الخميس، 17 مايو 2018

الامام الغزالي سابق لعصره

وكان يحب العلوم الحديثة ويقول: «إن كل علم يطوى
ّ مسافة من تخلف المسلمين هو من أركان الدين
وفرائض العبادات العينية والكفائية، وهو أولى من
نوافل العبادات، ومن مسائل الاختلاف التى برع
فيها الفارغون واشتغل بها ّ المتنطعون وأدمنها
المتفيقهون.”

وكان يحزن لفشل الدعوة الإسلامية ويعزوها إلى
«وقد َ ترنحت الدعوة الإسلامية وهى تشق طريقها
ّ إلى أقطار العالم فى العصور المتأخرة والوسيطة
لأنها حملت مع تعاليم الإسلام أخلاطاً أخرى غريبة
على وحى الله.”

وكان حزيناً على غياب العلماء الأفذاذ من ساحة
المجتمع «فى غياب العلماء والفقهاء أصبح أكثر دعاة
الإسلام من هذين الصنفين الجهلة، والمشعوذ
وأكثرهم يهتم بتغليب الفروع على الأصول وطغيان
الفقهيات العقلية «الفلسفات والأيديولوجيات» على
فقه النفس، وحشر الإسلام فى الشعائر دون الشرائع،
وفى العبادات الفردية دون التعامل الاجتماعي، وأهم
من ذلك وأخطر وأنكى ظهور الحركات والجماعات
والفرق والطوائف التى تزعم كل لنفسها الصواب
ُ والسداد وتخطئ غيرها وربما َ كفرته وحاربته.
وكان يكره الاستبداد ويراه أخطر العوائق «حكام
يتهارشون على الدنيا ويتقاتلون على المناصب،
ّ أجهزة الشورى صفر، العدالة الاجتماعية مضطربة
وقد َ تنكب بعض الأقطار بمجاعات فلا تجد الغوث.”
وكان يوصى بغربلة التراث «ضرورة غربلة تراثنا
ّ الضخم ومراجعته، لأنه يدعم أمتنا ثقافياً وينجيها
من مزالق كثيرة أوقعها فيها

كان يحذر اذا فسد
القلب فسدت الحياة نفسها، وإذا انفصل المجتمع
عن عقيدة الإيمان هلك ولا فائدة فى علم لا يجعل
مرشده الدين، ولا خير فى عقل لا يستند إلى النقل»
ّ وكان يردد «إن علوم الدين ليست كلاماً نظرياً فى
العقائد ولا سرداً تافهاً لأشكال الطاعات وأحكام
الفروع الفقهية.
 

ومهما كان العزالي فهو ابن عصره وظروفه وصاحب العزلة ولم يشهد عظمة الكون وعلم الفلك والنسبية وتغير العالم والعولمة والعصر الحديث فناخذ منه ما يناسبنا ونترك ما لا يناسبنا لان قضايا العصر هي المهمة  

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق