياسية إلى أن الشباب الذكور غير المتزوج هي الفئة الأكثر ميلاً للمعارضة حيث إنها تتمتع بالعنفوان والرغبة في التمرد مع انخفاض مسؤولياتها الاجتماعية إلى الحد الأدنى.
ارتفاع نسبة هؤلاء الشباب في المدن سيزيد احتمالية التوتر السياسي ليس اليوم ولا الغد القريب بحكم الذاكرة السلبية الجماعية تجاه السياسية بشكل عام بسبب ما شهدته مصر منذ ٢٠١١ ولكن خلال المدى المتوسط.
إن حوار الزواج والطلاق والسياسية في مصر طويل

مخَاطِر العُزُوف عن الزواجِ 

2014
[1] طول مدة الدراسة وعدم الزواج إلا بعد الانتهاء من الدراسة.
[2] ارتفاع المهور.
[3] قلة المساكن وانعدامها في بعض البلدان.
[4] قيام عادات اجتماعية سيئة ذات تكاليف باهظة واستحكامها في كثير من مجتمعاتنا الإسلامية.
[5] موجة الغلاء الشديد والتضخم الكبير.
[6] الدخل المحدود بالنسبة للشباب في معظم بلاد المسلمين.
[7] قيام أعراف وعادات تقلق المرء وتجعله في صراع دائم، ولاسيما عندما يحتدم الخلاف بين أهله وزوجته أو بينه وبين أهلها.
[8] إعطاء الكماليات صفة الضروريات ، وذلك مما يرهق الزوج ماليًّا وهو لا يزال في بدء حياته العملية الكسبية.
*