اللحية والخمرة والعبادات والاديان
كلها لو نظرنا لها عبر التاريخ لندرك الحقيقة ونستوعب الدرس
ان الانسان بل انا الاهم في النمو والتطور كل العالم بي
المدافعون عن اللحى ـ غير دينية الدافع ـ يحتجون بقولهم إنها تمثل خط دفاع عن البشرة، وأن حلقها بالموس قد يتسبب فى فجوات، تخترقها الميكروبات والجراثيم ويحدث التهابات. كما أن اللحية تحمى الحنجرة وتدفئ الأحبال الصوتية، وأن شعر اللحية يعمل كجهاز وقاية من سرطان الجلد، إذ يقوم بفلترة أشعة الشمس من الأشعة «فوق البنفسجية uv»، كما أثبتت ذلك مؤخراً دراسة أجرتها جامعة «كوينزلاند» الأسترالية. أما أنصار حلق اللحى، فهم يعتبرون ذلك إحدى وسائل النظافة الشخصية الأساسية، فاللحى مجمع لحفظ الجراثيم والميكروبات، وهناك العديد من الوظائف تشترط على من يرغبها حلق اللحية. كرمز للنظافة والروح المدنية.
///////////////////////////////////////
نحن والماضي
بمعني اننا حزب معاوية
****************************************
ان الانسان بل انا الاهم في النمو والتطور كل العالم بي
المدافعون عن اللحى ـ غير دينية الدافع ـ يحتجون بقولهم إنها تمثل خط دفاع عن البشرة، وأن حلقها بالموس قد يتسبب فى فجوات، تخترقها الميكروبات والجراثيم ويحدث التهابات. كما أن اللحية تحمى الحنجرة وتدفئ الأحبال الصوتية، وأن شعر اللحية يعمل كجهاز وقاية من سرطان الجلد، إذ يقوم بفلترة أشعة الشمس من الأشعة «فوق البنفسجية uv»، كما أثبتت ذلك مؤخراً دراسة أجرتها جامعة «كوينزلاند» الأسترالية. أما أنصار حلق اللحى، فهم يعتبرون ذلك إحدى وسائل النظافة الشخصية الأساسية، فاللحى مجمع لحفظ الجراثيم والميكروبات، وهناك العديد من الوظائف تشترط على من يرغبها حلق اللحية. كرمز للنظافة والروح المدنية.
المنتصر يكتب التاريخ، وفى الغالب يكون تاريخا مزورا وبالأخص عندما يكون الكاتب عربيا.
بعد عزل عمرو بن العاص عن ولاية مصر كان قد أصبح من أصحاب الأموال اشترى له ضيعة على حدود مصر فى فلسطين وقبع بها يتسقط أخبار الحكم الجديد بعد رحيل عمر بن الخطاب، إلى أن قامت الفتنة الكبرى وانقسم العرب إلى فريقين أحدهم يوالى عليا والآخر ضده ثم حدث ما حدث من مقتل عثمان وأصبح معاوية هو المطالب بدم عثمان وأرسل معاوية إلى عمرو بن العاص ليساعده على حرب على بن أبى طالب فقال له عمرو بن العاص وهو يعقد معه ما يمكن أن تقول عنه معاهدة أو اتفاق:
أترى أننا نازعنا عليا لفضل منا عليه؟ لا والله.
وعندما سأله معاوية عن ماذا يريد أجاب:
ولاية مصر جامعة.
وقد كان، ومازلنا فى زمن عمرو بن العاص.
المصدر:
١- Encyclopædia Britannica
٢- كتاب العقاد عن عمرو بن العاص
٣- بن العاص للفردي الفارسي
٤- مخطوط [ تاريخ البطاركة ] للمؤرخ ساويرس بن المقفع
نحن والماضي
المشكلة اننا نعيش فى ماضينا ونتوقف كثيرا أمامه، بل ونتقاتل عليه ومن أجله، فمعظم الحروب الدائرة فى منطقتنا الآن سببها الرئيسى اختلافات تاريخية
ففى الوقت الذى نحارب فيه نحن من أجل الماضى، يحاربون هم من أجل المستقبل،
الخلافات العقائدية فلم تظهر على عهد النبى صلى الله عليه وسلم، وإنما جاءت كامتداد وتطور للخلاف بين الأشخاص، فلم يكن هناك من يسمى شيعيًا – بالمعنى الاصطلاحى – فى عهد النبوة، حتى وقعت الأحداث التاريخية المعروفة بين الإمام على بن أبى
طالب كرم الله وجهه وبين معاوية بن أبى سفيان، والتى انتهت باستشهاد الإمام (على).
وهكذا نستطيع القول بأن الإسلام قد انقسم إلى حزبين كبيرين عقب مقتل عثمان، الأول هو حزب (على) والثانى هو حزب (معاوية)، ووقتها كان يقال على أتباع كل واحد منهما (شيعته) ولم يكن فى الأمر أى خلاف عقائدى
****************************************
«الفتنة الكبرى أو فتنة مقتل عثمان، وتُعرف كذلك بـ«الفتنة الأولى»، وهى مجموعة من القلاقل والاضطرابات والنزاعات، أدت إلى مقتل الخليفة عثمان بن عفان فى سنة ٣٥ هـ، ثم تسببت فى حدوث نزاعات وحروب طوال خلافة على بن أبى طالب.
فتسببت بانشغال المسلمين لأول مرة عن الفتوحات بقتال بعضهم البعض، كما تسببت ببداية النزاع المذهبى بين المسلمين، فبرز الخوارج لأول مرة، كجماعة تطالب بالإصلاح وردع الحاكم الجائر والخروج عليه، كما برزت جماعة السبئية الغلاة، التى اتفقت على تقديم أهل البيت على جميع الناس، وغالت فى حبهم، كما كانت من آثار الفتنة مقتل عددٍ مهول من الصحابة على رأسهم عثمان بن عفان وعلى بن أبى طالب.
وقد كان اللجوء إلى «رفع المصاحف» أحد أهم محطات «الفتنة الكبرى» التى وقعت فى أعقاب مقتل الخليفة عثمان بن عفان ـ رضى الله عنه ـ إثر اختلاف الرأى بين الصحابة حول تطبيق القصاص من قتلته، تحول الخلاف إلى صدامات وحروب أدت إلى تقسيم الأمة إلى طوائف، وأفضت لمقتل العديد من صحابة الرسول المبشرين بالجنة، وانتهى الحال بضياع مبدأ الشورى بين المسلمين فى تولى الحكم، وهو المبدأ الذى كان يحقق الانتقال السلمى الحر لتداول السلطة، ومنذ ذلك الوقت لم يعرف المسلمون طعما لهذا المبدأ الذى انتهى بالخلافة الراشدة، وليصبح الأمر مُلكًا عضوضًا، كما حذر الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ منه فى أحاديث الفتنة.
نقل الإمام على عاصمة الخلافة من المدينة المنورة إلى الكوفة، وتعالت أصوات الصحابة المطالبين بالقصاص، ورفض معاوية بيعته وظل متحصنًا فى ولايته بالشام، وكذلك الحال فى مصر التى اتبع أهلها رأى فاتحها عمرو بن العاص، وتطور خلاف الرأى إلى صراع مسلح، حيث صار الصحابيان طلحة بن عبيد الله والزبير بن العوام ـ وهما أحد العشرة المبشرين بالجنة ـ مع السيدة عائشة إلى قتال الخليفة فى البصرة فى معركة أطلق عليها «موقعة الجمل» نسبة إلى «جمل» السيدة عائشة عام ٣٧٦هـ، وأثناء المعركة قتل طلحة، وانسحب الزبير ليقتله أحد المتشددين بعد المعركة، وانتصر جيش الخليفة وأعاد السيدة عائشة معززة إلى المدينة المنورة.
لم ينته الأمر عند موقعة الجمل، فقد رفض معاوية ولاية على، معتمدًا على محبة أهل الشام له، واعتبرهم ظهيره ومصدر قوته الضاربة، فقد لبث فيهم واليًا لأكثر من ١٥ عاما، فقد أسند إليه الفاروق ولايتها بعد وفاة أخيه يزيد بن أبى سفيان عام ٢١ هـ، وكان معاوية يلقب هناك بـ«خال المؤمنين» حيث كان الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ متزوجًا من السيدة أم حبيبة ـ أخت معاوية ـ وسعى معاوية لخدمة قضيته بتعليق قميص عثمان الملطخ بدمه وأصابع زوجته نائلة بنت الفرافصة، التى قطعها قتلته وهى تدافع عنه فى المسجد الجامع بدمشق، وهو ما أثار حماس الشاميين لتطبيق القصاص ورفض بيعة الإمام على، الذى أمر بعزل معاوية عن الشام.
وعلى ضفاف الفرات التقى الفريقان فى معركة صفين عام ٣٧ هـ، وبعد أسبوع من القتال المستعر كان يقوده قادة الجيشين، قرر على ومعاوية أن يلتقيا وجها لوجه، واشتبكا فى قتال عنيف، راح ضحيته آلاف المسلمين من الطرفين، الذين وحدتهم يوما راية الإسلام فهزموا أكبر قوتين فى العالم آنذاك الفرس والروم، ودام القتال يومين آخرين، وفى اليوم التاسع كانت الغلبة لجيش الإمام على ومعه أهل العراق.
ورأى معاوية أن السيوف وحدها لن تنجيه من قبضة على، وباعتباره أحد دهاة العرب المشهورين، فقد لجأ إلى استخدام «خدعة الحرب»، معتمدًا على مشورة عمرو بن العاص، الذى لم يكن بأقل منه دهاء، فقد دعا جيش معاوية إلى رفع المصاحف على أسنّة الرماح، ومعنى ذلك أنّ القرآن حكم بينهم، ليدعوا جيش على إلى التوقف عن القتال ويدعون عليًا إلى حكم القرآن.
وفعلًا جاء نحو عشرين ألف مقاتل من جيش على حاملين سيوفهم، وقد اسودّت جباههم من السجود، يتقدمهم مجموعة من القرّاء الذين صاروا «خوارج» فيما بعد، فنادوه باسمه وليس بأميرالمؤمنين: «يا على، أجب القوم إلى كتاب الله إذا دُعيت، وإلاّ قاتلناك» فأجابهم على: ويحكم أنا أوّل مَن دعا إلى كتاب الله، وأوّل مَن أجاب إليه، وكان أمير المؤمنين فى هذا الموقف أمام خيارين: إما المضى بالقتال، ومعنى ذلك أنّه سيقاتل ثلاثة أرباع جيشه وجيش معاوية، وإما القبول بالتحكيم، وهو أقلّ الشرّين خطرًا. فقبل
على التحكيم وترك القتال مكرها.
لقد كان إقحام «المصاحف» فى الحروب والسياسة سابقة خطيرة، لم يكن المقصود منها الاستناد إلى حكم الله بقدر الخروج من مأزق سياسى وحربى ونجاة فصيل من الهزيمة، وبالفعل توافق الطرفان على أن يرسل كل منهما مفاوضا للتشاور فى الأمر حقنًا للدماء، فأرسل معاوية عمرو بن العاص، فى حين اضطر الإمام على إلى إرسال أبى موسى الأشعرى، وكان يخشى منه لكونه غير مكافئ لذكاء عمرو.
واختلفت الروايات حول ما تم فى هذا التحكيم، فمن يدعى باتفاق عمرو وأبوموسى على أن يتم تنحية معاوية وعلىّ، واختيار خليفة جديدة للمسلمين يجمع شملهم، وخرجا من خيمة التفاوض لإعلان هذا القرار، وقد اصطف الجيشان، فقال أبوموسى، إنه خلع عليًا، وقال الآخر إنه يثبت معاوية، وهناك رواية تقول: إنهما توافقا فقط على أن يعود الجيشان من حيث أتيا لحين التوافق على القصاص من قتلة عثمان، وتوحيد صفوف المسلمين.
لكن الأكيد أن استخدام «القرآن» ورفع المصاحف على هذا النحو، قد أسهم فى تفريق المسلمين وإحداث شروخ عميقة فى العقيدة الإسلامية للأمة التى تركها الرسول كالمحجة البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها إلا هالك، وظهرت الشيعة بطوائفها، كما ظهر الخوارج الذين خرجوا من جيش الإمام على وقاموا بمحاربته فى معركة النهروان، ثم أفتوا بتكفير علىّ وضرورة قتله، بالإضافة إلى معاوية وعمرو بن العاص، وبالفعل نجح عبدالرحمن بن ملجم بقتل الإمام على، بطعنة غادرة أثناء صلاة الفجر فى ١٨ رمضان عام ٤٠ هـ، فى حين فشلوا فى اغتيال معاوية وعمرو.
وفى عام ٤١ هـ أراد الله أن تهدأ هذه الفتن مؤقتا، حيث قام الإمام الحسن بن على بالتنازل عن الخلافة لمعاوية بن أبى سفيان لحقن دماء المسلمين، ولتنته بذلك دولة الخلفاء الراشدين لتقوم الدولة الأموية.
لقد أراد الله بهذه الفتنة التى دارت بين الصحابة وهم أهل محبته وأول من اتبع الرسول وصدقه، أن يجنبنا الفتن وعدم الخوض فى غمارها أو التستر باسم الدين لتحقيق مكاسب سياسية، أو إقحام كتاب الله فى جدل سياسى لا يفيد وسرعان ما سينقضى، وفعلا ما أشبه أيامنا هذه بأيامهم وما أقرب السنوات الأخيرة التى مررنا بها بتلك السنوات.
حفظ الله مصر وشعبها وجيشها
لقد شهدت خلافة على بن أبى طالب ثلاث معارك حربية راح ضحيتها آلاف القتلى من الجانبين
موقعة الجمل: بين على بن أبى طالب، ابن عم النبى وصهره، وأم المؤمنين عائشة، زوج النبى وأكثر رواة الحديث، ومعها طلحة والزبير. معركة النهروان: بين على والخارجين عليه، الذين عُرفوا بعد ذلك بفرقة الخوارج. موقعة صفين: بين على ومعاوية ذى النسب الأموى، الذى حافظ على ولايته للشام عشرين سنة. لقد اشتعلت الحرب، وقُتل آلاف المسلمين فى موقعة الجمل وحدها، منهم طلحة والزبير، وانتصر خليفة المسلمين على، وتعامل مع المتمردين بحكمة، وأعاد السيدة عائشة إلى المدينة، ونجح فى توحيد الصفوف باستثناء جبهة الشام بسبب وقوف «حركة القراء» بجوار معاوية، فقد انضم إلى جيشه أربعة آلاف من القراء بقيادة عبيد الله بن عمر بن الخطاب!
إن ما أنقله من أحداث تاريخية لا يعنى قبولى أو رفضى لها، فالتاريخ عندى تراث بشرى لا يعلم حقيقته إلا الله تعالى، وإنما أضعه أمام أنصار «الفُرقة والمذهبية»، ليقفوا على حقيقة تدينهم الوراثى المذهبى، وما حملته مصادرهم الثانية للتشريع من فتن ومصائب، تقتضى أن يخلعوا ثوب هذا التدين المذهبى! ولقد حرصت أن أنقل هذه الأحداث من أمهات كتب المؤرخين الأُول، وهم: ابن قتيبة «توفى أواسط القرن الثالث الهجرى»، البلازرى «ت٢٧٩هـ»، اليعقوبى «ت٢٩٢هـ»، الطبرى «ت٣١٠هـ». لقد شهدت خلافة على بن أبى طالب ثلاث معارك حربية راح ضحيتها آلاف القتلى من الجانبين، وكانت سببا فى تعميق أزمة التفرق والتخاصم بين المسلمين، وظهور فتاوى التكفير واستباحة الدماء بغير حق، الأمر الذى اقتضى إسقاط العدالة عن كل من شاركوا فيها، حسب شروط علماء الجرح والتعديل. وهذه المعارك هى:موقعة الجمل: بين على بن أبى طالب، ابن عم النبى وصهره، وأم المؤمنين عائشة، زوج النبى وأكثر رواة الحديث، ومعها طلحة والزبير. معركة النهروان: بين على والخارجين عليه، الذين عُرفوا بعد ذلك بفرقة الخوارج. موقعة صفين: بين على ومعاوية ذى النسب الأموى، الذى حافظ على ولايته للشام عشرين سنة. لقد اشتعلت الحرب، وقُتل آلاف المسلمين فى موقعة الجمل وحدها، منهم طلحة والزبير، وانتصر خليفة المسلمين على، وتعامل مع المتمردين بحكمة، وأعاد السيدة عائشة إلى المدينة، ونجح فى توحيد الصفوف باستثناء جبهة الشام بسبب وقوف «حركة القراء» بجوار معاوية، فقد انضم إلى جيشه أربعة آلاف من القراء بقيادة عبيد الله بن عمر بن الخطاب! لقد قامت «حركة القراء» بدور خطير فى أحداث الفتن الكبرى، وبلغ عدد المشاركين منها فى معركة «صفين» أربعة آلاف قارئ، من مجموع عشرين ألفا فى معسكر الطرفين، فما هى «حركة القراء»؟! القراء: هم قارئوا القرآن ومعلموه، وكان يُنظر إليهم باعتبارهم أهل الورع والتقوى والصلاح من صحابة رسول الله، وقد أخذت هذه الطبقة تزداد يوما بعد يوم حتى أصبحت حركة منظمة «غير رسمية» يقودها مالك بن الحارث الملقب بالأشتر، وأصبح لها نفوذ فى البلاد، الأمر الذى جعل ولاة الأمور يقربون القراء إليهم، ويشركونهم فى صنع القرار السياسى! لقد قامت «حركة القراء» بأدوار خفية لتحقيق مصالح سياسية، وكانت تتلوّن باللون السياسى الذى ترى فيه مصلحتها، فقد استغلت فرصة خروج سعيد بن العاص والى الكوفة لمقابلة خليفة المسلمين عثمان بن عفان، وقررت منعه من دخول الكوفة، وعينوا مكانه أبا موسى الأشعرى، ساعدهم فى ذلك عبد الله بن مسعود خازن بيت مال الكوفة، مما اضطر عثمان إلى قبول هذا الوضع مكرها! ولقد استغلت «حركة القراء» حرق عثمان للمصاحف التى كانت موجودة فى أيدى القراء، والإبقاء على نسخة واحدة بقراءة واحدة هى لغة قريش، فى التحريض ضده، خصوصا بعد أن رفض عبد الله بن مسعود تسليم مصحفه لعثمان، ووقف أبو موسى الأشعرى معهم! لقد اعتبرت «حركة القراء» أن ما يفعله عثمان بدعة مخالفة لسنة رسول الله وخليفتيه، فقد كان فى الكوفة قُراء ينسبون قراءاتهم إلى ابن مسعود، وفى البصرة والشام أيضا قراؤها، فشعرت الحركة أن جمع عثمان المسلمين على رسم واحد للقرآن يسحب نفوذهم الدينى من بين المسلمين، وبالتالى سلطتهم الشرعية على الخليفة، باعتبارهم الممثلين لرسول الله فى العمل بكتاب الله وسنة رسوله! ولكن اللافت للنظر، والذى يكشف الدور السياسى المتلون الذى كانت تقوم به «حركة القراء»، أنها أشاعت بعد مقتل عثمان أن عليا كان وراء مقتله، وعندما علمت السيدة عائشة ذلك، وكانت وقتها فى مكة، طلبت القصاص من قتلة عثمان، فانقسمت البلاد إلى قسمين: الأول: وقف مع السيدة عائشة بقيادة طلحة والزبير، والثانى: وقف مع على بن أبى طالب باعتباره الخليفة الشرعى. لقد أخذ على بن أبى طالب البيعة بإجماع أهل المدينة، وحدث ذلك بصورة سريعة لحسم الخلافات والصراعات والفتن التى ظهرت بعد مقتل عثمان، واستند أهل المدينة فى هذه البيعة إلى نتائج مجلس الشورى الذى كان قد اختاره عمر بن الخطاب قبل موته، والتى أسفرت عن أن يكون الاختيار بين عثمان وعلى، فتولى عثمان الخلافة وجاء الدور على علىّ. وأمام هذه التحديات، ولإحكام السيطرة على البلاد، اضطر على بن أبى طالب إلى الاستعانة بـ«حركة القراء» ونجح فى عزل أبى موسى الأشعرى واسترداد الكوفة والسيطرة عليها، ولكن الفريق المعارض بقيادة السيدة عائشة وطلحة والزبير، أعلنوا رفضهم لبيعة على حتى يسلمهم القراء الذين شاركوا فى التحريض على قتل عثمان! وكانت هناك طائفة يطلق عليها «أهل الجماعة»، تنادى بطاعة الإمام الذى تؤول إليه السلطة، ووجوب المسارعة إلى بيعته وتحريم الخروج عليه، حتى وإن فسد وطغى، فهؤلاء انضموا إلى «حركة القراء» وسارعوا إلى بيعة على، وهؤلاء سيبايعون بعد ذلك معاوية الذى خرج على علىّ وقاتله، وهم الذين أطلق عليهم معاوية «أهل السنة والجماعة» بعد أن أصبح خليفة المسلمين! والسؤال: هل كان لقراء القرآن، أهل الورع والتقوى والصلاح من صحابة رسول الله، دور فى حفظ كتاب الله، ووصوله إلينا سالما من التحريف والتبديل، كما يدعى أنصار الفرقة والمذهبية؟! الجواب: إن تاريخ «حركة القراء»، الذى أشرنا إلى جانب منه، خير شاهد على فاعلية حفظ الله تعالى لكتابه دون تدخل أحد من البشر، ولو كان قراء القرآن هم الذين حفظوه لوصل إلينا كما وصلت مرويات الرواة المذهبية التكفيرية المتخاصمة! لقد أصبح الموقف بين الفريقين صعبا، فالسيدة عائشة وأنصارها لن يبايعوا عليا، وعلىّ لن يُسلمهم من تتهمهم السيدة عائشة بقتل عثمان حتى ينتهى التحقيق فى هذه الواقعة، ولكن وبسبب تحريضات أصحاب المصالح السياسية الخاصة، انزلق الفريقان فى عمل عسكرى: جيش تقوده زوج النبى، والآخر يقوده خليفة المسلمين وابن عم النبى! ولقد استغل الوضّاعون والمفتون المغرضون هذا الصراع السياسى الطائفى فى وضع الأحاديث المفتراة على الله ورسوله، والإفتاء بشرعية الخروج على خلافة علىّ، وفتاوى أخرى تدعم هذه الشرعية وتطالب بمحاربة الخارجين عليها! لقد أخرج البخارى فى صحيحه: «كنا فى زمن النبى لا نعدل بأبى بكر أحدا، ثم عمر، ثم عثمان، ثم نترك أصحاب النبى لا نفاضل بينهم». نلاحظ أن هذه الرواية ذكرت الخلفاء حسب ترتيبهم التاريخى، ولم تذكر الخليفة الرابع، فى الوقت الذى يخبر فيه الراوى عن واقعة حدثت فى زمن النبى، «كنا فى زمن النبى»، أى قبل ظهور الخلفاء أصلا! ألا يُشتم من ذلك رائحة الوضع، وأن الفريق الأول الذى تقوده السيدة عائشة ومعها الأمويون، أرادوا بهذه الرواية إخراج علىّ بن أبى طالب من المفضلين الراشدين، وإباحة الخروج عليه فى المعارك الثلاث السابق ذكرها؟! ويروى البخارى عن عمار بن ياسر قوله: «إن عائشة قد سارت إلى البصرة، ووالله إنها لزوجة نبيكم فى الدنيا والآخرة، ولكن الله تبارك وتعالى ابتلاكم ليعلم إياه تطيعون أم هى». يقول ابن حجر عند شرحه لهذه الرواية: «مراد عمار بذلك أن الصواب فى تلك القصة كان مع علىّ، وأن عائشة مع ذلك لم تخرج عن الإسلام، ولا أن تكون زوجة النبى فى الجنة، فكان ذلك يعد من إنصاف عمار وشدة ورعه وتحريه قول الحق»! ونحن نتحدث عن مدى تحقق شرط العدالة فى رواة الأحاديث المنسوبة إلى النبى، فإن قول ابن حجر إن الصواب كان مع علىّ اعتراف منه بأن السيدة عائشة أخطأت، وعندما يترتب على هذا الخطأ سفك دماء آلاف المسلمين فى المعركة التى قادتها، وهى معركة الجمل، فإن ذلك يسقط عدالتها حسب شروط علماء الجرح والتعديل، ولن يشفع لها أنها زوج النبى! فإذا علمنا أن عمار بن ياسر كان يقاتل فى جيش علىّ، وأن هناك رواية فى البخارى تقول: «ويح عمار تقتله الفئة الباغية»، واعتبرنا أن هذه الرواية حديثا نبويا ووحيا من الله تعالى، كما يدعى المحدثون وأئمة السلف والخلف، إذن فقد حكم هذا الحديث على جيش السيدة عائشة بأنه جيش البغاة، وبذلك تسقط عدالة كل المشاركين فيه من الصحابة، استنادا إلى صحيح «السنة النبوية» التى نقلها أصح كتاب فى الحديث عند أهل السنة والجماعة! فإذا ذهبنا إلى رواية أخرى أخرجها البخارى فى باب الفتنة التى تموج كموج البحر، عن أبى بكرة، قال: «لقد نفعنى الله بكلمة أيام الجمل لما بلغ النبى أن فارسا ملّكوا ابنة كسرى قال: «لن يفلح قوم ولوا أمرهم امرأة»! وفى هذه الرواية، ينقل لنا أبو بكرة من مسرح الأحداث «أيام الجمل» حديثا جعله يمتنع عن القتال فى صف عائشة، ثم تأكد له صحة هذا الحديث عندما انتصر جيش علىّ! ألا يُشتم من ذلك رائحة الوضع الشيعى، الذى اخترق أمهات كتب أهل السنة على حين غفلة من أهلها، وهو كثير؟! ألم تأت هذه الرواية ضمن منظومة الروايات المذهبية التى تم توظيفها لخدمة أغراض سياسية تحت رعاية «السنة النبوية» المذهبية؟! إننا لو صدقنا رواية البخارى، واعتبرناها وحيا من الله أسقطنا عدالة كل من اشتركوا مع السيدة عائشة فى حرب علىّ، لأنهم قوم لا يفلحون! ولو كذبناها أسقطنا عدالة الفريقين، لأن الله تعالى يقول: «وَمَن يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُّتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا»!
*******************************************
ضم أعداد أكبر من المؤمنين بأفكار عاطفية مثل الدفاع عن دين الله، وتطبيق الشريعة، وما إلى ذلك.
فهاهي عقود وراء عقود ومازال عامة المسلمين، خاصة الفقراء منهم في معظم بلدان العالم، منخدعين بهذه الفكرة المشؤومة، إقامة الخلافة، أملا في مستقبل أفضل يسوده العدل والحق، مع أنها هي هي الدعوة التي ألّب الخوارج بها الناس على قتل صاحب رسول الله سيدنا عثمان بن عفان، كانوا يدّعون أن هدفهم إقامة العدل وحسن اختيار صاحب الولاية، حتى حدثت الحادثة ووقعت «الفتنة الكبرى
ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن إن ربك أعلم بمن ضل عن سبيله وهو أعلم بالمهتدين)، ذلك أن أساس الدعوة بحسب الآية السابقة هو إصلاح القلوب التي إذا امتلأت من الإيمان بالله ومخافته ورجائه واستشعار مراقبته صلحت أحوال الناس، إذن فالداعون لإقامة الخلافة يقصدون الدنيا تحت مسمى شرعي زائف، ولا يرومون الآخرة كما يزعمون
+++++++++++++++++++++++
رفع المصاحف على الأسنة.. القديم والجديد
ضم أعداد أكبر من المؤمنين بأفكار عاطفية مثل الدفاع عن دين الله، وتطبيق الشريعة، وما إلى ذلك.
فهاهي عقود وراء عقود ومازال عامة المسلمين، خاصة الفقراء منهم في معظم بلدان العالم، منخدعين بهذه الفكرة المشؤومة، إقامة الخلافة، أملا في مستقبل أفضل يسوده العدل والحق، مع أنها هي هي الدعوة التي ألّب الخوارج بها الناس على قتل صاحب رسول الله سيدنا عثمان بن عفان، كانوا يدّعون أن هدفهم إقامة العدل وحسن اختيار صاحب الولاية، حتى حدثت الحادثة ووقعت «الفتنة الكبرى
ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن إن ربك أعلم بمن ضل عن سبيله وهو أعلم بالمهتدين)، ذلك أن أساس الدعوة بحسب الآية السابقة هو إصلاح القلوب التي إذا امتلأت من الإيمان بالله ومخافته ورجائه واستشعار مراقبته صلحت أحوال الناس، إذن فالداعون لإقامة الخلافة يقصدون الدنيا تحت مسمى شرعي زائف، ولا يرومون الآخرة كما يزعمون
+++++++++++++++++++++++
رفع المصاحف على الأسنة.. القديم والجديد
فى معركة «صفين» بين على ومعاوية، رفع البعض المصاحف على أسنة الرماح، وهتفوا: إن الحكم إلا لله، كان مشهد صحائف القرآن الكريم وهى مرفوعة فى ميدان القتال رهيبا ومخيفا، فارتبك المتقاتلون وتوقف الكثيرون عن القتال وعن سفك الدماء والقتل المستعر، كان القاتل مسلما وكان القتيل مسلما أيضا، وقد اختلف المؤرخون حول من كان وراء هذا الفعل والتصرف، أى الاستعانة بصحائف القرآن لإجبار الطرفين على التوقف، وتحديداً جيش على ومقاتليه الذين كانوا يجتاحون جيش معاوية وكانوا أكثر عدداً.
المحبون لعلى بن أبى طالب يؤكدون أن عمرو بن العاص وبعض قادة جيش معاوية تبينوا أن الهزيمة فى جانبهم على الأغلب، وأنهم بذلك التصرف نجحوا فى وقف المعركة قبل إعلان النصر النهائى لعلى ليتاح لهم التفاوض والفوز من خلاله أو إعادة التأهب بين قواتهم وإحداث شروخ فى تماسك معسكر على، باختصار إن لم يحققوا نصرا ًنهائياً على جيش على فسوف يحرزون كثيرا من النقاط، ويؤكد هؤلاء المؤرخون أن علياً كان بحدسه أول المنتبهين لهدف هذه المناورة وكان يريد مواصلة القتال، غير أن بعض من معه صاحوا به أن يتوقف، وأحاطوا به وهددوه، لذا استجاب مكرها وأرسل إلى قادته بالتوقف فوراً.
كثير من المؤرخين المعجبين بمعاوية وعمرو يأخذون بهذه الرواية، ويذهبون إلى أنها دليل ذكاء وحنكة ودهاء، هنا يصير الدهاء محببا ًلديهم ومقبولا، لا يجدون فيه غضاضة بل يعدون ذلك فى صفحة عمرو وتاريخه من فضائل الأعمال وجليل الصفات، وقد يدهش بعضنا أنه بعد توقف القتال كان معاوية نفسه صاحب اقتراح التحكيم، حيث قال للأشعث بن سعد، رسول على: إليه نرجع نحن وأنتم إلى ما أمر الله فى كتابه، تبعثون منكم رجلا ترضونه ونبعث منا رجلا، ثم نأخذ عليهما أن يعملا بما فى كتاب الله، وقَبِل على هذا الاقتراح، وقال أنصاره: رضينا وقبلنا، وقد حدث الخلاف فيما بعد بين على وأنصاره حول من يمثلهم، وألزموه هم بأن يرشح أبا موسى الأشعرى، رغم أن علياً كان متوجسا منه ولم يكن يثق به.
المؤرخون والمفسرون الذين لا يحبون الإمام علياً، وأكاد أقول يكرهونه، يرون أن رفع المصاحف لم تكن فكرة عمرو ولا ظهرت فى رأس قادة جيش معاوية، بل هى فكرة الخوارج، وهؤلاء كان لهم وجود كبير فى معسكر على وكذلك بين رجال معاوية، وقد ضج هؤلاء وأولئك من الدماء المسالة ومن استمرار القتل فى غير جهاد حقيقى وبلا أى مبرر، ولا هدف دينى، فلا القتال يهدف إلى فتح جديد أو كسب بلاد جديدة، بل هو قتال وصراع على منصب سياسى فى النهاية، أى من يكون أمير المؤمنين أو الخليفة، ويذهب هؤلاء كذلك إلى أن الذين رفضوا تقديم البيعة لعلى لا يجب مقاتلتهم وشن الحرب عليهم، لأن البيعة تقوم على الرضا والقبول وليس فيها الجبر أو القسر، وقد توقف هؤلاء عند موقف أبى بكر الصديق من على بن أبى طالب، فى البداية رفض على مبايعة أبى بكر ومع ذلك لم يقاتله الصديق ولا اتخذ منه موقفا عدائيا ولا حاول أن يجبره على مبايعته، وسوف نجد هذا الرأى لدى فقيه وفيلسوف كبير لا يحمل أى عداء لعلى بن أبى طالب، أقصد ابن حزم الأندلسى فى كتابه» الفصل فى الأهواء والملل والنحل».
والثابت أن الخوارج رفضوا موقف على وموقف معاوية، كان على يرى أن الخلافة يجب أن تكون فى الهاشميين عموما وتحديداً آل بيت النبى، وكان معاوية يرى أنها يجب أن تكون فى القرشيين عموما دون غيرهم، ولو أخذنا برأى على فهذا يعنى أن تبقى الخلافة فيه وفى بنيه من بعده، ذلك أن الآخرين من الهاشميين لم يكونوا من المهاجرين ولا أصحاب سابقة فى الإسلام، بل بين الهاشميين من قاتل فى معركة بدر ضمن جيش أبى سفيان، أما على فهو من أوائل من اعتنقوا الإسلام وهاجر إلى المدينة، وصاحب بطولات فى غزوة بدر، ولم يكن ينافسه من الهاشميين سوى حمزة بن عبدالمطلب، عم الرسول، وقد استشهد فى «أُحد»، ولو تأملنا رأى معاوية فهذا يعنى أن تذهب إليه هو وأولاده من بعده، والحق أن المعركة فى جوهرها لم تكن صراعا بين الهاشميين والأمويين، كما يتصور كثيرون، بل بين على ومعاوية، والدليل أن ابن عباس، وهو ابن عم على، حين رأى الدائرة تدور على ابن عمه ذهب إلى معاوية، وبعث برسائل إلى على ينتقده فيها بشدة.
كان رأى الخوارج أن الإمارة يجب أن تكون مفتوحة بين عموم المسلمين، لا فضل لقرشى على غيره، ولا لآل البيت على الآخرين، ولا لمهاجر على أنصارى، بل تكون للأتقى والأعدل، لا فضل لعربى على أعجمى إلا بالتقوى، وأفضلكم عند الله أتقاكم، ولكن هذا الرأى لم يجد من يستمع إليه أو يأخذ به، ورغم أهميته، فضلا عن وجاهته، كان سابقا لزمنه،وسارت حركة التاريخ باتجاه أبناء معاوية وأسرته، أى الأمويين، ثم انتقلت إلى العباسيين، أى الهاشميين، فى نهاية الأمر، الموضوع فيه الكثير من التفاصيل التاريخية ،وبه العديد من التباين فى الروايات والمعلومات، فضلا عن أنه صار محملا بانحيازات مذهبية وأيديولوجية وخلاف بين الفرق الإسلامية المتعددة والمتباينة إلى حد التضارب والتناقض أحيانا، ويمكن البحث فيه بتوسع أكثر وتدقيق أشد، لكن سوف نجد أن الجميع يتفقون على أن رفع المصاحف والهتاف بالاحتكام إلى كتاب الله كان هدفه لدى كل الأطراف تقريبا هو منع الاقتتال والتوقف عن القتل وإراقة الدماء.
وفى عصرنا الحديث عادت من جديد ظاهرة رفع المصاحف، والهتاف بأن لا حكم إلا لله، فى استعادة مقيتة لموقف تاريخى مؤلم للجميع، سوى دعاة الدم والقتل، ما جرى فى صفين والتحكيم ثم مقتل على بن أبى طالب كان درسا موجعاً، لذا وجدنا نجله سيدنا الحسن يتجه إلى المصالحة بعد ذلك مع معاوية حقنا للدماء وحفظا للأرواح، ورغم أن حروبا كثيرة نشبت بعد ذلك بين مسلمين، بعضهم البعض، لكن لم يلجأ أحد إلى رفع المصاحف، حفاظا على قدسية كتاب الله، الذى يجب ألا يتم الزج به فى معارك سياسية وإعلامية أو حتى ميادين القتال، لكن ماذا نفعل بمن يستبيحون المقدس وينتهكون الحرمات، ولكن هذه المرة لا يرفعون المصاحف بهدف وقف الاقتتال بل للدفع إليه، وليس للحفاظ على أرواح الناس وحقن الدم بل لإراقته وإهدار الأرواح وتدمير المؤسسات العامة واستحلال أموال الناس ،وفى النهاية إسقاط الدول وتخريب المجتمعات.
ولا يرفعون المصاحف إلا فى وجه المسلمين، ليس بهدف الاحتكام إلى ما فى المصحف بل بهدف التخويف والترويع وربما الابتزاز السياسى والاجتماعى، وفى النهاية لم ينجحوا إلا فى الإساءة إلى الدين ذاته وإلى نصوصه المقدسة، وإلى مجتمعاتهم والإنسان عموما.. فلا نالوا السلطة التى يطمحون إليها، ولا أضافوا للدين شيئاً، بل أحدثوا فوضى وقتلًا، وامتلأت جيوب بعض قادتهم وزعمائهم بالمال، وأُتخمت حساباتهم فى البنوك، وهشت بعض الجهات الأجنبية لهم.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق