السبت، 25 ديسمبر 2021

الموسيقي والسعودية * السعودية من تحريم التماثيل إلى قبلة لأبرز النحاتين العالميين . سباحة وحفلات ليلية

Jan 31, 2019

تسمو بالوجدان ووسيلة لتعبير عن المشاعر وسيلة لوصف الفرح والحزن 
اصال المعاني بصدق وشفافية الي الجمهور

احترس (الموسيقى) ترجع إلى الخلف

عودة تدريس الموسيقى والمسرح فى مدارس المملكة العربية السعودية، بعد توقف ٦٠ عامًا، عادت الأراضى الحجازية إلى التنوير، تلك الأرض التى تميزت، قبل مئات السنين، بالشعر، الخبر أسعدنى كون دراسة الفنون داخل المدارس - حتى ولو كان دون احتراف فيما بعد - تشكل وجدان أمة، وهو ما ستجنيه المملكة خلال السنوات المقبلة، بعد سنوات عجاف كان البعد فيها عن (مباهج الحياة) وتلوينها بـ(الأسود) هو الحاكم، 

الموسيقى تعود إلى المدارس السعودية بعد ستين عاما

مثقفون سعوديون يطالبون بالتدرج في إدراج الموسيقى والفنون في المناهج لتجنب الصدمة، مع ضرورة الاهتمام بتجهيز المدارس بالكوادر التعليمية وتجهيز المباني.

*
التعليم .. وازدواجية التفكير

بعد إعلان سمو وزير الثقافة عن إدراج
الموسيقى والفنون والمسرح في المنهج
الدراسي، والشراكة المعقودة بين وزارتي
ّ الثقافة والتعليم، فك ً رت كثيرا في قدرة وزارة
التعليم على النجاح
 
 
لكن في سياق المنهج الدراسي لا
يزال تحريم الاختلاط والموسيقى والكثير من
ُ القضايا الخلافية التي تحقن في أذهان الطلبة
ُ كقضايا محسومة، وبطريقة إن لم تكن تحدِث
انفصاماً ً حادا في ذهن الطلبة فهي ستضع
الوزارة بكاملها ككيان في خانة التناقض
المسلكي الحاد، ليبقى بعد ذلك السؤال الجاد
المطروح: متى ستتجرأ وزارة التعليم على
تغيير المنهج الدراسي والسياسة التعليمية
التي كانت تعطي رأياً ً واحدا محسوماً في كافة
القضايا أنتج الكثير من التشويه للأجيال؟
والتعميم على كل المعلمين
بعدم حسم الخلاف الفقهي في القضايا ذات
الطابع الخلافي، وترك الطالب ليختار من بين
تلك الآراء. بذلك أيضاً سيتم استيعاب منطق
الخلاف وبالتالي استيعاب مفاهيم التعايش
والتسامح وأن يكون التعليم هو البيئة
الجديرة بحمل رسالة التعايش المجتمعي
لا أن يكون حجر عثرة تجاهها، أو مصدر
ُ تشويش لاستقرار اللّحمة المجتمعية بكل
تنوعاتها وانتماءاتها
الموسيقى والفنون والمسرح، بحد ذاتها،
كفيلة بخلق ذلك الانسجام الذي افتقدته تلك
ً البيئة التعليمية عقودا طويلة،
وإنهاء تلك
العزلة التي عملت على خلق ازدواجية فظيعة
في أذهان الناشئة والأهالي على السواء. إنها
مسألة تحديث بنيوي جاد لا يقبل التفاوض
وأنصاف الحلول، ومن لا يستطيع من
ًمنسوبي التعليم ومسؤوليه أن يقدم شيئا
لهذا التحديث الهام لمقتضيات الواقع أو أن
يستوعب منطق المرحلة وتفاصيلها الدقيقة
ً فعليه أن يتنحى مشكورا ً ومأجورا على ما
قدمه فيما سبق. الأمر يتعلق بمصالح أبعد
بكثير من رؤية أحادية الاتجاه والمنطق. الأمر
يتعلق بجيل كامل يجب أن نسابق به الزمن
لردم فجوة اتسعت عميقاً بيننا وبين الحياة
ُ والعالم والتنافس التنموي في بعده الإنساني
والثقافي لهذه الأمة وهذه الأرض

*
كل حاجة وعكسها

الداعية السعودى «عادل الكلبانى»، إمام المسجد النبوى السابق، يقول إن النبى محمداً، صلى الله عليه وسلم، كان يستقبل مطربات فى بيته، وإن تعليم الموسيقى حلال بشرط عدم إجبار الطالب عليه. استند الداعية فى فتواه إلى عدد من الأحاديث النبوية التى تثبت صحتها. فى المقابل أثار حديث المطربات اللائى يغنين فى بيت النبى غضب آخرين فانطلقوا يحاججونه على مواقع التواصل الاجتماعى بأحاديث نقيضة تؤكد حرمة الغناء والمعازف وتتحدث عن مزمار الشيطان، وغير ذلك من كلام. ولأن الأحاديث المؤيدة للغناء والموسيقى وكذا المحرِّمة لها نسبها الرواة إلى النبى، صلى الله عليه وسلم، فقد لجأ البعض إلى جدل موازٍ عن قوة السند ودرجة ضعف أو قوة الحديث، وهكذا.

قد لا أبالغ إذا قلت إن أى موضوع جدلى فى الحياة المعاصرة يمكن أن تجد فى التراث ما يؤيده إذا أردت تحليله، ويمكنك أيضاً أن تجد ما ينفيه ويعارضه إذا رغبت فى تحريمه، والسر فى ذلك أن رجال الدين فى العصور الأولى لتشكل دولة الخلافة (وتحديداً خلال العصر الأموى والعصر العباسى الأول) كانوا يعملون فى معية الخلفاء والأمراء، تماماً مثل موظفى الدولة المعاصرين الذين يعملون فى معية الوزراء والمسئولين. نظرة واحدة من عين الخليفة أو الأمير أو همسة يهمس بها كانت كفيلة بأن يفهم رجل الدين المطلوب فيسارع إلى تدبيج الفتوى بالشكل الذى يرضى السلطة، وهو لن يعدم حيلة فى ذلك، لأن عملية الوضع أو الدس على النبى كانت على أشدها فى بعض الأوقات. يكفى لكى نستدل على ذلك أن نشير إلى أن كتاب صحيح البخارى اشتمل على أربعة آلاف حديث، وبالأحاديث المكررة يتجاوز رقم السبعة آلاف بقليل، تمثل على وجه التقريب نسبة 10% من الأحاديث التى كانت رائجة فى عصره، وبعد سنين من تداول كتاب «البخارى» بين المسلمين يرى البعض أنه ما زال يحتاج إلى تنقية، بسبب اعتماده على التدقيق فى السند أكثر من التحليل العقلى للمتن أو المضمون الذى يشتمل عليه فى ضوء المرجعية القرآنية.
هذا التناقض أساسه رجال الدين الذين لبسوا عباءة الدولة، ورجال الدولة الذين خرجوا من سيالة الموروث الفكرى الذى لم يخضع للمراجعة والتدقيق فأدى إلى بناء مشهد «كل حاجة وعكسها».
*

ترسيخ الانفتاح في السعودية يستوجب مراجعة الموروث بجرأة

الرياض - تتجه المملكة العربية السعودية بعد إقرار رؤية ولي العهد الأمير محمد بن سلمان 2030 إلى القطع النهائي مع الانغلاق والتشدد الديني، والتخلّص من الثوب المحافظ بما يتواءم وروح العصر. وتعمل جاهدة على فتح أبواب الإصلاح على أكثر من واجهة وبشكل متسارع لتأكيد جديتها في السير قدما نحو الانفتاح على مقومات التطور في شتى المجالات التي حرم منها السعوديون تحت وطأة سيطرة جهات تتبنى قراءات متشددة للدين، عازمة في ذلك على تحويل رؤيتها الجديدة في الإصلاح إلى مشاريع ومنجزات على أرض الواقع.

ويلقى الانفتاح الذي تشهده السعودية قبولا لدى النخب الشابة، حيث يرى الباحث السعودي وحيد الغامدي، في حديثه لـ“العرب”، أن ترسيخ التحولات الجديدة في السعودية، يجب أن يقترن بإعادة تعريف للموروث بجرأة وشجاعة، دون الاكتراث بقوى الشد إلى الوراء، فمن “تعوّد على أن يكون مذعورا، سيبقى كذلك”، معتبرا أن المجتمع السعودي عصي على التقسيم.

تأكيد الانفتاح

يقود ولي العهد الشاب الأمير محمد بن سلمان عملية التغيير والانفتاح في السعودية، حيث قال في حديث صحافي عن خططه للإصلاح والتغيير، إن “الشرط الأساسي والجوهري للإصلاح هو رغبة الشعب في التغيير.. الأمر الأكثر إثارة للقلق هو إذا كان الشعب السعودي غير مقتنع، وفي حال كان الشعب السعودي مُقتنعا، فالسماء هي الحد الأقصى للطموحات”.
وهو ما يؤكد أن عملية الانفتاح داخل السعودية لن تتأثر بمحاولات التشويش ولا بالقوى المتشددة المتمسكة بنهج الانغلاق. هذه الرؤية يتبناها الغامدي الذي ينتقد بشدة التيار الصحوي في بلاده باعتباره يرفض التطور والتغير، داعيا إلى تجاوزه، بقوله “هؤلاء كانوا ولا زالوا مذعورين منذ إقرار تعليم البنات وحتى اليوم”، مبديا رفضه لأن يظلوا إلى اليوم موضع اهتمام أو محطة لحسابات سياسية أو غيرها. وقال إن لديهم صفة ثابتة، “وهي أنهم يُذعرون من أي جديد في حياتهم لكنهم لا يلبثون أن يتآلفوا معه بمرور الوقت”.
وردّ الغامدي على من يعتبرون أن التحولات الجديدة في السعودية يمكن أن تخلق تقسيما حادا في المجتمع يصنف الناس إلى محافظين وغير محافظين، قائلا، “كل المجتمع محافظ ولديه موروث أصيل يجري نفض الزيف عنه وعمّا لحقه من مزايدات، ولكن يوجد سلبيون لديهم تصور مغال جدا عن مفهوم المحافظة”.
بدأت الصحوة السعودية تعلن عن نفسها بقيادة مجموعة من رجال الدين داخل السعودية مع بداية الثمانينات من القرن الماضي، الذين رفعوا شعار الدعوة لإيقاظ الناس من غفلتهم. وقد جاءت الإرهاصات الأولى للصحوة في ظل تغيرات في المشهد الإقليمي والدولي، حيث شهد عام 1979 نجاح الثورة الإيرانية والغزو السوفييتي لأفغانستان.
وعلى الصعيد السعودي الداخلي حدث تطور خطير تجسد في محاولة احتلال الحرم المكي على يد جهيمان العتيبي، بالإضافة إلى صدامات في المنطقة الشرقية من المملكة ذات الأغلبية الشيعية، والذي كانت له صلة مباشرة بأحداث الجوار الإيراني وتنامي المد الديني الشيعي.
وقال الغامدي، إن “السعوديين استنفدوا كل طاقاتهم في تلك المزايدات الدينية حتى بلغت الفقاعة مرحلة الانفجار”، وعلينا أن نؤمن بتلك “الدورة الإنسانية التداولية في التطور والتراجع”. لكنه حذّر من أن أنصار الفكر الصحوي يبحثون عن موطئ قدم في الكويت، باعتبار أنها الأقرب لهم فكريا مقارنة بدول خليجية أخرى، خاصة على مستوى وجود الإسلاميين.

مرحلة انتقالية

أوضح الغامدي أنه من الطبيعي أن الحسم الفجائي لكل تلك التجاذبات سيربك الجميع. وكشف أنه إلى حين خلق اهتمامات جديدة أو مشكلات جديدة لا بد من بعض الوقت، لأن ما تعيشه السعودية يمثل مرحلة انتقالية بين مرحلة غير طبيعية، وبين مستقبل واعد سيعاد تشكيل الأفكار فيه من جديد، وربما مع جيل جديد في ذلك الوسط، وليس بالضرورة بنفس تلك الأسماء المألوفة.

ويرفض الغامدي الطرح الذي يعتبر أن القوة الناعمة مفهوم غائب لدى السعودية،

ويرى أن كل ما يجري اليوم يعمل على إعادة تشكيل تلك القوة، واستثمارها بدءا من الترفيه والجذب السياحي، وانتهاء بالسياسات الاقتصادية والتجربة التي تخوضها السعودية في جذب الاستثمار الأجنبي، وليس اكتتاب شركة أرامكو سوى جزء منها باعتبارها قوة واعدة ويؤمل أن تُعيد الكثير من عناصر الجذب للتجربة السعودية.

وشدّد الغامدي على أن الخط الثقافي هو الذي يحتاج أكثر من غيره إلى المزيد من الاهتمام، وذلك لأنه عنصر بناء إنساني في المقام الأول. فبناء الإنسان ضرورة استراتيجية لا تقل أهمية عن بناء العمران. والأهم أن تسير عملية التثقيف في مسار ناضج حقيقي.

ووفق الباحث السعودي فإن ملامح التغيير بدأت تبرز في السعودية بتشكل ذوق عام يمثل عتبة مهمة في بناء مجتمع التحضر وتجهيز الناس لواجبات مرحلة الانفتاح، لكنها بمعايير المرحلة لا وفق خط معين تحكمه أفكار ومخرجات الحقب الماضية.

وقال، “اليوم نحن بحاجة إلى توسيع الإدراك في ما يتعلق بحدود هذا الذوق وفق المُدرك الإنساني الذي لدى كل الشعوب، وليس فقط ما نعيه نحن في وعينا العشائري. ذلك الوعي المحدود الذي لا يرى أهمية، مثلا، لرمي المخلفات أو لربط حزام الأمان، في حين أنه يستثار لعدم لبس امرأة للعباءة أو عدم التزامها بالشكل المفترض للحجاب المحلي”. 

وبيّن الغامدي أن النهضة تبدأ من تغيير الوعي، من خلال الاهتمام بالذات والمكان والبيئة وترك الآخرين وشأنهم، من هنا تبدأ حقا، من رسم جماليات المكان وتحديد السلوك الإنساني وفق السياق الإدراكي العالمي الذي دخل إلى السعودية أخيرا عن طريق السياح، ونبذ كل ما من شأنه فرض الوصاية أو الانتصار للآراء الضيقة. وهو أن هذه الصياغة الجديدة لحدود الذوق العام ستعمل على صياغة السلوك المفترض، ستضع النقاط على الحروف، وأظنها ستحد من تلك الوصاية والتطفل، وإن كانا لن ينتهيا تماما، لكن الأجيال الجديدة ستعيش في بيئة أكثر صحية.

جودة الحياة

تشهد السعودية تغيرات لافتة تسعى عبرها إلى توسيع معنى “جودة الحياة” بما يتجاوز البنود الاستهلاكية مثل السينما وبرامج الترفيه إلى أبعد من ذلك لتشمل معايير متعددة لا حصر لها تبدأ من التخطيط الهندسي الحضري للمدن والأحياء، وتنتهي بمستوى حضور الثقافة والفنون في الحياة العامة.

وفي هذا السياق أبدى الغامدي تفاؤلا غير محدود باعتبار أن الجدول الزمني لانطلاق البرنامج المتعلق بتطبيق جودة الحياة قريب، حيث اطّلع على وثيقة في هذا الخصوص، قائلا “نحن نقترب فعليا من معايير جودة الحياة. لديّ بعض التشاؤم البسيط. نحن لدينا مشكلة عميقة تتمثل في الإدراك. هذا الإدراك الذي أراه غائبا عن وعي المدراء والمسؤولين في تلك الأجهزة الحكومية الخدمية التي سيُعهد إليها تنفيذ بعض أوجه برنامج جودة الحياة يجعلني غير متفائل بتحقيق مخرجاته على النحو المخطط له”.

وأكد أن السعودية بحاجة إلى مسؤولين وتنفيذيين جددا كليا، معتبرا أن أغلب المسؤولين الحاليين وبوعيهم الحالي هم نتيجة لمرحلة سابقة كان كل ما فيها ضد معايير جودة الحياة في كل شيء، وبالتالي فإن فاقد الشيء لن يعطيه. وعليه في كل الأحوال أعتقد أن هذا لن يغيب عن ذهنية صانع التغيير في سدّة القيادة.

وختم الغامدي معربا عن أمله في “أن تبدأ هذه النهضة من الإنسان وتنتهي به. الإنسان هو العنصر الأول في بنائها وديمومتها.

آخر القرارات كانت إدراج الموسيقى في التعليم، يؤمل من هذا الأمر أن يعيد أنسنة التعليم وإنهاء تلك الحالة من الفصل الحاد بين السياقات داخل البيئة التعليمية، والتي أحدثت ازدواجية حادة في وعي الناشئة وأهاليهم على السواء. الأهم كذلك أنها ستؤسس أيضا لمفهوم التعايش والتسامح بين فئات المجتمع بكل تنوعاتها، وهذا أهم ما ينبغي أن يتوجه إليه التعليم الذي كان في وقت من الأوقات بعيدا جدا، للأسف، عن هذه الرسالة الإنسانية العالمية العظيمة”.

*
الإصلاح الشامل: البشر مع الحجر!
عماد اديب

هذا ما أدركه الأمير محمد بن سلمان ولى العهد السعودى منذ شبابه.
فى عام 2003 تخرج الطالب محمد بن سلمان بن عبدالعزيز فى مدارس «الرياض»، وكان من ضمن الطلبة العشرة الأوائل على مستوى المملكة، ثم حصل على بكالوريوس فى القانون من جامعة الملك سعود وكان «الثانى على دفعته»، بعدها بدأ فى السير فى مسارين: التعلم فى مدرسة والده أمير الرياض الذى تولى إمارتها منذ العام 1953 وبذلك أصبح أقدم خبير فى شئون الدولة السعودية، والمسار الثانى هو التفكير فى إنشاء كيان «تطوعى إصلاحى» خاص بعيد عن الدولة يهدف لتطوير وتنمية أهم ثروة لدى السعودية.
فهم الأمير محمد بن سلمان -جيداً وعن حق- أن ثروة السعودية ليست النفط المدفون فى باطن الأرض لكنها الشباب والشابات الذين يعيشون فوق الأرض.
وفهم أيضاً أن جهد الإصلاح يجب ألا يكون مقصوراً على الدولة وحدها، لكنه -بالضرورة- يجب أن يكون إصلاحياً مجتمعياً بمبادرات فردية مستنيرة وخلاقة بعيدة عن أى بيروقراطية حكومية.
رأى الأمير الشاب أن نموذج مؤسسة «بيل جيتس» الخيرية هو نموذج متميز لما يجب أن يكون عليه العمل العصرى الجاد لتطوير وتحديث قدرات المجتمع، وبالذات فى مجال إطلاق مواهب وإمكانات أى مجتمع.
قرأ الأمير محمد جيداً وبعمق إحصائيات التركيبة الديمغرافية لبلاده وأيقن أن أكثر التركيبة الديمغرافية تؤكد أن من هم فى سن الطفولة ومن هم ما بين 15 سنة و34 سنة قرابة أكثر من ثلثى المجتمع.
التركيبة الديمغرافية للسكان فى السعودية تقول إن 39٪ من السكان أطفال (بمعنى أقل من 18 عاماً)، وإن 36.7٪ من السكان فى المرحلة السنية بين 15 و34 عاماً وهناك مناصفة تقريباً فى الجنس (ذكور - إناث) بين جيل الشباب والشابات.
تفاعل الأمير الشاب مع جيله، وقرر أن ينشئ «كياناً تطوعياً يقوم على إطلاق المبادرات المبدعة» لتمكين الشباب والشابات فى السعودية بوصفهم أصحاب الحق فى الحاضر والمستقبل.
أيقن الرجل وقتها أنه لا يمكن تطوير المستقبل المقبل بتحدياته دون إحداث نقلة نوعية كاملة فى مفاهيم الإدارة ومنظومة القيم وطبيعة سوق العمل القديمة.
وقتها، أى حينما أقدم على البدء فى الدراسات لهذا المشروع عام 2007، تم اتخاذ الإجراءات التنفيذية لهذا المشروع فى عام 2009 لم يكن هناك ما ينبئ بأى تغيير فى منصب والده أمير الرياض، ولم يكن هناك أى مؤشر أنه سيعمل رئيساً للديوان، وزيراً للدفاع، ولياً لولى العهد، ثم ولى عهد البلاد الموكل إليه تنفيذ أضخم مشروع إصلاحى فى تاريخ المملكة منذ قيام الدولة السعودية الأولى منذ أكثر من 300 عام.
كيان المشروع هو: «بناء وتنمية وتمكين جيل من الشباب والشابات السعوديين والسعوديات الذين لديهم القدرة على تحديث وتطوير البلاد بشكل يؤدى إلى التحديث والعصرنة المطلوبة فى الحفاظ على الهوية الوطنية والمعتقدات».
كانت جمعية «مسك» وحدها هى أداة الأمير الشاب فى تحقيق مشروعه الإنسانى التطوعى.
وقام بتسجيل هذه الجمعية ككيان خيرى تطوعى غير هادف للربح بعيد عن التمويل الحكومى فى وزارة العمل بهدف القيام بجهده كمواطن يسعى إلى إحداث إصلاح حقيقى يساهم به فى الخدمة العامة.
فى تلك الفترة تعرّف الأمير محمد على شاب لفت نظره وأثار اهتمامه اسمه بدر عساكر، رجل أعمال نشط وكفء ومخلص.
كان اللقاء الأول بينهما حينما اختار الأمير رجل الأعمال الشاب «بدر عساكر» ليكون عضواً فى مجلس أمناء جائزة الأمير سلمان عام 2009 التى كان رئيساً تنفيذياً لها.
نجح بدر عساكر فى أن يلفت انتباه الأمير سلمان فأصبح مسئولاً عن كثير من الجمعيات الخيرية غير الربحية التى يرعاها أمير الرياض.
نجاح بدر عساكر فى مهامه التى يؤديها بكفاءة وجهد وصمت دون ضجيج إعلامى لشخصه أهلّه أن يكون مدير المكتب الخاص للأمير محمد، وأحد أقرب مساعديه، ورئيس مجلس المركز الخاص لمبادرات جمعية «مسك».
وفى مبنى بسيط بدأ الأمير محمد وفريق نواة من الشباب والشابات والخبراء فى الإعداد لهذا المشروع الطموح، وكانوا يجلسون ساعات طويلة يصلون الليل بالنهار، أحياناً يتناولون وجباتهم الثلاث فى مكاتب المشروع، يعملون بجهد لا ينقطع ورغبة صادقة للنجاح تهدف لإحداث تغيير وتطوير بلا أى هدف شخصى أو أى دعاية شخصية.
أى جمعية كان يديرها الأمير محمد؟
منذ اليوم الأول يؤمن ولى العهد السعودى الشاب أن «منظومة القيم هى من العناصر الأساسية لتكوين الفرد، وهى المحرك الأساسى لأداء وحركة المجتمع ككل».
وأدرك ولى العهد أن تنمية ورعاية القيم ورعاية المواهب وإطلاق الإبداع وصناعة النماذج الملهمة هى عمل جوهرى وأساسى فى صناعة التحديث المطلوب وجعل السعودية نموذجاً للنهضة والعالم العربى «أوروبا جديدة».
وآمن الرجل بمبدأ علمى مهم هو: «إن كل ما يمكن قياسه يمكن إدارته ويمكن التأثير عليه»، لذلك كان عمله فى «مسك» والديوان، وولاية العهد، والإعداد لرؤية 2030 يقوم على استشارة أفضل الخبرات فى الداخل والخارج والاستعانة بالإحصائيات الدقيقة والدراسات العلمية البعيدة عن الأهواء.
كان الأمير محمد، وما زال، يؤمن بأن إصلاح أى هياكل، ومؤسسات أو قواعد نظام اقتصادى دون أن يواكبها إصلاح جذرى لمنظومة القيم للفرد هو مشروع فاشل أو قاصر.
كان حلم الأمير محمد هو إحداث تغيير جذرى فى نفوس وعقول الشباب والشابات يجعلهم يتوافقون على قيم العصر وتحديات المستقبل.
وكان حلم الأمير محمد فى إيجاد جيل يبادر، يطور، يغير، يثور على الركود واللامبالاة، قادر على التغيير والإنجاز بعلم وكفاءة متعارف عليها لدى ما يعرف بـ«المواطن العالمى» القادر على مواكبة ثورة الاتصالات، وتحديات الذكاء الاصطناعى، وتحويل المملكة من مجتمع يعيش على ريع ثروة النفط، إلى مجتمع عامل لديه موارد أساسية وكافية من مداخيل غير مرتبطة بالنفط.
كنت أسمع وأتابع وأشاهد منجزات «مسك» حتى تلقيت دعوة كريمة من معالى بدر عساكر وأمضيت بها أكثر من 3 ساعات.
ما رأيته فى زيارتى هذه، ثم ما اطلعت عليه من وثائق وسجل أعمال أعطانى طاقة أمل هائلة فى مستقبل شبابنا العربى، وفى مستقبل السعودية القريب.
حتى كتابة هذه السطور تدخلت «مسك» بشكل إيجابى فى حياة أكثر من 40 ألف شاب وشابة ساعدتهم على معرفة أفضل ما بداخلهم وقامت بتنمية قدراتهم، وأطلقت فيهم مواهب القيادة والمبادرة والإبداع الخلاق.
تدخل القدر ليكون الرجل الأول فى «مسك» هو الرجل الموكل إليه من قبَل مليك البلاد مشروع الإصلاح الشامل المعروف بـ«رؤية 2030 السعودية».
من هنا كافأ الزمن الأمير محمد على مشروعه فى «مسك» كى يكون لديه مصنع وخزان بشرى لتخريج دفعات من القوة الشابة الناعمة القادرة على تحويل الرؤية الطموحة إلى واقع حقيقى وإنجاز كفء ينقل البلاد والعباد إلى ما يعرف بالسعودية الجديدة.
//////////////////////////

لأول مرة.. السعودية تمنع زواج الأطفال دون ١٨ عامًا

منة خلف    ٢٥/ ١٢/ ٢٠١٩

قررت المملكة العربية السعودية، أمس، منع زواج الأطفال ممن تقل أعمارهم عن ١٨ سنة من الجنسين، لأول مرة فى تاريخها، واعتبرت إياهم أطفالا وفقا للائحة التنفيذية لنظام حماية الطفل، ووجه وزير العدل، رئيس المجلس الأعلى للقضاء، الشيخ وليد بن محمد الصمعانى، بمنع المأذونين من إجراء عقود الزواج لمن يقل عمره أو عمرها عن ١٨ سنة، وإحالة الطلبات إلى المحكمة المختصة، لاستكمال الإجراءات النظامية حيالها.

واحتفى السعوديون بالقرار على وسائل التواصل الاجتماعى، وكتبت طبيبة أطفال تدعى مها المنيف: «الحمد لله هناك جهود كبيرة تشريعية وتنفيذية لمنع زواج الأطفال، بدأت بتعريف الطفل بأنه كل إنسان أقل من ١٨ سنة».
وفى يناير من العام الجارى، وافق مجلس الشورى السعودى الأعلى على وضع ضوابط لزواج من يقل عمره عن ١٨ سنة ذكراً كان أو أنثى كأن يتقدم ولى الفتاة لقاضى المحكمة بطلب استثناء ابنته من السن المعتبر، وإحضار تقرير طبى من لجنة مختصة.

*

«نيويورك تايمز»: الاختلاط في السعودية شجع رواد الأعمال على الاستثمار

17 يناير 2020

تناول تقرير لصحيفة «نيويورك تايمز» الأميركية، مظاهر التغير الحاصلة في المملكة العربية السعودية، عبر رصد «كوفي شوب» في مدينة الرياض، يسمى «نبت فنجان»، اعتبره واجهة لهذا التحديث، مشيراً في الوقت نفسه إلى ارتباط تغير العادات بتغيرات اقتصادية على أرض الواقع.

وبحسب الصحيفة الأميركية، فإن أهمية المكان ليست في شاي الماتشا المثلج، ولا خيارات الألبان أو كعكة الشيكولاتة التي لا يجب تفويتها، ولا حتى في أسعاره، ولكنه واجهة جريئة للرياض الجديدة، خاصة أن المقهى كان قد تم افتتاحه للنساء فقط، قبل أن يسمح مالكوه باختلاط الرجال والنساء في أواخر 2018.
في أوائل ديسمبر الماضي، أعلنت الحكومة السعودية أن الشركات لن تكون مطالبة بفصل عملائها، وهو ما يمكن اعتباره أحدث توسع في الإصلاحات الاجتماعية التي يجريها ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، والتي يمكن رؤيتها في المدن الكبرى، ويمكن أن تنتقل إلى المناطق الأصغر وبعض المناطق الريفية.
وترى الصحيفة، أنه بعدما أصبح بإمكان السعوديين الاختلاط بالجنس الآخر، بدأ رواد الأعمال الشباب يستثمرون في افتتاح أماكن جديدة، يمكن للسعوديين فيها أن يقابلوا أشخاصاً يتشابهون معهم في التفكير، سواء كانوا فنانين أو صناع أفلام أو رواد أعمال، لافتة إلى أن الاهتمام الآن بالشباب، في بلد ثلثي عدد سكانه أقل من 30 عاماً.
ورصدت الصحيفة الأميركية، عدداً من الأماكن التي تواكب هذا التطور في السعودية، من بينها ميد كافيه، الذي وصفته بأنه مكان يزدحم فناؤه الخارجي بالشباب والشابات، ولكنها أكدت أن الرياض أكثر تحرراً من جدة.
يشار إلى أن بعض المستثمرين في مجال الكوفي شوب في المملكة العربية السعودية، قدروا حجم سوق القهوة بأكثر من 6 مليارات ريال (نحو 1.6 مليار دولار)، أكثرها في الرياض أولا ثم جدة، مؤكدين وجود أكثر من 1000 مقهى وكوفي شوب في العاصمة الرياض.
ونقلاً عن صحيفة الرياض السعودية، يبلغ حجم استثمار السيدات في هذا المجال، في أسواق المملكة، نحو 15% من حجم السوق، ومن المتوقع زيادته إلى 32% خلال الفترة المقبلة.
*
Apr 30, 2021

المتشددون يقابلون الانفتاح الاجتماعي في السعودية بالإشاعة والتخويف

تلاقي سياسة الانفتاح التي يقودها ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان منذ 2017 ترحيبا واسعا خاصة في صفوف الشباب كما أيدها رجال دين بارزون، لكنها مازالت تثير مخاوف فئات محافظة بسبب الحفلات والاختلاط غير المسبوق بين الذكور والإناث الذي تشهده المملكة منذ أشهر.

وأجرت الرياض تغييرات اجتماعيّة كبيرة وإصلاحات اقتصاديّة يقودها ولي العهد، فسُمح للنساء بقيادة السيارات، وبدخول ملاعب كرة القدم، وأعيد فتح دور السينما وسمح بإقامة حفلات غنائية صاخبة. وهناك غض نظر عن إبقاء المتاجر أبوابها مفتوحة في أوقات الصلاة.
في الوقت ذاته، يبدو وكأن الحظر على الاختلاط بين الرجال والنساء انتهى، إذ يمكن رؤية نساء ورجال جنبا إلى جنب في المطاعم والأماكن العامة. ولو أن هذه التغييرات تُجْرَى تباعا من دون ضجة أو إعلان مسبق.
وتم الحد من دور هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر التي كانت بمثابة شرطة دينية في البلاد. وبات انتشار عناصرها محدودا بل حتى معدوما، ما سمح لبعض النساء بالسير دون عباءة أو غطاء للرأس خصوصا الأجنبيات.
ويقول إبراهيم -وهو مدرس لغة عربية يبلغ 55 عاما- “ما يحدث من حفلات صاخبة واختلاط وتساهل في ملابس النساء بل والسماح لهن بالتدخين علنا لا يجوز في بلاد الحرمين”.
ويضيف الرجل الملتحي وهو يهز رأسه مستنكرا فيما كانت فتاتان ترتديان عباءتين تكشفان عن بنطالي جينز ضيقين تمران قربه “مشكلتي ليست مع الحرية، مشكلتي أنّها حرية بلا ضوابط وبلا قيود”، مشيرا إلى أن “التغيير يحدث سريعا”.
ويتابع “سألت علماء دين عما يحدث وقالوا إننا يجب أن نطيع الله ورسوله وأولي الأمر. لذا أنا متقبل الأمر الواقع فهم مسؤولون عنا”، في إشارة إلى الحكومة السعوديّة.
وقال أكثر من خمسة سعوديين في حديث لوكالة الصحافة الفرنسية إنهم متحفظون على الانفتاح المصحوب بتغييرات اجتماعية سريعة “تتنافى مع القيم التي نشأنا عليها”.
لكن الشاب البالغ 26 عاما يقبل على مضض بالأمر الواقع، قائلا إن “الكبت بين الشباب لعقود أدى إلى حدوث تجاوزات مع تطبيق الانفتاح”.
وقال مسؤول حكومي فضّل عدم ذكر اسمه، لأنه ليس مخولا له التصريح، إنّ الإصلاحات الأخيرة “يحتاج إليها السعوديون كي يشعروا أنهم يعيشون حياة طبيعية”.
ويقول متابعون للشأن السعودي إن الانفتاح شامل ويسير بشكل هادئ وغير مستفز، لكن الصورة القديمة القائمة على سيطرة هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر مازالت تسيطر على الأذهان وخصوصا ما كان يعرف بقلاع التشدد، وكل خروج جزئي عليها يبدو للمحافظين وكأنه صادم ومخيف، وهو أمر تغذيه الإشاعات والتأويلات المغرضة للتيارات المتشددة في المملكة، وخاصة أنصار جماعة الإخوان الذين مازالوا منتشرين في مواقع حيوية بالمملكة تحت عناوين دينية وتعليمية وإعلامية.
ويشير هؤلاء المتابعون إلى أن التغيير في السلوك والأفكار يحتاج إلى وقت ليتعود عليه الناس ويندمجوا فيه بشكل تدريجي، وأن غضب المحافظين سيتراجع مع مرور الوقت، خاصة أن غالبية السعوديين باتت مرتاحة بعد التخلص من سيطرة الهيئة ونفوذها غير المحدود، مع توقع أن تستمر الإشاعات وردود الفعل الغاضبة لبعض الوقت.
Aug 6, 2021*
هل الله يكره الموسيقى؟، لماذا يكرهها إذا كان هو الذى خلقها؟، 
هل الله يحب ويكره؟، ألا يعد هذا تشبيها بالإنسان؟

Jul 26, 2021

 الانفتاح على فن النحت جزءا من اتساع دائرة التنوير الثقافي التي شملت السينما والمسرح والغناء ضمن التحوّلات الكبرى التي تعيشها السعودية. وأساس هذه التحوّلات هو الانفتاح على القيم والمنتجات الفكرية والفنية الحديثة، والتخلص من التشدّد الذي طبع حياة السعوديين لعقود وأعاقهم عن الاستفادة من تجارب الآخرين.

Oct 16, 2021 *

شباب السعودية يستمتع.. سباحة وحفلات ليلية

شاطئ "بيور بيتش" في مدينة الملك عبدالله الاقتصادية يوفر تجربة جديدة ووحيدة في المملكة.

جلّ شرعية الأمير اليوم قائمة على بهرجات الألوان النيوليبرالية، وليس لجمهوره في الداخل بقدر ما هي محاولة لإعادة تأهيل نفسه للغرب

مؤسسات إعلامية عملاقة لا تبدأ بـ«MBC» ولا تنتهي بمجلات «الرجل» و«المرأة»، مع أبواب مشرّعة على العولمة.
 فالحالة المسخ التي شهدتها المملكة السعودية، أقلّه من بداية التسعينيات، بين ثقل الهوية الدينية ومنافسة من تيار يُدعى في السياق السعودي بالليبرالي، انتهت بتسيّد الأخير وليكون محمد بن سلمان رافعته. وعليه، وحتى اليوم، يستمر النقاش الأخلاقي البالي بين مظاهر ثقافية معادية للعادات والتقاليد والدين، وبين الترويج للشكل الجديد للهُوية السعودية أو حتى تفضيل أبعاد منها. وبشكل يتّضح في الفجوة بين المواطنين السعوديين في الخارج الذين، ورغم توحّدهم ضد سلطة ولي العهد، ولأسباب مختلفة، فإنهم يمثّلون مثالاً لحالة استقطاب مجتمعية حادّة لمنظور ما هو شكل البلاد الأوحد والحصري.

وضمن هذا الاستقطاب، يتغافل كثيرون أن المسألة الجوهرية - بعيداً من المزايدات الأخلاقية - في الذي يحدث في المملكة هي معضلة ما يطلق عليه أحد الأكاديميين السعوديين «شرعية العولمة». بالعودة إلى ألمانيا، حتى بعد سقوط جدار برلين، ومع الأخذ في الاعتبار السياق والموقع الغربي لهذه الدولة، فإن النموذج الذي تقوم عليه اليوم كأكبر اقتصادات أوروبا قائم على الصناعة وأبعاد من الاكتفاء الذاتي وأخرى لمتانة ثقافية في اللغة والمعرفة في الإنتاج. وهذا ليس عماد ما تقوم عليه السعودية اليوم. بل إن جلّ شرعية الأمير اليوم قائمة على بهرجات الألوان النيوليبرالية، وليس لجمهوره في الداخل بقدر ما هي محاولة لإعادة تأهيل نفسه للغرب، في حين عجزت الطبقة الحاكمة حالياً في السعودية عن إنتاج أي شرعية ذاتية ومستقلة، إذ خلف كل هذا الضجيج أزمة رداء الشرعية تتضافر مع أزمة مخاض تحوّل اقتصادي.

تقول إحدى القصص العالمية إنه وفي زمن بعيد وفي بلد من البلدان عاش ملك من ملوكه مهووساً بالأزياء، فقد كان يجلب المصمّمين من كل بقاع الأرض ليصمّموا الثياب له ويخرج من على شرفة قصره ليستعرض ثيابه لشعبه وسط تصفيق حار. وفي يوم ما، أتاه مصمّم من بلاد بعيدة وصمّم له رداء شفّافاً يكون فيه الملك أشبه بالعاري، وقال للملك إن هذا الرداء منسوج من خطوط سحرية لا يراها سوى الأذكياء فقط وذوي الذائقة الحسنة وهم الوحيدون الذين يرون جمال هذا الرداء. فخرج الملك إلى الشرفة لشعبه الذي رآه عارياً، بيد أن الخوف من العقاب أجبره على كبت الضحكات والتصفيق!

 الإباحة كانت هي الاستثناء، والتحريم بات هو الأصل، وظل خطاب «الصحوة» بشموليته هو المهيمن والأداة التي يستخدمها أيٌّ من كان، لقمع من يريد إسكاته أو يخالفه الرأي.

رفض التحديث والتغيير مؤشر إلى ظاهرة التخلف والجهل في المجتمع، لأنها تنزع لنمط نوستالجي ماضوي تقليدي ما يجعلها تتعارض مع مفهوم الأنسنة. ثقافة الممانعة تعني سحب مسار التطور الإنساني إلى الخلف، وأن ثمة تخلفاً فكرياً تراكم وترسخ في الحياة الاجتماعية من خلال تشويه الحقائق والأحكام الجزافية والارتجالية والشائعات وتبخيس النجاحات، فضلاً عن الاهتمام بالشكليات على حساب المضمون.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق