أليس الإيمان هو أن نصدق الأشياء مهما بدت مستحيلة
موت الإله هو عملية تبدأ عندما يتم تشبيه هذا الإله بالبشر، أي أننا نقرر ما يجب علينا سماعه منه وما يجب تجاهله.
نيتشه وارسطو
قالوا "ما أنزل الله على بشر من شيء (الأنعام آية 91)"
التدين الذي يجعل من الإله خادما، بناء على سؤال "أي نوع من الإله نحتاجه؟"، هو فهم لعلم اللاهوت أطلق العنان للبشر للتجرؤ وطرح سؤال يمكن وصفه بأنه أول سهم يطلق لقتل الإله. وقد جعلت التكنولوجيا الغربية من الإله مجرد شيء، وذلك في إطار مقاربتها لتكييف وتشيئ كل ما حولنا. وبهذه الطريقة لم يعد الإله قادرا على كل شيء، تتجاوز قوته البشر ويشملهم برحمته وعلمه اللامحدود وحكمته الواسعة، ويستمع الناس إلى كلامه ووحيه بأذانهم. الآن بات الأمر كما لو أننا نعرف أكثر منه ما نحتاجه في هذا العالم. وقد يعمد البعض إلى تصحيح هذه المقولة جزئيا وتخفيف حدتها، من خلال القول: "بالطبع ليس السبب هو أن الله لم يعد عارفا بكل شيء، بل لأنه لن يزعج نفسه بالتدخل في الشؤون الدنيوية للبشر. إنه منشغل بأشياء أهم من الأفعال الحقيرة للبشر الفانين من أمثالنا."
معرفة حقيقة الله تبدأ من تنزيهه. وهذا يعني عدم إطلاق صفات أو تشبيهات سلبية عليه. والتنزيه يعني أيضا الاستعداد للاستماع والانصياع لكلامه بكل انتباه. وعندما نعتقد أنه يمكننا أن نقرر بأنفسنا ما سنختاره، ونحاول التدخل في المشيئة الإلهية، فهذا يعني أننا لم نستمع إلى الإله بل حاولنا أن نأمره.
المقصود هنا ليس الامتناع عن بذل مجهود لفهم الأشياء. بل يجب أن نتذكر دائما أن فهمنا لهذا العالم يتأثر بظروفنا والسياق التاريخي. ولكن ما نحتاج إليه هو معرفة أننا نتعامل مع الإله، ولا يمكننا أن نقرر ما الذي سيقوله لنا، لأن أوامره لن تأتي حسب انتظاراتنا، بل حسب ما يريده هو.
تاريخ البشر يختلف عن تاريخ الإله والكتاب المقدس. والاعتقاد بأن الإله الذي خلقنا جميعا مكبل هو أيضا بالتاريخ، هو تفكير سطحي يرقى إلى مرتبة التجسيم أو إطلاق صفات بشرية على الإله.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق